لجريدة عمان:
2025-04-28@21:48:16 GMT

الذكاء العاطفي وبيئة العمل

تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT

يعبّر مصطلح الذكاء العاطفي عن إدارة المشاعر، وفهمها بما يضمن التعامل مع العلاقات الشخصية عاطفيا، مما يساعد الموظف على تأدية مهام وظيفته جيدا وتحقيق الأهداف الوظيفية.

وتتأثر سلوكيات الأشخاص وفقا لما يتمتعون به من ذكاء عاطفي، وتحديد ما يشعرون به، والذكاء العاطفي يتكوّن من الوعي الذاتي، والتنظيم الذاتي، والتحفيز، والتعاطف، والمهارات.

ورغم صعوبة إدارة المشاعر والتحكم بها، إلا أن السلوكيات الكامنة تسهّل التعامل مع الآخرين، ورغم أهمية الذكاء العاطفي في بيئة العمل؛ إلا أن هناك كثيرا من الموظفين يسيئون فهمه، وفي رأيهم أنه نوع من أنواع التقرب للمسؤول المباشر عبر استخدام أساليب ملتوية للحصول على ما يريد وما يطلبه من الآخرين. وحقيقة الأمر أن الذكاء العاطفي مختلف تماما، ويتخلله مشاعر وأحاسيس ينبغي فهمها للتعامل معها جيدا وبحذر شديد، فكلما كنت صادقا في مشاعرك وعواطفك ارتفع تأثيرك على الآخرين إيجابا.

ومع تغيّر فلسفة العمل واعتماد نظام العمل عن بعد بات من الضروري أن ينتقي الموظف كلمات لطيفة تحوي عبارات الشكر والتقدير عند التعامل مع مسؤوله المباشر وألا تكون كلماته جافة خالية من الروح والثناء والتقدير عند مخاطبة المسؤول عبر الاتصال أو مخاطبته بالبريد الإلكتروني. وهنا التحدي يأتي عندما لا يستطيع المسؤول تحديد الحالة التي يتمتع بها الموظف خلال تأدية مهام عمله عن بعد، إلا أن هناك بعض المسؤولين يتمتعون بالذكاء العاطفي عند استقبال الرسالة من الموظف، فيستطيعون فهم حالة الموظف وشعوره بمجرد قراءة رسالته، ويتعاملون معه وفقا لحالته النفسية سواء كان الموظف في حالة غضب أو سعادة؛ فالكلمة مهما كان مغزاها ودافعها لن تصل للآخرين إذا كانت خالية من المشاعر والأحاسيس، ولن تحقق غايتها إلا إذا أُرسلت بأسلوب جيد وجميل.

خلال مرحلة دراستي للماجستير، دفعني الفضول للتعرف على مصطلح الذكاء العاطفي وأثره على الحياة الجامعية وبيئة العمل؛ فقررت حينها الاستماع لمحاضرة بعنوان الذكاء العاطفي ودوره في تحسين العلاقات بين الطلبة والموظفين، بداية لم أكن أعلم أهمية الذكاء العاطفي وتأثيره الإيجابي في إدارة العلاقات مع الآخرين، ومع مرور الوقت أدركت أن الذكاء العاطفي شيئا آخر ليس كما يظنه الناس؛ فالذكاء العاطفي قادر على استخدام العواطف جيدا لتحقيق فرص النجاح في بيئة العمل والدراسة والحياة عموما كونه نوع من التواصل الفعال مع الآخرين عبر تمتّع بعض الأشخاص بصفات من بينها الهدوء للتحكم بالمشاعر عند مواجهة التحديات وإيجاد الحلول المناسبة والفاعلة لحلحلة التحديات الموجودة في بيئة العمل، والإنصات جيدا للموظفين دون مقاطعة حديثهم لفهم مشاعرهم وما يبدوه من عاطفة تجاه بعض المواقف التي تجري في بيئة العمل، أيضا من المهم أن يكون الموظف واثقا من نفسه عند سرد الموقف أو الدفاع عن رأيه دون التهرب؛ لتعزيز ثقته بنفسه، ومن الجيد الانتباه للسلوكيات خلال التعرض للمواقف حتى يستطيع اتخاذ القرارات الصحيحة والسليمة تجاه تلك المواقف، أيضا على الموظف والمسؤول المباشر تفهّم وجهات النظر وردود الأفعال الناتجة عن المواقف التي تحدث خاصة عند احتدام النقاش عند تباين وجهات النظر بين الطرفين؛ إذ إنه من المتوقع أن ترتفع حدة الصوت بين المختلفين؛ كونهما في حالة غضب شديد، أيضا عند إبداء أي تصرف أو تبني توجّه خلال تعاملك وتفاعلك مع المواقف والأحداث، لابد أن تعي بأنك تتحمل مسؤولية ما تبديه من تصرفات إرادية أو غير إرادية؛ وذلك لوجود تبعات محتملة على الآخرين وعلى بيئة العمل. فكن حريصا على ضبط النفس والتريث قبل إبداء أي ردة فعل، وهنا يأتي ذكاء الشخص في التحكم بعواطفه قبل الاندفاع والغضب واتخاذ قرار أو إطلاق الأحكام على الأشخاص، وكما يقال لا تتخذ قرارا وأنت غاضب ولا تعطي وعدا وأنت سعيد، فالجيد أن تؤجل اتخاذ القرارات حتى تهدأ تماما وتتحسن حالتك النفسية، أخيرا من المهم جيدا وأوصي به أن تعمل في بيئة صحية التي تشعرك بالارتياح والاطمئنان لا أن تغرس فيك السلبية والتذمر والاستياء، وتأكد تماما بأن العقل الباطن إن امتلأ بالسلبية ستواجه تحديات كبيرة في بيئة العمل تحول دون تحقيق الأهداف المرجوة وتحارب الإنتاجية المؤملة منك، وتأكد تماما أن الذكاء العاطفي هو نوع من أنواع القيادة، وبعدم وجوده في بيئة العمل تنشأ صعوبات في التواصل البنّاء بين أعضاء فريق العمل، مما يؤدي إلى ضياع حقوق الموظفين بسبب ارتفاع أصوات المختلفين خلال النقاش.

