مساع لعودة النظام الملكي في ليبيا.. هل تحظى بدعم إقليمي؟
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
أثارت مقابلة لنجل ولي العهد إبان الحكم الملكي في ليبيا، محمد الحسن الرضا السنوسي، مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، سجالات سياسية جديدة، إذ تحدث عن "مشاورات موسعة وشاملة" مع جميع فئات المجتمع الليبي، بما في ذلك أعضاء النظام السابق، لافتا إلى إمكانية "تحقيق الديمقراطية من خلال النظام الملكي".
وأكد السنوسي في المقابلة على أهمية "التوافق الداخلي"، ورفض "فرض أي حلول" على الشعب الليبي، معتبرا أن النظام الملكي "نجح سابقا في إقامة مؤسسات ديمقراطية".
كما شدد على "أهمية تطوير دستور الاستقلال بما يتماشى مع الأصول الديمقراطية والدستورية"، مستندًا إلى تجربة الدستور الأميركي كمثال على دستور "يظل معمولا به عبر الزمن مع التعديلات اللازمة".
ويرى محللون أن مساعي السنوسي قد تواجه ليس فقط التحديات الداخلية بإقناع الفرقاء في الشرق والغرب والتشكيلات المسلحة بجدوى تبني النظام الملكي الدستوري، إنما أيضاً قد يؤدي هذا التوجه إلى رفض أطراف إقليمية عودة الأمير الذي يستند إلى "الشرعية التاريخية" للنظام الملكي الذي حكم ليبيا بين عامي 1951 و1969.
تفاعل شعبي وإقليميوفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي الليبي، محمود الرميلي، أن الليبيين "ينبغي لهم أن يتمتعوا بالحرية في اختيار نظامهم السياسي"، قائلا: "هناك دعم لفكرة العودة إلى الملكية، خاصة في الشرق الليبي بسبب ارتباطه الأكبر بالملكية في الماضي، لكن هناك في المقابل آراء تعتبر الملكية عاملاً مضاداً لتطوير مؤسسات البلاد السياسية".
ويؤكد الرميلي "وجود أنظمة إقليمية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط تؤيد فكرة النظام الملكي في ليبيا، مستندين إلى استمرارية الأنظمة الملكية في تلك الدول، بما في ذلك السعودية والأنظمة الأميرية في الخليج، مثل قطر، والنظامين الأردني والمغربي".
ويعتقد المحلل الليبي أن "هذه الدول تدعم رجوع الملكية، حتى لو لم تفصح عن ذلك بوضوح"، كما أن من "المهم الإشارة إلى إمكانية معارضة بعض الدول الإقليمية لهذا التوجه".
بدوره، يقول الإعلامي والخبير في الشؤون الليبية، سالم بوخزام، إن الشعب الليبي "تجاوز مرحلة الملكية وربما نسيها، إذ استمر النظام الملكي الليبي لمدة لا تتعدى 18 عاماً، ثم سقط وتغيب عن الذاكرة لمدة تزيد على 70 عاما".
ومع ذلك، يشير بوخزام إلى أن "السنوات القليلة التي حكم فيها الملك في ليبيا كانت هادئة، وشهدت تقدماً في مجال التنمية بفضل اكتشاف البترول، وكان هناك ترحيب واضح من الليبيين بالملكية".
لكن من جهة أخرى، فإن "قطاعات واسعة من الشعب الليبي رحبت أيضا بانقلاب القذافي على الملكية، خاصة مع إطلاق مشاريع تنموية للبنية التحتية مثل الطرق وتوفير الكهرباء والخدمات الأخرى"، وفق بوخزام.
ويضيف: "ثورة عام 2011 لم تجلب سوى الكوارث والفواجع لليبيين، وهناك من يسعى اليوم إلى استعادة الاستقرار، حتى لو كان ذلك يعني العودة إلى بداية تأسيس الدولة الحديثة تحت مظلة الملكية"، لكنه يستدرك قائلا إن "الرضا السنوسي الذي يريد أن يصبح ملكاً قضى 45 عاما خارج ليبيا، مما يجعله غريبا عن الأوضاع الراهنة في البلاد، وهو ما قد يشكل تحديا له في إقناع مختلف المناطق الليبية بجدوى مساعيه".
ويشدد بوخزام على "وجود دعم لاستعادة الملكية في شرق ليبيا، خاصة في المدن مثل البيضاء وطبرق، لكن هذا التأييد ليس بالحجم الكبير، على الرغم من أن الفرص قائمة لإقناع الشعب، خاصة في ظل استمرار الفوضى والانسداد السياسي".
ويشير بوخزام إلى "إمكانية رفض بعض الجمهوريات في المنطقة لفكرة استعادة الملكية، مثل تونس والجزائر ومصر، التي تعتبر الملكيات أنظمة بائدة"، في حين يؤكد أن "الأنظمة الملكية الهادئة في الخليج مثل السعودية.. والمغرب في شمال أفريقيا، قد تكون متحمسة جداً لفكرة رجوع الملكية".
مواقف متباينةمن جانب آخر، يؤكد الخبير الدستوري و"منسق مبادرة عودة الملكية الدستورية إلى ليبيا"، سامي العالم، أن "المصالح المختلفة للدول الإقليمية تجعل مواقفها من عودة الملكية متباينة".
