توقّعت منظّمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" أن يؤدّي تصاعد أزمة البحر الأحمر إلى تسريع الزيادة في تكاليف الشحن أو تأخير تسليم المواد الغذائية الأساسية أو يؤدّي إلى تعليق كامل لطرق التجارة وإغلاق الموانئ اليمنية.

وبحسب تقرير جديد صادر عن المنظّمة الأممية، فإن أزمة البحر الأحمر ستؤدّي إلى زيادة أخرى في انعدام الأمن الغذائي في اليمن، ما يؤثّر إلى حد كبير على السكان الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الفقراء والنازحون داخلياً، الذين سيكافحون من أجل شراء المواد الغذائية الأساسية.

ووفقاً لتقرير "التأثيرات المحتملة لتصعيد أزمة البحر الأحمر على انعدام الأمن الغذائي في اليمن"، فإن وضع الأمن الغذائي في اليمن هشّ بالفعل، وستتسبّب المزيد من الصدمات الناجمة عن أزمة البحر الأحمر في إلحاق ضرر إضافي بالوضع المتردّي بالفعل الذي يمكن وصفه بأنه واحد من أسوأ حالات الطوارئ الإنسانية في العالم.

وتشنّ المليشيا الحوثية الارهابية الموالية لإيران منذ 19 نوفمبر الماضي هجمات عسكرية ضد السفن التجارية في البحرين الأحمر والعربي، ما دفع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا منذ 12 يناير الماضي إلى الرد بتوجيه ضربات جوية مركّزة ضد مواقع عسكرية في مناطق سيطرة الحوثيين بينها منصّات إطلاق الصواريخ الباليستية والمجنّحة.

وفي تعليقه على النتائج الرئيسية للتقرير، حثّ ممثّل الفاو في اليمن، الدكتور حسين جادين، المجتمع الدولي على معالجة التدهور المحتمل للأزمة الإنسانية الحادة بالفعل في اليمن.

وأكد أن الصراع في البحر الأحمر اندلع في وقت يتراجع فيه التركيز على اليمن حيث تحوّل الجهات الفاعلة الإنسانية اهتمامها ومواردها إلى النقاط الساخنة العالمية الأخرى، بما في ذلك أوكرانيا وغزة والسودان.

وقال جادين "لا يمكننا أن ننتظر حتى تتفاقم حالة الطوارئ الإنسانية بشكل أكبر".

وأضاف "إن هذا هو الوقت المناسب لتنسيق الجهود وتهدئة أزمة البحر الأحمر. علينا أن نسهّل التدفّق المتواصل للإمدادات الغذائية التجارية والإنسانية الأساسية. إن هذه الأزمة، إذا لم يتم التعامل معها، تهدّد بتراجع المكاسب التي حقّقناها في استعادة سبل عيش اليمنيين منذ بدء الصراع قبل ثماني سنوات".

وحذّر التقرير من أن المزيد من تصعيد الأزمة سيؤدّي أيضاً إلى تعطيل سبل العيش وبعض سلاسل القيمة. وقد يتخلّى الصيادون عن أنشطتهم بسبب زيادة انعدام الأمن في البحر وفي مواقع الإنزال، الأمر الذي لن يؤثّر فقط على فرص دخلهم وسبل عيشهم، بل سيؤثّر أيضاً على توافر الأسماك- وهي مصدر مهم للبروتين- في السوق.

ونبّه التقرير الأممي إلى أن الأنشطة العسكرية المتزايدة في البحر الأحمر قد تؤدّي إلى تدمير البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك الموانئ ومرافق التخزين، ما يزيد من عرقلة التوزيع الفعّال وتخزين المواد الغذائية في البلاد وتفاقم انعدام الأمن الغذائي.

ويكشف أحدث تحليل للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، أن ما يقرب من 5 ملايين شخص أو 45% من السكان الذين تم تحليلهم في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية يقدّر أنهم في أزمة أو أسوأ (المرحلة 3 وما فوق).

