دعا موظفون حكوميون بألمانيا إلى وقف شحنات الأسلحة لإسرائيل بسبب مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان.

وكتب مجموعة من موظفي الخدمة المدنية الألمان إلى المستشار أولاف شولتس وغيره من كبار الوزراء يدعون الحكومة إلى "وقف تسليم الأسلحة للحكومة الإسرائيلية بأثر فوري".

وجاء في بيان للموظفين أن "إسرائيل ترتكب جرائم في غزة تتناقض بشكل واضح مع القانون الدولي وبالتالي مع الدستور، الذي نحن ملزمون به كموظفين مدنيين اتحاديين وموظفين عموميين".

واستشهد البيان بحكم محكمة العدل الدولية في يناير/كانون الثاني الماضي بأن الحرب العسكرية التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة هي "أعمال إبادة جماعية".

ووفقا لكاتبي البيان المكون من 5 صفحات، أعرب نحو 600 موظف حكومي عن دعمهم للمبادرة، التي ظلت تكتسب زخما ببطء منذ أشهر من خلال الشبكات المهنية والأحاديث الشفهية عبر مجموعة من الوزارات.

وطلب البيان من الحكومة الألمانية الضغط على إسرائيل من أجل وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وأن تجدد المدفوعات لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وأن "تدعو بنشاط وحزم إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية" ضمن حدود عام 1967 المعترف بها دوليا.

ألمانيا ثاني أكبر داعم عسكري

ووافقت ألمانيا العام الماضي على تصدير أسلحة إلى إسرائيل بقيمة 326.5 مليون يورو (354 مليون دولار)، أي بزيادة 10 أضعاف مقارنة بالعام الذي يسبقه، مما يوفر 30% من أسلحة الجيش الإسرائيلي، وفقا لبيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.

ووجد الباحثون أيضا أن 99% من أسلحة إسرائيل تأتي من الولايات المتحدة وألمانيا، حيث تعد الأخيرة ثاني أكبر مورد.

وقد أرسل موظفو الخدمة المدنية البيان عبر البريد الإلكتروني إلى الوزارات الأسبوع الماضي، مع إخلاء المسؤولية، وجاء في البيان أنه "نظرا للمحتوى الحساس والقمع المفرط الذي تمارسه الدولة ضد الانتقادات في هذا المجال، فإننا نريد أن نبقى مجهولين".

ووصف أحد كبار المديرين "مناخ الخوف" السائد داخل الخدمة المدنية بأنه "لم يشهده على الإطلاق منذ 15 عاما" من خدمته.

وبعد تقديم شكاوى داخلية للوزراء بشأن دعم جرائم الحرب الإسرائيلية التي يرجع تاريخها إلى شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حُذّر المدير من الحديث عن ذلك، حتى أن أحد مديري التطوير نصح بعدم إجراء مناقشات عبر البريد الإلكتروني، واقترح بدلا من ذلك استخدام الهواتف فقط حتى لا يترك أي أثر ورقي.

والموقعون على البيان هم مجموعة واسعة من موظفي الخدمة المدنية من مختلف الوزارات، ويشعر الدبلوماسيون، على وجه الخصوص، بالقلق إزاء الضرر الذي قد يلحق بسمعة ألمانيا وعلاقاتها الدولية، خاصة مع الدول الإسلامية.

ألمانيا في قفص الاتهام

وتدافع ألمانيا عن نفسها في لاهاي اليوم ضد الاتهامات التي وجهتها نيكاراغوا، بأن دعم ألمانيا لإسرائيل ينتهك اتفاقية الإبادة الجماعية.

وفي فبراير/شباط الماضي، وقع 800 موظف حكومي في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على "بيان عبر الأطلسي"، حذر من أن الدعم الغربي لإسرائيل قد يرقى إلى "انتهاكات جسيمة للقانون الدولي"، واشتكوا من تجاهل نصيحة الخبراء.

وأعرب أحد المبادرين لبيان موظفي الخدمة المدنية الألمان، وهو محامٍ مدرب، عن خوفه ليس فقط من فقدان وظيفته بسبب مشاركته في البيان، لكن أيضا من الملاحقة القضائية وحتى السجن.

