حكم صيام رجل يعمل في مهنة الغطس .. دار الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم صيام الرجل الذي يعمل في مهنة الغطس؟ فهناك رجلٌ غَطَّاس، وعندما يكون صائمًا في نهار رمضان، يدخل بعضُ الماءِ إلى فمه، إلا أنه لا يَصِلُ إلى الجوفِ، فهل صومه صحيحٌ شَرعًا؟
وقالت دار الإفتاء، في إجابتها على السؤال، إن صوم الرجل المذكور الذي يعمل في مهنة الغطس صحيحٌ شرعًا، ولا حرج عليه في دخول بعض الماء إلى فَمِهِ أثناء صيامه في رمضان، ما دام يَمُجُّهُ ولا يَبتلعُ شيئًا مِنه، فإن وَصَلَ شيءٌ من ذلك إلى حَلْقِهِ وجَوْفِهِ دون قصدٍ منه لم يَفسُد صومُه، إلا أنَّ المستحبَّ له في هذه الحالة أن يقضي يومًا مكانه احتياطًا للعبادة، وخروجًا مِن الخلاف، ما دام في وُسعِهِ ذلك.
وقد قرر المتخصصون في رياضة الغطس أن على الممارِس لهذه الرياضة أو المُمْتَهِن لها (الغطَّاس) أنْ يقوم بتطبيق بعض الإجراءات والمعايير الخاصَّة بالسَّلامَة، وذلك باستعمال مجموعة مِن الأدوات والمعدات الخاصَّة، ومِن ذلك: ارتداء القناع، وهو ما يغطي العينين والأنف، ومِن خصائص هذا القناع: أنَّه لا يَسمَحُ بتسرُّبِ الماء إلى داخِلِه، كما في "السباحة تعليمٌ، تدريبٌ، تنظيمٌ" للدكتورة/ سميرة عرابي (ص: 18، ط. دار أمجد).
وتابعت: ويُعلَم مِن ذلك أنَّ وصولَ الماءِ إلى فَمِ الغطَّاس بحكم وجودِه داخل الماء لا يكون إلا نَزْرًا يسيرًا، بحيث يُمكِنُ إمساكه عن الوصول إلى جوف الغطَّاس غالبًا، كما أن الاحتراز عن وصول الماء عن طريق الفم أو الأنف إلى جوفه أصلٌ مِن أصول السَّلامَةِ في رياضات الماء، وعلى الغطَّاس ألَّا يُتم عملية الشهيق -والتي يُسحَب فيها الهواءُ إلى داخل الجسم- إلا خارج الماء؛ حفاظًا على تعادل الوزن النوعي لجسم الممارِس لتلك الرياضة أو المهنة، وحمايةً له مِن الغرق، كما في "أصول السباحة والغطس" لهنري مارلو (ص: 12-14، ط. مكتبة لبنان).
وذكرت دار الإفتاء، أنه إذا تقرر ذلك، فإنَّ الفقهاء قد نصُّوا على مشروعية نزول الصائم إلى الماء والغطس فيه ما دام متحفِّظًا مِن وصول الماء إلى جوفه.
وتابعت: وإن لَم يتمكن الصائمُ مِن إمساك بعضِ الماء الموجود في فمه، فسبقه إلى حلقه دون قصدٍ منه، لم يَفسُد صومه بذلك على ما ذهب إليه الحنابلة في أحد الوجهين، لعدم توفُّر القصد.
كما تابعت: لكن يُستَحَبُّ له في تلك الحالة أن يقضي يومًا مكان الذي سَبَقَهُ فيه الماءُ إلى حَلْقِهِ في نهار الصوم في رمضان، حيث إن "الْخُرُوجَ مِنَ الْخِلَافِ مُسْتَحَبٌّ"، كما في "الأشباه والنظائر" للحافظ السيوطي (ص: 136، ط. دار الكتب العلمية)، وأن العبادة إذا صَحَّت عند الجميع لكان خيرًا مِن أن تَصِحَّ عند مذهبٍ وتَبطُلَ عند آخَر.
ونبهت على أن الواجب على الغطَّاس أن يحترز قدر وُسعِهِ عَن وصول شيءٍ مِن الماء إلى داخلِ فمه حال صومه، وأساليب ذلك معروفةٌ لأصحاب تلك المهنة، وذلك حفاظًا على عبادَتِه من الفساد، إذ "الْأَخْذُ بِالِاحْتِيَاطِ فِي الْعِبَادَاتِ أَصْلٌ".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الغطس رمضان دار الإفتاء الماء إلى
إقرأ أيضاً:
كل ما تريد معرفته عن التيمم.. حكمه وكيفية أدائه
التيمم من الرخص الشرعية التي شرعها الإسلام للتيسير على المسلمين في ظروف خاصة تمنعهم من استخدام الماء، سواء لأسباب صحية أو لعدم توفره، وقد وردت أحكام التيمم في القرآن الكريم والسنة النبوية، ما يبرز رحمة الإسلام ومرونته في التعامل مع متطلبات العبادة.
حكم التيمم ومتى يجوز؟أكدت دار الإفتاء المصرية أن التيمم جائز للمريض الذي يخشى أن يؤدي استخدام الماء إلى زيادة مرضه أو تأخير شفائه، ويظل هذا الحكم ساريًا حتى يتمكن الشخص من استخدام الماء دون ضرر، ومن الأسباب المبيحة للتيمم أيضًا عدم توفر الماء أو وجود عذر يمنع من استعماله.
كما أوضحت «الإفتاء» عبر موقعها الرسمي أنه يشترط أن يتم التيمم باستخدام التراب الطاهر أو أي مادة من جنس الأرض مثل الرمل أو الحجر، استنادًا لقوله تعالى: ﴿فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا﴾ [المائدة: 6].
كيفية أداء التيمم؟ونوهت دار الإفتاء بأنّ التيمم يتم بخطوات بسيطة تشمل:
1- ضرب باطن الكفين على سطح طاهر من الأرض مرتين.
2- استخدام الضربة الأولى لمسح الوجه.
3- استخدام الضربة الثانية لمسح اليدين إلى المرفقين، بحيث تُمسح اليد اليمنى باليسرى والعكس، ويشترط استحضار النية قبل البدء بالتيمم، إذ تُعد النية أساسًا لصحة العبادة.
دلالات قرآنية ونبوية عن التيممواستشهدت دار الإفتاء بعدد من الأحاديث النبوية والآيات القرانية عن فضل التيم ومنها، ما جاء في القرآن الكريم، في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا﴾ [المائدة: 6].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «التَّيَمُّمُ ضَرْبَتَانِ: ضَرْبَةٌ لِلْوَجْهِ، وَضَرْبَةٌ لِلْيَدَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ» (أخرجه الطبراني والدارقطني).