ليس فيلما.. تايلاند تضع خطة لإنهاء الحرب الأهلية مع "القردة"
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
وضع مسؤولو الحياة البرية في تايلاند خطة، يوم الأربعاء، لإحلال السلام في مدينة لوبوري شمالي بانكوك بعد عقد من الصراع بين الإنسان والقردة، في تطور يشبه إلى حد كبير الصراع داخل سلسلة أفلام "كوكب القردة".
تعد قرود "المكاك" التي تجوب لوبوري رمزًا للثقافة المحلية وجذبًا سياحيًا كبيرًا. ولكن بعد سنوات من المواجهات الخطيرة مع السكان والزوار والعديد من المحاولات الفاشلة لإحلال السلام من خلال السيطرة على السكان، سئم السكان المحليون والشركات المحلية ما يكفي.
تحاول القرود في كثير من الأحيان انتزاع الطعام من البشر، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى مشاجرات يمكن أن تؤدي إلى خدوش وإصابات أخرى. لكن الغضب تزايد في مارس عندما أصيبت امرأة بخلع في ركبتها بعد أن سحبها قرد من قدميها في محاولة للحصول على الطعام، كما سقط رجل آخر من دراجة نارية بواسطة قرد جائع.
وقال أثابول تشارونشونسا، المدير العام لإدارة المتنزهات الوطنية والحياة البرية والحفاظ على النباتات، إن السلطات تأمل في جمع نحو 2500 قرد في المناطق الحضرية ووضعهم في حظائر ضخمة.
وأضاف أنهم سيعملون مع خبراء الحياة البرية لإيجاد طريقة لعدد محدود من القرود للبقاء بحرية في المدينة.
ونقلت "أسوشيتد برس" عن تشارون ونسا قوله للصحفيين خلال مؤتمر صحفي في بانكوك: "لا أريد أن يضطر البشر إلى إيذاء القرود، ولا أريد أن تؤذي القرود البشر".
القبض على قادة القرود
تم إطلاق حملة رسمية لاصطياد القردة الأسبوع الماضي، مع إعطاء الأولوية لذكور "ألفا" الأكثر عدوانية. وتمكنت من اصطياد 37 قردا حتى الآن، تم وضع معظمها تحت رعاية سلطات الحياة البرية في مقاطعة سارابوري المجاورة، بينما تم إرسال البعض الآخر إلى حديقة حيوان لوبوري.
وقال المسؤولون إنهم يخططون للقبض على بقية القرود بمجرد الانتهاء من بناء الحظائر، خاصة تلك الموجودة في المناطق السكنية. وسيتم إعداد أقفاص منفصلة لمجموعات مختلفة من القرود لمنعهم من القتال.
وتوقع تشارون ونسا أن تبدأ المرحلة الأولى من العملية في غضون أسابيع، ويعتقد أن الأقفاص الضخمة ستكون قادرة على احتواء الآلاف منها و"سوف تحل المشكلة بسرعة كبيرة".
وتعد القرود رمزًا للمقاطعة، التي تقع على بعد حوالي 140 كيلومترًا (90 ميلًا) شمال بانكوك، حيث يحتفل معبد Three Pagodas القديم بمهرجان "Monkey Buffet" السنوي، ويتم رؤيتها بشكل شائع في جميع أنحاء المدينة.
تُصنف قرود المكاك على أنها من الأنواع المحمية بموجب قانون الحفاظ على الحياة البرية في تايلاند.
الغذاء
وألقى البعض اللوم في مشاكل القرود في المدينة على السياح والسكان الذين يقومون بإطعام الحيوانات، الأمر الذي يقولون إنه جذب القرود إلى المدينة وزاد أعدادهم، فضلا عن تعويدهم على الحصول على الطعام من البشر.
لكن بعض السكان يقولون إن الجهود السابقة للحد من التغذية ربما جعلت الأمور أسوأ. وبدأ المسؤولون المحليون في التهديد بفرض غرامات على إطعام القرود خارج عدد قليل من المناطق المحددة حول مناطق الجذب السياحي الرئيسية في السنوات الأخيرة. لكن مناطق التغذية هذه كانت تحت سيطرة عدد قليل من القرود، في حين نمت العصابات المتنافسة جوعا وتحولت إلى مضايقة البشر في مناطق أخرى للحصول على الطعام بشكل أكبر.
وقال تشارونشونسا إنه لا ينبغي للناس أن ينظروا إلى القرود على أنها أشرار، مشيرًا إلى أن السلطات ربما لم تكن فعالة بما يكفي في عملها للسيطرة على أعداد القرود.
من جانبه، قال فاديج ليثونغ، مدير مكتب الحفاظ على الحياة البرية، إن الناس بحاجة أيضًا إلى التكيف مع قرود المدينة، موضحًا أن نقص مصادر الغذاء الطبيعية يدفع الحيوانات إلى العثور على الطعام أينما استطاعت، بما في ذلك مناطق البشر.
