يعد شهر رمضان المبارك فرصة للتأمل والتقرب إلى الله، وتجديد الروحانية والتفكر في الحياة بعيدًا عن الانشغالات اليومية. ومن بين الانشغالات الشائعة في العصر الحالي هو استخدام أدوات التواصل الاجتماعي، والتي قد تؤثر سلبًا على تجربة الصوم والتركيز في هذا الشهر المبارك. إليك أهمية الابتعاد عن أدوات التواصل الاجتماعي في ساعات الصوم:

1.

التركيز والانتباه للعبادة:

عند استخدام أدوات التواصل الاجتماعي، يمكن أن ينشغل الفرد بالتفاعل مع المحتوى والتفكير في الردود والتعليقات، مما يؤثر على قدرته على التركيز والانتباه للعبادة والطاعة خلال ساعات الصوم. بالابتعاد عن هذه الأدوات، يمكن للمصوم أن يركز بشكل أفضل على قراءة القرآن، والصلاة، والذكر، وغيرها من الأعمال الصالحة.

2. الحفاظ على الروحانية والهدوء الداخلي:

تستنزف أدوات التواصل الاجتماعي طاقة الفرد وتؤثر على روحانيته وهدوءه الداخلي، خاصة خلال ساعات الصوم التي تتطلب الهدوء والانفتاح على الروحانية. بالابتعاد عن هذه الأدوات، يمكن للمصوم أن يحافظ على هدوءه الداخلي ويستمتع بالتأمل والاستماع إلى صوت الصمت.

3. تقليل الشعور بالمقارنة والتوتر:

يميل الأشخاص خلال استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي إلى المقارنة بين حياتهم وحياة الآخرين، مما قد يؤدي إلى الشعور بالتوتر والضغط النفسي، وهو ما يعتبر غير مرغوب خلال فترة الصوم والسعي لتحقيق الهدوء والسكينة الداخلية.

4. الاستمتاع باللحظة الحاضرة:

بدلًا من إنفاق الوقت على متابعة أحداث حياة الآخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن للمصوم أن يستمتع باللحظة الحاضرة ويعيش كل لحظة من أوقات الصوم بتركيز ووعي، مما يزيد من تجربته الروحانية ويعزز تواصله مع الله.

يعد الابتعاد عن أدوات التواصل الاجتماعي في ساعات الصوم فرصة للتركيز على الروحانية والتأمل، والتقرب إلى الله بشكل أفضل. يساعد هذا الابتعاد على الحفاظ على هدوء النفس والانفتاح على الطاعات والعبادات، وبالتالي يعزز تجربة الصوم ويجعلها أكثر إيمانًا وتأملًا.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الصوم الصيام التواصل الاجتماعي الابتعاد عن ساعات الصوم

إقرأ أيضاً:

تقرير :بعد 20 عاما على تسونامي ... شبكات التواصل الاجتماعي تساعد في الإنقاذ من الكوارث

جاكرتا "أ ف ب": عندما ضربت أمواج تسونامي دولا على ساحل المحيط الهندي في 26 ديسمبر 2004، استغرق الأمر أياما لمعرفة نطاق الكارثة في بعض المناطق، بسبب عدم توفّر وسائل اتصال. بعد عشرين عاما، أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي قادرة على متابعة الكوارث الطبيعية في الوقت الفعلي واستباق حدوثها في بعض الأحيان.

فيما كانت شبكات التواصل الاجتماعي لا تزال غير معروفة، كان مارك أوبرلي يحرز تقدّما على طريق الحداثة في العام 2004 عبر مدوّنته التي سمحت له بإبلاغ عائلته وأصدقائه وحتى أشخاص غير معروفين بالنسبة إليه، عن كارثة تسونامي التي نجا منها.

كان هذا السائح الأمريكي يمضي إجازته في مدينة فوكيت التايلاندية التي طالتها أمواج عملاقة، كما هو حال أماكن أخرى.

ظنّ الجميع هناك أن التسونامي كان محليا. ولكن مركز الزلزال كان في الواقع في إندونيسيا بالقرب من جزيرة سومطرة.

وبلغت قوة الزلزال 9,1 درجات على مقياس ريختر، وتسبّب في حدوث أمواج ضخمة اجتاحت السواحل وأسفرت عن مقتل أكثر من 220 ألف شخص في 14 دولة. كما تحرّكت الأمواج بسرعة قصوى بلغت حوالى 800 كيلومتر في الساعة.

ويقول أوبرلي وهو طبيب ساعد الضحايا "من خلال الرسائل النصية التي أرسلها الأصدقاء في بلداننا، بدأنا ندرك حجم الكارثة".

ويضيف "كتبت هذه المدوّنة لأنّ كان هناك العديد من الأصدقاء والأقارب الذين أرادوا معرفة المزيد. كما تلقّيت الكثير من الطلبات من مجهولين. كان الناس يائسين لتلقي أنباء جيدة".

