مطبخ الخير.. مبادرة نسائية لإطعام الصائمين بمخيمات النزوح بإدلب
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
إدلب- لم تمنع أروقة الخيام القماشية والقصص المؤلمة التي تعيش بداخلها الناشطة نجلاء معمار، ومجموعة من النساء الأرامل، جمعهن النزوح، من إطلاق مشروع "مطبخ الخير" لطبخ الأكلات السورية التراثية المشهورة، وتوزيعها على العائلات الفقيرة والمحتاجة من زوجات الشهداء والأرامل في مخيمات "دير حسان" شمال إدلب خلال شهر رمضان المبارك.
يتميز "مطبخ الخير" عن غيره من الجمعيات والمنظمات الخيرية باعتماد النسوة القائمات عليه بطهي طعام منزلي بأدوات بسيطة، بعد أن اجتمعن معا؛ بهدف تقديم وجبة إفطار منزلية يقمن بإعدادها ضمن المخيم بدرجات عالية من النظافة والمهارة في الطبخ؛ بسبب عدم قدرة العوائل على إعداد مثل هذه الوجبات لتكلفتها العالية في ظل الفقر.
تقول نجلاء معمار "نعتمد من خلال مبادرتنا في مطبخ الخير على اختيار وجبات محددة مثل الكبة والمحاشي والسمبوسك والشيشبرك والكبسة والمقلوبة، وغيرها من الأكلات التراثية السورية المشهورة التي لم تعد تستطيع الكثير من العوائل طبخها في ظل الفقر والحاجة الكبيرة وخاصة لأُسر الشهداء والأرامل؛ لأن من الاستحالة مقدرتهم على طبخ مثل هذه الأكلات بسبب تكلفتها العالية".
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4لماذا تراجعت "موائد الأرحام" بالأردن في رمضان الجاري؟list 2 of 4حلوى "المخارق" الرمضانية.. فخر مدينة باجة التونسيةlist 3 of 4مسلسل "مليحة".. ترحيب بأول عمل درامي مصري عن القضية الفلسطينيةlist 4 of 4الدعاء الجماعي وإجلال كبار السن.. أبرز التقاليد الرمضانية المتوارثة في أوزبكستانend of listونوهت معمار إلى أن فكرة المبادرة أتت من خلال معاينتها الشخصية لكثير من العوائل التي تعيش معها في نفس المخيم ولا تستطيع طبخ الوجبات التي تدخل بها اللحوم وخاصة أن الاحتياجات أصبحت كبيرة جدا وهم لا يستطيعون حتى تأمين طبختهم البسيطة من الخضار على سبيل المثال.
تعتمد المبادرة على مجموعة من النساء الأرامل المهجرات، قررن إطلاق مبادرتهن لبث الفرح والسعادة في قلوب الأطفال الأيتام الذين فقدوا الأب والمعيل خلال الحرب، وانتهى بهم المطاف إلى خيمة النزوح، وليست لدى أمهاتهم القدرة على طبخ وجبات ذات تكلفة عالية، يمكن أن يصل ثمنها إلى ألف ليرة تركية، وهو مبلغ من الممكن أن يكفيهم لمدة أسبوع أو اثنين لطبخ وجبات لا تدخلها اللحوم.
مريم حاج قدور التي تشرف على طهي الطعام تقول "إن نقطة الاختلاف بيننا هنا في المطبخ وبين المنظمات والجمعيات أن وجباتهم تعتمد بشكل شبه يومي على الأرز والدجاج، أما لدينا هنا فالأمر مختلف لأننا نعتمد على التنوع في نوع الطعام ونضيف عليه لمسات الطبخ السوري الشهي لأننا نقوم بطبخه بطريقة الطبخ المنزلي التي يحبها الجميع ويفضلها على طعام المطاعم وخاصة في شهر رمضان".
