أشارت دراسة جديدة إلى أن إنتاج سمك السلمون المستزرَع يؤدي إلى خسارة إجمالية للعناصر الغذائية الأساسية اللازمة للبشر من الأسماك التي يتغذى عليها السلمون.

ففي الدراسة التي نُشرت يوم 20 مارس/آذار الجاري في مجلة "نيتشر فود"، يقول الباحثون إن تناول المزيد من أنواع الأسماك البرية مثل الماكريل والأنشوجة والرنجة بشكل مباشر يمكن أن يفيد صحتنا، مع تقليل الطلب على استزراع أنواع الأسماك (مثل السلمون) التي تتغذى على الأنواع البحرية المحدودة.

وتحتوي الأسماك الزيتية مثل الماكريل والأنشوجة على عناصر غذائية أساسية بما في ذلك الكالسيوم وفيتامين بي 12 وأوميغا 3، لكن بعضها نفقده من نظامنا الغذائي عندما نأكل شرائح السلمون الذي يتغذى على هذه الأنواع الأضعف في سلسلته الغذائية.

أسماك العلف

حلل الباحثون في الدراسة تدفق العناصر الغذائية من أنواع الأسماك البرية التي تُستخدم علفا لأسماك السلمون المستزرع، ووجدوا انخفاضا في 6 من أصل 9 عناصر غذائية في شرائح سمك السلمون هي: الكالسيوم واليود والحديد والأوميغا 3 وفيتامين بي 12 وفيتامين إيه، ولكنهم وجدوا زيادة في مستويات السيلينيوم والزنك.

يقول الباحث الرئيسي في الدراسة في البيان الصحفي الصادر عنها: "ديفيد ويلر" المحاضر بقسم علم الحيوان في جامعة كامبردج: "إن ما نراه هو أن معظم أنواع الأسماك البرية المستخدمة كعلف؛ لها قيمتها الغذائية المماثلة أو الأكبر من القيمة الغذائية لشرائح سمك السلمون المستزرع".

ويوضح ويلر في تصريحات خاصة لـ"الجزيرة نت"، أنه بينما لا يزال الناس يستمتعون بتناول سمك السلمون ودعم النمو المستدام في هذا القطاع، فإنه يجب أن يبدأ الجميع في التفكير في تناول مجموعة أكبر وأوسع من أنواع الأسماك البرية مثل السردين والماكريل والأنشوجة للحصول على المزيد من العناصر الغذائية الأساسية بشكل مباشر في أطباقهم.

ويضيف أن "إجراء بعض التغييرات الصغيرة على نظامنا الغذائي بشأن نوع الأسماك التي نتناولها يمكن أن يقطع شوطا طويلا في تغيير بعض أوجه القصور في المعادن والفيتامينات الضرورية، وهو ما سينعكس على زيادة صحة البشر".

فوفقا للدراسة، فإن قرابة 71% من السكان البالغين في المملكة المتحدة يعانون من نقص فيتامين دي في الشتاء، وغالبا ما تعاني الفتيات والنساء المراهقات من نقص اليود والسيلينيوم والحديد. ومع ذلك فإنه بينما يتناول 24% من البالغين سمك السلمون أسبوعيا، فإن 5.4% فقط يأكلون سمك الماكريل، و1% يأكلون سمك الأنشوجة، و0.4% فقط يأكلون سمك الرنجة.

حصاد الخريف من السمك في بركة سمك بجمهورية التشيك (شترستوك) تحسين النظم الغذائية

قاس الباحثون مقدار توازن العناصر الغذائية في الأجزاء الصالحة للأكل من الأسماك البرية الكاملة المستخدمة في أعلاف سمك السلمون في النرويج، مقارنة بشرائح سمك السلمون المستزرعة، وركزوا على 9 عناصر غذائية ضرورية في النظام الغذائي البشري وتتركز في المأكولات البحرية، هي اليود والكالسيوم والحديد وفيتامين بي 12 وفيتامين إيه وأوميغا 3 وفيتامين دي والزنك والسيلينيوم.