وأشار في تصريح لموقع الجزيرة الإنجليزية إلى "الوضع الخارج عن القانون تماما" في البلاد بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، حيث اعتقل الأشخاص بوحشية في بعض الأحيان، لأسباب قانونية زائفة، وقال المبادر "لا توجد حقوق في ألمانيا في الوقت الحالي فيما يتعلق بفلسطين".

وقال المبادر الذي رفض الكشف عن هويته "لقد كتبنا هذه الرسالة لأنه… بهذا الحجم من الدمار والعنف، والفظائع التي نشهدها لم يسبق لها مثيل في الآونة الأخيرة"، وأضاف "هذا تهديد كبير لجميع أنظمتنا الديمقراطية إذا قمنا بتبرير قتل آلاف الأطفال".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات الخدمة المدنیة

إقرأ أيضاً:

كيف تبخرت جثث 2800 شهيد في قطاع غزة؟ وما السلاح الذي استعملته إسرائيل؟

قال الدفاع المدني في قطاع غزة إن أكثر من 2800 شهيد قد تبخرت جثثهم، فما طبيعة السلاح الذي يمكن أن يبخر الجثث؟ وما تأثيراته على جسم الضحية إذا لم يقتله على الفور؟

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة الرائد محمود بصل -اليوم الاثنين- إن "عدد الشهداء الذين تبخرت أجسادهم ولم نجد لهم أثرا بسبب القصف الإسرائيلي بلغ 2842 شهيدا".

وأكد -في مؤتمر صحفي عقده وسط مدينة غزة- أن طواقم الدفاع المدني في أرجاء القطاع تواصل انتشال الجثث المتحللة لعشرات الشهداء، سواء الموجودة تحت الأنقاض أو التي تركت بالشوارع، ولم يمكن الوصول إليها بسبب القصف الإسرائيلي وحجم الدمار، وقلة الإمكانيات، خاصة في غياب الآليات الثقيلة.

وتابع "انتشلت طواقمنا في جميع محافظات القطاع جثث أكثر من 38 ألف شهيد، وأكثر من 97 ألف مصاب من الأماكن والمنازل والمباني التي استهدفتها إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023".

وطالب الرائد بصل بالسماح بإدخال طواقم دفاع مدني عربية وأجنبية إلى القطاع المحاصر، للمساعدة في البحث عن جثث أكثر من 10 آلاف شهيد لا تزال أجسادهم تحت الأنقاض حتى الآن.

وقال المركز الفلسطيني للإعلام -في تقرير نشر بداية ديسمبر/كانون الأول 2024- إن الاحتلال الإسرائيلي استخدم أسلحة محرمة دوليا تؤدي إلى حرق الأجساد وتبخرها إلى حد التلاشي.

إعلان

وأضاف المركز أن "آلاف الشهداء قضوا بقنابل لا تعرف ماهيتها حتى الآن، لكنها تؤدي إلى إذابة الجثث وتبخرها جراء الحرارة العالية التي تنبعث عند وقوع الانفجار وتحول الأجساد الواقعة في (عين الاستهداف) إلى ذرات صغيرة لا ترى بالعين المجردة تتطاير وتذوب في الهواء والتربة".

ونقل التقرير عن المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش تصريحه بأن جيش الاحتلال يستخدم أسلحة لا يعرف كنهها في شمال القطاع تؤدي إلى تبخر الأجساد.

وأكد البرش في تصريحات صحفية متعددة أن نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل بهذه الأسلحة المحرمة، اختفت جثامين عائلات كاملة بعد قصفها، ولم تعثر عليها طواقم الدفاع المدني.

وأضاف أن من بين الأسلحة المستخدمة قنابل شديدة الانفجار ذات أصوات "مرعبة"، وعندما يقترب منها الشخص مسافة 200- 300 متر يتبخر.

عند أي درجة حرارة يتبخر الجسم البشري؟

لا يوجد جواب علمي موثق لهذا السؤال، ولكن -علميا- درجة الحرارة المطلوبة لحرق الجثث (cremate) في إجراءات الحرق تتراوح بين 800 وألف درجة مئوية. وتعمل الحرارة الشديدة داخل الفرن الصناعي المعروف باسم غرفة حرق الجثث على تفكك الجثة حيث تعمل على تقليص الجثة إلى مركباتها الكيميائية الأساسية من الغازات والرماد والشظايا المعدنية.

تشير معطيات متعددة -وصلنا إليها في إعداد هذا التقرير- إلى أن درجة حرارة تتراوح من 1500 إلى 3000 درجة مئوية ستكون كافية لتبخير الجثة، خاصة مع تزامنها مع ضغط قوي للغاية نتيجة تفجير.

هذا يعني أن تبخر الجثث في قطاع غزة سيكون ناجما عن أسلحة تؤدي لارتفاع درجة حرارة المنطقة المستهدفة إلى أكثر من 1500 درجة مئوية، مع حدوث ضغط كبير على البدن. وهذا يقودنا إلى نوع السلاح الذي قد يقود إلى تبخر الجثث، وهو القنبلة الحرارية أو الفراغية.

ما القنبلة الحرارية؟

القنبلة الحرارية (وتسمى أيضا القنبلة الفراغية أو المتفجرات الهوائية الوقودية) هي قنبلة تتكون من حاوية وقود بها شحنتان متفجرتان منفصلتان، وهذا وفقا لتقرير نشره موقع "بي بي سي".

إعلان

ويمكن إطلاق القنبلة الحرارية كصاروخ أو إسقاطها كقنبلة من طائرة. عندما تضرب هدفها، تفتح الشحنة المتفجرة الأولى الحاوية وتنتشر على نطاق واسع خليط الوقود كسحابة.

يمكن لهذه السحابة اختراق أي فتحات أو دفاعات في المباني غير محكمة الغلق تماما.

ثم تفجر شحنة ثانية السحابة، مما ينتج عنها كرة نارية ضخمة وموجة انفجار هائلة وفراغ يمتص كل الأكسجين المحيط. يمكن للسلاح تدمير المباني والمعدات المحصنة وقتل أو إصابة الناس.

تستخدم هذه الأسلحة لأغراض متنوعة وتأتي بأحجام مختلفة، بما في ذلك الأسلحة التي يستخدمها الجنود الأفراد مثل القنابل اليدوية وقاذفات الصواريخ المحمولة باليد.

كما تم تصميم نسخ ضخمة يتم إطلاقها من الجو، خصيصا لقتل المدافعين في الكهوف ومجمعات الأنفاق، وتكون تأثيرات هذا السلاح أشد في الأماكن المغلقة.

في عام 2003، اختبرت الولايات المتحدة قنبلة تزن 9800 كجم، أطلق عليها لقب "أم القنابل". وبعد 4 سنوات، طوّرت روسيا جهازا مشابها، وهو "أبو القنابل". وقد أحدث هذا الجهاز انفجارا يعادل قنبلة تقليدية تزن 44 طنا، مما يجعله أكبر جهاز متفجر غير نووي في العالم.

نظرا لتأثيرها المدمر، وفعاليتها ضد الأشخاص الذين يختبئون في المباني أو المخابئ، فيتم استخدام القنابل الحرارية بشكل أساسي في البيئات الحضرية (كما في قطاع غزة).

في بيان نشر في 30 أبريل/نيسان 2024، دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى "تحقيق دولي لفحص احتمال استخدام إسرائيل لأسلحة محظورة دوليا، بما في ذلك القنابل الحرارية، والتي تعمل أولا باستخدام متفجرات تقليدية صغيرة لخلق سحابة من الجسيمات أو القطرات شديدة الاشتعال. ثم يقوم جهاز متفجر ثان بإشعال سحابة المواد القابلة للاشتعال، مما ينتج عنه درجات حرارة عالية للغاية تصل إلى 2500 درجة مئوية، مما يتسبب في حرق شديد للجلد وأجزاء الجسم الداخلية، وحرق الجثث إلى حد الذوبان الكامل أو التبخر، خاصة في المناطق حيث تكون سحابة الانفجار أكثر كثافة".

