شبكة انباء العراق:
2025-04-07@15:59:51 GMT

لعنة النفط … تلاحق الشعوب ؟؟

تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT

بقلم : المهندس الإستشاري:- حيدر عبدالجبار البطاط ..

لقد استخدمت عبارة “لعنة النفط” للإشارة إلى الآثار السلبية التي قد تصاحب صناعة النفط، مثل التأثيرات السياسية و الاجتماعية و التلوث البيئي وتأثيراته السيئة على المناخ و الصحة والاعتماد الاقتصادي الزائد على النفط، وغيرها الكثير .
و تعود أسباب “لعنة النفط” إلى عدة عوامل منها:-

التلوث البيئي: – عمليات استخراج واستخدام النفط تترك آثاراً بيئية سلبية كبيرة على الهواء والماء والتربة، مثل انبعاثات الغازات الدفيئة والتسربات النفطية في الاراضي و البحار والمحيطات.

الاعتماد الاقتصادي: – تعتمد بعض الدول بشكل كبير على النفط كمصدر رئيسي للدخل الوطني، مما يجعلها عرضة للخطر نتيجة للتقلبات في أسعار النفط على الساحة الدولية.

التبعات الاجتماعية: – يمكن أن يؤدي التركيز الكبير على القطاع النفطي إلى التهميش الاقتصادي والاجتماعي لقطاعات أخرى، مما يزيد من عدم المساواة والاضطرابات الاجتماعية.

التأثير على المناخ: – انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من حرق الوقود الأحفوري تسهم في تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة العالمية.
التبعات السياسية: – قد يؤدي التنافس على موارد النفط إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية والصراعات الدولية.

هذه العوامل، بالإضافة إلى أخرى، تجعل النفط مصدرًا للجدل وتسبب مشاكل متعددة تستدعي تنويع مصادر الطاقة والبحث عن بدائل نظيفة ومستدامة.

مشاكل التلوث البيئي و التأثير على المناخ المرتبطة بصناعة النفط تشمل:-

انبعاثات غازات الاحتباس الحراري: عمليات استخراج واستخدام النفط تسهم في انبعاث غازات مثل ثاني أكسيد الكربون (CO2) والميثان (CH4) وأكسيد النيتروجين (N2O)، وهذه الغازات تسهم في زيادة احتباس الحرارة في الغلاف الجوي وتغير المناخ.

تلوث الهواء: – عمليات استخراج وتكرير النفط قد تسبب تلوثًا جويًا بالمركبات العضوية المتطايرة (VOCs) والجسيمات العالقة في الهواء، مما يؤثر على جودة الهواء ويسبب مشاكل صحية كبيرة للبشر والحيوانات.

تأثير على النظم البيولوجية: – قد يؤدي التلوث النفطي إلى تلف النظم البيولوجية البحرية والبرية، مما يؤثر على التنوع البيولوجي ويتسبب في وفاة الحيوانات والنباتات.

تأثير على الموارد المائية: – يمكن أن يتسبب التلوث النفطي في تلوث المياه الجوفية والسطحية، مما يؤثر على إمكانية استخدامها للشرب والري والاستخدامات الأخرى.

كذلك ان عمليات الحفر البحري يمكن أن تسبب تلوثًا وتغييرات في النظم البيئية البحرية، مما يؤثر على استقرار الكائنات البحرية ويؤثر على توازن الكربون في المحيطات.

تلك التأثيرات تجعل صناعة النفط مسؤولة بشكل كبير عن التلوث البيئي و تغير المناخ، وتستدعي اتخاذ إجراءات لتقليل عمليات استخراج النفط للسيطرة على الانبعاثات الضارة المدمرة وتحفيز استخدام مصادر طاقة نظيفة ومستدامة.

التأثيرات الاجتماعية لصناعة النفط يمكن أن تكون متنوعة وشاملة، منها:-
التوظيف والاقتصاد المحلي: – قد توفر صناعة النفط فرص عمل للسكان المحليين في المناطق التي توجد بها مشاريع النفط، ولكن قد يكون هناك تفاوت كبير في الفرص المتاحة والأجور، مما يزيد من عدم المساواة و الصراعات الاقتصادية.
و تؤثر صناعة النفط على حياة المجتمعات المحلية من خلال تغيير الأنشطة الاقتصادية والبنية التحتية.

الثقافة والهوية الثقافية:- يوثر وجود صناعة النفط على الثقافة المحلية والهوية الثقافية من خلال تغييرات في نمط الحياة والقيم والتقاليد.

الصحة والسلامة: – تؤثر عمليات استخراج وتكرير النفط على صحة وسلامة العمال والمجتمعات المحلية من خلال التلوث البيئي وحوادث العمل.

التوترات الاجتماعية والصراعات: – تسبب صناعة النفط توترات اجتماعية وصراعات في المجتمعات المحلية والمناطق التي تنشط فيها، سواء بسبب توزيع الثروات أو التأثيرات البيئية السلبية أو الصراعات الأمنية.

