بوابة الوفد:
2025-03-16@15:56:35 GMT

هولاكو فاروق جويدة

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

فى عام ١٩٨١ أصدر الشاعر فاروق جويدة مسرحيته الشعرية الأولى (دماء على أستار الكعبة) بعد نجاح دواوينه الخمسة: (أوراق من حديقة أكتوبر ١٩٧٤ وحبيبتى لا ترحلى ١٩٧٥ ويبقى الحب ١٩٧٧ وللأشواق عودة ١٩٧٨ وفى عينيك عنوانى ١٩٧٩).
كان لصدور المسرحية أكبر الاصداء؛ لأن المسرح الشعرى ظل سنوات طويلة مهجورًا لا أحد من المبدعين يقترب منه فبعد رحيل الشاعر أحمد شوقى الذى أسس المسرح الشعرى فى مصر كتب الشاعر عزيز أباظة ثمانى مسرحيات شعرية أولاها عام ١٩٤٣ (قيس ولبنى) وآخرها مسرحية (قيصر) عام ١٩٦٣.

تميز مسرح أباظة باستلهام التاريخ العربى والتزامه بشكل وقانون القصيدة الكلاسيكية؛ وبعد عام واحد أصدر الشاعر صلاح عبدالصبور مسرحيته الشعرية الأولى (مأساة الحلاج) عام ١٩٦٤ وكانت آخر أعماله عام ١٩٧٣ (بعد أن يموت الملك) وينتمى مسرحه إلى الشكل الحديث فى الشعر وفى المضمون أيضا حيث اتسمت مسرحياته بالتمرد السياسى حتى فى تلك المسرحيات التاريخية.
مسرح فاروق جويدة يستلهم التاريخ ويسقطه على الواقع؛ فكانت مسرحيته الثانية (دماء على ستار الكعبة) عام ١٩٨٧. ثم (الخديوى) عام ١٩٩٤ وبعد ثلاثين عاما من التوقف عن كتابة المسرح يعود لنا جويدة بمسرحية (هولاكو) صدرت عن دار الشروق وهذه المسرحية تتناول سقوط بغداد فى عهد الدولة العباسية..
مسرح جويدة ينفى مظاهر النظام العربى القديم الذى أدى إلى أن وصل بنا إلى نفى الأنظمة الحديثة بالنظام الواجب أو الاستبداد بالحرية، هو الذى حدد بدوره نفى الأمة العربية بكل سلبياتها بالامة الواجبة، فقد كانت الأمة القديمة هى النموذج المفتعل والتركيبة الاجتماعية والاقتصادية الضيقة، أى لم تكن سوى نموذج واقعى للتراجع الحضارى، وهى النتيجة التى أخذت تتعمق فى آراء الكواكبى منذ بواكير نشاطه الفكرى والسياسى، أى كل ما أدى فى مجرى تطوره إلى بلورة وصياغة مبادئ وعى الذات العربى.
عودة فاروق جويدة إلى المسرح الشعرى بعد غياب ثلاثين عاما تجعلنا نطالبه بمزيد من الإبداع والابتكار فى هذا المجال الثرى الموحى والداعى
للتنوير، والتفاعل مع الحاضر والمستقبل فى مواجهة الماضى بكل أخطائه ومثالبه.
[email protected]
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نادر ناشد كاريزما الشاعر فاروق المبدعين مصر فاروق جویدة

إقرأ أيضاً:

تياترو الحكايات| ملك محمد.. صوت ذهبي حمل راية المسرح الغنائي بعد سيد درويش

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يُعد المسرح بصفته «أبو الفنون»، ساحة تنصهر فيها مختلف أشكال التعبير الإبداعي، حيث يتكامل الأداء الحى مع عناصر السمع والبصر، لتجسيد الأفكار والمشاعر الإنسانية فى تجربة فنية متكاملة، فمن على خشبته، قدم الفنانون أعمالا خالدة تحمل رسائل مجتمعية وثقافية، أسهمت فى تشكيل وعى الأجيال، بفضل فرق مسرحية تركت بصمة لا تُمحى فى تاريخ الإبداع المسرحى المصرى والعربى.

وفى سياق الاحتفاء بهذا الإرث العريق، تسلط «البوابة نيوز» خلال ليالي شهر رمضان المبارك الضوء على نخبة من الفرق المسرحية التى شكلت علامات فارقة في مسيرة المسرح، محليا وعربيا.

وعلى الرغم أن بعضها توقف بعد رحيل مؤسسيه، إلا أن إبداعاته لا تزال شاهدة على زمن من العطاء والتميز، مؤكدة أن المسرح الحقيقى لا يموت، بل يبقى نابضا بإرث رواده ورؤاهم الخالدة.

الفنانة والملحنة ملك محمد

برز اسم الفنانة والملحنة ملك محمد خلال العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين، حيث تألقت كمطربة وملحنة موهوبة، بالإضافة إلى إتقانها العزف على العود، اسمها الحقيقى زينب محمد أحمد الجندى، وسرعان ما لفتت أنظار كبار الملحنين، وعلى رأسهم زكريا أحمد، الذى أشاد بجودة صوتها وتميز أدائها، وبعد وفاة سيد درويش عام 1923، حملت ملك محمد راية المسرح الغنائى، لتصبح واحدة من أبرز رموزه فى ذلك العصر.

