لسنان الاقلام الناقدة ولجوارح الصقور من عباقرة بر السودان نقول
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
زهير عثمان حمد
النقاش حول الثورة السودانية والمواقف المختلفة منها، بما في ذلك الهجوم عليها من بعض المثقفين السودانيين، يمكن أن يُعزى إلى عدة عوامل. وفقًا لبعض التحليلات، يُشير النقاد إلى أن هناك مظاهر سلبية بين المثقفين السودانيين قد أثرت سلبًا على الثورات الشعبية والتجارب الديمقراطية في السودان. من بين هذه المظاهر السلبية: الفردية والأنانية: يُعتبر البعض أن الفردية بين المثقفين تؤدي إلى الانعزال الفكري والانفعال الاجتماعي السلبي مع الجماهير , تجاوز دور التنويري: يُنتقد بعض المثقفين لعدم معرفتهم بحدود دورهم الاجتماعي ومحاولتهم فرض وصايتهم على الشعب.
كما يُشير البعض إلى أن الحرب والصراعات الدائرة في البلاد قد عمقت الانقسام بين المثقفين السودانيين، حيث يتبنى بعضهم مواقف مختلفة تجاه الأحداث الجارية. يُعتبر الجدل حول الثورة السودانية معقدًا ويتضمن آراء متباينة تظهر التحديات السياسية والاجتماعية التي تواجه البلاد.
من المهم أيضًا الإشارة إلى أن الثورات والحركات الاجتماعية غالبًا ما تواجه تحديات وانتقادات مع مرور الوقت، خاصة عندما تتغير الظروف السياسية وتظهر تحديات جديدة. النقد يمكن أن يأتي من مختلف الجهات، بما في ذلك من داخل المجتمع الثقافي والفكري، وقد يكون مدفوعًا بمجموعة متنوعة من الدوافع والمصالح.النقد الثقافي والسياسي يمكن أن يكون محايدًا ومنطقيًا، لكن هذا يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك السياق الذي يُقدم فيه النقد والأسس الذي يستند إليها. النقد الذي يُعتبر محايدًا غالبًا ما يتميز بالتوازن والابتعاد عن الانحيازات الشخصية أو الأيديولوجية، ويستند إلى حجج وأدلة موضوعية. ومن ناحية أخرى، يُعتبر النقد منطقيًا عندما يتبع منهجية عقلانية في تحليل الأحداث والظواهر، ويستخدم الاستدلال المنطقي للوصول إلى استنتاجاته. يجب أن يكون النقد الثقافي والسياسي مبنيًا على فهم دقيق للموضوعات المطروحة ويأخذ في الاعتبار التعقيدات والسياقات المختلفة.
في حالة النقد الموجه للثورة السودانية من قبل بعض المثقفين السودانيين، من المهم النظر في الأسباب والدوافع وراء هذا النقد. قد يكون النقد مدفوعًا بمخاوف حقيقية بشأن مسار الثورة وتأثيراتها، أو قد يكون نتيجة لتباين الآراء حول الأهداف والنتائج المرجوة. لذلك، يجب تقييم كل نقد على حدة لتحديد ما إذا كان محايدًا ومنطقيًا.
من المهم أيضًا الاستماع إلى وجهات النظر المختلفة والتحليل النقدي لفهم الصورة الكاملة للأحداث والتطورات السياسية والاجتماعية في السودان.
الطرح النقدي الذي قدمته يظهر تعقيدات تقييم الثورات والتحولات الاجتماعية والسياسية. يُظهر النص أن الثورات لا يمكن قياسها بمعايير ثابتة أو مثالية، بل يجب تقييمها بناءً على تأثيراتها والتحولات التي تحدثها في المجتمعات.والمقارنة بين الثورات الأوروبية والثورة السودانية تُبرز أن الثورات غالبًا ما تكون معقدة ومتعددة الأبعاد، وأن النجاح والفشل يمكن أن يكونا نسبيين. النقاش حول ما إذا كانت ثورة ما قد نجحت يتطلب النظر في الأهداف الأصلية للثورة وما تحقق منها، وكذلك النظر في التأثيرات طويلة الأمد للثورة على المجتمع.
