لجريدة عمان:
2024-09-20@23:04:49 GMT

إيلان بابيه على «هامش جاد»

تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT

ولد إيلان بابيه في حيفا المحتلة عام 1954 لأبوين يهوديين فارَّين من ألمانيا النازية. وظل حتى مطلع شبابه «إسرائيليًا تقليديًا» كما يقول، فأتم وهو في الثامنة عشرة من عمره خدمته الإجبارية في جيش الاحتلال على الجبهة السورية في الجولان، خلال حرب أكتوبر عام 1973. لكن ولعه بقراءة التاريخ هو ما قاده لتغيير قناعاته السياسية والفكرية تدريجيًّا، قبل أن يعلن انشقاقه عن المعسكر المنتصر منحازًا للمعسكر المهزوم والرواية الغائبة.

بدأ الأمر حين التحق بقسم تاريخ الشرق الأوسط في الجامعة العبرية. هناك حيث سينقِّب في الوثائق المتاحة بحثًا عن أثرٍ يدل على الفلسطيني الغائب، أو «العربي» الذي تركته النكبة شبحًا بلا رواية، بل بلا لغة يروي بها الرواية. ومن هناك سيقرر متابعة مشواره كمؤرخ، ولكن في جوٍّ أكاديمي آخر أكثر حرية وأقل تحيُّزًا، فقصد بريطانيا لإكمال دراسته العليا في أكسفورد التي فتحت له مناجم الأرشيف البريطاني وهياكله العظمية. وبعد سنوات على تلك الرحلة الاستكشافية، المضنية نفسيًّا وفكريًّا، قدَّم المؤرخ الإسرائيلي خلاصاته التاريخية عن عام 1948 في كتابٍ شاهدٍ استُقبل، عربيًا على الأقل، بشيء من التوجس في البداية، ولكن ما هي إلا فترة قصيرة حتى أصبح «التطهير العرقي في فلسطين» الصادر عام 2006 وثيقة اعتراف «شهد فيها شاهد من أهلها» إلى حد اتهامه من قبل «أهلها» بالخيانة، فكان ذلك الكتاب بطاقة عبور إلى شريحة واسعة من القرَّاء العرب الذين استقبلوا إيلان بابيه بحفاوة، خاصة بعد أن أصدر كتابه الآخر الذي يتناول «عشر خرفات عن إسرائيل» والذي أخذ بدوره شهرة واسعة.

غير أن كُتب إيلان بابيه ومواقفه المناهضة للصهيونية، ولفكرةِ إسرائيل من الأساس، لم تلغِ تحفُّظ فئة من القرَّاء ضده، أولئك الذين اعتبروا جوازه الإسرائيلي (الذي ما زال يحتفظ به) يمثل عائقًا «أخلاقيًا» في إمكانية التعاطي معه، حاله كحال أي مثقف إسرائيلي (تائب) يقيم في إسرائيل أو يحمل جوازها، تمامًا كما هو الحال مع المؤرخ الإسرائيلي توم سغيف الذي جلس قبل ثلاث سنوات إلى جوار آفي شلايم على منصة مهرجان جايبور الأدبي بالهند ليحاضر عن سيرة بن غوريون، مُعرِّجًا على «الفصول المعتمة» التي رافقت عملية اجتثاث الفلسطينيين من أرضهم كشرط ضروري لقيام «دولة إسرائيل»، دون أن يتوقع سغيف إحراجًا عابرًا من معلِّقة هندية ستسأله على هامش الجلسة: «لولا بن غوريون، هل تعتقد أنك كنت ستجلس هنا كإسرائيلي»؟!

نعود إلى إيلان بابيه. فمنذ أن أعلن الناشط والصحفي اللبناني جاد غصن، الأسبوع الماضي، عن استضافة المؤرخ الإسرائيلي في مستهل حلقات برنامجه الجديد «هامش جاد» على قناة العربي، أُثير نفس الجدل الملتبس حول «التطبيع الثقافي» وانزلق الجدل في سياقه اللبناني إلى جدال عقيم. وربما، أو أتمنى كما تمنى جاد في تعليقه أن يكون ذلك الجدل مثيرًا بما يكفي لمشاهدة الحلقة، لعل البعض يتخفف من غلواء الأحكام المسبقة التي لا تصدر غالبًا إلا عن جهالة بالآخرين.

مع ذلك، يعجبني في إيلان بابيه أنه لا يتطلع لصداقة العرب بأي ثمن، كأن يسعى لملاءمة توقعاتهم عن أنفسهم أو عن أعدائهم؛ فهو كما يثير حنق الأوساط السياسية في إسرائيل بكشوفاته وتصريحاته المستمرة، حين يصرِّح مثلاً في ظل الاستنفار الإسرائيلي خلال العدوان الجاري على غزة بأن «الصهيونية أخطر بكثير على الشرق الأوسط من الإسلام السياسي»، نجده لا يتردد أو يخشى من إزعاج بعض الأردنيين حين يشير إلى ما كان من تحالف قوي بين الدولة الصهيونية وإمارة شرق الأردن في عهد الأمير عبدالله الأول. ولكنه في هذا الحوار، بصورة خاصة، يثير حساسية الناصريين حين يتحدث عن مفاوضات كانت قد دارت سرًّا في الخمسينيات بين الإسرائيليين وجمال عبد الناصر، دون أن يعرف عنها أكثر الناصريين تشددًا. يتقاطع هذا التصريح إلى حد ما مع تحقيق نُشر على عدد قديم من مجلة «المجلة» يعود إلى عام 1983، والذي يشير فيه المبعوث الأمريكي وليم بولك، المكلَّف بالاتصالات السرية بين عبدالناصر وكيسنجر في عهد إدارة نيكسون، إلى وثيقة سرية محفوظة في ملفات وزارة الخارجية الأمريكية، وهي عبارة عن مسودة اتفاق سلام بين مصر وإسرائيل حظيت بموافقة الزعيم المصري الراحل، إلا أن كيسنجر لم يقابلها بالاهتمام في النهاية.

تكمن أهمية حوار جاد غصن مع إيلان بابيه في توقيته الساخن أولًا، بينما تواصل الدولة الصهيونية إبادة الشعب الفلسطيني في غزة، هذا إلى جانب تأثيره الإعلامي كحوار مُصوَّر من بين الحوارات المصورة القليلة التي يستهدف فيها إيلان بابيه المشاهد العربي مباشرة، إضافة لتضمنه بعض التفاصيل المهمة التي لربما لم يسبق أن وقع عليها من قرأ كتاباته؛ كقوله بأن ألبرت حوراني، المؤرخ الإنجليزي ذا الأصل اللبناني والذي مثَّل الفلسطينيين أمام لجنة التحقيق الأنجلو-أمريكية عام 1946، كان المشرف بالصدفة على دراسته للدكتوراة في أكسفورد، وهذه معلومة مهمة قد نستشف منها تأثير الأستاذ العربي على طالبه الإسرائيلي، وليس العكس هذه المرة، الأمر الذي لا شك أنه حفَّز بطريقة أو بأخرى انقلابه الفكري على الصهيونية.

بسخرية مقتصدة ومهذبة يقول إيلان بابيه لجاد غصن بأن معظم الأكاديميين لا يتحلَّون غالبًا بالشجاعة؛ لأن الشجاعة أمام الحقيقة ستكلفهم خسارة المهنة، كما يعلل، وهذا الرأي كفيل بتفسير صمت الكثير من المثقفين الأكاديميين في إسرائيل عن الحقائق، بل وتماهيهم مع التضليل الرسمي، في حين اختار بابيه أن يدفع الثمن بالنبذ والتخوين إرضاءً للحقيقة التاريخية. وهنا يجدر التذكير بمحاضرة إدوارد سعيد عن علاقة المثقف بالسلطة، والتي ينصح فيها المثقفَ بلعب دور «الهاوي» والتخلي عن دور «المحترف» الملتزم بالاعتبارات الوظيفية التي تمليها تعاليم السلطة وحساسيتها.

سالم الرحبي شاعر وكاتب عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: إیلان بابیه

إقرأ أيضاً:

اليمن يكشف عن الصاروخ الذي قصم ظهر “إسرائيل”: الدلالات والرسائل

يمانيون – متابعات
اليمن يدخل بكلّ جدارة نادي الدول المالكة والمصنعة للصواريخ “الفرط صوتية”. ليس الأمر دعائياً ولا مبالغاً فيه، بل التجارب والعمليات المتكررة في البحر والبر تؤكد هذه الحقيقة، آخرها عملية المولد النبوي التي استهدفت العمق الاستراتيجي الإسرائيلي.

قبل تسعة أيام فقط من العملية، توقفت الكثير من وسائل الإعلام والمحللين والخبراء بالتحليل والنقاش للمعادلة التي أطلقها قائد الثورة اليمنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وتوعد فيها بأنّ “الأعداء سيفاجَأون في البر كما تفاجَأوا بالبحر بتقنيات جديدة غير مسبوقة في التاريخ، تساعد على التنكيل بهم بجبروت الله وبأسه”، وكان ذلك الوعيد خلال كلمة أسبوعية مطلع الشهر الجاري، دشّن فيها الفعاليات التحضيرية للمولد النبوي، وأطل فيها -كما هي العادة في كلماته الأسبوعية -على مستجدات فلسطين وجبهات المساندة.

