كُتاب وتشكيليون: الجوائز الأدبية حافز مُلهم للمبدعين الشباب
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
هزاع أبوالريش (أبوظبي)
أخبار ذات صلة «عيد الفطر» يعزز المبيعات في أسواق أبوظبي «الحنّاء».. نقوش العيد بطابع عصريللجوائز الأدبية قيمتها، ومكانتها، وأثرها في نفوس المبدعين، حيث تحفزهم على الإنتاجية والاستمرارية في العطاء، وبذل ما لديهم من جهد ليكون منجزهم الإبداعي متميزاً ويستحق أن ينال التكريم والاحتفاء به في المنصات والمحافل الثقافية.
بداية يقول الدكتور شافع النيادي، كاتب: «للجوائز دور كبير في تحفيز الشباب المبدع، والتقدير بحد ذاته بصمة مليئة بالإيجابية التي تغرس في ذات الشخص الإحساس بقيمة ما قدمه من جهد وإنجاز، ما يجعله يستمر في تألقه ويتقدم». ويضيف:«الجوائز ليست فقط مسألة مادية، وإنما هي فلسفة تطويرية يستمدها الفرد لا شعورياً من فرصة التقدير نفسها، ومن ثم يبدأ بإنجاز عمل آخر قد يكون أجمل من الإنجاز السابق، فالتكريم بحد ذاته إضافة للمبدع ويجعل الشاب يستشعر جمالية حضوره الإبداعي، ما يجعله يسعى دائماً لأن يمثل نفسه بأفضل صورة، ما يسهم في تطوير نفسه والارتقاء بمهاراته، وهو يشعر أنه حقاً يستحق ما حصل عليه من تكريم».
وتابع النيادي:«هذه جمالية فلسفة الجوائز التي تسهم في صياغة مشهد ثقافي متجدد ومستمر بالإنتاجية والإنجاز والتطوير، فكلما زادت الجوائز زادت الأفكار وزاد الطرح القيّم الذي يقدمه المبدع. والشباب اليوم أكثر وعياً بأهمية المشاركات في المسابقات كونهم قادرين على أن يمثلوا أنفسهم وأفكارهم، وهذا ما أرست قواعده القيادة الرشيدة في زرع الثقة لدى الشباب ليشاركوا في صياغة المستقبل بقوة عزيمة».
وأوضح النيادي، «أن الجوائز تظهر المبدعين الحقيقيين المغمورين والذين يكونون لسبب أو آخر بعيدين عن الأضواء، حيث إن، الفوز بالجوائز يبرزهم ويجعل إنتاجهم حاضراً لما يملكونه من قيمة وطرح يستحق التقدير فعلاً، والحصول على الجوائز الأدبية فرصة ذهبية تجعل الشباب المبدع في تنافس شريف وتنوع إبداعي ملهم للآخرين».
عامل تحفيزي
من جانبها، تقول الكاتبة نورة الطنيجي، «إنّ الجوائز الأدبية من العوامل التحفيزية التي تشجع الكاتب الشغوف على الاستمرارية، فعلى سبيل المثال عندما يفوز عمل أدبي بجائزة، سيتم التركيز الإعلامي على العمل والكاتب وسيرته الإبداعية على نطاق أوسع وهذا يعزز من مكانة دار النشر ومكانة العمل الأدبي». مؤكدة «أنّ مستوى الثقة العالية في نفس الكاتب أو الروائي ستزداد بمجرد أن يكون عمله الأدبي مثلاً على القائمة الطويلة، وإن لم يفز العمل على المستوى الأول، فبمجرد أن يكون ترتيب العمل ضمن الأعمال المٌفرزة من قبل لجنة الجائزة، فهذا بحد ذاته يعد نجاحاً للعمل الأدبي ما يخلق روح التحدي في قرارة نفس الكاتب ليقرر أن يشارك في جوائز أخرى منافسة ولأنْ يكتب ويُبدع».
وتضيف الطنيجي: «ليست كل الإعلانات عن المسابقات أو الجوائز الأدبية تستحق أن تُذكر، لذا من المهم جداً أن تعتمد الجوائز الأدبية على إبراز الأعمال الأدبية الشبابية» وتختتم بقولها: «المبيعات والإيرادات للكتب ليست معياراً حقيقياً لفوز العمل الأدبي بجائزة، حيث إنّ، هذا الأمر يتداخل به الإعلان عن المنتج الأدبي ومسألة دار النشر التي قد ترفع من شأن العمل أو أن لا تُسهم في الدعم له».
سباق إبداعي
وترى ميادة عبدالحكيم الكثيري، فنانة تشكيلية، أن للجوائز دورها الكبير والمؤثر في نفس المبدع، وتجعله دائماً في صراع ما بينه وبين نفسه لأن يتميز ويطور من نفسه ويقدم الشيء الأفضل من السابق، وهذا الصراع يجعله دائماً في سباق مع الإبداع والتألق الفكري. موضحة «لو لم تكن هناك جوائز ومنافسات وتحديات لما كان الإبداع في حالة تطور، وكان المبدع في حالة من السبات والركود وعدم الإنتاجية بشكل دائم ومستمر». وتقول الكثيري «إن مسألة الجوائز ليست مسألة جديدة، والتاريخ يشهد على ذلك، حين كان الشعراء القدامى يتنافسون في الساحات والميادين بإبداعاتهم وشاعريتهم، وهذا ما جعل قصائدهم تذكر إلى يومنا هذا لأنها جاءت من قريحة تنافسية بناءة خلقت هذا التألق الإبداعي الفريد. فالجوائز والمسابقات التحفيزية تجعل الإبداع يتألق ويصبح المبدع قادراً على التميز والاستمرارية».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الجوائز الأدبية الإمارات الجوائز الأدبیة
إقرأ أيضاً:
هل تنازلت البصرة عن عروشها الأدبية ؟
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
في البصرة 2630000 نخلة. لو حاولنا تسمية كل واحدة باسم شاعر أو أديب أو عالم أو فنان من رموز البصرة منذ تأسيسها حتى يومنا هذا لوجدنا انفسنا بحاجة إلى اضافة نخيل دجلة والفرات والأحساء والقطيف حتى يكتمل مشروع التخصيص والتسمية. فالبصرة كانت وماتزال الينبوع العربي الاول في علوم الصرف والنحو. دَرجَ في أزقتها بشار بن برد وأبو نواس، وفيها شبَّ الخليل بن احمد الفراهيدي، وولد الجاحظ، وكانت الحاضنة الاولى لإخوان الصفا، والشناشيل التي اطل منها بدر شاكر السياب.
وهي الآن الديوان الثقافي المفتوح لأمراء الشعر والصحافة والإعلام والفنون والعلوم والآداب. يتقدمهم: الروائي محمد خضير، والشاعر كاظم الحجاج، وذياب الطائي، وسعد صلال، وكاظم اللايذ، وعلي الإمارة، وإحسان وفيق السامرائي، ورياض عبد الواحد، وغازي ابو طبيخ، وعبد العزيز عسير، وعبد الحليم مهودر، وكاظم الزهيري، وباسم الگطراني، ومحمود عبد الوهاب، وطالب عبد العزيز، وكريم جخيور، وعيسى عبدالملك، وعبد السادة البصري، وكاظم الأحمدي، ومحمود الطاهر، وياسين النصير، وعلي نكيل، ومزهر الكعبي، وعباس الحساني، وسعدي علي السند، وعبد الرزاق حسين، ومحمود ابو العباس، وعبد الأمير السلمي، وعبد الجبار التميمي وطارق شعبان وكاظم صابر، وأحمد وحيد، وطالب غالي، وعادل الجبوري، ومجيد عبد الواحد، وياسين صالح العبود، وسلمان قاصد، وجابر خليفة جابر. وجمع غفير من الكتاب والشعراء والفنانين. .
لقد فرضت البصرة ذاتها على الأدباء بإصرار أيا كانت مرجعيتهم الثقافية والأيديولوجية، حتى جعلتهم يستمدون من عوالمها في أعمالهم الفكرية، فكانت ضفاف شط العرب منعطفا إبداعيا لكل مثقف في تأثيرها فيه وتأثرها به.
للبصرة سحرها الخاص، وذاكرتها المتنوعة بتنوع مدارسها الادبية، التي شكلتها قرون من التعايش والتمازج الإنساني العميق. فظلت مدينة ملهمة على الدوام، قادرة على منافسة المدن العربية الكبرى في كل المجالات الثقافية. .
ولما كانت الاتحادات والأندية والنقابات هي المنظمات المهنية التي تناط بها مسؤوليات الاهتمام بالأدباء والكتاب والصحفيين، فلابد من اتخاذ قرارات صارمة لإصلاح أنظمتها، ولابد من منع الدخلاء من التسلل إلى صفوف كبار الادباء، حتى لا يأتي اليوم الذي تصبح فيه صولجانات العلوم والفنون والاداب بيد المتطفلين على تاريخ البصرة ودورها الحضاري، وحتى لا ياتي من هب ودب فيتبوأ مركز الصدارة والقيادة تاركا وراءه العمالقة والنوابغ والمبدعين. .