رقائق الذرة في وعاء اللبن تُلهم بحصاد أسرع للمياه
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
وأنت تضع رقائق الذرة "كورن فليكس" في وعاء الحليب، تلاحظ أنها تتجمع معا لتشكل مجموعات صغيرة على السطح، في ظاهرة تُعرف باسم "تأثير تشيريوس"، نسبة إلى العلامة التجارية الأشهر في تصنيع هذه المنتجات، وتسمى هذه الظاهرة "التوتر السطحي"، أي "ميل الجزيئات الموجودة على سطح سائل إلى الالتصاق ببعضها البعض ومقاومة الانفصال".
وفي مشهد شبيه، وجد باحثون من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بالسعودية "كاوست"، أنه عندما يلامس بخار الماء الموجود في الهواء سطحا باردا، فإنه يتكثف إلى قطرات صغيرة تشبه قطرات الندى التي تتشكل على زجاج السيارة، ووجدوا أن "تأثير تشيريوس" الذي يحدث في وعائك يتكرر بنفس الكيفية، حيث تبدأ قطرات الماء في التجمع معا على السطح بفضل نفس قوة التوتر السطحي، وهي الملاحظة التي نجح الباحثون في تطويرها بما يمكن أن يساعد مستقبلا في تسريع حصاد المياه من الغلاف الجوي في المناطق القاحلة مثل السعودية، وقد أعلنت دورية "فيزيكال ريفيو ليترز" عن هذا الكشف الذي توصلوا له.
القطع الصغيرة من رقائق الذرة تتجمع معا في الوعاء بسبب قوة "التوتر السطحي" (شترستوك) تطوير الملاحظة.. طبقة زيت؟كانت فكرة الباحثين لتطوير الملاحظة أنّ تغطية السطح البارد بطبقة رقيقة من الزيت يساعد على تشحيم السطح، مما يسمح لقطرات الماء بالتحرك بحرية أكبر، وهو ما يعظّم من التأثير التجميعي لالتقاط المزيد من الماء من الهواء بكفاءة.
كما وجدوا أن تشحيم السطح يجعل القطرات تتحرك في نمط أفعواني راقص يشبه الثعبان، قبل أن تنتقل إلى حركات دائرية. وتستمر هذه الرقصة، حيث تتحرك القطرات، مما يخلق حركة ديناميكية على السطح.
ومثلما تتجمع رقائق الذرة معا في "تأثير تشيريوس"، تساعد هذه الحركة الديناميكية على انجذاب القطرات إلى بعضها البعض، وعندما تندمج تطلق الطاقة، مما يدفعها إلى الحركة التي تساعد بدورها على إعادة توزيع طبقة الزيت على السطح، مما يتيح مساحة لمزيد من القطرات لتتكثف وتنضم إلى الرقصة.
ويأمل الباحثون أن يساعد فهمهم لرقصة قطرات الماء على تصميم أجهزة تعمل بكفاءة أفضل من المتاح حاليا لالتقاط المياه من الهواء، خاصة في المناطق الجافة حيث تندر المياه.
الباحثون التقطوا حركة جماعية لقطرات ماء تتأرجح بين حركات أفعوانية ودائرية أثناء تكثفيها على طبقة زيتية رقيقة (كاوست) مياه بدون مدخلات للطاقةوالحلول المتاحة حاليا لحصاد المياه من الهواء ما يلي:
مزيلات الرطوبة: وهي أجهزة للاستخدام المنزلي مصممة لامتصاص الهواء الرطب وتبريده لتكوين قطرات الماء، ثم يُجمع الماء في دلو أو ما شابه، ثم يرسل الجهاز هواء أكثر جفافا للمساعدة في تقليل الرطوبة في الغرفة. مولدات المياه الجوية: وهي أجهزة مصممة خصيصا لالتقاط المياه من الغلاف الجوي، وغالبا ما تستخدم مزيجا من تقنيات التبريد والتكثيف لاستخراج بخار الماء من الهواء والذي يرشح ويجمع في صورة مياه صالحة للشرب. شبكات الضباب: عبارة عن هياكل شبكية توضع في المناطق الضبابية لالتقاط قطرات الماء من الضباب، ومع مرور الضباب عبر الشباك، تتكثف قطرات الماء على الشبكة وتتدفق إلى أنظمة التجميع.ويُستخدم الجهاز الأول عادة على نطاق صغير للغاية داخل غرفة في مسكن، ويتطلب تشغيله طاقة، أما الثاني فيُستخدم غالبا في المناطق ذات الرطوبة العالية، ويحتاج أيضا إلى طاقة، والثالث فعال فقط في المناطق المعرضة للضباب.
يقول أستاذ مساعد الهندسة الميكانيكية بجامعة كاوست "دان دانيال"، وهو الباحث الرئيسي بالدراسة: إن الأجهزة التي يعملون عليها تتجاوز عيوب كل الحلول المتاحة من حيث العمل على نطاق واسع، والتقاط الماء بكفاءة من الهواء عن طريق التكثيف البسيط، دون أي مدخلات للطاقة.
وفي بيان صحفي أصدرته جامعة كاوست، يتوقع دانيال أن يحظى هذا التوجه بمزيد من الدعم، بسبب الحاجة إلى زيادة موارد المياه العذبة على نطاق واسع مع تزايد الضغط على المصادر المتاحة حاليا.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، يفتقر ما يقرب من 50 مليون شخص في المنطقة العربية إلى مياه الشرب الأساسية، ويعيش 390 مليونا في المنطقة -أي ما يقرب من 90% من إجمالي عدد السكان- في بلدان تعاني من ندرة المياه.
أسئلة إضافية.. ووعد بالإجابةومن جانبه أعرب رئيس وحدة الري بمركز بحوث الصحراء بمصر محمد الحجري، عن إعجابه بما توصل له الباحثون، معتبرا أنه مقترح يبدو براقا لتعظيم مصادر المياه العذبة. لكنه شدد في الوقت نفسه أن الإعجاب بالفكرة لا يمنع من طرح بعض التساؤلات الهامة التي يتعين على الباحثين الإجابة عليها في دراسات لاحقة.
ويوضح الحجري في حديث هاتفي مع "الجزيرة نت" أن "ما توصل له الباحثون في الدراسة هو عمل نظري أثبتوا من خلاله مفهوما جديدا، وهو أن إضافة طبقة زيتية يزيد من تجمع قطرات المياه، ولكن حتى ينتقل هذا المفهوم إلى البعد التطبيقي المتمثل في استخدامه لإنتاج جهاز جديد، ينبغي الإجابة على ثلاثة أسئلة":
أولا: كيف يمكن تحسين خصائص الطلاءات السطحية مثل السُمك والتركيب والمتانة، لتعزيز كفاءة تكثيف الماء وحركة القطرات؟ ثانيا: ما هو الأداء والثبات على المدى الطويل للطبقات السطحية التي عوملت بالزيت في ظل الظروف البيئية المختلفة، مثل التغيرات في درجات الحرارة والتعرض لأشعة الشمس وملوثات الهواء؟ ثالثا: ما هي نوعية المياه المحصودة، وكيف يمكن مقارنتها بمصادر المياه العذبة الأخرى، وهل هناك أي ملوثات محتملة ناتجة عن الطلاء السطحي أو مواد التشحيم الزيتية؟ويَعد أستاذ مساعد الهندسة الميكانيكية بجامعة كاوست "دان دانيال" في البيان الصحفي الذي أصدرته كاوست، باستكمال الدراسات للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها، ويقول: "سنعمل على دراسة كيفية تحسين الحركة الجماعية لقطرات التكثيف، حتى نزيد معدلات التكثيف بشكل كبير، وبالتالي تصميم أجهزة أكثر كفاءة لجمع المياه".
ويضيف: "لتحقيق ذلك نخطط لاستكشاف المزيد من الآليات التي تحرك حركة القطرات، ولا سيما التحقيق في الانتقال من الحركة الأفعوانية إلى الدائرية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات رقائق الذرة قطرات الماء فی المناطق المیاه من على السطح من الهواء
إقرأ أيضاً:
عطيفي والبشري يدشنان توزيع فراطات الذرة الشامية على الجمعيات الزراعية بالحديدة
الوحدة نيوز/ دشن محافظ الحديدة عبدالله عطيفي ووكيل أول المحافظة أحمد البشري، اليوم، توزيع فراطات الذرة الشامية على الجمعيات التعاونية الزراعية بالمحافظة، ضمن برنامج الزراعة التعاقدية لخفض فاتورة الاستيراد.
تستهدف هذه الآلات المصنعة محليا والبالغ عددها عشرين فراطة، الجمعيات الزراعية بالمحافظة ، بدعم وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية و بقروض بيضاء ميسرة، ضمن توجهات النهوض بالثورة الزراعية في سهل تهامة والتوسع في زراعة محاصيل الحبوب.
وأشاد المحافظ بالدور الكبير الذي تقوم به حدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية، في دعم المزارعين والجمعيات وتوفير هذه الفراطات بما يساعد مزارعي الحبوب على زيادة الإنتاج الزراعي من محاصيل الذرة الشامية.
واعتبر عطيفي، توزيع هذه الآلات المحفزة لدور الجمعيات الزراعية، ترجمة حقيقية لاهتمام قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، والحكومة بالجانب الزراعي الذي يمثل الجبهة الأولى لمواجهة التحديات وتحقيق الأمن الغذائي.
من جانبه أكد الوكيل البشري أهمية فراطات الذرة الشامية وتوفير المعدات الزراعية للتخفيف من فاتورة الاستيراد للمعدات والمساهمة في توفير احتياجات ومتطلبات المزارعين بأقل كلفة وبجودة عالية.
وأكد أن السلطة المحلية بالمحافظة تسعى بشكل مستمر الى تخفيف الأعباء على المزارعين بالتنسيق مع وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية ومؤسستي الحبوب وبنيان، منوها بجهود تصنيع مثل هذه الآلات التي يحتاجها القطاع الزراعي المهم لتحقيق الأمن الغذائي.
وفي التدشين بحضور رئيس الهيئة العامة لتطوير تهامة حسين العطاس، أوضح مدير وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية يحيى الوادعي، أن فراطات الذرة الشامة تستهدف 16 جمعية بقروض بيضاء ميسرة بتكلفة عشرة ملايين ريال.
ونوه الوادعي، الى ما تمثله فراطات الذرة من أهمية في تحسين وزيادة الإنتاج لمحصول الذرة.. مبينا أن رفد الجمعيات بهذه المعدات يأتي في اطار برامج تطوير الزراعة وابتكار وسائل حديثة تساعد في عملية الحصاد وغربلة الحبوب وغيرها من أدوات التصنيع الزراعي المحلي.
حضر التدشين مسؤول المبادرات المجتمعية بالمحافظة أحمد هيج، وممثلي مؤسسة بنيان التنموية.