وفي حديثه مع "أصوات مغاربية"، يضيف العالم أن "غياب الاستقرار في ليبيا أصبح عبئاً على جميع دول المنطقة، مما ولّد لديها الرغبة في الانتقال السياسي السريع كأولوية قصوى بغض النظر عن نوع النظام السياسي"، مردفاً: "لهذا فإن بعض الدول تحاول دعم ما تبقى من نظام القذافي بلا أي أساس قانوني، لأن المهم لديها هو الاستقرار الأمني".
ويعتقد العالم أن "غالبية الدول الإقليمية تؤيد عودة الملكية إلى ليبيا، باستثناء الجزائر، التي قد لا تكون مئة في المئة منفتحة على هذا الخيار، لكنها قد توافق في حال توافق عليه الليبيون".
ويشير العالم إلى أن "النظام الجزائري ينظر إلى الملكية السنوسية من خلال عدسة الثورة الجزائرية، حيث كان الرئيس المصري السابق، جمال عبد الناصر، يرسل الأسلحة عبر ليبيا، ويتم شحنها إلى المقاومين الجزائريين بمباركة من الملك، الذي أبدى اهتمامه الكبير بثورة الليبيين منذ انطلاقها في الأول من نوفمبر 1954 ضد الاستعمار الفرنسي".
ويوضح أن "الجزائر، منذ الثورة حتى الآن، تبنت التيار القومي المعارض للملكيات"، لكن "الجزائريين يحتفظون للعائلة السنوسية بهذا المعروف، وهذا يظهر في تواصلاتنا الشخصية مع بعض القيادات الجزائرية، وبالتالي قد لا يُعارضون أي توجه لتبني الملكية في ليبيا في حال كان عليها توافق محلي".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: النظام الملکی الملکیة فی فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
رغم طرد مبابي.. "الملكي" يفوز على ألافيس بهدف يتيم
فيتوريا- جاستيز (إسبانيا)- رويترز
حقق ريال مدريد بعشرة لاعبين فوزا صعبا 1-صفر على ديبورتيفو ألافيس المهدد بالهبوط من دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم اليوم الأحد بعد طرد كيليان مبابي في نهاية الشوط الأول إثر تدخل متهور.
وسجل إدواردو كامافينجا هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 34، بتسديدة رائعة من خارج منطقة الجزاء، بعدما أُلغي هدف سابق أحرزه راؤول أسينسيو بعد مراجعة تقنية حكم الفيديو المساعد.
وتسبب تدخل مبابي العنيف على أنطونيو بلانكو، لاعب وسط ألافيس، في طرده قبل نهاية الشوط الأول. لكن عدد اللاعبين في كلا الفريقين قد تساوى خلال الشوط الثاني بعد تعرض مانو سانشيز للطرد عقب ارتكابه خطأ مماثلا ضد فينيسيوس جونيور.
ويحتل ريال مدريد المركز الثاني برصيد 66 نقطة من 31 مباراة، ويتأخر بأربع نقاط عن برشلونة المتصدر، الذي تغلب على ليجانيس 1-صفر أمس السبت.
ويعاني ريال مدريد، الذي تعرض لهزيمة مفاجئة 3-صفر أمام أرسنال في ذهاب دور الثمانية في دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء الماضي، في كافة المسابقات خلال الشهر الجاري إذ لا يزال يحاول تقليص الفارق مع برشلونة متصدر الدوري.
وخاض الفريق مباراة ألافيس دون مدربه الموقوف كارلو أنشيلوتي.
وتلقى المدرب الإيطالي البطاقة الصفراء الخامسة له في مباراة بلنسية وتابع مواجهة ريال مدريد من المدرجات بقيادة أبنه ومدربه المساعد دافيدي أنشيلوتي.
بحضور لويس دي لا فوينتي مدرب المنتخب الإسباني، ظن المدافع أسينسيو أنه وضع ريال مدريد في المقدمة بعد 19 دقيقة، بضربة رأس من مدى قريب إثر ركلة ركنية.
وأُلغي هدفه بعدما أظهرت مراجعة حكم الفيديو المساعد أن أسينسيو ارتكز على مدافع ألافيس عندما سجل الهدف، بينما تسبب أنطونيو روديجر في سقوط جيسوس أونو حارس مرمى ألأفيس قبل ثوان في نفس اللعبة.
ومنح كامافينجا التقدم لريال مدريد بعد 15 دقيقة، إذ أطلق تسديدته في الزاوية اليسرى بعد تبادل رائع للكرة مع فيدريكو بالبيردي. وكان هذا الهدف هو الأول للاعب خط الوسط في الدوري منذ مارس آذار 2022.
لكن الأمور أصبحت صعبة بالنسبة للفريق الزائر في الدقيقة 38 عندما حصل مبابي على البطاقة الحمراء المباشرة إثر عرقلته لبلانكو؛ إذ ألغى الحكم قراره الأولي بمنحه البطاقة الصفراء بعد التشاور مع حكام تقنية الفيديو المساعد.
ونجح ألافيس في فرض سيطرته بعد استئناف اللعب، ووضع المهاجم كارلوس مارتن الحارس تيبو كورتوا في موقف صعب بتسديدته المنخفضة من خارج منطقة الجزاء خلال فترة شهدت تهديدات من قبل أصحاب الأرض.
ومع ذلك تساوى الفريقان في حالات الطرد بعدما حصل مدافع ألافيس سانشيز على البطاقة الحمراء أيضا بسبب ارتكاب خطأ ضد فينيسيوس، كما تصدى أونو لتسديدة من جود بلينجهام من مدى قريب في الدقائق الأخيرة.