مع بدء العدّ العكسي للانتخابات البلدية والاختيارية، التي يفترض أن تجري في شهر أيار المقبل، الذي تنتهي فيه الولاية المؤجّلة للمجالس البلدية المُنتخَبة في العام 2016، وعلى مسافة أيام من الصدور المرجّح لمرسوم دعوة الهيئات الناخبة من قبل وزير الداخلية والبلديات، عاد الحديث عن "تأجيل" الانتخابات البلدية والاختيارية ليتزايد، على الرغم من المواقف المحذرة التي تصدر عن بعض القوى السياسية.


 
في هذا السياق، تشير المعلومات إلى أنه بموازاة إصرار الحكومة عبر وزارة الداخلية على المضيّ بالإجراءات المفترضة لإنجاز الاستحقاق في موعده، طالما أنّ أيّ قانون بالتمديد لم يُعتَمد في مجلس النواب، تتعامل العديد من القوى السياسية مع الاستحقاق على أنه "بحكم المؤجّل"، مستندة في ذلك إلى الوضع الأمني المتفجّر، والذي لم يعد محصورًا أصلاً في المناطق الحدودية الجنوبية، بل اتّسع ليشمل مناطق عدّة، ولا سيما في البقاع.
 
ووفقًا لما يتسرّب من معلومات، فإنّ إعداد مشروع التمديد عبر مجلس النواب قائم على قدم وساق، رغم بعض التعقيدات، أو "المزايدات" التي يُخشى أن يصطدم بها، ولو أنّ هناك من يعتقد أنّ جميع الأطراف راغبة في التمديد، ولو أنّها تفضّل أن لا "تتورّط" على المستوى الشخصي في تمريره، فهل يمكن القول إنّ تأجيل الانتخابات البلدية قد حُسِم بالمُطلَق؟ وهل مثل هذا القرار واقعي ومنطقيّ، أو بالحدّ الأدنى مبرَّر؟!
 
احتمال التمديد يتقدّم
 
على مستوى الحكومة، يقول العارفون إنّ العمل قائم على أساس أنّ الانتخابات البلدية والاختيارية ستجري في موعدها، بغضّ النظر عن كلّ الظروف المحيطة، وإنّ وزير الداخلية يستعدّ لإصدار مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، بعد تحديد "مبدئي" لمواعيد الانتخابات التي ستمتدّ على أسابيع عدّة، مع إمكانية "استثناء" بعض المناطق الجنوبية ولا سيما الحدودية منها، في حال استمرّت الاعتداءات الإسرائيلية ولم يتمّ التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل موعدها.
 
ومع أنّ العارفين لا يعتبرون أنّ عدم وجود مؤشّرات على أجواء انتخابية، كان يفترض أن تكون في ذروتها في هذه المرحلة، دليلٌ كافٍ على أنّ الاستحقاق لن يجري، بدليل أنّ الجميع كان يعتقد أنّ الانتخابات النيابية الأخيرة لن تجري، لكنّها حصلت في نهاية المطاف، إلا أنّهم يشيرون إلى أنّ احتمال التمديد يتقدّم بشكل كبير في الأوساط السياسية، باعتبار أنّ الوضع الأمني الناشئ عن حرب الجنوب يشكّل "سببًا موجبًا" للتأجيل أكثر من كلّ الذرائع التي اعتُمِدت سابقًا.
 
ويقول العارفون إنّ "الثنائي الشيعي" تحديدًا متمسّك بمطلب تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية، وهو المنشغل بمفاعيل الحرب في الجنوب، كما أنّه يرفض بالمُطلَق كلّ ما يُطرَح من بدائل، بما فيها استثناء المناطق الجنوبية من الاستحقاق، لما يمكن أن ينطوي عليه من تمييز وعدم مساواة بين المناطق، فضلاً عن أنّ تحديد هذه المناطق قد لا يكون سهلاً طالما أنّ الغارات الإسرائيلية باتت تستهدف كل المناطق، من دون الالتزام بقواعد اشتباك ولا من يحزنون.
 
جلسة تشريعية مطلوبة
 
يرفض المؤيدون لوجهة نظر الثنائي الشيعي الاستناد إلى تجربة الانتخابات البلدية التي جرت في العام 1998، من دون أن تشمل المناطق المحتلّة في الجنوب، والتي تمّ تأجيل استحقاقها لما بعد التحرير في العام 2000، لتبرير التمسّك بإجراء الانتخابات في موعدها، عبر الإيحاء بوجود "سابقة" في هذا المجال، حيث يشدّدون على أنّ الظروف مختلفة، ولا يمكن تشبيه الحالتين، علمًا أنّ الوضع تحت الحرب مختلف عنه تحت الاحتلال.
 
مع ذلك، ثمّة بعض التعقيدات التي تحيط بتمرير التمديد عبر مجلس النواب وفق العارفين، حتى لو صحّ ما يُقال عن أنّ المشروع بات شبه جاهز، على أن يتقدّم به رسميًا نواب من كتلة "التنمية والتحرير" وربما "الوفاء للمقاومة"، من بينها أنّ الأمر سيتطلب عقد جلسة تشريعية، قد تخالفها العديد من القوى السياسية التي لا تزال ترفع شعار "لا للتشريع في ظلّ الفراغ الرئاسي"، ولو أنّ جميع هذه القوى كسرت هذا المبدأ في أكثر من مناسبة.
 
