فى عام ١٩٨١ أصدر الشاعر فاروق جويدة مسرحيته الشعرية الأولى (دماء على أستار الكعبة) بعد نجاح دواوينه الخمسة: (أوراق من حديقة أكتوبر ١٩٧٤ وحبيبتى لا ترحلى ١٩٧٥ ويبقى الحب ١٩٧٧ وللأشواق عودة ١٩٧٨ وفى عينيك عنوانى ١٩٧٩).
كان لصدور المسرحية أكبر الاصداء؛ لأن المسرح الشعرى ظل سنوات طويلة مهجورًا لا أحد من المبدعين يقترب منه فبعد رحيل الشاعر أحمد شوقى الذى أسس المسرح الشعرى فى مصر كتب الشاعر عزيز أباظة ثمانى مسرحيات شعرية أولاها عام ١٩٤٣ (قيس ولبنى) وآخرها مسرحية (قيصر) عام ١٩٦٣.
مسرح فاروق جويدة يستلهم التاريخ ويسقطه على الواقع؛ فكانت مسرحيته الثانية (دماء على ستار الكعبة) عام ١٩٨٧. ثم (الخديوى) عام ١٩٩٤ وبعد ثلاثين عاما من التوقف عن كتابة المسرح يعود لنا جويدة بمسرحية (هولاكو) صدرت عن دار الشروق وهذه المسرحية تتناول سقوط بغداد فى عهد الدولة العباسية..
مسرح جويدة ينفى مظاهر النظام العربى القديم الذى أدى إلى أن وصل بنا إلى نفى الأنظمة الحديثة بالنظام الواجب أو الاستبداد بالحرية، هو الذى حدد بدوره نفى الأمة العربية بكل سلبياتها بالامة الواجبة، فقد كانت الأمة القديمة هى النموذج المفتعل والتركيبة الاجتماعية والاقتصادية الضيقة، أى لم تكن سوى نموذج واقعى للتراجع الحضارى، وهى النتيجة التى أخذت تتعمق فى آراء الكواكبى منذ بواكير نشاطه الفكرى والسياسى، أى كل ما أدى فى مجرى تطوره إلى بلورة وصياغة مبادئ وعى الذات العربى.
عودة فاروق جويدة إلى المسرح الشعرى بعد غياب ثلاثين عاما تجعلنا نطالبه بمزيد من الإبداع والابتكار فى هذا المجال الثرى الموحى والداعى
للتنوير، والتفاعل مع الحاضر والمستقبل فى مواجهة الماضى بكل أخطائه ومثالبه.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نادر ناشد كاريزما الشاعر فاروق المبدعين مصر فاروق جویدة
إقرأ أيضاً:
الزناتى: جمال سليمان علامة مضيئة فى الفن العربى
أعرب حسين الزناتى وكيل نقابة الصحفيين رئيس لجنة الشئون العربية والخارجية بالنقابة عن تقديره الشديد للتاريخ الفنى للفنان جمال سليمان، والذى يعد نموذجاً مشرفاً للفنان العربى المثقف الواعى الذى لايعمل إلا فى إطار رسالة تمنح المتلقى نموذجاً إيجابياً عن دور الفن والفنان المحترف القادر على أداء الأدوار مهما تنوعت بأداء عال، ومقدرة مميزة .
وأشار الزناتى فى بداية اللقاء الذى أعدته لجنة الشئون العربية للفنان جمال سليمان ، اليوم السبت بنقابة الصحفيين فى حوار مفتوح معه إلى أن هذه التجربة الحيايتة لسليمان، جعلته يمتلك أدوات الكثير من الشخصيات الحية، الموجود على الأرض ، التى عاش بينها، فلم تكن حياته مرفهة، بل عايش أبناء الشعب من الطبقة المتوسطة، والأقل حيث ولد في حي باب سريجة بالعاصمة دمشق لعائلة مكونة من تسعة أشقاء، وعمل في طفولته بأكثر من مهنة من بينها الحدادة والنجارة والديكور والطباعة وهو في سن صغير بناءاً على طلب والده، اعتقاداً منه بأن العمل سيجعله رجلاً، وفي سن الرابعة عشرة اتجهت ميوله نحو المسرح ومارس العمل فيه كممثل هاوٍ، ثم انتسب إلى نقابة الفنانيين السوريين عام 1981.
وأكد الزناتى أن هذه التجربة أثرت فى شخصية وحياة جمال سليمان فيما بعد ليكون أكثر اقتراباً من الجمهور، منذ أن بدأ مشواره عام 1974 واشترك مع فرقة من الممثلين الهواة التى تدعى (فرقة شباب القنيطرة) وعمل بها وشارك في مهرجان مسرح الهواة المسرحية ثلاث دورات في مهرجان مسرح الهواة الذي كانت تقيمه وزارة الثقافة السورية في السبعينات، ودخل المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق وتخرج من المعهد وفى عام 1985 بدأ أولى تجاربه على خشبة المسرح في مسرحية (عزيزى مارات المسكين) وبسبب تفوقه الدراسي أرسل في منحة دراسية إلى بريطانيا لمتابعة دراسة هناك نال على الماجستير في الدراسات المسرحية قسم الإخراج المسرحي من جامعة ليدز عام 1988، ثم عاد للعمل كأستاذ لمادة التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية وكممثل محترف في السينما والتلفزيون ولعب الشخصية الرئيسية في عدد كبير من الأعمال التلفزيونية، التي شكل بعض منها علامات فارقة في رحلة الدراما السورية، غير أفلامه السينمائية، حتى بعد قدومه إلى مصر التى مثلت محطة جديدة مهمة فى تاريخه التمثيلى تألق فيها بشكل غير عادى.
وكانت له أنشطته الانسانية التى جعلته سفيراً لصندوق الأمم المتحدة للسكان، وبعدها كانت له آراءه السياسية، التى دفع ثمنها لكنه بقى مصراً عليها ، إيماناً بفكرته واعتقاده.