لقد كان توقيت التدشين ذلك بمنزلة التحضير لهذه العملية. وجاء فجر المولد النبوي الشريف لإطلاقها بصاروخ فرط صوتي ذي تقنيات جديدة، تجاوز كل منظومات الدفاع والحماية بعدما طوى مسافة 2040 كيلومتراً من البر اليمني إلى البر الفلسطيني المحتل وفي عمق الكيان كاسراً كل العوائق والتوازنات.

هذه العملية التاريخية برغم أهميتها ليست رداً على “عدوان الحديدة”، كما أعلن قائد الثورة والقوات المسلحة، إنما جاءت ضمن “المرحلة الخامسة” من التصعيد ضد العدو الإسرائيلي، إسناداً لغزة، وهذه هي العملية الثانية على يافا “تل أبيب”، قلب الكيان، على أن المعادلة لا تزال مفتوحة على مرحلة حافلة بمفاجآت لا يمكن التكهّن بكيفيتها وتكتيكاتها، وهذا ما ألمح إليه السيد عبد الملك في خطابه أمام ملايين اليمنيين المحتفلين بالمولد بأن “القادم أعظم”.

أبرز الرسائل والدلالات لعملية المولد النبوي
-التنسيق العالي المستوى بين المقاومة الفلسطينية والقوات اليمنية بشكل خاص، وبين اليمن ومحور الجهاد والمقاومة بشكل عام.
– القدرة على الوصول إلى عمق الكيان واستهداف أي هدف خلال وقت قياسي قبل أن تقوم أنظمة الاعتراض والتشويش من مقامها.

– دخول القوات المسلحة اليمنية نادي القوات المصنعة للصواريخ الفرط صوتية القادرة على تجاوز العوائق الجغرافية والتقنية داخل فلسطين وخارجها.

– ترجمة عملية لمعادلة المفاجآت البرية وفاتحة لعمليات أعظم.

– العملية بمنزلة عينة تعطي مؤشراً عن طبيعة الرد القادم على عدوان الحديدة.

– عملية المولد ثبتت معادلة “يافا غير آمنة” بدليل أن صاروخاً واحداً أدخل الكيان في حالة رعب، وأجبر أكثر من مليوني مغتصب على الهروب إلى الملاجئ.

– إنهاء زمن منظومات الاعتراض الأميركية والإسرائيلية، كما انتهى زمن حاملات الطائرات.

ما يعزز الرسالة والدلالة الأخيرة أن هذه العملية جاءت من ناحية التوقيت بعد إذلال حاملات الطائرات والطائرة المسيرة الأميركية، والتوقيت الأهم أن هذه العمليات والتطورات تأتي على أعتاب الذكرى السنوية الأولى لمعركة طوفان الأقصى.

مساء الاثنين، كشف الإعلام الحربي اليمني اسم الصاروخ الفرط صوتي (فلسطين 2)، وهو صاروخ عالي السرعة والدقة بعيد المدى ولدية القدرة الكبيرة على المناورة. هذا الصاروخ الجديد والمتطور هشم الردع الإسرائيلي، وأدخل العدو والمتعاطفين معه في دوامة من الفرضيات، والحالة النفسية المؤرقة والمرعبة، والرعب الأكبر من القادم الأعظم.

كيف قرأ الصهاينة عملية المولد؟
كما أجبرت العمليات اليمنية البحرية أميركا وبريطانيا على إعادة النظر في منظوماتهم وقطعهم البحرية، واكتشفوا أنها قديمة عفا عليها الزمن وعالية الكلفة، وأن تطويرها يستغرق سنوات للتعامل مع الأسلحة الجديدة والقليلة الكلفة من الطائرات المسيرة والصواريخ الفرط صوتية.
إن كيان العدو نفسه معني بمراجعة وتقييم أداء طبقات الدفاع ومنظوماته الاعتراض وردعه المتآكل. وفي هذا السياق، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن “سلاح الجو الإسرائيلي فتح تحقيقاً في أداء منظومات دفاعه الجوي في التصدي لصاروخ أرض -أرض أطلق من اليمن وسقط وسط إسرائيل”، وأن من سمّوهم “الحوثيين نجحوا ثلاث مرات في عمليات لقصف العمق الإسرائيلي”، في إشارة إلى هذه العملية وقبلها طائرة يافا وصاروخ إيلات.

صحيفة “جيروزاليم بوست” تحدثت هي الأخرى عن أنه لا بد من “تغيير المعادلة وإيجاد طريقة للردع”، وهذا يعكس قناعة عميقة بتآكل الردع.