وإذا كان من المُستبعَد الرهان على موقف مؤيد للتشريع من أجل التمديد للبلديات من جانب "القوات" و"الكتائب" أو نواب "التغيير"، ولا سيما أنّ هذه القوى تقول جهارً إنّها مع إجراء الانتخابات في موعدها، فإنّ الأنظار تتّجه إلى موقف "التيار" الذي أمّن نصاب "جلسة التمديد" قبل عام، لكن "لا ضمانات" حول موقفه اليوم، في ظلّ "افتراقه" عن "الثنائي الشيعي"، ولو أنّ هناك من يعتقد أنّه لا يريد الانتخابات، أكثر من "الثنائي"، ولو اختلفت الأسباب.
 
ثمّة من يقول إنّ جميع القوى السياسية، بما فيها تلك التي تقول جهارًا إنها ترفض التمديد للمجالس البلدية، تبدو "مطمئنّة" إلى أنّ الاستحقاق لن يجري، بدليل أنّها لم تحرّك ماكيناتها الانتخابية، ولا تبدي أي استعداد لذلك. لعلّ ذلك يقود إلى خلاصة البعض أنّ التأجيل محسوم عمليًا، ولو لم يُحسَم نظريًا، فعندما تدقّ ساعة الجدّ، سيكون الجميع جاهزين إما للتمديد إذا كانت هناك حاجة لأصواتهم، أو للمزايدة التي تنفع ولا تضرّ!
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: البلدیة والاختیاریة الانتخابات البلدیة القوى السیاسیة على أن ولو أن

إقرأ أيضاً:

روسيا تقترب من محاصرة القوات الأوكرانية بكورسك

أظهرت خرائط مفتوحة المصدر أمس الجمعة أن القوات الروسية تقترب من محاصرة آلاف الجنود الأوكرانيين، الذين دخلوا منطقة كورسك الروسية الصيف الماضي، وعزلهم عن خطوط إمدادهم الرئيسية، فيما أكدت واشنطن مجددا عزمها إنهاء الحرب بأقرب وقت.

وأظهرت الخرائط نفسها تدهور وضع أوكرانيا في منطقة كورسك بشكل حاد في الأيام الثلاثة الماضية بعد أن استعادت القوات الروسية أراضي ضمن هجوم مضاد مكثف كاد يقسم القوات الأوكرانية إلى نصفين.

ويثير الوضع الخطير لأوكرانيا احتمال إجبار قواتها على التراجع إلى داخل أوكرانيا أو المخاطرة بالوقوع في الأسر أو القتل في وقت تتعرض فيه كييف لضغوط متزايدة من الولايات المتحدة للموافقة على وقف إطلاق النار مع روسيا.

وقال باسي باروينين المحلل العسكري في مركز بلاك بيرد جروب التي تتخذ من فنلندا مقرا لها لرويترز إن "الوضع بالنسبة لأوكرانيا سيئ للغاية". وأضاف "الآن لم يتبق الكثير قبل أن تُطوق القوات الأوكرانية أو
تُجبر على الانسحاب. والانسحاب يعني خوض معركة خطيرة، إذ ستتعرض القوات للتهديد المستمر من الطائرات المسيرة والمدفعية الروسية".

ولم يكن هناك تأكيد رسمي للتقدم الروسي من وزارة الدفاع الروسية أو الجيش الأوكراني، وكلاهما يميل إلى تأخير الإبلاغ عن التغيرات في ساحة المعركة.

روسيا هاجمت الجمعة منشآت الطاقة الأوكرانية بعشرات الصواريخ والمسيرات  (الفرنسية) تطورات أخرى

وفي تطورات ميدانية أخرى قال ممثلو الادعاء في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا إن خمسة من سكان المنطقة قتلوا اليوم الجمعة في هجمات روسية على عدد من القرى.

إعلان

وأضافوا في رسالة على تطبيق تيليغرام أن أحد السكان قُتل في بلدة بوكروفسك، وهي نقطة محورية للتقدم الروسي غربا عبر منطقة
دونيتسك.

وقتل شخصان في هجمات على قرى بالقرب من مدينة كوستيانتينيفكا إلى الشمال الشرقي، فيما سقط آخر في قرية بالقرب من بلدة كوراخوف والتي قال الجيش الروسي إنه سيطر عليها في يناير كانون الثاني.

وتتقدم القوات الروسية ببطء لكن بثبات عبر منطقة دونيتسك كجزء من حملة للسيطرة على دونباس التي تتكون من منطقتي دونيتسك ولوجانسك.

من جهتها نقلت وكالة أسوشيتدبرس عن مسؤولين أن روسيا هاجمت الجمعة منشآت الطاقة الأوكرانية بعشرات الصواريخ والمسيرات، مشيرين إلى أن الهجوم الروسي أعاق قدرة أوكرانيا على توصيل الطاقة لمواطنيها وتشغيل مصانع الأسلحة لدفاعاتها.

