تناولت نشرة الاتحاد المصري للتأمين هذا الأسبوع موضوع "مركزية العميل" باعتباره أحد أهم العناصر التي يمكن أن تميز شركات التأمين عن بعضها البعض.

أوضحت النشرة أن مركزية العميل تشير إلى الاستراتيجية التي تهدف إلى مواءمة تطوير منتجات وخدمات الشركة مع احتياجات العملاء الحالية والمستقبلية، بهدف تحقيق القيمة المالية على المدى الطويل لهؤلاء العملاء للشركة.

وأجابت النشرة عن سؤال لماذا يجب على شركات التأمين الاهتمام بالتركيز على العملاء، مشيرة إلى أهمية العوامل التي يركز عليها العميل عند التعامل مع شركة التأمين، مثل الاستجابة لموظفين ودودين وتوفير منتجات تأمينية تلبي احتياجات العملاء، بالإضافة إلى حل المشكلات بسرعة.

وأكدت النشرة على أهمية تكنولوجيا المعلومات في تحقيق التركيز على العملاء، وأشارت إلى أن العائد من الاهتمام بالتركيز على العملاء يتضمن العائد المادي والعائد غير المادي.

وأوضحت النشرة أيضًا أن مع ظهور التأمين المتصل والتأمين المفتوح والتأمين الرقمي الضمني والعقود الذكية، سيكون التركيز على العملاء أمرًا حيويًا لنجاح شركة التأمين، مع الحرص على إدارة البيانات بعناية فائقة.

وفيما يتعلق بالعائد من الاهتمام بالتركيز على العميل، يمكن تقسيمه إلى شقين:

العائد المادي: يعتبر الاحتفاظ بالعملاء الحاليين أكثر كفاءة من جلب عملاء جدد. فعلى سبيل المثال، قد تتكلف شركة التأمين الحصول على عميل جديد من خلال التسويق والإعلانات والعروض الترويجية. ومع ذلك، يمكن توفير تكاليف كبيرة عند الحفاظ على العملاء الحاليين من خلال تقديم خدمات ممتازة وتلبية احتياجاتهم بشكل جيد، مما يزيد من فرص إعادة شراء التأمين من الشركة وتعزيز الولاء.

العائد غير المادي: يؤثر التركيز على العملاء بشكل إيجابي على سمعة العلامة التجارية لشركة التأمين. من خلال تقديم خدمات عالية الجودة وتجربة ممتازة للعملاء، يمكن للشركة بناء سمعة قوية وإيجابية في السوق. هذا يساهم في تمييز الشركة عن المنافسين وجذب عملاء جدد، بالإضافة إلى فتح فرص جديدة في الأسواق والتوسع للوصول إلى فئات جديدة من العملاء، بما في ذلك الأجيال الأصغر سناً التي قد تصبح فئة هامة للعملاء في المستقبل.

وبالتالي، يجب على شركات التأمين اتخاذ خطوات فعّالة لتحقيق التركيز على العملاء، من خلال:

توقع احتياجات العملاء: من خلال تحليل البيانات والتواصل المستمر مع العملاء، يمكن للشركات التأمين توقع احتياجات العملاء وتلبيتها بشكل فعّال.

استجابة سريعة لتعليقات العملاء: يجب على الشركات أن تكون على استعداد للاستماع لتعليقات العملاء والاستجابة لها بسرعة لتحسين تجربتهم.

تطوير منتجات مصممة خصيصًا: يجب أن تقدم الشركات منتجات تأمينية مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات العملاء بشكل فعّال، مما يزيد من رضاهم وولاءهم.

بناء ثقة العميل: يجب على شركات التأمين بناء علاقات قوية مع العملاء وإظهار مستوى عالٍ من الكفاءة والتعاطف لكسب ثقتهم.

تحسين تجربة العملاء: يجب على شركات التأمين توفير تجربة سلسة ومميزة للعملاء في جميع نقاط الاتصال، سواء كان ذلك عبر الهاتف أو الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي. يمكن تحقيق ذلك من خلال تبسيط العمليات وتوفير الدعم الفني الفعّال.

تنفيذ استراتيجيات التسويق الرقمي: يجب على شركات التأمين الاستفادة من قدرات التسويق الرقمي للوصول إلى فئات أوسع من العملاء المحتملين، وتوجيه العروض والحملات التسويقية بشكل دقيق لتلبية احتياجاتهم.

تحليل البيانات بشكل فعّال: يجب على الشركات الاستفادة من تحليل البيانات لفهم أفضل لاحتياجات العملاء وتقديم الخدمات والمنتجات التي تتناسب مع تلك الاحتياجات بشكل أفضل.