وقال أثابول إنهم يعملون أيضًا في مناطق أخرى من تايلاند تواجه مشاكل مع القرود، مثل براجواب كيري خان وفيتشابوري. وقال إن 52 من مقاطعات البلاد البالغ عددها 77 مقاطعة أبلغت عن مشاكل متكررة من القرود.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات قرود المكاك بانكوك تايلاند تايلاند قرود المكاك بانكوك تايلاند منوعات الحیاة البریة على الطعام من القرود
إقرأ أيضاً:
WP: دول خليجة تتطلّع لـما بعد الحرب بغزة منذ وقف إطلاق النار
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرا، لمديرة مكتبها في الخليج، سوزانا جورج، قالت فيه: "إن مبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط عاد إلى المنطقة، هذا الأسبوع، حيث تسعى إدارته إلى الاستفادة من النجاح المبكر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة".
وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21" أن ستيف ويتكوف سوف يسافر إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، يوم الأربعاء، وقال إنه لديه خطط لزيارة قطاع غزة، حيث استمرت الهدنة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، لأكثر من أسبوع.
وتابع: "كان أيضا في السعودية يوم الثلاثاء، وفقا لتقارير إعلامية عبرية، والتي قالت إنّ: "ويتكوف كان يعمل على اتفاقية واسعة النطاق في الشرق الأوسط، تشمل إعادة إعمار غزة، وفي النهاية تطبيع العلاقات مع السعودية".
وأضاف: "مع قيام ويتكوف، وهو مطور عقاري منذ فترة طويلة، بتكثيف الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة، سوف يحتاج إلى دعم من الدول الغنية بالنفط في الخليج لمتابعة الخطط الأكثر طموحا".
وبحسب التقرير نفسه: "يقول الدبلوماسيون إن دول الخليج العربية هنا قد تمول إعادة الإعمار في غزة، لكنها تريد أيضا ضمان أن تشمل فترة ما بعد الحرب مسارا إلى دولة فلسطينية".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، الثلاثاء: "كان موقفنا واضحا دائما، أن حل الدولتين هو المسار الوحيد للمضي قدما من أجل حل القضية الفلسطينية"، مضيفا: "البلاد، التي ساعدت في التوسط في وقف إطلاق النار، تتعاون بشكل كامل مع إدارة ترامب والمبعوث ويتكوف"، لكنه أضاف أن قطر لا "تتفق دائما في الكثير من الأمور مع جميع حلفائنا".
كذلك، قال ترامب، في الأيام الأخيرة، للمراسلين الصحافيين، إنه: "يريد تهجير سكان غزة بالقوة"؛ وقال يوم السبت، إنّ: الولايات المتحدة وغيرها يجب أن "تطهّر" المنطقة، التي وصفها بأنها "موقع هدم". وفي وقت متأخر من يوم الاثنين، ضاعف من اقتراحه، مضيفا: "عندما تنظر إلى قطاع غزة، فقد كان جحيما".
وفي السياق نفسه، انتقدت مصر والأردن هذه التصريحات على وجه الخصوص، بعد أن اقترح ترامب أن تستقبل الدولتان المزيد من الفلسطينيين من غزة. ولكن في الخليج، حيث قال المحللون إن التعليقات تسببت في "الكثير من القلق"، أبرز مسؤولون ودبلوماسيون آخرون أنهم لم يغيروا بعد المزاج العام من "التفاؤل الحذر" بشأن وقف إطلاق النار.
"حتى الآن، أطلقت حماس سراح سبع أسرى إسرائيليين، مقابل مئات السجناء الفلسطينيين. فيما توقف القصف الإسرائيلي الواسع النطاق، ودخلت المساعدات إلى المنطقة، وعاد مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين يوم الاثنين لشمال غزة، الذي كان معزولا عن بقية القطاع في معظم فترة الحرب" تابع التقرير.
وأشار إلى أن الحرب الهوجاء التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي، أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 47,000 فلسطينيا وفقا لوزارة الصحة في غزة. من المفترض أن يستمر وقف إطلاق النار الأولي، الذي بدأ في 19 كانون الثاني/ يناير، لمدة 42 يوما، وبعد ذلك ستطلق حماس سراح الأسرى المتبقين وتسحب قوات الاحتلال الإسرائيلي جميع قواتها من غزة. عندها فقط يمكن أن تبدأ إعادة الإعمار - جنبا إلى جنب مع المفاوضات حول المستقبل السياسي لغزة.
قال الباحث في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، حسين إبيش: "كان وقف إطلاق النار الخطوة الأولى الضرورية. الآن هناك الكثير من المناورات الجارية". مضيفا "من غير المرجح أن تلتزم البلدان بأدوار محددة لغزة بعد الحرب حتى يصل وقف إطلاق النار إلى المرحلة الثانية".