النقد الذي يُقدمه المؤرخون والمفكرون يمكن أن يساعد في تعميق فهمنا للأحداث التاريخية ويُمكن أن يكون محايدًا ومنطقيًا إذا كان يستند إلى تحليل دقيق وموضوعي للحقائق والسياقات. ومع ذلك، يجب أيضًا الاعتراف بأن النقد قد يكون متأثرًا بالمواقف الشخصية والأيديولوجية للنقاد.
في النهاية، يُعتبر النقاش حول الثورات جزءًا حيويًا من العملية التاريخية والسياسية، ويُمكن أن يسهم في تطوير فهم أعمق للتحديات والإمكانات التي تواجه المجتمعات في أوقات التغيير.
قياس تأثير الثورات على المجتمع يمكن أن يكون معقدًا لأنه يشمل العديد من الجوانب المختلفة، بما في ذلك التغييرات السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية. إليك بعض الطرق التي يمكن من طريق تقييم تأثير الثورات:
التغييرات السياسية: يمكن قياس التأثير بواسطة التغييرات في النظام السياسي، مثل تحول من نظام استبدادي إلى نظام ديمقراطي، أو تغيير في القيادة السياسية.
التغييرات الاجتماعية: يمكن قياس التأثير بواسطة التغييرات في القيم الاجتماعية، والمعايير، والعلاقات بين مختلف الفئات الاجتماعية.
التغييرات الاقتصادية: يمكن قياس التأثير بواسطة التغييرات في الاقتصاد، مثل تحسين الأجور، وإصدار قوانين تصون حقوق العمال، وتحسين القدرة الإنتاجية.
التأثير على الحقوق والحريات: يمكن قياس التأثير من خلال التغييرات في حقوق الإنسان والحريات الأساسية، مثل حرية التعبير والتجمع.
التأثير على الاستقرار: يمكن قياس التأثير بواسطة التغييرات في استقرار البلاد، سواء كان ذلك يؤدي إلى فترة من عدم الاستقرار أو إلى تحقيق استقرار أكبر على المدى الطويل.
التأثيرات الثقافية: يمكن قياس التأثير من طريق التغييرات في الثقافة والهوية الوطنية.
التأثير على النظام العام: يمكن قياس التأثير بواسطة التغييرات في النظام العام والقانوني للبلاد.
من المهم أيضًا النظر في الأمد الزمني للتأثيرات، حيث قد تظهر بعض النتائج على المدى القصير، في حين قد تستغرق تأثيرات أخرى وقتًا أطول لتصبح واضحة. كما يجب الأخذ في الاعتبار أن الثورات قد تحمل نتائج مختلطة، حيث يمكن أن تؤدي إلى تحسينات في بعض المجالات بينما تسبب تحديات في مجالات أخرى.
فهم واستيعاب مشاعر الشباب تجاه الثورة والكتابات النقدية أمر مهم للغاية. الشباب، كصناع للثورة، يمتلكون رؤية وتطلعات قد تختلف عن تلك التي لدى الأجيال الأخرى أو المثقفين الذين يقدمون النقد. إنهم يرون في الثورة تعبيرًا عن آمالهم وأحلامهم لمستقبل أفضل.
لتقليل الفجوة بين الأجيال وتعزيز الفهم المتبادل، يمكن اتخاذ الخطوات التالية: الاعتراف بدور الشباب: من المهم الاعتراف بالدور الحيوي الذي لعبه الشباب في الثورة وتقدير مساهماتهم. والحوار المفتوح: تشجيع الحُوَار المفتوح والبناء بين الشباب والمثقفين لتبادل الأفكار والمنظورات.
التعليم والتوعية: توفير فرص التعليم والتوعية للشباب لتعزيز فهمهم للعمليات السياسية والاجتماعية. المشاركة السياسية: تمكين الشباب من المشاركة الفعالة في العملية السياسية لضمان أن تُسمع أصواتهم. ,المنصات الشبابية: إنشاء منصات تُعنى بالشباب حيث يمكنهم التعبير عن آرائهم والعمل على مبادراتهم.
الاستماع والتفهم: الاستماع إلى مخاوف الشباب ومحاولة فهم وجهة نظرهم بشكل كامل. ومن خلال هذه الخطوات، يمكن تعزيز الوحدة والتضامن داخل المجتمع وتقليل الآثار السلبية التي قد تنجم عن الثورة. الشباب هم مستقبل الأمة، ومن الضروري أن يشعروا بأنهم جزء لا يتجزأ من العملية الانتقالية وأن لهم دورًا في تشكيل مستقبل بلدهم.
