مدقق اللغة الفارسية لـ«الحشاشين» يكشف سر استخدام العامية: الأنسب لتاريخ المسلسل
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
جسدت أحداث مسلسل الحشاشين وزعيمهم حسن الصباح، الذي يؤدي دوره الفنان كريم عبدالعزيز، فترة زمنية مهمة في تاريخ العالم الإسلامي، وتنوعت مشاهد المسلسل بين اللغة العربية الفصحى والعامية المصرية، بالإضافة إلى اللغة الفارسية، التي كانت لغة «الحشاشين» الأساسية حينها.
الدكتور أحمد لاشين، مدقق اللغة الفارسية في مسلسل الحشاشين، تحدث لـ«الوطن»، عن فكرة استخدام اللغة العامية في أحداث المسلسل، والتي تسببت في جدل كبير، خلال عرض المسلسل في السباق الرمضاني.
يقول «لاشين»، إن ربط مسلسل تاريخي باللغة العربية الفصحى هو ربط تعسفي، خاصة أن المرحلة التاريخية التي يرويها المسلسل غير مرتبطة باللغة العربية من الأساس، بل كانت لغة جماعة الحشاشين هي الفارسية، فلم يكن من الضروري أن تكون الفصحى لهجة أبطال المسلسل.
اللغة العامية الأقرب للجمهوراللغة العامية من وجهة نظر الدكتور أحمد لاشين، هي الأقرب إلى الجمهور، وأقرب لإيصال الفكرة: «القصة تدور حول قضية بعيدة نسبيًا عن المجتمع المصري، فلو كانت المشاهد باللغة العربية الفصحى سيؤدي إلى حدوث بُعد أكبر، لكن بالعامية ستكون الفكرة أوضح للجمهور، وسيتم التعامل معها بشكل مباشر، فلغة المسلسل العامية هي الأنجح».
واستخدم الكاتب عبدالرحيم كمال لغة عربية سهلة وراقبة، وليست مبتذلة وسيئة، على حد قول «لاشين»، مؤكدًا: «كانت واضحة ومكتملة الأركان والأفكار، كما أن هناك دمج بين اللغة العامية والفصحى بطريقة سليمة ومنطقية».
تدريب نيكولا معوض على رباعيات الخياميتحدث مدقق اللغة الفارسية بمسلسل الحشاشين، أيضًا عن رباعيات عمر الخيام: «رباعيات الخيام كانت مكتوبة باللغة الفارسية، فحاولنا ضبطها بشكل صحيح، وقمت بتدريب الفنان نيكولا معوض صاحب دور عمر الخيام على نطقها تحسبًا للحاجة إليها أثناء أحداث المسلسل، وحاولت أساعده يكون عايش الرباعية نفسها، بالإضافة إن الألفاظ والمصطلحات الفارسية في المسلسل، سواء جملة حسن الصباح على جدران السجن أو أثناء الإبحار، كانت بالتدريب، وأرسلت تسجيلات صوتية للمخرج بيتر ميمي، لتدريب الفنانين على اللغة الفارسية أثناء سفرهم إلى كازاخستان».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مسلسل الحشاشين الحشاشين اللغة الفارسية جماعة الحشاشين كريم عبدالعزيز اللغة الفارسیة اللغة العربیة اللغة العامیة
إقرأ أيضاً:
اللغة العربية هوية
فى 18 ديسمبر 1973 قررت الأمم المتحدة إدراج اللغة العربية لغة رسمية فى أروقتها وقراراتها ومؤتمراتها، وبعدها بعام أعلنت منظمة اليونسكو يوم 18 ديسمبر من كل عام يومًا عالميًا للاحتفال والاحتفاء باللغة العربية التى يتحدث بها قرابة 400 مليون فى البلدان العربية والأفريقية ولأنها لغة القرآن الكريم كما أنها تلك اللغة التى أسهمت فى نقل الحضارات القديمة من يونانية ورومانية وفارسية إلى الغرب من خلال ترجمات أهل العلم والفكر فى الدولة الإسلامية، خاصة دولة الأندلس حين كانت هناك حضارة عربية غربية على أرض شبه جزيرة إيبيريا على مدى 800 عام حتى سقطت آخر معاقل تلك الدولة فى عام 1492 وهو ذات العام الذى اكتشف فيه كريستوفر كولومبس البرتغالى قارة أمريكا أغسطس 1492 وهى إشارة وإذان بسقوط حضارة وبداية أخرى.
