دولة المدارس الخاصة: أقساط خياليّة للعام المقبل...نعم نبغي الربح
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
تقفز المدارس الخاصة فوق القانون 515، وتقرّ زيادات عشوائيّة بالدولار، على أقساطها للعام الدراسي المقبل 2024-2025. لا تنتظر موافقات لجان الأهل ولا إعداد موازناتها، وقطوعات الحسابات، ومعرفة عدد طلّابها، وفق ما تنصّ عليه القوانين الناظمة للقطاع. وبطبيعة الحال لا تكثرت للأوضاع الماديّة لذوي الطلاب، ولا لتوصيفها القانوني بأنّها "مؤسسات لا تبغي الربح" لتؤكّد ممارساتها أنّها تبغي الربح، ثمّ الربح، ولا شيء سواه.
كيف تتجاوز المدارس الخاصة القانون في رفع أقساطها؟
عمدت المدارس الخاصة خلال العام الدراسي الحالي إلى رفع أقساطها في منتصف العام، على خلفية إقرار قانون تغذية صندوق التعويضات، علمًا أنّ القانون تمّ رده من قبل الحكومة ولم يدخل حيز التنفيذ، بفعل اعتراضات اتحادات المدارس الخاصة، ورغم ذلك، مضت هذه المدارس في زياداتها، وراسلت مؤخّرًا إداراتُ عددٍ من المدارس الخاصة ذوي الطلّاب، تُعلمهم بزيادات على الأقساط للعام المقبل بلغت 50%، وفق ما أكّدت رئيسة اتحاد لجان الأهل وأولياء الأمور لما الطويل لـ "لبنان 24"، على سبيل المثال، القسط الحالي المقدّر بـ 1500 دولار و30 مليون ليرة أضحى 3000 الآف دولار و60 مليونًا، والـ 2000 دولار أضحى 400 دولار وهكذا دواليك، مرفقة بعبارة أنّ هذه الأرقام غير نهائيّة وخاضعة للزيادة أيضًا. أسباب هذه الزيادات الخياليّة غير معلومة بالنسبة للجان الأهل، لاسيّما وأنّ سعر صرف الدولار مستقرّ منذ أكثر من عام، والمصاريف التشغيليّة هي نفسها. كما أنّ القوانين المرعيّة الإجراء تحدّد آلية رفع الأقساط، بحيث تفرض على إدارات المدارس تقديم موازنات سنويّة، وفق نموذج لدى وزارة التربية، تذكر فيها كلّ عناصر الكلفة لتحديد قيمة القسط السنوي على الطالب الواحد. يرتكز النموذج على القانون 515، الذي يحدّد عناصر القسط من مكوّنين: 65% من أعباء ونفقات الأجور والرواتب، و35% من النفقات الأخرى، وتتنوع بين التأمين ومصاريف إداريّة وتشغيليّة كالتدفئة والماء والتبريد وغيرها. فيتمّ احتساب هذه الأكلاف، وتُقسم على عدد التلاميذ المسجّلين في السنة الدراسية، ليُحتسب القسط السنوي على التلميذ الواحد. وتُرفع الموازنة إلى لجان الأهل، إذا وافقت عليها الأخيرة، تُحال إلى وزارة التربية، لتصديقها واعتمادها. وإذا لم توافق لجان الأهل، فعلى وزارة التربية فتح تحقيق بتفاصيل الموازنة، والفواتير التي استندت إليها، والتأكّد من مدى صحتها. المدارس الخاصة تجاوزت كل هذه الآلية القانونيّة، وضربت القسط بضعفه بكلّ بساطة.
المدارس الكبيرة تعبّد طريق الزيادات
في جعبة الطويل قائمة بالمدارس "الجريئة" أو الوقحة التي أبلغت الأهالي بالزيادات، متخطيّة كلّ إطار قانوني"المدارس المعروفة بأقساطها الكبيرة، وهي التي تعتبر نفسها "براند" لم تجد حرجًا في مضاعفة أقساطها للعام المقبل، فأبلغت الأهالي "على بكير" بزياداتها العشوائيّة. ساعدها في ذلك لجان الأهل التابعة لها، تصمت تلك اللجان، لاسيّما وأنها تضم مقتدرات ومقتدرين، فتمرّ الزيادات من دون شوشرة، وهكذا تعبّد المدارس الكبيرة لشقيقاتها الصغرى طريق رفع الأقساط قبل دراسة الموازنات". تكمل الطويل توصيفها للوضع التربوي فتقول "في حال لم يتمّ وضح حدّ لهذه الزيادات العشوائيّة، نحن ذاهبون إلى كارثة في العام المقبل، خصوصًا أنّ الأهالي يدفعون باللحم الحي منذ عامين، ولا يمكنهم تحمّل مبالغ إضافيّة، في وقت لا يوجد بديل بظل واقع التعليم الرسمي."