في ختام مقال هذا، تبرز الحاجة إلى تفهم أعمق للديناميكيات بين المثقفين والشباب الثوار. النقد البناء والمشاركة الفعالة في الحُوَار هما جوهر التغيير الإيجابي والتطور الاجتماعي. يجب أن يكون النقد متواضعًا ومتجردًا من أي تكبر أو سخرية، وأن يُقدم بروح من الاحترام المتبادل والرغبة في التعاون.
zuhair.osman@aol.com
//////////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المثقفین السودانیین بین المثقفین بما فی ذلک یمکن أن ی النظر فی من المهم قد یکون محاید ا أن یکون الذی ی ی عتبر
إقرأ أيضاً:
حين يكون العيد مُرّاً…!
حين يكون #العيد مُرّاً…!
د. #مفضي_المومني.
2025/3/31
كل عام والجميع بخير…في أول يوم من ايام عيد الفطر… بعد شهر الصيام والقيام… تقبل الله الطاعات… وليسامحنا الله على خذلاننا وهواننا… !.
ولأن العيد رغم كل وجعنا… يبقى شعيرة من شعائر الله… نظل نبحث عن الفرح… في زمن التعاسة… مرة بجمعة للأحبة…، ومرة بتقرب إلى الله، ومرة باصطناع الفرح… ومرات لاننا نحب الحياة… ولا نأخذ كل هذا على محمل الجد…فقد وصلنا إلى تعود المشهد المفجع… والموت والدمار والقتل… وهمجية العدو وغطرسته؛ إنه منتهى الخذلان…، ورغم المشهد القاسي… وعلى رأي حجاتنا(حياة وبدنا نعيشها)..! هكذا أصبحت حالنا وحياتنا… ولعل الله يغير الحال والأحوال..!.
رغم تراجيديا ومتلازمة الحرب والموت…وكل الجرائم والظلم الجاثم على صدور أهلنا في غزة وفلسطين وكل بقاع جغرافيتنا الحزينة… ورغم ضنك العيش..وقهر الرجال… نقترف تقاليد العيد…مرة على استحياء… وأخرى طقوس تعودناها… وفي القلب غصة…. وجرح عميق… فلا فرح مع الوجع… ! هذا العيد تختلط المشاعر… وأجزم أننا نعيد على استحياء…! نقترف الفرح ولا نحسه…! ويحجبه ويواريه أرواح قوافل الشهداء على ثرى غزة وفلسطين… ودموع الأطفال والأمهات والشيوخ… وهول الفقد والموت والدمار…والتجويع وعاصفة من الخذلان والتآمر والهوان… من أولي القربى…والعالم المنافق….! وفي الأفق إيماننا بالله الذي لا تزعزعه كل قوى الشر… نستحضر بارقة النصر الموعود من رب العالمين… فوعده اكبر من كل وعود المارقين والمتخاذلين… والمتآمرين على عروبتنا وفلسطيننا وغزتنا…وأمتنا…! وما النصر إلا صبر ساعة… والله غالب على أمره…ولو خذلنا الجميع… ولو خذلنا انفسنا…!.
الأسواق راكده وباهتة…رغم أنها تحركت مع بقايا الرواتب الحزينة…. والمشتريات للوازم العيد في ادنى حالاتها… الأجواء العامة لا تشي بالفرح… فالقلوب متعبة ومنهكة وحزينة لأخبار الموت اليومي لأهلنا في غزةوفلسطين… وعزائهم أنهم آمنوا بقضيتهم… والشهادة لديهم غاية المنى… قبل أو بعد النصر لا فرق..!
إضافة لذلك… الجيوب خاوية… وبقايا الرواتب شحيحة…. ولم تتفضل البنوك بتأجيل اقساطها على أصحاب الجيوب الخاوية… فاختلط الحابل بالنابل… واختار الناس أن يمرروا العيد كيفما اتفق… وعلى قد الحال..!
والاردن رغم جحود الحاقدين يبقى حالة متقدمة كانت وما زالت وستبقى في مساندة الأهل في فلسطين وغزة العز بكل الطاقات الممكنة …رغم قصر ذات اليد… وخذلان الاعراب… وضغوطات طرامب… وتستمر محاولات الجاحدين الحاقدين للطعن في مواقف الاردنيين… ولا نلتفت لهذا… فنحن أخوة دم وعقيدة… ووجع فلسطين وجعنا.. فعلاً لا قولاً… وواجب يسكن قلوب صغارنا وكبارنا عقيدةً لا منه.