"مأساة"

في العام 2004، كان المدوّنون يعامَلون على أنّهم من الرواد إلى حدّ أنّهم حصلوا على لقب "شخصية العام" من قبل قناة "اي بي سي نيوز" الأمريكية.

وكان موقع فيسبوك الذي أُطلق في وقت سابق من ذاك العام، لا يزال في مراحله الأولى.

ورغم أنّ بعض صور تسونامي نُشرت على موقع "فليكر"، إلا أنّها لم تُنشر في وقت حدوث الكارثة كما هو الحال اليوم على منصة إكس أو إنستغرام أو بلوسكاي.

ومؤخرا، قالت لورا كونغ رئيسة المركز الدولي للمعلومات بشأن تسونامي ومقرّه هونولولو، إن كارثة العام 2004 "كانت مأساة"، مضيفة "حتى لو كنّا نعلم أنّ شيئا ما يحدث، لم يكن بوسعنا أن نخبر أحدا".

من جانبه، يشير جيفري بليفينس أستاذ دراسات الصحافة في جامعة سينسيناتي الأمريكية، إلى أنّ "وسائل التواصل الاجتماعي كان من الممكن أن تساعد على الفور في تحديد مكان الناجين الآخرين وجمع المعلومات".

ويضيف "ربما كان من الممكن تحذيرهم مسبقا".

أجرى دانييل ألدريخ الأستاذ في "نورثإيسترن يونيفيرسيتي" في بوسطن في الولايات المتحدة، مقابلات مع ناجين في منطقة تاميل نادو في الهند، أخبروه أنّه لم تكن لديهم أي فكرة في العام 2004 عن ماهية التسونامي، ولم يتلقّوا أي تحذيرات.

ويقول "في الهند، كان هناك حوالى 6 آلاف شخص غير مستعدّين للأمر، وغرقوا". اليوم، يبرز تناقض واضح مع العام 2004. ففي فبراير، تمّ إنقاذ طالب يبلغ من العمر 20 عاما من تحت الأنقاض في تركيا التي ضربها زلزال، بعدما نشر موقعه عبر الإنترنت.

وخلال فيضانات اجتاحت جنوب إسبانيا في أكتوبر، لجأ متطوّعون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للمساعدة في البحث عن مفقودين.

مخاطر

فضلا عن ذلك، يسمح العدد الكبير من الصور المنشورة عبر الإنترنت في فهم أسباب الكوارث الطبيعية بشكل أفضل.

وفي العام 2018، جمع علماء مقاطع فيديو لموجات تسونامي في مدينة بالو الإندونيسية قتلت أكثر من أربعة آلاف شخص، وذلك بهدف إعادة بناء مسارها والوقت المنقضي بين الموجات.

وخلصوا إلى أنّ سرعة التسونامي كانت كبيرة بسبب انزلاقات التربة تحت الماء بالقرب من الساحل.

غير أنّ انتشار شبكات التواصل الاجتماعي في كلّ مكان ليس خاليا من المخاطر.

ويحذر متخصّصون من خطر نشر معلومات مغلوطة وشائعات، كما حصل خلال إعصار هيلين الذي ضرب الولايات المتحدة في سبتمبر.

فقد واجهت جهود المنقذين عراقيل هناك، بسبب توترات مع السكان على خلفية نظريات مؤامرات تقول إنّ المساعدات تمّ تحويلها إلى مكان آخر، وتمّت التغطية على العدد الفعلي للضحايا.

ويوضح ألدريخ أنّ المسعفين أبلغوا عن تهديدات من قبل ميليشيات مسلّحة واضطرّوا إلى نقل بعض أنشطتهم وتكييفها.

ويخلص إلى إنّ "شبكات التواصل الاجتماعي غيّرت طريقة الاستجابة للكوارث، للأفضل وللأسوأ".

مقالات مشابهة

  • مقترح قانون لتحديد السن القانوني للأطفال في 16 سنة لولوج مواقع التواصل الاجتماعي
  • شركة تكنولوجيا مصرية توقف إعلاناتها على منصات التواصل الاجتماعي
  • المقريف يؤكد على أهمية الإعلام في تطوير التعليم خلال اجتماع موسع لرؤساء أقسام الإعلام
  • تبون: لا يمكن افتراس الجزائر عبر “هاشتاغ”
  • برج الجدي.. حظك اليوم الأربعاء 25 ديسمبر 2024 : أهمية التواصل الاجتماعي
  • تأثير وسائل تواصل الاجتماعي على الشباب.. ندوة بثقافة أسيوط
  • تقرير :بعد 20 عاما على تسونامي ... شبكات التواصل الاجتماعي تساعد في الإنقاذ من الكوارث
  • هل يمكن إعفاء الحاصل على الدعم النقدي دون وجه حق من رد المبالغ التي صرفها؟.. الضمان الاجتماعي يوضح
  • مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي فى ندوة للتوعية بأسيوط
  • مختصون يؤكدون أهمية تعميق التواصل بين المؤسسات العامة والمجتمع