اللغة العربية الآن على المحك ليس فقط للحالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى يمر بها الوطن العربى والمنطقة التى يصرون الآن على تسميتها الشرق الأوسط الكبير لإدراج الكيان الصهيونى ودولته الغاشمة ضمن المنطقة العربية وحتى يمكنوا أيضًا من طمس أولى وأهم مفردات وأركان الثقافة ألا وهى "العربية" مفردًا وصفة ومعنى وفكرًا؛ ولكن لأن اللغة العربية تواجه أكبر التحديات ألا وهو التكنولوجيا الحديثة وما يسمى «الذكاء الاصطناعى» وتداعياته من المحتوى الرقمى الذى ما زلنا فى واد بعيد عن الدخول إلى عوالمه الغريبة والمخيفة... الأطفال والشباب يتعاملون اليوم مع التطبيقات الحديثة والألعاب والترفيه والعلم عن طريق التليفونات المتاحة للجميع وهى مؤثرة على الأجيال الجديدة بصورة مرعبة سواء فى مجال الإعلام أو الفن أو الثقافة والتواصل والتكوين الفكرى والسلوكى ولكن الأخطر والأهم الآن هو العلم والتعليم...
يستخدم الصغار والشباب تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى الوصول السهل السريع للمعلومات وليس البحث الدقيق من أجل المعرفة والعلم وأيضًا القيام بالواجبات والتكليفات والابحاث والرسائل العلمية الأكاديمية دون معرفة وتعلم...
فى المدارس لا توجد وحدات لقياس الاقتباس والنسخ من تطبيقات الذكاء. الاصطناعى وكم المعلومات المغلوطة التى يبثها، بينما الجامعات كذلك لا تهتم بالدرجة العلمية المطلوبة لهذا الأمر الخطير، وإن كانت الرسائل العلمية فى بعض الجامعات العريقة والراسخة تخضع لهذه الاختبارات لقياس مدى ونسبة الاقتباس من تلك التطبيقات فيما يخص الرسائل الأكاديمية إلا أن المشكلة الكبرى الآن فى المدارس وفى طلاب مراحل الليسانس والبكالوريوس وفى المعاهد والمراكز التى تمنح درجات وشهادات قد لا تكون مدققة بشكل كاف علميًا.
اللغة العربية بعيدة عن التكنولوجيا وعن تلك التطبيقات وعن المحتوى لأنها غير معترف بها ضمنيًا فى المدارس والجامعات وحسنًا فعل وزير التعليم السابق د. طارق شوقى فى محاولة تطوير كتب ومناهج اللغة العربية على النظام الغربى مع التعريب فى طريقة التعلم والتدريبات والأسئلة... أيضًا وزير التعليم الحالى أصدر أهم قرار فى إدراج اللغة العربية مادة أساسية ليس فقط للنجاح والرسوب ولكن ضمن الدرجات والمجموع فى جميع المدارس الأجنبية والدولية وهى خطوة تأخرت أكثر من ربع قرن وهى مهمة وضرورية ومحمودة على أية حال...
اللغة العربية يجب أن تكون مادة أساسية فى جميع الكليات والمقررات حتى كليات الطب والعلوم والهندسة والحاسبات... أما كليات الإعلام فإن اللغة العربية مفروض أن تطرح فى عدة مقررات بداية من الكتابة إلى النطق والأداء مرورًا بالترجمة ودراسة الأسلوب حتى دراسة تاريخ الثقافة والفكر العربى... أما الوزارات والهيئات فإن وحدة اللغة العربية واجبة فى التصحيح اللغوى وفى النشر وتصحيح اللغة ومفرداتها... أما فيما يتعلق بالإعلام والفضائيات والإعلانات فهى معضلة كبرى تم تناولها لعشرات المرات من قبل الكثيرين... نبدأ من التعليم والمدرسة والجامعة حتى نصل إلى الإذاعة والتليفزيون والصحافة ووسائل التواصل...
القضية أننا لم نبدأ بعد ولم نحتفل ولم نحتف علميًا ونريد مبادرة وخطة على مستوى الدولة ووزارة الثقافة والتعليم والإعلام ليس للحوار ولا إلقاء الأبحاث وإقامة الندوات، ولكن لجمع المعلومات والأبحاث والرؤى ومعرفة الداء ووصف الدواء، وإطلاق التوصيات وتنفيذ القرارات ومتابعتها... اللغة العربية هويتنا والهوية هى الوجود قبل الاختفاء والضياع.