نعم نُعيد على استحياء… ولا نظهر الفرح… حتى الصغار يدركون هذا… فوجع أهل غزة وفلسطين وجعنا جميعاً… .
لكم الله يا اهل غزة… والخزي والعار للعدو وكل من يسانده… وهو يمتهن القتل والتدمير منذ فُرض علينا بالوعد المشؤوم على فلسطين، ونقول لهذا العدو المتغطرس ربيب قوى الإستعمار… لا يغرنكم تفوقكم العسكري ولا دعم قوى الإستعمار…ولا تخاذل المتخاذلين والمتآمرين من أبناء جلدتنا…! فمشيئة الله ودورة الحضارة غرست في شعوبنا حتمية النصر… وهو وعد الله لعباده المؤمنين… . تنام الشعوب وتضعف… وتهون… لكنها لا تموت…!.
ورغم كل ما حصل… من موت وتدمير… سنبقى نتشبث بالحياة وروح النصر… بإيمان مطلق… فدولة الباطل ساعة… ودولة الحق إلى قيام الساعة..!
نفرح على استحياء… ولكننا نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا… :
وَنَحْنُ نُحِبُّ الحَيَاةَ إذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ
وَنَرْقُصُ بَيْنَ شَهِيدْينِ نَرْفَعُ مِئْذَنَةً لِلْبَنَفْسَجِ بَيْنَهُمَا أَوْ
نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ
وَنَسْرِقُ مِنْ دُودَةِ القَزِّ خَيْطاً لِنَبْنِي سَمَاءً لَنَا وَنُسَيِّجَ هَذَا الرَّحِيلاَ
وَنَفْتَحُ بَابَ الحَدِيقَةِ كَيْ يَخْرُجَ اليَاسَمِينُ إِلَى الطُّرُقَاتِ نَهَاراً جَمِيلاَ
نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ
وَنَزْرَعُ حَيْثُ أَقمْنَا نَبَاتاً سَريعَ النُّمُوِّ , وَنَحْصدْ حَيْثُ أَقَمْنَا قَتِيلاَ
وَنَنْفُخُ فِي النَّايِ لَوْنَ البَعِيدِ البَعِيدِ , وَنَرْسُمُ فَوْقَ تُرابِ المَمَرَّ صَهِيلاَ
وَنَكْتُبُ أَسْمَاءَنَا حَجَراً ’ أَيُّهَا البَرْقُ أَوْضِحْ لَنَا اللَّيْلَ ’ أَوْضِحْ قَلِيلاَ
نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلا… محمود درويش
سنمضي بعيدنا… ونقترف طقوسه… نزور العنايا… ونمرر العيدية… وهي شحيحة عند الغالبية هذه الأيام… وربما جهزنا بعض الحلوى… ولكن ثقوا يا أهلنا في فلسطين… أن بنا مثل ما بكم… وأن العهد ذات العهد… فنحن شعوب تحب الحياة… وكما قال ابو القاسم الشابي:
إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ
فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ
ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي
ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ
ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ
تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ
فويلٌ لمَنْ لم تَشُقْهُ الحياةُ
من صَفْعَةِ العَدَمِ المنتصرْ
نعم… صفعة العدم المنتصر…عدو وجودنا… المحتل الغاصب تداهمنا منذ النكبة… اشقتنا…وحجبت عنا التطور… والحياة… .ولكن الأمل بالله؛ بأن يستجيب القدر… وما ذلك على الله ببعيد.
ويبقى الفرح بالعيد لمحة حياة… في أجواء لا تسر صاحب أو صديق…ويعجز الكلام عن وصف حال متلازمة العجز والخذلان… وأرواح الشهداء…وتغطرس المحتل… ويبقى إيماننا بالله… وبخير أمة اخرجت للناس…لتخرج من جديد… وتعود لمجدها… ولن يكون هذا إلا بمشيئة الله… والعمل والإعداد… وقد يطول أو يقصر بذلك الزمن…ولن نقنط من نصر الله ورحمته.
حمى الله غزة وفلسطين… حمى الله الاردن.