هذه التأثيرات الاجتماعية تبرز أهمية إدارة صناعة النفط بشكل مستدام ومسؤول، وتحقيق التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية للمجتمعات المتأثرة.

التأثيرات الاقتصادية لصناعة النفط تشمل:-
الاعتماد الاقتصادي: تعتمد العديد من الدول بشكل كبير على النفط كمصدر رئيسي للدخل الوطني، مما يجعلها عرضة للتقلبات في أسعار النفط على الساحة الدولية ويجعلها معرضة لخطر الانخفاضات المفاجئة في الإيرادات النفطية.

التنويع الاقتصادي: – الإيرادات النفطية قد تودي الى التكاسل و هذا يوثر سلبا على القطاعات الأخرى مثل الصناعة والزراعة والسياحة، وهذا يساهم في جعل الاقتصادات أكثر عرضة للخطر .

تأثيرات العملة: – تتأثر قيمة العملة الوطنية بأسعار النفط، حيث يمكن أن ترتفع قيمة العملة أو تنخفض اعتمادا على الإيرادات النفطية، مما يؤثر على صادرات الدولة ووارداتها ويؤثر على التوازن التجاري.

توزيع الثروة: – يمكن أن تؤدي الثروات النفطية إلى زيادة التفاوت في توزيع الثروة داخل الدولة، حيث يمكن أن تستفيد الطبقة الثرية أكثر بكثير من الطبقات الفقيرة.

هذه التأثيرات تجعل صناعة النفط محورًا للعديد من السياسات الاقتصادية والتنموية، مع استحالة توزيع الثروة بشكل عادل.

التبعات السياسية لصناعة النفط تشمل:-
التوترات الجيوسياسية: – يمكن أن تؤدي المنافسة على موارد النفط إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية بين الدول، مما قد يؤدي إلى نزاعات وصراعات على السيطرة على مناطق الإنتاج وخطوط الأنابيب.

العلاقات الدولية: – تؤثر صناعة النفط على العلاقات الدولية والتحالفات السياسية، حيث يمكن أن تستخدم الدول المستقلة و ذات السيادة الحقيقية قوة النفط كوسيلة لتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية.

التبعات الاقتصادية الدولية: – يمكن أن تتأثر الاقتصادات العالمية بشكل كبير بتغيرات في إمدادات النفط وأسعاره، مما يؤثر على النمو الاقتصادي والاستقرار الاقتصادي للدول سلبا أو ايجابيا .

السيادة الوطنية: – صناعة النفط قد تكون مصدرًا للسيادة الوطنية والاستقلال الاقتصادي للدول الحرة و قد يكون العكس للدول الضعيفة .
حيث يمكن أن تتأثر السياسات الدولية والداخلية بتغيرات في القطاع النفطي.
التنمية والتغيرات الاجتماعية: – يمكن أن تؤثر إيرادات النفط على عمليات التنمية والتغيرات الاجتماعية في الدول المنتجة، مما يؤثر على التوزيع الداخلي للثروة والقدرة الشرائية للمواطنين.
هذه التبعات السياسية تجعل صناعة النفط محورًا للعديد من السياسات الوطنية والدولية، وتسهم في تشكيل العلاقات الدولية والتوازنات الجيوسياسية في العالم.

و مما جاء أعلاه ارجو من الدول إلى اعادة النظر في السياسة النفطية اخذين بنظر الاعتبار إلى مصالح الوطن و الشعب من النواحي الصحية و البيئية و الاقتصادية والاجتماعية و الصناعية و الزراعية !؟
و اعداد خطّط ستراتيجية طويلة المدى و قصيرة الأجل ؟

حيدر عبد الجبار البطاط

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات التلوث البیئی عملیات استخراج مما یؤثر على صناعة النفط حیث یمکن أن النفط على بشکل کبیر تلوث ا

إقرأ أيضاً:

د. عصام محمد عبد القادر يكتب: غزة وحقوق الإنسان

الهيئات الممثلة لحقوق الإنسان دعمها المادي الذي يمكَّنها من الوفاء بمهامها من قبل دول تسحق ماهية تلكم الحقوق في غزة؛ فما يمارس تجاه الشعب الأعزل يعد عار يتحمله الضمير المجتمعي في تلك الحقبة التي باتت مظلمة في أحداثها؛ من أجل مآرب ومخططات بعينها تغمر قيم من أجلها خلق الإنسان على المعمورة، وهذا بكل تأكيد يشير إلى زيف الشعارات وازدواجية المعايير؛ ومن ثم لن تجد من يثق في منظمات وهيئات تدعي شعارات أضحت بلا قيمة.
مُمَولي حقوق الإنسان دون مُواربة يدعمون الظلم ويعضدونه؛ لذا لن تجد نصرة مستحقة حقيقية على أرض الواقع لشعب غزة المكلوم؛ لكن التاريخ لن يرحم والذاكرة لن يتم محوها، وما تحمله الصدور سوف ترثه أجيال تلو أخرى؛ فالحق دومًا يعود لصاحبة مهما تغيرت المعادلات وسنحت الفرص لاغتصاب الحقوق والنيل من ماهية العدالة؛ فما يضمره المستقبل بيد العادل سبحانه وتعالى.
غزة وحقوق الإنسان متخاصمتان؛ فهناك دعوة من قبل منظمات حقوق الإنسان تحث على غرس قيم الكرامة والعزة وتعضيد الهوية، وتعظيم مقومات الوطنية، والحفاظ على النفس والذات من كل ما قد يؤثر سلبًا على وجدان الفرد ويؤدي إلى إحباطه؛ لكن ليس لهذا الادعاء حقيقة على أرض غزة؛ فشعبها يباد ويذل وتمارس ضده صور التنكيل التي لا يتقبلها من لديه ذرة من رحمة وقلب يحتضن جزءًا من الإنسانية.
الدول التي ظننا في لحظة ما أنها حافظة لكرامة الإنسان بدت اليوم تمارس الهيمنة المقيتة التي تساعد الظالم على ظلمه، بل وتسمح له بإسالة الدماء دون ورع أو توجس؛ فالخصوبة أضحت فاجرة على أرض محروقة، والتعاطي مع ما آلت إليه الأمور يصب في صالح ومصلحة المعتدي الذي تُعزِّز قدراته ويتعالى بَطشه من قبل الدول المناحة لهيئات ومنظمات ما تسمى بحقوق الإنسان؛ لكن يمكننا أن نصفها بمنظمات وهيئات ظلم الإنسان.
غزة وحقوق الإنسان متباعدتان؛ فمن يسلب منه حقه التاريخي، ومن يجار على أدني حقوقه التي منحها الخالق له، ومن تقوض حريته على أرضه، ومن يجبر على هجر تراب بلده، ومن تدمر له مقومات تنميته، وتدحر مخططات مستقبله نحو النهضة؛ فهو دون شك محبط من ادعاءات هيئات ومنظمات حقوق الإنسان، بل كاد لا ينتظر نصرة من مؤسسات باتت موجهة وتدار حركتها من قبل داعمي الظلم وسبل القهر والجور.
رغم الصورة الحالكة التي نشاهدها؛ لكن نترقب انتصار حقوق الإنسان من قبل أجيال استوعبت الدروس وأدركت أن فلسفة الحقوق تقوم على ماهية الحفاظ على الوطن وتجنب التفريط به جراء دعوات كاذبة من أبواق تحمل غايات سيئة تستهدف تفكيك نسيج الشعوب وتحدث الفرقة وتخلق النزاعات التي من شأنها تضعف لحمة الشعوب وانتفاضتها ضد كل عدوان وظلم.
حقوق الإنسان عبر الهيئات والمنظمات لا تساعد في رفع راية الحق والعدل؛ لكن لها أدوار محدودة وموجهة يدركها أصحاب الألباب؛ فمن يدعي نزاهة تلك المؤسسات فهو واهم دون مواربة، وهنا نؤكد أن ازدهار الدول ونهضتها يقوم على مسلمة رئيسة فحواها وحدة الراية والكلمة والغاية واستبعاد كل ما من شأنه يفرق ويمزق النسيج الوطني.
الدعوة الآن واضحة في كليتها، لا حقوق تنالها الشعوب في خِضَمِّ التفرقة والتشرذم، وليس هناك مرامي لوطن غابت عنه شمس المصلحة العليا، وبات يبحث مكونه عن مصالح ضيقة، لقد بذلت الجهود المضنية من قبل مصر الفتية وقيادتها السياسية تجاه توحيد الصف؛ لكن تيارات مخططات التفرقة أضحت عاتية وحققت مآربها التي نشهد عواقبها اليوم.
البحث عن حقوق الإنسان في غزة صار ضربًا من المستحيل؛ لكن أمل الوحدة والتلاحم يشكل سفينة النجاة؛ فهل هناك عقلاء؟ يقدمون المصلحة العامة دون غيرها ويحققون المعادلة الصعبة في لَمِّ الشمل، وهل هناك رغبة في التنصل عن أجندات أودت بالقضية الأم؟، هذا ما نتطلع إليه وما ننشده بقلوب تحمل المحبَّة والخير والسلام.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

مقالات مشابهة

  • زوجة تلاحق زوجها بدعوى حبس بسبب متجمد النفقة عن 3 سنوات
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: غزة وحقوق الإنسان
  • أمين صناعة المصريين: قرارات ترامب الاقتصادية تهديد مباشر للأسواق الدولية
  • دعم نقدي بدل العيني… حسني بي يطرح الحل لتفادي الانهيار الاقتصادي
  • صواريخ الاحتلال تلاحق النازحين في غزة.. وحصيلة الشهداء تواصل الارتفاع
  • غزة تصرخ.. والأمة صامتة
  • حين يسقط البرميل وترتجف الدولة... العراق بين لعنة الريع وشبح التعرفة
  • حين يسقط البرميل وترتجف الدولة... العراق بين لعنة الريع وشبح التعرفة- عاجل
  • ترامبو يتحدى الشعوب والأمم
  • تهم الاغتصاب والاعتداء الجنسي تلاحق ممثلاً بريطانياً