البداية الفنية والتأثر بمنيرة المهدية

بدأت محمد مشوارها الفنى وهى طفلة عام 1912، حيث كانت تغنى فى الأفراح، مقلدة أصوات المطربات المشهورات آنذاك، وخاصة منيرة المهدية، التي كانت شديدة الإعجاب بها، حسبما ذكر المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة، فدفعها شغفها بالموسيقى إلى دراسة أصول الغناء على يد كبار الملحنين، مثل إبراهيم القبانى، عبده قطر، زكريا أحمد، كما تعلمت العزف على العود على يد الموسيقار محمد القصبجى.

الانطلاق فى المسرح الغنائى

بفضل موهبتها، انضمت إلى فرقة «أولاد عكاشة» عام 1925، حيث قدمت الطقاطيق والأدوار الغنائية بين فصول المسرحيات، وسرعان ما انتقلت بين عدة فرق مسرحية، منها: فرقة «الجزايرلى»، فرقة «فوزى منيب» فى 1926.

ثم انضمت إلى فرقة أمين صدقي كمطربة وممثلة، وشاركت في أعمال مثل «الكونت زقزوق» و«عصافير الجنة»، ثم عادت إلى تختها لتغنى الطقاطيق بكازينو «البسفور» بالقاهرة، وأحيت حفلات خيرية.

نجاح وتألق وسط كبار الأدباء

حظيت محمد بإعجاب نخبة من الشخصيات البارزة، مثل شاعر النيل حافظ إبراهيم، الدكتور محجوب ثابت، محمود شاكر باشا، الشيخ عبدالعزيز البشرى، وأمير الشعراء أحمد شوقى، الذى منحها فرصة غناء أشعاره، حتى استطاعت أن تحمل بمفردها راية المسرح الغنائى خلال فترة الأربعينيات.

تأسيس فرقة «أوبرا ملك» والمسرح الغنائى

استطاعت محمد أن تؤسس فرقتها الخاصة «أوبرا ملك»، التى قدمت أكثر من 30 عملا مسرحيا غنائيا خلال الأربعينيات والخمسينيات، ومن أبرز أعمالها: «الطابور الأول»، «ماسية»، فى 1940، «بترفلاي»، «عروس النيل» فى 1941، «بنت بغداد» فى 1942، «سفينة الغجر» فى 1943، «بنت السلطان» 1944، «الطابور الخامس» فى 1945، «فاوست»، «كيد النسا» فى 1946، «نصرة» فى 1948، «بنت الحطاب» فى 1949، «فتاة من بورسعيد» 1957، «نور العيون» 1958، وغيرها من الأعمال.

التعاون مع كبار الممثلين والمخرجين

عملت ملك محمد مع مجموعة من أهم الممثلين، مثل إحسان الجزايرلي، محمد توفيق، عبدالبديع العربي، حسين صدقي، يحيى شاهين، صلاح نظمي، صلاح منصور، عايدة كامل، حسن يوسف، وغيرهم. كما تعاونت مع كبار المخرجين، ومنهم زكي طليمات، السيد بدير، نور الدمرداش، عبدالعليم خطاب، وغيرهم.

إرث فنى خالد

على مدار مسيرتها الفنية، أثبتت ملك محمد أنها ليست مجرد مطربة، بل كانت ملحنة بارعة، وعازفة عود متمكنة، ورائدة فى المسرح الغنائى، حيث واصلت حمل شعلة هذا الفن بعد رحيل سيد درويش، ورغم مرور الزمن، لا تزال أعمالها علامة بارزة فى تاريخ المسرح الغنائى المصرى.

 

 

مقالات مشابهة

  • طرد فاروق لـ هند من المنزل.. أحداث الحلقة الأولى من مسلسل حسبة عمري
  • الأربعاء.. حدوتة ومسرحية مع سيد رجب
  • مؤسس «الحضرة»: تأثرت بالشيخ النقشبندي ونقلت الإنشاد من المسجد إلى المسرح (فيديو)
  • محمد فاروق سليمان .. عناد في زمان السقوط
  • تألق محمود الليثي بحفل كامل العدد
  • «أنا محامي ودي شغلتي».. أحمد مهران يكشف تفاصيل خلافه مع منى فاروق
  • تياترو الحكايات| ملك محمد.. صوت ذهبي حمل راية المسرح الغنائي بعد سيد درويش
  • لماذا لم يتم تطوير «فن العرائس» حتى الآن؟.. ناصر عبد التواب يٌجيب
  • إعتقال الناشط السوداني محمد فاروق سليمان في سجون الإمارات ..مصير غامض وأسرته توضح
  • اللواء أحمد العوضي: الأحداث الحالية بغزة هى الأصعب على مدار تاريخ الصراع العربى الإسرائيلي