ثلاثة أسباب خلف تعسّف المدارس
تجاوز المدارس الخاصة لأيّ قانون ومنطق في زيادة أقساطها كلّ عام، مردّه وفق الطويل إلى الخلل الحاصل في عوامل عدّة "من لجان الأهل المتواطئة مع الإدارات، وهي اللجان التي انتقتها الإدارات، مستغلّة غياب مشاركة الأهل في الانتخابات، وعدم قيام وزارة التربية بعملها الرقابي عبر فرض إجراء انتخابات حقيقيّة ومراقبة العمليّة الإنتخابيّة. مرورًا بكارتيل المدارس الخاصة واتحاداتها وهي بمعظمها تابعة لمرجعيّات دينيّة من مختلف الطوائف والمذاهب، ومرجعيّات سياسية تحميها، وإلا لما كانت تمادت إلى هذا الحدّ، وتلجأ مرجعيّاتها إلى ممارسة الضغوطات عند إقرار أيّ قانون لا يعجبها، وهو ما حصل مؤخرًا عبر حملة الضغط الكبيرة حيال قانون صندوق التعويضات وبراءة الذمّة الماليّة. وصولًا إلى الخلل في النصوص التشريعيّة، فالقانون 515 الذي أقرّ عام 1996 تمّ تفصيله على قياس أصحاب المدارس الخاصة، بمعنى أنّ القانون لا ينصّ على أيّ محاسبة في حال ارتكبت المدارس الخاصة مخالفات، إذ نصّ على وجوب وضع مجالس تحكيميّة تربويّة للفصل في النزاعات والمخالفات، أي ايكال المهمّة إلى القضاء التربوي الذي يلجأ إليه الأهل والمدارس في حال نشوب أيّ نزاع ، والمجالس التحكيميّة هذه معطّلة قسرًا منذ خمسة عشرة عامًا، إذ أنّ المدارس لا تريد ممثلين فعليين عن لجان الأهل في هذه المجالس، التي تتألف من عضوين من لجان الأهل وعضوين من إدارات المدارس، وأعضاء من وزراة التربية وقاضٍ، والوزراء المتعاقبون لم يعمدوا إلى تشكيلها".
كيف ستواجه اتحادات لجان الأهل رفع الأقساط؟
"حيال الزيادات الكبيرة القادمة، نكرر دعوتنا إلى الأهالي ولجان الأهل بعدم الموافقة على أيّ زيادة قبل التسجيل، وقبل تقديم قطع حساب، وقبل أن تصرّح المدارس عن المبالغ التي تتقاضاها بالدولار من الأهالي، وعن كيفية إنفاقها. ونطلب من مجلس النواب إقرار قوانين تضع ضوابط حيال عشوائية الأقساط" تقول الطويل غامزة من قناة "نواب التقيناهم، فإذا بهم يدافعون عن المدارس الخاصة، بدل أن يضعوا قوانين للجم زياداتها" وتشير إلى اجتماعات نيابيّة تحصل "تُناقش اقتراحات تتعلق بالمدارس الخاصة، تُدعى إليها إدارات المدارس واتحاداتها، ونقابة المعلمين، وتُغيّب اتحادات لجان الأهل. ولو أنّ لجنة التربية النيابيّة الحاليّة أفضل من سابقتها، وتضم نوابًا يعملون بضمير". الطويل تتوجه إلى وزارة التربية، طالبة منها التدخل بموجب المادة 13 من قانون 515، التي تتحدّث عن الموازنات المخالفة، أي التي تحدّد أقساطها بطريقة مخالفة وغير قانونيّة، وتنصّ على وجوب أن يعمد رئيس مصلحة التعليم الخاص إلى التدقيق في الموازنات، وتحديد الأقساط، وتبليغ لجان الأهل بالقيمة الحقيقيّة للأقساط، وهو ما لا يحصل، على رغم أنّ كل الموازنات باعتراف رئيس مصلحة التعليم الخاص تُعتبر حاليًا غير قانونيّة، كونها لا تتضمن كلّ المبالغ التي تتقضاها المدارس من الأهل". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: المدارس الخاصة وزارة التربیة لجان الأهل
إقرأ أيضاً:
رسميا.. بدء تفعيل تجربة المدارس المصرية الألمانية العام الدراسي المقبل
وقع المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ومحمد أحمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بروتوكول تعاون مشترك بشأن نقل الانتفاع والإشراف الإداري للمدارس بالمدن الجديدة، والمشيدة بمعرفة وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية (هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة).
