نفاق إداريّ أم أخلاقيّ
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
اشتهرت المجالس والمواقع الإلكترونية باستخدام #مصطلحات #مجاملة متطرفة، فحين تكتب مقالة تنهال عليك الردود غالبًا ممن لم يقرأوا مقالتك:
_ أبدعت.
مقالات ذات صلة سوس الخشب “منّه وفيه”!! 2024/03/20_وضعت يدك على الجرح.
وحين يحصل أحد على وظيفة مسروقة، تنهال عليه عبارات:
-بكم تزهو المناصب.
-الرجل المناسب في المكان المناسب.
-قامة وطنية.
وهم يعرفون بدقة كيف تم تلزيمه المنصب، وما العشائر والضغوط، ومن النواب الذين اتحدوا يدًا واحدة لتلبيس المنصب هذا الشخص.
وحين يمددون لشخص-وهذا
كان سلوكًا نادرًا قبل هذه الحكومة، ينهالون على من تمدّد له بالتهاني وقول:
-من حقك إكمال مشروعاتك التطويرية.
-احمِ إنجازاتك الإصلاحية.
-ولأن بابك مفتوح لكل مواطن، نفرح بالتمديد.
وهم يعرفون أن مؤسسته أو إدارته قد تراجعت خطوات في عهده السابق.
والحكومة سعيدة لأن بعض الثناء النفاقي يصل إليها، فلولا حكمة المسؤول ما تم ّ التمديد!
(١)
من علمنا ذلك!
قيل: إن قيم #السلطة و #الوظيفة ورثناها من الحكم التركي، فالأتراك هم من علمونا مكانة السلطان، وقيمة المسؤول.
وهم من قالوا:
حضرة جنابك،
معاليك،
عطوفتك،
سعادة البيك، الباشا، والأفندي،
وفي الألقاب الدينية:
سماحة، فضيلة،
نيافة، قداسة، غبطة،
وفي التخاطب:
حضرة، الأكرم، المحترم.
وفي الحديث؛ يبدأ #المسؤول بتوجيه من معالي عطوفة … الح
هذه الألفاظ والتعظيمات مصدر سعادة لأصحابها حتى في العلم: هناك لقب لكل رتبة:
بروفيسور، فل بروفيسور، مشارك، مساعد، والويل لأي طالب إن تجاهل هذه الألقاب!!
حتى في العائلة يقال للأب:
رب العائلة وللجد سيدي.
ألقاب في كل مجال! فماذا يقول علم النفس الإداريّ و الاجتماعي عن ذلك؟
(٢)
لماذا #النفاق؟ ومن #المنافقون؟
بالرغم من أن جزءًا من ثقافتنا يرفض النفاق، ويتهم المنافقين، إلّا أن هناك قيمًا تدعو صراحة للنفاق مثل؛
-تمسكن حتى تتمكن.
-“الإيد اللي ما بتقدر تعضها بوسها”.
وبالرغم أن ثقافتنا الدينية تطالبنا بقول الحق من دون خوف إلّا أن النفاق يبقى مَعلَمًا بارزًا في سلوكنا! فما سبب ذلك؟
يقول علماء الأخلاق بوجود ازدواجية في المعايير الأخلاقية للمنافق، ما يضطره أن يكون انتهازيًا يسعى للقفز إلى الأعلى من دون اهتمام للوسائل. فالغاية تبزر الوساطة.
ويقول علماء الإدارة: إذا وجدت صمتًا داخل المؤسسة، فاعلم أنها بيئة تشجع النفاق، ولا أمل لغير المنافقين. فالنفاق طريق مفروش نحو الارتقاء الوظيفي!
ويتفق علماء النفس الاجتماعي على صفات المنافق، بأنها:
-تظاهر وشكلية غير حقيقية، فما هو داخل ليس كما يقال، فالمنافق على رأي الشاعر العراقي مظفر النواب: يحمل في الداخل ضدّه.
-والمنافق هو الأقرب إلى السلطان في أي موقع، يتابعه بالمدح والأخبار.
ومن المهم أن نعرف بأن المستفيد من النفاق هو المنافق نفسه،
والنصيحة للمسؤول:
نفّض كتفيك
علّ هناك على كتفيك
يتسلق إنسان ما.
فالمنافق في علم النفس إنسان جبان ضعيف لا يستطيع البقاء في منصبه أو الصعود إلّا بالنفاق!
وكل صاحب “مزرعة” إدارية أردنية
يفرض ويدعم الجو النفاقي
.
فهمت علي جنابك! أو أوضّح لك أكثر؟!ن
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: ذوقان عبيدات مصطلحات مجاملة السلطة الوظيفة المسؤول النفاق المنافقون
إقرأ أيضاً:
اعتقال مسؤول في الشاباك بعد تسريب وثيقة سرية إلى وزير وصحفيين
أفادت وسائل إعلام عبرية، الثلاثاء، عن اعتقال مسؤولي في جهاز الأمن العام "الشاباك" بتهمة تسريب وثيقة سرية عن "تحقيق بشأن تغلغل اليمين المتطرف في جهاز الشرطة".
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن إحدى المحاكم في دولة الاحتلال الإسرائيلي سمحت بنشر تفاصيل عن قضية اعتقال "عميل الشاباك المعتقل للاشتباه في تسريب وثائق سرية".
ووفقا للهيئة، فإن الوثيقة السرية جرى تسريبها من خلال المسؤول في جهاز "الشاباك" إلى وزير ما يعرف بشؤون الشتات في دولة الاحتلال أميخاي شيكلي، والصحفي في القناة "12" عميت سيغال، بالإضافة إلى الصحفية شيريت كوهين أفيتان.
يأتي ذلك على وقع تواصل الخلاف بين رئيس "الشاباك" رونين بار، وحكومة بنيامين نتنياهو الذي يحاول إقالة بار بذريعة "إخفاقه في عدد من الملفات الأمنية".
وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن اليمين المتطرف في دولة الاحتلال الإسرائيلي سعى إلى استغلال هذه القضية للهجوم على رئيس "الشاباك"، الذي أقالته الحكومة قبل أن تعلق المحكمة العليا القرار.
وكان بار قرر في وقت سابق إبقاء التحقيق في تغلغل اليمين المتطرف بمراتب الشرطة "سريا" قبل أن يسرب المسؤول الوثيقة المتعلقة بهذا التحقيق إلى الصحفي سيغال المعروف بقربه من اليمين.
وأشارت هيئة البث إلى أنه "تم تمديد احتجاز المشتبه به حتى يوم الأربعاء"، دون ذكر اسمه، موضحة نقلا عن المحكمة أن المسؤول المعتقل سرب معلومات عن "إجراء تحقيق في تسلل الكاهانية إلى الشرطة".
ويستخدم مصطلح "الكاهانية" للتعبير عن اليمينيين المتطرفين في السياسة الإسرائيلية، حسب وكالة الأناضول.
كما نقل المشتبه به معلومات تتعلق بـ"سلوك الشاباك مساء 7 أكتوبر 2023" إلى الصحفية أفيتان باعتبارها "ذات أهمية عامة".
وقدم المشتبه به استئنافا ضد تمديد فترة اعتقاله، مدعيا أن المعلومات التي أدلى بها "لا تشكل خطرا على أمن الدولة"، وفقا لما نقلته هيئة البث الإسرائيلية بشأن مجريات القضية.
وحسب محامي المشتبه به، فإن الغرض من ذلك التسريب "لفت انتباه الجمهور إلى القضايا ذات المصلحة العامة والأهمية العليا، والتي تم تقديمها للجمهور بطريقة مشوهة للغاية من قبل الأطراف المعنية التي لديها سلطة التحكم في الإفراج عن المعلومات المخزنة لدى جهاز الأمن العام".
وكان المحكمة الإسرائيلية أمرت في بداية الأمر بحظر النشر في القضية، لكن عضوة الكنيست تالي غوتليب من حزب "الليكود" بزعامة نتنياهو، خرقت الحظر مستغلة حقها في الحصانة البرلمانية.
وقالت على منصة "إكس"، إنه "من أجل الوفاء بواجباتي، أقوم بنشر هذه المعلومات.. لا ضرر على الأمن القومي هنا، المستشارة القانونية للحكومة غالي بهاراف ميارا قلقة للغاية بشأن صديقها رونين بار".
ودافع وزير الأمن القومي في دولة الاحتلال المتطرف، إيتمار بن غفير، عن المسؤول في "الشاباك" الذي سرب الوثيقة، واعتبر الاعتقال "جزءا من ممارسات الدولة العميقة".