وشملت الأسماك البرية التي دُرست، الأنشوجة في المحيط الهادي وبيرو، والرنجة الأطلسية، والماكريل والإسبرط والبياض الأزرق التي تُسوق وتُستهلك جميعا كمأكولات بحرية. ووجدوا أن هذه الأنواع الـ6 تحتوي على تركيز أكبر أو مماثل من العناصر الغذائية لشرائح سمك السلمون المستزرع. وكانت كميات الكالسيوم أعلى بـ5 أضعاف في شرائح الأسماك البرية مقارنة بشرائح سمك السلمون، وكان اليود أعلى بـ4 أضعاف، وكان الحديد وأوميغا 3 وفيتامين بي 12 وفيتامين إيه أعلى بأكثر من 1.5 مرة.

كما وجد الفريق البحثي أن استهلاك ثلث أسماك الأعلاف البرية الحالية المخصصة للطعام بشكل مباشر سيكون الطريقة الأكثر فعالية لتعظيم العناصر الغذائية من البحر.

وتشير الدراسة إلى أنه رغم أهمية مصايد الأسماك البحرية كأنظمة غذائية محلية وعالمية مهمة، فإن كميات كبيرة من المصيد تُحول نحو أعلاف المزارع. ويلفت الباحثون إلى أنه لو أُعطيت الأولوية للمأكولات البحرية المغذية للناس، فإن ذلك يمكن أن يساعد في تحسين النظام الغذائي واستدامة المحيطات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات العناصر الغذائیة سمک السلمون

إقرأ أيضاً:

لأول مرة.. رصد حوت برايد في محافظة مسندم

العُمانية: تمكنت هيئة البيئة لأول مرة من رصد حوت “برايد” في محافظة مسندم، منذ انطلاق أعمال مسح مشروع أنواع الثدييات البحرية، التي بدأت عام ٢٠٢٣م استمرت على مدى ٥ مراحل مختلفة.

وقالت عايدة بنت خلف الجابرية، رئيسة المشروع إن هذا الرصد يُعد خطوة مهمة في فهم انتشار الأنواع البحرية النادرة أو غير الموثقة سابقًا في محافظة مسندم، مما يؤكد على أهمية استمرار المسوحات البيئية لحماية التنوع الأحيائي في سلطنة عُمان.

وأضافت أن المشروع يمثل مبادرة رائدة يربط بين العمل الميداني والبحث العلمي، ويُسهم في بناء قاعدة بيانات وطنية تعزز جهود سلطنة عُمان في حماية الكائنات البحرية واستدامتها للأجيال القادمة.

ويعد حوت برايد من أنواع الحيتان متوسطة الحجم، ويتميّز بجسم طويل وانسيابي، ولون رمادي مائل إلى الأزرق، مع وجود ثلاثة نتوءات بارزة على قمة رأسه تُميّزه عن غيره من الحيتان.

ويُعرف هذا الحوت بسلوكه الخفي وحركته السريعة، حيث يُفضل المياه الدافئة ويتغذى على الأسماك الصغيرة والعوالق البحرية باستخدام أسلوب “الاندفاع والبلع”. وغالبًا ما يُشاهد منفردًا أو في مجموعات صغيرة.

جديرٌ بالذكر أن رصد حوت برايد يعتبر مؤشرًا بيولوجيًّا حساسًا يدلّ على توازن وصحة النظام البيئي البحري، ويتأثر مباشرة بالتغيرات البيئية والتلوث البحري.

مقالات مشابهة

  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • كيف تدمر السوشيال ميديا عقول وسلوكيات أطفالنا؟.. استشاري نفسي يوضح
  • موقع عسكري: ما أنواع أهداف الضربات الأمريكية في اليمن التي تستخدم فيها صواريخ مضادة للإشعاع الثمينة؟
  • أمريكا والحرب البرية على اليمن
  • نيويورك تايمز: تدمر الأثرية تحولت إلى أطلال
  • لا ترفعوا من سقف السعادة
  • لأول مرة.. رصد حوت برايد في محافظة مسندم
  • ياسين رجائي: لدينا توافر واستقرار لجميع أنواع الأدوية التي يحتاجها المواطن المصري| فيديو
  • حرائق في أوديسا الأوكرانية وروسيا تدمر مسيرات في القرم
  • الدفاعات الجوية الروسية تدمر عدداً من المسيرات