إعلان

وأضاف المرصد "يتعين على المحققين تحديد النوع الدقيق للسلاح المستخدم؛ وتشير التقديرات الأولية إلى أن بعض الجثث ربما بدأت أيضا في التحلل إلى رماد بعد فترة من الوفاة، نتيجة للظروف التي تسببها القنابل الحرارية".

أيضا هناك احتمالية أن يكون تبخر الجثث ناجما عن القنابل الفوسفورية، والتي تشير تقارير إلى استخدام القوات الإسرائيلية لها بكثافة، وهي أسلحة حارقة تحتوي على الفسفور الأبيض كحمولة أساسية، جرى تصميمها لتوليد حرارة شديدة تبلغ قرابة ألف درجة مئوية، إلى جانب قوتها التدميرية.

ما تأثيرات القنبلة الحرارية على صحة الموجودين في منطقة التفجير؟

إذا لم يمت الشخص أو يتبخر في منطقة تفجير القنبلة الحرارية على الفور، فمن المتوقع أن يواجه تداعيات صحية متعددة

وتؤدي القنبلة الحرارية إلى موجة صدمة وضغط، يتسبب هذا في تعطيل المساحات الهوائية في الجسم، وهذا يؤثر بشكل أساسي على الجهاز الرئوي والقلب والأوعية الدموية والسمعي والجهاز الهضمي والجهاز العصبي المركزي.

الجهاز الرئوي

قد تؤدي القنبلة الحرارية إلى تمزق الحويصلات الهوائية، وهذا يقود إلى تسرب السوائل إلى الرئتين، مما قد يؤدي إلى امتلائهما.

المضاعفات الأخرى لتمزق الحويصلات الهوائية هي الانسدادات الغازية الشريانية ونزيف الصدر.

الجهاز القلبي الوعائي

قد يتأثر الجهاز القلبي الوعائي بانسداد هوائي في القلب أو الشرايين التاجية أو بسبب تلف منتشر لعضلة القلب.

الجهاز السمعي

في التلف الخفيف، يتمزق غشاء الطبلة مع فقدان سمع خفيف. في الحالات الأكثر شدة، يمكن أن يتفكك الغشاء وتتحرك العظيمات، مما يتطلب تدخلا جراحيا. في أسوأ الحالات، تتضرر الأذن الداخلية مما ينتج عنه صمم "حسي عصبي" وألم معوق وغثيان ومشاكل في التوازن.

الجهاز الهضمي

يحدث تلف الجهاز الهضمي عندما تعبر موجات الضغط الناجم عن القنبلة جيوب الغاز المحاصرة في الأمعاء. تحدث الكدمات في الحالات الخفيفة، ولكن في الحالات الشديدة، قد يحدث ثقب في الأمعاء.

إعلان الجهاز العصبي المركزي

الإصابة الرئيسية للجهاز العصبي المركزي من الانفجار الأولي هي الانسداد الغازي الشرياني الدماغي وقد يتسبب هذا في الوفاة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: ملتزمون بوقف إطلاق النار مع لبنان بما يتماشى مع احتياجاتنا الأمنية
  • وزير خارجية إسرائيل: ملتزمون بوقف إطلاق النار مع لبنان وفقاً لمتطلباتنا الأمنية
  • زيادة مدة الإجازة الاعتيادية للموظفين في هذه الحالة بقانون الخدمة المدنية
  • مكالمات الواي فاي.. تكلفتها وطريقة والهواتف التي تعمل عليها
  • إسرائيل فشلت.. سمير فرج: نتنياهو لم يكن لديه رغبة بوقف إطلاق النار
  • سوريا تطالب مجلس الأمن بوقف اعتداءات إسرائيل.. و«الشرع» يهنّئ «ترامب»
  • رئيس مجلس الشورى يلتقي وزير الخدمة المدنية
  • كيف تبخرت جثث 2800 شهيد في قطاع غزة؟ وما السلاح الذي استعملته إسرائيل؟
  • قانون الخدمة المدنية يحدد ضوابط العمل 3 أيام أسبوعيا لموظفي الحكومة
  • شروط قانونية لتعيين العمالة المؤقتة وفقا لقانون الخدمة المدنية تعرف عليها