كثير من بيئات العمل في مؤسساتنا الحكومية تتمتع بوجود الذكاء العاطفي بين الموظفين، وما أسعدني كثيرا أن مستوى الرضا الوظيفي في ارتفاع مستمر بفضل تفعيل أدوات التواصل الفعال بين الموظفين والمسؤولين مما ساعد على إيجاد الحلول الفاعلة لبعض التحديات التي تواجه بيئة العمل، مع ذلك أرجو أن يحظى الذكاء العاطفي ببرامج ومبادرات لتنميته في مختلف بيئات العمل؛ لتمكّن الموظفين من التواصل الفعّال واتخاذ القرارات السليمة؛ لنصل لبيئة عمل منتجة وصحية؛ فالقائد الناجح من ينصت لا من يستمع، وينتج لا أن يتذمّر أو يؤجل الأعمال، ويعمل بروح الفريق لا أن يقصي الآخرين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذکاء العاطفی فی بیئة العمل

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي قد يجعل من الجميع مدراء.. مايكروسوفت توضح

شدد تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" على أن هناك أخبارا لدى "مايكروسوفت" قد تروق لكل من لديه طموحات في مجال المكاتب الفرعية، مشيرا إلى أنه في المستقبل، سنكون جميعا مدراء - لموظفي الذكاء الاصطناعي (مدراء على روبتات). 

تتوقع شركة التقنية صعود نوع جديد من الأعمال، يُسمى "الشركات الرائدة"، حيث يوجه موظف بشري عملاء الذكاء الاصطناعي المستقلين لأداء المهام، حسب التقرير الذي ترجمته "عربي21".

وفقا لمايكروسوفت، سيصبح الجميع رؤساء وكلاء. 

كتب جاريد سباتارو، أحد المديرين التنفيذيين في مايكروسوفت، في تدوينة هذا الأسبوع: "مع تزايد انضمام العملاء إلى القوى العاملة، سنشهد صعود رئيس العميل: شخص يبني العملاء، ويفوضهم، ويديرهم لتعزيز تأثيرهم، ويتحكم في مسيرتهم المهنية في عصر الذكاء الاصطناعي. من قاعة مجلس الإدارة إلى الخطوط الأمامية، سيحتاج كل موظف إلى التفكير كرئيس تنفيذي لشركة ناشئة تعتمد على الذكاء الاصطناعي". 


تتوقع مايكروسوفت، الداعم الرئيسي لشركة  OpenAI، مطورة ChatGPT، أن تصبح كل مؤسسة شركة رائدة في مجالها خلال السنوات الخمس المقبلة.

وأوضحت أن هذه الكيانات ستكون "مختلفة بشكل ملحوظ" عن تلك الموجودة اليوم، وستُبنى على ما أسمته مايكروسوفت "الذكاء عند الطلب"، باستخدام وكلاء الذكاء الاصطناعي للحصول على إجابات فورية على الاستفسارات المتعلقة بمجموعة من المهام الداخلية، من تجميع بيانات المبيعات إلى وضع التوقعات المالية. 

وقالت الشركة في تقريرها السنوي لمؤشر اتجاهات العمل: "تتوسع هذه الشركات بسرعة، وتعمل بمرونة، وتُحقق قيمة بشكل أسرع". 

وتتوقع أن يتم ظهور فئة الرؤساء التنفيذيين من الذكاء الاصطناعي على ثلاث مراحل: أولا، سيكون لكل موظف مساعد ذكاء اصطناعي؛ ثم ينضم وكلاء الذكاء الاصطناعي إلى الفرق كـ"زملاء رقميين" يتولون مهام محددة؛ وأخيرا، سيضع البشر توجيهات لهؤلاء الوكلاء، الذين ينطلقون في "عمليات الأعمال وسير العمل" مع "اطلاع رؤسائهم عليهم عند الحاجة". 

صرحت مايكروسوفت أن تأثير الذكاء الاصطناعي على العمل المعرفي - وهو مصطلح شامل لمجموعة من المهن من العلماء إلى الأكاديميين والمحامين - سيسير على نفس نهج تطوير البرمجيات، من خلال التطور من مساعدة البرمجة إلى وكلاء ينفذون مهام. 

واستخدمت مايكروسوفت مثالا لدور العامل في سلسلة التوريد، حيث يمكن للوكلاء التعامل مع الخدمات اللوجستية الشاملة بينما يوجه البشر النظام ويديرون العلاقات مع الموردين، حسب التقرير.

وتعمل مايكروسوفت على تعزيز نشر الذكاء الاصطناعي في مكان العمل من خلال وكلاء ذكاء اصطناعي مستقلين، أو أدوات يمكنها تنفيذ المهام دون تدخل بشري. في العام الماضي، أعلنت أن من أوائل المستخدمين لمنتج Copilot Studio من مايكروسوفت، الذي ينشر الروبوتات، شركة الاستشارات الرائدة ماكينزي، التي تستخدم وكلاء لتنفيذ مهام مثل جدولة الاجتماعات مع العملاء المحتملين. 

يُعد تأثير الذكاء الاصطناعي على القوى العاملة الحديثة أحد التحديات الاقتصادية والسياسية الرئيسية الناجمة عن التقدم السريع لهذه التكنولوجيا. وبينما تقول مايكروسوفت إن الذكاء الاصطناعي سيُلغى العمل "المرهق" ويزيد الإنتاجية - وهي مقياس للفعالية الاقتصادية - يعتقد الخبراء أيضا أنه قد يؤدي إلى فقدان واسع النطاق للوظائف.  

وفي هذا العام، أشار تقرير السلامة الدولية للذكاء الاصطناعي المدعوم من الحكومة البريطانية إلى أن "العديد من الأشخاص قد يفقدون وظائفهم الحالية" إذا أصبح وكلاء الذكاء الاصطناعي قادرين على العمل بكفاءة عالية. 

قدّر صندوق النقد الدولي أن 60% من الوظائف في الاقتصادات المتقدمة، مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مُعرّضة للذكاء الاصطناعي، وأن نصف هذه الوظائف قد تتأثر سلبا نتيجة لذلك.
 


وأفاد معهد توني بلير، الذي يدعم انتشار الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع في القطاعين العام والخاص، أن الذكاء الاصطناعي قد يحلّ محلّ ما يصل إلى 3 ملايين وظيفة في القطاع الخاص في المملكة المتحدة. ومع ذلك، فإنّ فقدان الوظائف سيصل في نهاية المطاف إلى مئات الآلاف، لأن هذه التكنولوجيا ستُنتج أيضا وظائف جديدة، وفقا لتقديرات المعهد. 

صرح الدكتور أندرو روجويسكي، مدير معهد صري للذكاء الاصطناعي المُركّز على الإنسان في جامعة صري، بأن المنظمات التي تستخدم وكلاء الذكاء الاصطناعي ستميل في النهاية إلى توظيف عدد أقل من العمال.

وأضاف: "سيكون الإغراء هو استخدام عمال الذكاء الاصطناعي لاستبدال الجهد البشري، حيث تسعى الشركات إلى أن تصبح أكثر كفاءة، مع انخفاض تكاليف التشغيل". 

وأشار إلى أن "خطر استبدال البشر بالذكاء الاصطناعي، بصرف النظر عن التأثير الاجتماعي والاقتصادي، يكمن في فقدان المعرفة الكامنة في عقول الناس والتي تُحافظ على الشركات، وتُنتج منتجات مُبتكرة، وتبني علاقات هادفة مع العملاء والموردين". 

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي والرقمنة في العمل
  • هذه أبرز وظائف المستقبل التي تنبأ بها الذكاء الاصطناعي
  • مختصون لـ"اليوم": الذكاء الاصطناعي عزز وسائل السلامة في العمل
  • عيد ميلاد في المحكمة..مجلس الدولة يبريء موظف أحتفل مع زميلته
  • عيد ميلاد في المحكمة.. مجلس الدولة يبرئ موظفا احتفل مع زميلته
  • مسعود يعقد اجتماعاً طارئاً لمتابعة تعزيز كفاءة قطاع العدل وتحسين بيئة العمل
  • مهن مهددة بالإختفاء .. كيف يغيّر الذكاء الإصطناعي سوق العمل ؟
  • 45 يوم إجازة سنوية لكل موظف تجاوز سنه الخمسين.. وفقا لقانون الخدمة المدنية
  • محمد جبران: الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل سوق العمل ويفرض تدريبًا جديدًا
  • الذكاء الاصطناعي قد يجعل من الجميع مدراء.. مايكروسوفت توضح