وأفاد سلاح الجو الأوكراني أن روسيا استخدمت 194 طائرة مسيرة و 67 صاروخا من أنواع مختلفة في هجوم مشترك وأنها أسقطت ما يزيد قليلا عن نصفها، فيما فشل ثلث آخر في الوصول إلى أهدافه ولم يتسبب في أي أضرار.

ووفقا للتصريحات الروسية ، استهدف الهجوم البنية التحتية للغاز في أوكرانيا.

وأبلغت شركة نفتوجاز الأوكرانية المملوكة للدولة عن أضرار لحقت بمنشآت إنتاج الغاز.

روبيو أكد أن ترامب عازم على إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا في أقرب وقت ممكن (غيتي) التحركات السياسية

سياسيا قال وزير الخارجية الأميركي  ماركو روبيو إنه أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الأوكراني أندريه سيبيا وأبلغه بأن الرئيس  دونالد ترامب عازم على إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا في أقرب وقت ممكن.

وذكرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان "أكد الوزير أن الرئيس ترامب شدد على أنه يتعين على جميع الأطراف أن تتخذ خطوات لضمان تحقيق سلام دائم".

وأمس الجمعة قال ترامب على منصته "تروث سوشل" إنه يجد التعامل مع روسيا "أسهل" من التعامل مع أوكرانيا في إطار الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب وإنه يثق بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يريد وضع حدّ للحرب".

إعلان

وصرّح ترامب "أصدّقه. بصراحة أجد التعامل مع أوكرانيا أكثر صعوبة وهم لا يملكون الأوراق. قد يكون التعامل مع روسيا أسهل".

من جهته كرّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة دعوته إلى هدنة في الجو والبحر ، ورأى في الغارات الأخيرة التي وقعت في خضمّ مباحثات بشأن وقف محتمل لإطلاق النار دليلا جديدا على قلّة استعداد موسكو لخوض مسار سلام.

وكتب زيلينسكي على إكس "الخطوات الأولى لإرساء سلام حقيقي يجب أن تكون إجبار المصدر الوحيد لهذه الحرب، أي روسيا، على إنهاء هذه الهجمات"، داعيا إلى "وقف" استخدام "الصواريخ والمسيرات البعيدة المدى والقنابل" الجوية.

وقال زيلينكسي في خطابه اليومي الذي يبثّ على شبكات التواصل الاجتماعي "جرى عمل مكثّف مع طاقم الرئيس ترامب طوال اليوم على مستويات عدّة مع مكالمات عدّة. والعنوان واضح: السلام في أقرب ما يمكن".

ويزور زيلينسكي الإثنين السعودية للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عشية لقاء من المقرر أن يُعقد في الثلاثاء المقبل بين وفد أميركي وآخر أوكراني، بهدف إنهاء الحرب الدائرة بين كييف وموسكو.

ويرمي اجتماع الوفدين الأميركي والأوكراني إلى تحديد "إطار اتفاق سلام ووقف لإطلاق النار"، بحسب الموفد الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

وكان مسؤولون أميركيون وروس كبار بينهم وزيرا خارجية البلدين الأميركي ماركو روبيو والروسي سيرجي لافروف أجروا محادثات  في الرياض تهدف إلى إصلاح العلاقات المتوترة بين واشنطن وموسكو، والتباحث بشأن أوكرانيا، تمهيدا لقمة محتملة بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب في السعودية.

والجمعة، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه يؤيد فكرة الهدنة "في الجو والبحر" التي اقترحها زيلينسكي في أسرع وقت كإجراء لبناء الثقة بين الطرفين"، وعرض مجددا استضافة محادثات بين روسيا وأوكرانيا.

إعلان

مقالات مشابهة

  • إشكالية الاحزاب في الانتخابات البلدية: التمويل أولا
  • إذ أراد الجيش انتصار بالخرطوم عليه التصدي بشكل حاسم لظاهرة الشفشفة في المناطق التي يستعيدها
  • عمليات سرقة ونهب لبيوت المواطنيين في المناطق التي حررها الجيش
  • قبل الانتخابات البلدية.. خطوة من 3 أحزاب
  • بعد تأجيلها إلى21 مارس.. ننشر جدول أعمال عمومية الصحفيين
  • الانتخابات البلدية في موعدها في أيار.. ما موقف الثنائي الشيعي؟!
  • روسيا تقترب من محاصرة القوات الأوكرانية بكورسك
  • التحضيرات للانتخابات البلدية انطلقت وتوافق عوني - قواتي - قومي يحيّد بسكنتا
  • الانتخابات: تحالفات معقدة تستثمر في ملف الحشد وضغوط واشنطن
  • العقيد حسن عبد الغني المتحدث باسم وزارة الدفاع: حققت قوات وزارة الدفاع تقدماً ميدانياً سريعاً، وأعادت فرض السيطرة على المناطق التي شهدت اعتداءات غادرة ضد رجال الأمن العام