وتضيف أن الفريق يقدم 75 وجبة يوميا، بعد أن حصل على دعم من "فريق إحسان في ألمانيا" "وكما نتمنى أن تكون لدينا قدرة على طبخ كميات أكثر من هذا العدد لنغطي كل المخيم، ولكن بسبب قلة الدعم اخترنا الأشد حاجة وفقرا، ووقع اختيارنا على الأرامل والعوائل التي ليس لها معيل".
تقدم هؤلاء النسوة بشكل يومي هذه الوجبات التي تكفي العائلة المؤلفة من 5 أشخاص بالإضافة إلى كمية من التمر وربطة خبز وعلبة من اللبن حيث يصل متوسط تكلفة الوجبة لما يقارب "300" ليرة تركية (الدولار يساوي 3.64 ليرات تركية) والتي تعجز الكثير من العوائل على إعدادها بشكل يومي بسبب تكلفتها.
بدورها، تمنت "أم أحمد" التي تعيش مع 10 من أطفالها في خيمة وهي مستفيدة من الوجبات ألا يتوقف توزيع هذه الوجبات لأنها لن تستطيع أن تطبخ لأطفالها مثلها لأن تكلفتها ربما تصل إلى ألف ليرة وهي لا تملك هذا المبلغ.
وأضافت "أم نبيل" وهي مستفيدة أيضا أن الوجبة تكفيني مع أطفالي الأربعة ولا أحتاج للطبخ بعد الحصول عليها ولكن إذا أردت الطبخ فلن أطبخ مثلها في خيمتي لأنني بقيمتها أستطيع أن أعيش لمدة أسبوع مع أطفال على طبخ البرغل أو المقالي.
لم تكن مبادرة "مطبخ الخير" هي الوحيدة التي تسعى لتقديم وجبات إفطار صائم لقاطني مخيمات النزوح في شمال غرب سوريا؛ بل هناك العديد من المنظمات والفرق والجمعيات الخيرية تحاول جاهدة تقديم وجبات الإفطار بشكل يومي، ولكن كانت هذه الفرق والمنظمات قليلة بسبب قلة الدعم وتخفيض المساعدات الأممية مع بداية عام 2024.
ومن جانبها، افتتحت "جمعية عطاء" عددا من المطابخ موزعة في عدد من المناطق، قدمت من خلالها ما يقارب 500 وجبة يوميا على النازحين والمهجرين في الخيام، كذلك قدمت منظمة "الرحمة الإغاثية" الوجبات الرمضانية في المخيمات، وفريق "الاستجابة الطارئة" الذي اعتمد على افتتاح مطبخ متنقل في المخيمات؛ لتقديم الوجبات من خلال مشاركة أعضائه مع أهالي المخيمات في الطهي والتوزيع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات رمضان 2024 مطبخ الخیر بشکل یومی من خلال على طبخ
إقرأ أيضاً:
محافظ المنيا يتفقد تجهيزات مائدة الإفطار الرمضاني بكورنيش النيل
تفقد اللواء عماد كدوانى، محافظ المنيا، تجهيزات مائدة الرحمن التي تنفذها المحافظة فى جنوب مدينة المنيا، بكورنيش النيل بشارع التنظيم والإدارة، وذلك بالتعاون مع الجهات الشريكة من رجال الأعمال وأصحاب المطاعم الكبرى، لتقديم وجبات الإفطار خلال شهر رمضان المبارك، موجها بزيادة اعداد وجبات الإفطار لتسع المائدة 500 فرد .
كما شدد المحافظ على ضرورة توفير وجبات كافية للمستفيدين، خاصة للأفراد الأكثر احتياجًا، لضمان تقديم خدمة متميزة تعكس روح التكافل خلال الشهر الفضيل.
رافق المحافظ خلال جولته لمتابعة تجهيزات المائدة، الدكتور محمد أبو زيد، نائب المحافظ، واللواء أ.ح ياسر عبد العزيز، السكرتير العام للمحافظة، والدكتور سعيد محمد، رئيس مركز ومدينة المنيا، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذية.