سودانايل:
2025-02-24@15:19:21 GMT

الثورة السودانية: التسلط، التقاعس وما بينهما

تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT

فيصل بسمة

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

و لقد أفلحت الجماعة المتأسلمة (الكيزان) و عبر منابر و منافذ و عوامل و وسآئل عديدة في إعاقة مسيرة الثورة السودانية مؤقتاً ، و اجتهدت كثيراً في تعطيل ثم إيقاف عمليات المحاسبة و إزالة التمكين و تفكيك نظام الثلاثين (٣٠) من يونيو ١٩٨٩ ميلادية ، و منعاً للتغيير و حفاظاً على المصالح و مواصلةً للفساد ساقت الجماعة (الكيزان) ، عبر القوات المسلحة و الأجهزة الأمنية و مليشيات الجَنجَوِيد ، البلاد إلى أتون حربٍ ممتدة و منتشرة و فوضى أضحت تهدد بقآء/وجود الدولة السودانية.

..
و المأكد هو أن تسلط العسكر المُتَمَذهِبِين (المؤدلجين) و إصرارهم على التمسك/الإنفراد بالحكم يمثل لب أزمة الحكم المزمنة في بلاد السودان ، و قد بدأ التسلط منذ إعلان الإستقلال عن المستعمر (المحتل) البريطاني و استمر إلى يومنا هذا ، و جوهر المشكلة يكمن في إعتقاد الدَّيَاشِي (الجياشي/العسكري) أنه الأفضل و الأجدر و الأحق بالحكم بحسبان أنه ينتمي إلى ”جيش الهنا“ و ”الحارس مالنا و دمنا“ و الوصي على البلاد و العباد ، و عقيدته/مرجعيته في ذلك:
لو رَجَّعُوا الملكية...
دَيَّاشِي يوزن مية...
و مما زاد الطين بلة أن المؤسسات العسكرية و الأمنية السودانية قد تمت مذهبتها (أدلجتها) على الطريقة الإسلامية الكيزانية المتطرفة من بعد الإنقلاب الكيزاني في الثلاثين (٣٠) من يونيو ١٩٨٩ ميلادية ، و كما بقية مؤسسات الدولة إبان عقود حكم الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) الأربعة فقد أصاب تلك المؤسسات هوس التمكين و التطرف الديني و الفساد و الدمار و الخراب ، و أصبحت في حقيقة الأمر منظمات و مليشيات خآصة خاضعة للحركة الإسلامية (الكيزان) تأتمر بأمرها و تلتزم بتوجيهاتها...
حاشية:
و ما تسألوني أنا بَجِيب الكلام ده من وِين ، و أمشوا أرجعوا تسجيلات الدكتور حسن عبدالله الترابي في شهادته على العصر على قناة الجزيرة و أحاديث الأستاذ علي عثمان محمد طه و المخلوع عمر البشير و غيرهم من ”الإسلاميين“ المتوفرة في الوسآئط الإجتماعية أو شاهدوا مقابلة الطاهر حسن التوم في قناة طيبة مع السفيرة سنآء حمد العوض رئيس لجنة التحقيق التي تم تشكيلها من داخل سجن كوبر إبان الفترة الإنتقالية من قبل الأمين العام للحركة الإسلامية (الكيزان) ، المعتقل آنذاك ، الزبير أحمد الحسن...
و لقد أبانت الفترة الإنتقالية و الحرب الدآئرة الآن أن القوات المسلحة و الأجهزة الأمنية تعاني من تشوهات عديدة و معقدة في: التركيب و الترتيب و العقيدة القتالية و الممارسات و الأهداف ، و أنها جميعها في حوجة مآسة إلى إعادة الصياغة/التأسيس على نسقٍ شفاف و عادل يعكس و يجسد تنوع الشعوب السودانية ، و بحيث تصبح قوات عسكرية و أمنية إحترافية و مهنية مدربة و متخصصة في حماية أمن الوطن و المواطن و حفظ القانون و الدستور ، و لا تمارس السياسة و لا تنتهج مسلك المليشيات ، و لا تتدخل في شؤون الحكم و الإقتصاد أو تَسَوِّي شغل التلات ورقات...
و لقد تهاون أصحاب المصلحة الحقيقية في الثورة من الشباب الثآئر و الوطنيين و فرطوا تفريطاً عظيماً في حصد نجاحات نضالهم/كفاحهم ضد الطغيان عقب تمكنهم من هز/زلزلت جميع أركان مؤسسات نظام الإنقاذ (الكيزان): العسكرية و الأمنية و السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية في ثورة ديسمبر ٢٠١٨ ميلادية ، و سببوا للجماعة (الكيزان) الذعر و الهلع و الخوف العظيم و أُمّ هَلَهَلَة و خَلُّوهم يفكوا البِيرَق آنذاك ، و عوضاً عن التفعيل الفوري للشرعية الثورية في المحاسبة و العقاب و تثبيت الأحقية في الحكم و تولي زمام الأمور في إدارة البلاد و تخطيط و رسم مشاريع المستقبل إنساق الثوار و آخرون و انخدعوا إلى مكآئد و أحاييل اللجنة الأمنية العليا لنظام الإنقاذ/الكيزان (المجلس العسكري/السيادي الإنتقالي) و أذنابهم من أرزقية/مدعي السياسة ، و وقعوا في حبآئل مخططات و خدع الجماعة (الكيزان) و سعيها الدؤوب إلى إجهاض الثورة و إعاقة مسيرتها عن طريق القمع و القتل و التخريب و المماطلات و التآمر و التسويف...
و لقد شهدت الفترة الإنتقالية تَخَرُّص و تَقَزُّم القادرين من أصحاب الفكر و الرأي و المشهود لهم بالحكمة و النزاهة و التجرد و الوطنية و إحجامهم عن المشاركات الميدانية/العملية و تقدم الصفوف و تقديم/إسدآء المشورة و النصيحة الفاعلة و المؤثرة للثوار ، و كيف أنهم و الثوار قد تركوا الباب مفتوحاً على مصراعيه لمدعي السياسة من جماعات الأرزقية و الطفيلية و الفواقد و السواقط ، و أخلوا لهم الساحات فتسيدوها براياتهم/منابرهم و جعيرهم (جئيرهم)...
و لقد عايشت الشعوب السودانية التهافت الفاضح و المخزي من قبل مدعي السياسة من الفواقد و السواقط على المكاسب و المنافع الشخصية ، و رأوْا بأم أعينهم إنغماسهم السافر في المحاصصات و تبوء المناصب التنفيذية و الإدارية إبان الفترة الإنتقالية متناسين الثورة و معاناة الجماهير ، و ما كان لذلك أن يحدث لولا تهاون أصحاب المصلحة الحقيقية في الثورة و تقاعسهم/دَقسَتهم في رمي البَايظ و إحقاق الحق و تفعيل الشرعية الثورية...
و لقد وجد عسكر اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (المجلس العسكري/السيادي الإنتقالي) ضآلتهم في جماعات مدعي السياسة من الأرزقية و الإنتهازية و الطفيلية يوجهونها كيفما و أنما شآءوا لخدمة مصالحهم في إستدامة حكمهم و إعاقة الثورة و إجهاض كل المحاولات الجادة الساعية إلى إحداث التغيير و ذلك عن طريق المؤمرات و التحركات المضادة المتمثلة في التحالفات السياسية الموازية و المشاركات/التعينات الصورية و حكومات الباطن و الزحف الأخضر و إعتصام القصر (الموز) و المطالبة بالإنقلاب العسكري:
الليلة ما بنرجع...
إلا البيان يطلع...
و البيان في أدبيات الشعوب السودانية يعني الإنقلاب العسكري و المارشات العسكرية تبث من إذاعة هنا أم درمان يعقبها البيان الأول لقآئد المجلس العسكري الذي تولى زمام الحكم حفاظاً على وحدة و أمن البلاد!!!...
و لقد وثقت جهات عديدة تكالب شركات الأجهزة العسكرية و الأمنية و بقية مؤسسات و شركات الجماعة (الكيزان) و مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) و جماعات الأرزقية و الطفيلية السياسية و الإقتصادية على نهب ثروات و موارد البلاد مستغلين في ذلك العبث السياسي و أجوآء الفساد و الفوضى الأمنية و الإدارية التي ألمت ببلاد السودان إبان فترة حكم الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و استمرت طوال الفترة الإنتقالية و ما تلاها من إنقلاب عسكري...
و لم يكن من المستغرب أن تتعالى أصوات أصحاب الأقلام المأجورة و صحفي الحِيرَة و إعلامي آخر الزمن ، و يشمل ذلك الجِداد الإلكتروني بشقيه الكيزاني و الجنجويدي ، و أن تنشط غرف أجهزة الأمن الإعلامية ، و تتكثف النشاطات المحمومة في نشر الإشاعات و الأكاذيب و الأباطيل عن الثورة و الثوار و الأجسام السياسية الوطنية المساندة للثورة و التغيير ، و أن يعاد إنتاج بضاعة الدجل الكيزاني القديم ، و لكن هذه المرة أتت البضاعة مغلفة في أثواب الوطنية و معارك إسترداد الكرامة...
و لم يعد خافياً تآمر الدول و الدوآئر الأجنبية و ولوغها/تورطها المباشر في الشأن السوداني عبر وكلآءها/عملآءها المحليين و بما يخدم مصالحها و يعيق مسيرة الثورة السودانية التي تمثل/تشكل تهديداً مباشراً لأمنها السياسي و الإقتصادي...
و يعتقد الكثير من السودانيين أن المنظمات الدولية و الإقليمية و القارية قد تقاعست عن مساندة الثورة/الشعوب السودانية ، و تماطلت/تراخت كثيراً في إدانة الظالمين و المعتدين و المغتصبين من عساكر اللجنة الأمنية العليا (المجلس العسكري/السيادي الإنتقالي) و مليشيات الجَنجَوِيد ، و غضت الطرف عن إعتدآءاتهم المتعددة/المتكررة ضد الثوار و إرتكابهم المجازر و الإبادات الجماعية ، بل و تورط بعضٌ منها في مساندة و تلميع القتلة و الجناة كما في حالة قآئد مليشيات الجَنجَوِيد حِمِيدتِي و علاقاته مع الإتحاد الأوروبي و روسيا و دول عديدة في القارة و الإقليم...
الختام:
و ما حك جلدك مثل ظفرك ، و لا يلوم الثوار و الوطنيون إلا أنفسهم...
و ليس التعلم عن طريق الخطأ بأفضل وسيلة للتعليم ، لكن قالوا العَترَة بِتصَلِّح المَشِيَة...
و سوف تنطفيء نيران الحرب ، و ستتقد نيران الثورة من جديد ، و لن يَتَخَمَّ الثوار مرة أخرى ، و سيحدثون التغيير...
و سوف يعود العسكر إلى ثكناتهم ، و ستحل مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) ، و ستعاد صياغة/تأسيس الجيش السوداني و الأنظمة الأمنية على أسس جديدة...
و سوف تظل الجماعة المتأسلمة (الكيزان) و مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) تاريخاً أسوداً من الظلم و الإنتهاكات و الفظاعات...
و سوف تنشأ دولة القانون و العدالة و المؤسسات في بلاد السودان ، و سوف تتم محاسبة القتلة و المسيئيين و الفاسدين ، و سوف يتم تفكيك أجهزة و مؤسسات نظام الثلاثين (٣٠) من يونيو ١٩٨٩ الفاسد البغيض...
و لن تحكم الجماعة المتأسلمة (الكيزان) بلاد السودان مرة أخرى و لو إنطبقت السما مع الوَاضَة...
و أي كوز ندوسو دوس...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

fbasama@gmail.com
///////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الفترة الإنتقالیة الشعوب السودانیة المجلس العسکری

إقرأ أيضاً:

السودانيون لا توحدهم حكومتان

السودانيون لا توحدهم حكومتان
نحو بلاد واحدة وسودان جديد
بعيداً عن ضفاف الجغرافيا والاثنية

ياسر عرمان

كان الأسبوع المنصرم أسبوعاً لصراع الحكومتين الموازية والأخرى المحازية للبحر والنهر، ان الخصوم عند الله يجتمعون ولكن من المؤكد ان الحكومتين لن يستطيعا جمع الشعب السوداني حولهما فهما يقفان على ضفاف محدوديات الجغرافيا والإثنية التي تعمق الخلافات ولا ترتقي إلى ما يجمع السودانيات والسودانيين بعيداً عن التحيزات والانتماءات المحدودة فهي حفر للخنادق وتدمير لجسور الألفة الوطنية وشرخ للوجدان المشترك ولا تحي وتعزز روابط الوطنية السودانية، ان الوقوف في وجه الذاكرة المثقوبة التي تبني على ما يفرق ولا تبني على ما يجمع مهما استخدمت من خطاب منمق واجب الساعة.
الحكومتان كليهما لا يمتلك ثوب يغطي جسد السودان باكمله، فثوبهم محدود وجزئي في وقت تصاعد فيه خطاب الكراهية والإثنية وممارسات الدواعش التي يرعاها الإسلاميين وهم يعمقون جراحات قديمة وجديدة قائمة على أعمدة العنصرية والتمييز والاضطهاد القومي، ان تجربة الإسلام السياسي صاحبة العبء الأكبر والمسؤولية الرئيسية في الدرك الذي وصلنا اليه.
الإسلاميون دفعوا نحو انقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ للقضاء على ثورة ديسمبر مستخدمين القوات النظامية التي تعاني أصلاً من تعددية الجيوش، وعمق الانقلاب التناقضات داخل القوات النظامية فاندفعوا مرة أخرى نحو حرب ١٥ أبريل ٢٠٢٣ للإيجابة على اشكاليات تعددية الجيوش، فهم من مأزق الثورة لمأزق الانقلاب ومن مأزق الانقلاب لمأزق الحرب، ومن مأزق الحرب سيتجهون لتقسيم وتمزيق السودان، وكنا نقول ذلك قبل حدوث الانقلاب، والحركة الإسلامية اليوم أفلس من (فأر المسيد).
الحكومتان مرحلة من مراحل الحرب واكتناز النفوذ والسلطة والقوة، وهي مرحلة مفتوحة نحو مساومة بين الحكومتين تتمحور حول اقتسام السلطة سيما ان الطرفين يعانيان من إرهاق الحرب، والخيار الأخر هو النموذج الليبي واليمني والصومالي بينما السودان أكثر تعقيداً من كل تلك البلدان.
ان قوانين الحرب ستفعل فعلها وما يدور في أرض المعارك سينتقل لأرض السياسة، فالجيش والإسلاميين هدفهم الرئيسي العودة لمركز السلطة في الخرطوم وعندها ترجع حليمة لعاداتها القديمة بإعلان من هم خارج الخرطوم متمردين، وحرب اليوم ليست كحرب الأمس وعصر المسيرات ليس كعصر الكلاشنكوف والحرب اليوم ذات احداثيات داخلية وخارجية معقدة تدور في مسرح الاقتصاد السياسي والموارد والجيبوليتكس وذات امتدادات اقليمية ودولية، وأساطين المكر من الإسلاميين ذوي امتدادات عند طرفي الحرب وهم يسعون للاستثمار في التناقضات الاثنية والجهوية حتى لا يصل السودان لمشروع وطني جديد.
ان مشروع السودان الجديد هو آلية للتغيير، ويسعى القوميون المستندين على محدودات الجغرافيا والإثنية لتحويله لآلية لتقسيم السودان لا كما اراد له مؤسسه دكتور جون قرنق دي مابيور لجمع السودانيين فوق حواجز الاثنية والجغرافيا وعلى اساس المواطنة بلا تمييز.