ويهدف البروتوكول إلى تعزيز التعاون المشترك، والتنسيق الكامل، بشأن إدارة وتشغيل المدارس المشيدة الكائنة بمدينة السادس من أكتوبر، لتطبق نظام التعليم الألماني على غرار شهادة النيل الدولية، حيث ستكون مدرسة مدينة السادس من أكتوبر النموذج الأول (النواة) لتفعيل هذا التعاون المشترك، على أن يتم لاحقًا تحديد باقي المدارس التي سيشملها البروتوكول في مختلف المدن الجديدة وفقًا لما يتم الاتفاق عليه بين الطرفين.
وعقب التوقيع، أعرب المهندس شريف الشربيني عن ترحيبه بهذا التعاون المشترك بين وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والتربية والتعليم والتعليم الفني، مشيرًا إلى أن توقيع اليوم هو تتويج لجهود التعاون بشأن استغلال المدارس الموجودة في المدن الجديدة والتي تم انشاؤها من خلال هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، حيث نستهدف من خلال البروتوكول إدارة تلك المدارس وفقًا لرؤية وزارة التعليم لتشغيل المدارس بأسلوب متطور، أسوة بمدارس النيل والمدارس اليابانية، وغيرها فيما يخص استراتيجية تطوير التعليم في مصر وإدارة المدارس بأسلوب متطور من الممكن أن يكون هناك حاجة فعلية له.
وأكد وزير الإسكان توفير كل سبل الدعم لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني خلال مراحل العمل وفقا للبروتوكول، مشيرًا إلى أن اليوم هو نتاج لتضافر جهود مؤسسات الدولة، وأنه سيكون هناك متابعة مستمرة لما يحدث على الأرض لتنفيذ ما تم التوافق عليه لضمان تحقيق أهداف هذا التعاون المشترك.
وتابع المهندس شريف الشربيني، أن الوزارة لديها نموذج من المدارس الناجحة التابعة للوزارة ممثلة في الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي لتأهيل الطلاب للعمل في مجال صيانة شبكات المياه والصرف الصحي، لافتًا إلى أن هناك حجم طلب كبير للالتحاق بتلك المدارس، كما أصبح هناك طلب من القطاع الخاص على خريجي تلك المدارس، موضحًا أنه وفقا لذلك فإننا بحاجة للتوسع في مثل هذه المدارس وصقل الطلاب باللغات المختلفة لتأهيلهم لمختلف الأسواق سواء في مصر أو بالخارج.
من جانبه، أعرب الوزير محمد عبد اللطيف عن سعادته بالتعاون المثمر مع وزارة الإسكان والمتمثل في البروتوكول الذي وقع اليوم، موضحًا أن الوزارة وضعت خطة استراتيجية لإدارة هذا النموذج المميز من المدارس الدولية، مشيرًا إلى بدء تفعيل تجربة المدارس المصرية الألمانية بداية من العام الدراسي المقبل، كما أشار إلى وجود مشاورات جارية مع السفارة الفرنسية لبحث إنشاء مدارس فرنسية، بما يدعم التنوع والتكامل في منظومة التعليم الدولي داخل مصر.
كما تطرق الوزير إلى الجهود المبذولة لتطوير منظومة التعليم الفني، مشيرا إلى أن مصر تمتلك حاليًا 90 مدرسة تكنولوجيا تطبيقية ذات طابع متميز، وتتبنى الوزارة رؤية واضحة لرفع مستوى هذه المدارس لتواكب المعايير العالمية، مشددًا على أهمية الشراكات الدولية في هذا الإطار.
ولفت إلى أن الوزارة أبرمت عددًا من بروتوكولات التعاون مع دول رائدة في مجال التعليم الفني مثل ألمانيا، وإيطاليا، واليابان، وذلك بهدف جذب شراكات دولية لإطلاق مدارس تكنولوجيا تطبيقية في تخصصات مختلفة بما يتيح تقديم برامج تعليمية ذات معايير دولية بما ينعكس بدوره على تخريج كوادر مؤهلة قادرة على الانخراط في سوق العمل المحلي والعالمي.