كما أن التأثيرات المباشرة التي أحدثتها العملية شلت حركة القطارات ومطار اللد “مطار بن غوريون”، وأجبرت أكثر من مليوني صهيوني على الهروب جموحاً إلى الملاجئ، كما أن التحقيقات الجارية عن أسباب فشل الاعتراض والردع سيكون لها تداعيات سياسية وأمنية في واقع صهيوني منقسم أفقياً وعمودياً على المستوى الداخلي، وربما يزيد من حدة الانقسام، ويعمق حالة تراجع ثقة المغتصبين بحكومة نتنياهو وعسكرها وقواتها وأنظمتها الاعتراضية في حمايتهم.

أمام هذا التحول، والعملية الاستثنائية في الوسيلة والهدف والتوقيت، خرج المجرم نتنياهو مهدداً اليمن بـ”دفع ثمن باهظ” مقابل هذه العملية، غير مدرك بأن من دخل في مستنقع اليمن لن يخرج منتصراً، وأنه إن ارتكب أي حماقة باتجاه اليمن، فإن الرد سيصل بشكل أسرع إلى عمق الكيان، قبل أن تصل طائراته إلى أجواء اليمن، وسيفتح على الكيان أبواب جهنم، وعليه أن يقرأ التجربة والتاريخ المعاصر، ويستفيد من تجارب من اعتدوا على اليمن في العشرية القريبة الماضية، وكيف أصبحوا يُعيِّرون الأميركيين بهزيمتهم في البحر.

المفاعيل الاستراتيجية بعد عام من طوفان الأقصى
لن نقرأ مفاعيل عملية المولد بعين يمنية، إنما سنحاول قراءتها بعيون الفلسطينيين أنفسهم باعتبارهم رأس الحربة في المواجهة.
وضمن هذا الإطار، بعث السنوار رسالة خاصة إلى السيد عبد الملك بارك فيها العملية التاريخية بوصول صواريخ اليمن إلى عمق الكيان واختراق منظوماته، واعتبر أن ذلك يؤسس لما بعد، تماماً كما رأى أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام أن العملية “تشكل نقلة نوعية سيكون لها مفاعيل مهمة في مسار ومآلات معركة طوفان الأقصى”، فيما تعتقد حركة الجهاد الإسلامي أن “الضربة الصاروخية اليمنية فاقمت أزمات العدو وأظهرت ضعفه”، وتشاطرهم في ذلك الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي رأت أن “العملية الصاروخية اليمنية تعزيز لمعادلة الردع وكشف جديد لهشاشة الكيان الصهيوني وزيف منظومته الأمنية”.

في الخلاصة، فإن الرسالة الاستراتيجية للعدو الإسرائيلي، كما يرى القيادي ماهر الطاهر، أنه “إذا نجح العدو في تأمين الحدود القريبة”، في إشارة إلى مصر والأردن إلى حد ما، فإن “الحدود البعيدة من اليمن والعراق” ومن الحدود اللبنانية دخلت معركة مواجهة مباشرة مع العدو الإسرائيلي لقرابة عام، وهذا تحول استراتيجي كبير وعميق لم يكن العدو الصهيوني يتوقعه.

وإذا كانت منظومات من ثلاث طبقات قد فشلت في الكشف والاعتراض أمام صاروخ يمني أحادي، فكيف ستتعامل مع عمليات متزامنة بعشرات ومئات الصواريخ والمسيرات من محور الجهاد والمقاومة؟ وبالتالي، فإن أي تهديد أو استنفار إسرائيلي في جغرافيا ضيقة (فلسطين المحتلة) لن يكون أكثر فاعلية وتأثيراً من الاستنفار الأميركي في البر والبحر، وعليه من الآن أن يحسب ألف حساب لـ”القادم الأعظم”.
———————————————————————
الميادين – علي ظافر

مقالات مشابهة

  • من إبراهيم عقيل الذي استهدفته إسرائيل؟
  • “هآرتس” تكشف تفاصيل الاقتراح الإسرائيلي للاتفاق مع “حماس” الذي قدم إلى الولايات المتحدة
  • بشأن البيجر الذي فجّرته إسرائيل في لبنان... ماذا كشف وزيرٌ تايوانيّ؟
  • “حماس” تعقيبًا على مقترح “الممر الآمن” الإسرائيلي.. “مقترح لا يساوي الحبر الذي كتب به”
  • طوفان الاستشهاديين سلاح حماس الذي تخشاه إسرائيل
  • أول رد من حماس على المقترح الإسرائيلي الذي يتضمّن "إبعاد السنوار"
  • البنتاغون: صاروخ الحوثيين الذي استهدف إسرائيل لم يكن “فرط صوتي”
  • اليمن يكشف عن الصاروخ الذي قصم ظهر “إسرائيل”: الدلالات والرسائل
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: لدينا الكثير من القدرات التي لم نستخدمها بعد
  • وزير الخارجية المصري: حماس تؤكد لنا التزامها الكامل باقتراح وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه في 27 مايو والتعديلات التي أجريت عليه في 2 يوليو