ان قضية المركز والهامش لا تقف عند حدود قسمة السلطة في لعبة دائرية للنخب بل تأخذ في صلب طرحها الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتحرير النساء وقضايا الشباب والمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب ومراعاة حقوق الإنسان لمن هم في الهامش أو المركز وعدم تبديل الضحايا بضحايا جدد مع تغيير قبائلهم ومناطقهم وهي قضية ابعد من قضية اقتسام السلطة التي تشغل الحيز الرئيسي في امتداد بصر البندقية والتي يحركها النخب للوصول لكراسي الحكم وترك المهمشين والجماهير في العراء بعيداً عن السلطة، وقد فشلت أهم تجارب العمل المسلح في اكثر تجاربها اشراقاً وعند قادتها الكبار في بلدان عديدة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية واسيا والعالم العربي، فشلت في معالجة قضيتي العدالة الاجتماعية والديمقراطية، فالجماهير لا تأكل شعارات بل تحتاج للخبز والمياه النظيفة والصحة والتعليم وحرية الحديث.
بلادنا اليوم تبحث عن السلام قبل البحث عن الحكومات ومنذ انقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ لا توجد شرعية مستندة على الشعب ورغبة الجماهير والثورة، انما توجد حكومة امر واقع في بورتسودان لا تمثل كل السودان والدعوة لحكومة جديدة ايضاً لن تمثل كل السودان ولا تؤدي لاستعادة الشرعية، فالشرعية لن تتحقق عبر الحرب والصحيح ان الحركة الإسلامية ومن شايعها هم من يقف خلف هذه الحرب ويرفضون الجلوس في كافة المنابر، وهم يدركون جيداً ان الانتصار العسكري المطلق غير ممكن، وعلى القوى الرافضة للحرب والتي تسعى للسلام ان لا تغادر مواقعها في الجبهة المعادية للحرب وان لا تنحاز لاي طرف من اطرافها وان تنحاز لرغبة الشعب في السلام وتعمل على تعبئة المجتمع الاقليمي والدولي بخطاب مبين يكشف دواعش الحرب ويعمل على تصنيف الحركة الإسلامية السودانية كحركة ارهابية، نحن نحتاج لحوار يتجه صوب مشروع وطني جديد أبعد من عنصرية الإسلاميين ومحدوديات الخطاب الإثني والجغرافي الذي يفرق ولا يوحد ولا يصب في مصلحة قوى التغيير، ان ما يحدث الآن سيزيد أوار الحرب ويطيل أمدها ولا ينفتح على طريق السلام ويعمق التحيزات ويزيد من الشقاق الوطني.
اخيراً ان الثورة السودانية حالت عوامل كثيرة في تأجيل انتصارها وقد تميزت بالمثابرة والمشاركة الجماهيرية في المدن ومقاومة الريف ولكي تكمل طريقها في إقامة نظام جديد وتحقق انتصار حاسم يأسس الدولة ويكمل الثورة فان وحدة قوها في الريف والمدن شرط رئيسي لا يتحقق على نسق إلى اي حكومة ننتمي بل على نسق إلى أي برنامج للتغيير والثورة ننتمي، ان الثورة السودانية واخر مراحلها ثورة ديسمبر أعمق من ان تحققها حكومتان او ثلاث او رباع تفصلهم الجغرافيا والتحيزات الاثنية، ان مظلة الثورة تظلل كل السودان وثوبها يغطي السودانيين جميعاً، والحفاظ على وحدة السودان وسيادته واستقلالية قرار قوى الثورة قضية استراتيجية لا تقبل المقايضة.

٢١ فبراير ٢٠٢٥  

مقالات مشابهة

  • مصر واليابان تحتفلان بمرور 70 عامًا على التعاون التنموي بينهما
  • صحيفة الثورة الاثنين 26 شعبان 1446 – 24 فبراير 2025
  • إنتهاء الخصام بينهما.. تامر حسين يوجه رسالة إلى عمرو مصطفي
  • وزارة الأوقاف تكرم عدداً من المشايخ البارزين خلال الثورة السورية
  • السودانيون لا توحدهم حكومتان
  • ضبط المتهم بقتل صديقه جزار الشرقية لخلافات بينهما
  • صحيفة الثورة الاحد 25 شعبان 1446 – 23 فبراير 2025
  • الكمبرادور والتسطيح بهجاء الكيزان
  • مولانا احمد ابراهيم الطاهر يكتب: الجمهورية السودانية الثانية
  • صحيفة الثورة السبت 24 شعبان 1446 – الموافق 22 فبراير 2025