فن الامتنان.. مفتاح الحفاظ على صحة الدماغ
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
يعد التعبير عن الامتنان ممارسة بسيطة لكنها قوية يمكنها أن تغير حياة المرء، فإن تطوير التقدير الصادق لما يمتلكه الشخص بالفعل يمكن أن يغير بشكل كبير صحته العقلية والجسدية.
وبحسب علم الامتنان، فإن اتخاذه كعادة يزيد القدرة على إعادة تشكيل الدماغ وتحسين الحالة المزاجية بل ونوعية وجودة الحياة بشكل عام.
ووفقا لما نشره موقع Calm، لطالما تم وصف الامتنان على أنه مفتاح السعادة.
ويتمتع الدماغ بقدرة رائعة على إعادة تنظيم نفسه طوال الحياة من خلال تكوين اتصالات عصبية جديدة، فيما يُعرف بالمرونة العصبية، ويمكن أن يلعب الامتنان دورًا مهمًا أثناء حدوث تلك العملية، كما يلي:
1. تعزيز إنتاج الناقلات العصبية
إن إحدى أهم الطرق، التي يمكن أن يؤثر بها الامتنان على دماغ الإنسان، هي تحفيز إنتاج الدوبامين والسيروتونين، وهما ناقلان عصبيان يُعرفان غالبًا باسم المواد الكيميائية التي تساعد على الشعور بالسعادة. عندما يعرب الشخص عن الامتنان، قد يطلق دماغه هذه المواد الكيميائية، مما يؤدي إلى مشاعر السعادة والرضا. ولا تعد مجرد دفعة مؤقتة، إنما يؤدي التعبير المنتظم عن الامتنان إلى تحسينات طويلة المدى في الحالة المزاجية بشكل عام والحالة العاطفية.
2. تنظيم هرمونات التوتر
يمكن أن يلعب التعبير عن الامتنان أيضًا دورًا حاسمًا في إدارة استجابة الجسم للضغط النفسي. عندما يركز الشخص على المشاعر الإيجابية المرتبطة بالامتنان، يمكن أن يقلل من إنتاج الدماغ لهرمونات التوتر مثل الكورتيزول، مما يؤدي إلى تهدئة الجهاز العصبي، وبالتالي يقلل من مشاعر القلق أو يعزز الشعور بالرفاهية.
3. إعادة هيكلة العمليات المعرفية
وبعيدًا عن التأثيرات البيوكيميائية، يمكن أن يشجع الامتنان على إعادة هيكلة العمليات المعرفية. يمكن أن يساعد في تعزيز التحول في العقلية من التفكير السلبي إلى التفكير الإيجابي، من خلال التركيز أكثر على الخير في حياة الشخص. إنه تحول ربما يؤدي إلى تغييرات دائمة في كيفية إدراك الشخص للعالم من حوله وتفاعله معه. من خلال ممارسة الامتنان بانتظام، يمكن المساعدة في تدريب الدماغ لتكون أكثر انسجاما مع الإيجابية.
4. تعزيز الاتصال العصبي
كل تعبير عن الامتنان قد يعزز المسارات العصبية المرتبطة بالمشاعر الإيجابية. بمرور الوقت، يمكن أن تصبح هذه المسارات أقوى، مما يجعل مشاعر الامتنان والسعادة أكثر سهولة وتكرارًا.
5. تحسين وظائف المخ في المناطق الحرجة
وأظهرت الدراسات التي تستخدم فحوصات الرنين المغناطيسي الوظيفي MRI أن الامتنان قد ينشط عدة مناطق مهمة في الدماغ، بما يشمل قشرة الفص الجبهي، المسؤولة عن اتخاذ القرار والتنظيم العاطفي والتعاطف. يمكن أن يجلب هذا التنشيط مشاعر فورية من الرضا ويمكن أن يساهم أيضًا في تحسين الوظائف المعرفية المرتبطة بهذه المناطق من الدماغ على المدى الطويل.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: صحة الدماغ وظائف المخ الامتنان على عن الامتنان یمکن أن
إقرأ أيضاً:
التعليم العالي .. مفتاح للباب العالي !
بقلم : حسين الذكر ..
تعد ( المانيا واليابان ) اكثر الدول تضررا من الحرب العالمية الثانية 1939-45 ، فالمانيا قائدة المحور لم تستسلم حتى دخلت جميع الجيوش أراضيها لتكتم انفاس التفوق والعبقرية المتجسدة بهيئة الأركان الألمانية كاحد اهم نتاج العقل والانضباط المؤسسي الصارم .. وقد اذهلت المانيا العالم بقدرتها على استيعاب الضربة والنهوض والتخلص باكرا من ربقة الاستعمار اذ لم تمر الا سنوات معدودة حتى تمكنت من الفوز بكاس العالم 1954 كمؤشر على استرداد العافية وانبعاث التوفق الثقافي باوصال الامة برغم ما حل فيها من دمار وخراب وقتل وانتهاكات ..
اليابان التي بكتها شعوب العالم اثر تلقيها ابشع ضربة على مر العصور المتمثلة بالقنابل الذرية الغربية على ( يوروشيما ونكازاكي ) التي فتت الجسد الياباني دون روحه التي بقت حرة منبعثة لتعود اليابان بفكر الكومبيوتر الذي غزى العالم المعرفي والبس الثقافة والصناعة بل الحضارة ثوب جديد ما زال يسمى بالعهد الالكتروني ..
قطعا ان ذلك التفوق لم يكن وليد المصادفة فهناك قيم أخلاقية راسخة صارمة عززت بملف تعليم عالي لا يقبل الشك .. فلا مجال للترقي في المانيا واليابان بأي من مؤسسات الدولة وتحت أي عنوان الا عبر التفوق في البحث العلمي الذي من خلاله فقط يثبت الطالب استحقاقه وجدارته .. فلا مجال لاي من أوجه الحزبية والعشائرية والقومية والدينية والعلاقاتية فيه … ولا يسمح ان تكون سببا للترقي واستلام المسؤولية الا عبر الكفاءة والمعرفة .
في المنظومة العربية بعد ولادة الشرق الاوسطي الجديد الذي بشرت به ورعته أمريكا والغرب منذ نيسان 2003 .. شهد انحدار قيمي فضيع يمكن تلمسه في أساليب الحصول على الشهادة العلمية باعلى درجاتها ما كان منها ( مرسولا او مطروحا ) ، لم يعد ينظر الطالب فيه – الا ما رحم ربي – للتفوق العلمي والتزود المعرفي .. فالوظيفة والعنوان والجاه المجتمعي هو الأساس للدراسة وتحصل الشهادة باي وسيلة كانت ما دامها تحقق الغرض المطلوب مجتمعيا .
يقال ان المنتصرون في الحرب العالمية كانوا يدخلون دول اعدائهم فاتحين .. فيلجؤوا الى حماية علماء اعدائهم في المؤسسات وترحيلهم للإفادة من خبراتهم وقدراتهم في تطوير واقعهم الجديد .. وهذا عين ما حدث مع بعض الجيوش التي دخلت المانيا ولديها قائمة بالنخب والعلماء والعباقرة الذين تم تسفيرهم وتهيئة افضل سبل العيش لهم ليبدعوا في عالمهم الجديد .. على العكس تماما ما يحدث في ثوراتنا او تغيراتنا السياسية العربية التي تنطلق القوائم من جحورها السوداء لتغتال وتختطف وتقتل وتهجر العقول الوطنية التي يمكن الإفادة منها لاعادة بناء البلد واحياء مؤسساته .
من المفارقات الغريبة ان التلاميذ العرب اول دخولهم المدارس الابتدائية يظلون يطمحون ويحلمون لدخول الجامعات التي يشاهدونها من خلال وسائل الاعلام كانها جنة عربية للعقول والنفوس فيما يتبدد ذلك الحلم الجميل من اول مشاهدات وواقع حال جامعي عربي في الشرق الأوسط الجديد المزعوم بالحداثة والتفوق الغربي اذ اكثر ما يشد ويشذ فيه هي الحرية الموهومة والوعي المزعوم عبر علاقات وكوفيات واكلات ولباس وزي واحتفالات .. ووسائل نقل يهتم بها – اغلب الطلبة – اكثر من جميع وسائل المعرفة وتطوير الوعي . ذلك داخل الجامعة اما بعد التخرج فان نسب التفوق ومفهوم العبقرية يتلاشى تماما امام وسائل توزيع العقول لقيادة مؤسسات الدولة التي لا تتسق مع درجات التقييم العلمي وتختلف تماما في التقسيم الحزبي والولاء السلطوي ..