التدريب المستمر للموظفين: يعتبر توفير التدريب المستمر للموظفين حول كيفية التعامل مع العملاء وفهم احتياجاتهم ومتطلباتهم أمرًا حيويًا. فالموظفون المدربون جيدًا يمكنهم تقديم خدمة عالية الجودة وبناء علاقات قوية مع العملاء.

تعزيز التفاعل والمشاركة: يمكن للشركات تعزيز التفاعل مع العملاء وزيادة مشاركتهم من خلال تقديم محتوى مفيد وقيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمدونات والنشرات الإخبارية.

باعتماد هذه الإجراءات والاستراتيجيات، يمكن لشركات التأمين تحقيق التركيز الفعّال على العملاء، مما يساهم في تعزيز مكانتها في السوق وزيادة رضا العملاء وولائهم، وبالتالي تحقيق نمو مستدام ونجاح دائم.

وختمت النشرة بالتأكيد على أن مركزية العميل ليست مجرد مفهوم إداري، بل هي استراتيجية أساسية يجب على شركات التأمين اعتمادها لضمان استمرار نجاحها وتحقيق تميزها في السوق.

 


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاستراتيجيه شركات التأمين تكنولوجيا المعلومات العملاء التامين احتیاجات العملاء مع العملاء العملاء ا من خلال

إقرأ أيضاً:

طرح شركات حكومية في البورصة.. هل يسهم في انتعاش الاقتصاد ‏المصري وجذب الاستثمارات؟

أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خطة غير مسبوقة لـ طرح 10 شركات حكومية في السوق خلال منتصف عام 2025، وهي «محطة رياح جبل الزيت، الأمل الشريف للبلاستيك، مصر للصناعات الدوائية، شركة سيد «CID»، ونسبة من بنك الإسكندرية، وبنك المصرف المتحد، ونسبة من بنك القاهرة، وشركة وطنية، وشركة صافي، وشركة سايلو فودز، وتشيل أوت».

وأثار الإعلان تساؤلات واسعة حول أبعاد هذه الخطوة، ما بين إعادة هيكلة أصول الدولة، وتشجيع القطاع الخاص، والالتزام بشروط صندوق النقد الدولي.

ومع التطلعات إلى المستقبل، يبقى السؤال الأهم: هل هذه الطروحات هي الحل المنتظر لإنعاش الاقتصاد وجذب الاستثمارات؟

وثيقة ملكية الدولة أم التزامات دولية؟

ولطالما كانت وثيقة ملكية الدولة للأصول خارطة طريق تنظم العلاقة بين الدولة والقطاع الخاص، حيث تهدف إلى تقليص تواجد الدولة في قطاعات يمكن للقطاع الخاص إدارتها بفعالية، ويبدو الطرح الجديد وكأنه تنفيذ لهذه الوثيقة، خاصة أن الشركات المطروحة تتنوع بين صناعات غذائية، طاقة، ودواء.

ولكن لا يمكن إغفال الدور الذي يلعبه صندوق النقد الدولي في تشكيل هذا القرار، فمنذ توقيع الاتفاقيات الأخيرة، طالبت بعثة الصندوق بتوسيع دور القطاع الخاص كشرط للحصول على الدعم المالي.

من جهته، يقول حسام عيد، خبير أسواق المال، إن الطرح الحالي ليس فقط التزامًا بوثيقة الملكية، بل أيضًا رسالة طمأنة للمجتمع الدولي على التزام مصر بتحقيق إصلاح اقتصادي عميق.

تشجيع القطاع الخاص وفرصة من ذهب للمنافسة

ويبقى الهدف الرئيسي المعلن من الطروحات، فتح المجال أمام القطاع الخاص، الذي يُعتبر المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي، وترى رانيا يعقوب، خبيرة الأسواق المالية، أن هذه الخطوة «تخلق بيئة تنافسية جديدة»، مشيرة إلى أن مشاركة القطاع الخاص ستدعم تشغيل الشباب وتعزز الكفاءة في إدارة الشركات.

ولكن هل سيشعر القطاع الخاص بالطمأنينة للمشاركة وسط وجود شركات حكومية ضخمة تسيطر على السوق؟

الطروحات تزيل هذا التخوف

وأضافت يعقوب في تصريحات خاصة لـ«الأسبوع»، أن المستثمرين يدركون الآن أن الدولة تريد شراكتهم، وليس منافستهم.

تأثير الطروحات على الاقتصاد المصري

ومن المتوقع أن يكون للطرح تأثير متعدد الجوانب على الاقتصاد المصري، فمن جهة سيسهم في توفير العملة الصعبة، لا سيما إذا تم بيع حصص كبيرة لمستثمرين أجانب، ومن جهة أخرى، سيزيد من كفاءة الشركات المطروحة عبر إدخال شركاء استراتيجيين قادرين على تعزيز الإنتاجية وفتح أسواق جديدة.