ويعتمد اليمن بشكل كبير على الواردات لتلبية الاحتياجات الغذائية لسكانه، حيث يتم استيراد حوالي 90% من احتياجاته من الحبوب الأساسية. ووفقاً لتقرير منظّمة الأغذية والزراعة، إذا استمر التصعيد الحالي للأشهر الثلاثة المقبلة، فمن المرجّح أن تتباطأ الواردات، ما يؤثّر على توافر الغذاء وأسعاره في الأسواق المحلية.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: الأمن الغذائی فی الیمن انعدام الأمن الغذائی أزمة البحر الأحمر فی البحر

إقرأ أيضاً:

موسم «السمك الناشف» ينطلق فى البحر الأحمر.. الوجبة الشعبية

رغم شهرة الفسيخ والإقبال عليه فى مدن البحر الأحمر، إلا أن وجبة السمك الناشف تظل المنافس الأول والوجبة الشعبية المفضلة لدى أهالى البحر الأحمر، حيث يتم تجفيف السمك الطازج لمدة طويلة، باستخدام كميات من الملح، وتعريضه للهواء والشمس مدة طويلة قبل تناوله.

السمك الناشف في البحر الأحمر 

مع اقتراب شهر رمضان الكريم، يبدأ أهالي البحر الأحمر في تجهيز السمك الناشف، الذى يحتاج وقتاً يتراوح بين أسبوعين وشهر، استعداداً لتناوله في أول أيام عيد الفطر المبارك.

يشير أحمد عبده، بائع سمك مجفف فى تصريحات للوطن إلى بدء موسم تجفيف الأسماك، وعن طريقة تجهيزه: «تشق السمكة بطولها، وتنظف جيداً بالماء، ثم تعرض لأشعة الشمس لمدة يوم، ثم يتم غسلها مرة أخرى بماء البحر، وقلبها على الناحية الأخرى، وترش بكمية من الملح، وتترك من أسبوعين إلى شهر».

تجفيف السمك في البحر الأحمر 

ويضيف حمدى غريب، أحد الأهالى في تصريحات لـ«الوطن»، أن عملية تجفيف الأسماك يتميز بها أهالى البحر الأحمر، وكان يستخدمها الصيادون القدامى فى رحلات الصيد البعيدة، للحفاظ على الأسماك مدة طويلة، حتى لا تفسد لعدم وجود ثلاجات كهربائية، موضحاً أن أنواعاً معينة من الأسماك تصلح للتجفيف مثل الحريد والشعور وأبوقرن، ويتم تجهيز «السمك الناشف»، بداية من حلول شهر رمضان، لتكون جاهزة على عيد الفطر المبارك.

طريقة تجفيف السمك 

يقول الدكتور أحمد شوقى، خبير التغذية، في تصريحات لـ«الوطن»، إن طريقة تجفيف الطعام هى فرعونية قديمة، لحفظ الطعام عبر الطرق التقليدية، مثل التجفيف والتمليح، وكانت أقدم طريقة تقليدية لحفظ الأسماك هى السماح للرياح والشمس بتجفيفها، ويصل عمر التخزين للأسماك المجففة إلى عدة سنوات.

يوضح حمو البورسعيدى، مجفف أسماك فى حلقة سمك الغردقة، أن تجهيز السمك الناشف أو المجفف فى الأيام الحالية تكون بالطلب، فمن يريد يطلب الكمية ويتم تجفيفها له، بينما فى السابق كان الإقبال على شراء السمك المجفف أو المملح مع قرب العيد.

وأضاف أن تمليح السمك أو تجفيفه لا تصلح فى كل أنواع، إنما بعض الأسماك مثل الشعور وأبوقرن والغبانى والرهو والحريت.

مقالات مشابهة

  • من جديد.. البحرية الامريكية تصف القتال في البحر الأحمر بالأصعب 
  • موسم «السمك الناشف» ينطلق فى البحر الأحمر.. الوجبة الشعبية
  • تحذير من نفاد المشغلات: أزمة كبيرة تواجه مرضى الكلى
  • الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية: أزمة البحر الأحمر لا يمكن السيطرة عليها
  • وزير الزراعة: معارض «أهلا رمضان» توفر السلع الغذائية بأسعار أقل من تكلفتها
  • “الهجرة الدولية”: 6514 أسرة سودانية نزحت من القطينة بالنيل الأبيض في جنوب البلاد “بسبب انعدام الأمن”
  • الاتحاد الأوروبي: الاستقرار في اليمن يعني الاستقرار في دول الخليج والبحر الأحمر
  • تقرير أممي: أكثر من 15 ألف مهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن خلال يناير الماضي
  • “ناشيونال إنترست” لـ ترامب: احذر فخ اليمن
  • اليمن يبحث مع الإمارات التعاون العسكري وتأمين الملاحة في باب المندب والبحر الأحمر