وتابع إبيش: "في الوقت الحالي، لا أحد يريد المبالغة في الالتزام بشيء". فيما أبرز التقرير أنه قبل أن تفتح دول الخليج العربي خزائنها، فإنها تريد على الأقل سلطة سياسية فلسطينية شرعية تتولى المسؤولية في غزة.
وأوضح: "حكمت حماس المنطقة لمدة 17 عاما قبل الحرب - لكن إسرائيل قالت إنها لن تقبل دورا للجماعة المسلحة في حكم المنطقة".
وقال علي الشهابي، وهو رجل أعمال سعودي له علاقات وثيقة مع العائلة المالكة، إن: "السعودية ملتزمة بمطالبها بأن تكون الخطط بعد الحرب في غزة مرتبطة بخريطة طريق سياسية للدولة الفلسطينية"، مشيرا إلى: "نوع الالتزام الذي تريد السعودية رؤيته من إسرائيل: يجب أن يكون شيئا له أسنان، وليس اتفاقيات بلغة غامضة".
وقال: "الإشارات التي نتلقاها من إدارة ترامب إيجابية للغاية. ترامب على استعداد لوضع ثقله وراء المطالبات"، مضيفا أن استعداد الرئيس للضغط على دولة الاحتلال الإسرائيل لقبول وقف إطلاق النار يبشر بالخير لجهود الإدارة المستقبلية في المنطقة.
"بالنسبة للدول العربية في الخليج، توفر غزة بعد الحرب فرصة لتوسيع نفوذها الإقليمي، وملء الفراغ الذي خلفته حماس، التي كانت مدعومة من إيران. ولكن بالنسبة للإمارات على وجه الخصوص، والتي ناقشت أيضا لعب دور يركز على الأمن في غزة، فإن ذلك يوفر فرصة لنوع من الخلاص الدبلوماسي" أكد التقرير.
وأضاف: "في عام 2020، كانت الإمارات واحدة من أربع دول قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بموجب اتفاقيات إبراهيم التي توسطت فيها الولايات المتحدة - وتعرضت لضغوط هائلة أثناء الحرب لقطع العلاقات".
ومضى بالقول: "لكن إذا ساعدت الإمارات في الأمن أو إعادة الإعمار، فإن ذلك سيسمح لأبو ظبي "بإظهار قيمة اتفاقيات إبراهيم للعالم العربي"، كما قال شخص مطلع على تفكير كبار المسؤولين الإماراتيين، والذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته.
من جهته، قال رئيس مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية، وهو مركز أبحاث إسرائيلي، دان ديكر، إنّ: "الأمن في غزة، حيث انهار القانون والنظام بسبب الحرب، سيكون أيضا محورا رئيسيا لرحلة ويتكوف إلى إسرائيل".
وقال إنّ: "ويتكوف سوف يذهب في رحلة لتقصي الحقائق إلى غزة، لفهم التحديات الأمنية المعقدة التي تواجه إسرائيل في المستقبل"، فيما وصف زيارة ويتكوف المخطط لها إلى القطاع بأنها "انعكاس لتورط أمريكا المتزايد في التدابير الأمنية في قطاع غزة".
كذلك، تراقب مصر وقطر تنفيذ الاتفاق، حيث تدخلت الدوحة خلال عطلة نهاية الأسبوع للمساعدة في التفاوض على نزاع أدى إلى توقف دولة الاحتلال الإسرائيلي عن وقف إطلاق النار لعدة ساعات، يوم السبت. فيما رفضت دولة الاحتلال الإسرائيلي السماح للفلسطينيين بالسفر إلى شمال غزة إلاّ بعد تسلّم أربيل يهود، 29 عاما.
في المقابل، يقول المسؤولون القطريون إن الضغط الدولي ضروري للحفاظ على الاتفاق على المسار الصحيح. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، إن: "آليات المراقبة هذه المرة أكثر قوة أيضا. نحن نراقب كل تفاصيل الاتفاق".
وأبرز أن: "غرفة العمليات أكثر تطورا، والاتصالات أسرع، وتم إنشاء غرفة عمليات ثانية في العريش بالقرب من حدود مصر مع غزة لمراقبة دخول المساعدات"، متابعا: الوسطاء تعلموا العديد من "الدروس" من اتفاق وقف إطلاق النار الأولي.
وأردف: "ما الذي تسبب في انهيار المحادثات، وما لم يتم تنفيذه، ولماذا لم يتم تنفيذه، كل ذلك دخل في المفاوضات من أجل هذا الاتفاق"، مبرزا: "يتعين علينا جميعا أن نعمل بشكل جماعي، ولا أستطيع التأكيد على هذا بما فيه الكفاية. لا يمكن للمجتمع الدولي أن يأخذ هذا الاتفاق على أنه أمر مسلم به".