وتؤكد حنان رمسيس، خبيرة الأسواق المالية، أن الطروحات قد تكون بمثابة «قبلة حياة» للاقتصاد المصري، خاصة في ظل الأزمات الجيوسياسية وارتفاع تكاليف التمويل عالميًا، لافتة إلى أن الطروحات ليست مجرد بيع أصول، بل خطوة استراتيجية لزيادة السيولة وتحقيق التوازن في سوق العملة.

البورصة أم مستثمر أجنبي؟

ويبقى السؤال الأهم، هل ستطرح الشركات بالكامل في البورصة أم ستباع مباشرة لمستثمرين أجانب؟ «الخطة الحالية تبدو مرنة»، إذ تشير التقارير إلى احتمالية استخدام كلا النهجين، ويمنح الطرح المستثمرين المحليين فرصة للمشاركة، بينما بيع حصص مباشرة لمستثمرين استراتيجيين يوفر سيولة فورية ويعزز التعاون مع شركاء دوليين.

وتقدم التجربة السابقة للطرح العام لبنك القاهرة تقدم درسًا مهمًا رغم التغطية المرتفعة، ولم تحقق الأسهم الطفرة المتوقعة في البورصة، وقد يكون المزج بين الطرح العام والخاص هو الخيار الأنسب لضمان تحقيق الاستفادة القصوى.

هل هذه الطروحات تشجع الاستثمار؟

ومن المؤكد أن الطروحات تمثل فرصة لجذب الاستثمارات الأجنبية والعربية، خاصة من دول الخليج التي أبدت اهتمامًا متزايدًا بالاستثمار في القطاعات الإنتاجية بمصر، وعلى سبيل المثال، قطاع الصناعات الغذائية، الذي يعد من أكثر القطاعات جاذبية للمستثمرين بسبب الطلب المحلي المتزايد والإمكانات التصديرية الكبيرة.

ولكن يبقى نجاح الطروحات مرهونًا بتوفير بيئة استثمارية مستقرة، بما يشمل مرونة سعر الصرف، واستقرار التشريعات الاقتصادية.

ويرى حسام عيد أن الطروحات تعزز الثقة في الاقتصاد المصري، ما يجعلها ركيزة أساسية لجذب الاستثمارات طويلة الأجل.

وبين وثيقة ملكية الدولة، وضغوط صندوق النقد، ورغبة الحكومة في تمكين القطاع الخاص، تبدو الطروحات الحكومية خطوة لا مفر منها، فهي ليست مجرد بيع شركات، بل هي إعلان عن بداية جديدة لاقتصاد يحاول التحرر من قيوده التقليدية، وإذا أُحسن استغلال الفرصة، فإن هذه الطروحات قد تكون البوابة التي تعيد رسم مستقبل الاقتصاد المصري، وفقًا لتصريحات الخبراء خلال تصريحاتهم لـ«الأسبوع».

اقرأ أيضاًإجمالي أصول بنك فيصل الإسلامي تنمو بـ نسبة 29.4% بين يناير ونوفمبر 2024

السهم يصل 13.85 جنيه.. «المصرف المتحد» يبدأ الطرح العام الأولي للجمهور

بهدف سد فجوة النقد الأجنبي.. تفاصيل طرح أسهم «المصرف المتحد» في البورصة المصرية

مقالات مشابهة

  • هل يمكن علاج المدمنين بشكل قسري؟.. مدير صندوق مكافحة الإدمان يجيب
  • إير كايرو تحصل على شهادة «ECAR Part 145».. وتوقع اتفاقيات استراتيجية مع كبرى شركات تصنيع الطائرات
  • صناعة النواب تناقش استراتيجية الحكومة لتحسين مناخ الاستثمار وتهيئة بيئة الأعمال أمام الصُناع والمستثمرين
  • هل يمكن لـ Search GPT أن يكون بديلا لجوجل؟
  • طرح شركات حكومية في البورصة.. هل يسهم في انتعاش الاقتصاد ‏المصري وجذب الاستثمارات؟
  • نهضة تنموية في تعز: مشاريع خدمية استراتيجية وتطورات واعدة
  • صناعة النواب تناقش استراتيجية الحكومة لتحسين مناخ الاستثمار
  • محمد شيمي يكشف استراتيجية قطاع الأعمال لتحقيق الاستدامة والطاقة النظيفة
  • الاتحاد المصري للتأمين ينظم ورشة عمل حول «التحول الرقمي لقطاع تأمين السيارات»
  • بنتلي تبتكر طلاءً مخصصًا يمكن تغييره بلمسة زر