ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم صيام الرجل الذي يعمل في مهنة الغطس؟ فهناك رجلٌ غَطَّاس، وعندما يكون صائمًا في نهار رمضان، يدخل بعضُ الماءِ إلى فمه، إلا أنه لا يَصِلُ إلى الجوفِ، فهل صومه صحيحٌ شَرعًا؟

وقالت دار الإفتاء، في إجابتها على السؤال، إن صوم الرجل المذكور الذي يعمل في مهنة الغطس صحيحٌ شرعًا، ولا حرج عليه في دخول بعض الماء إلى فَمِهِ أثناء صيامه في رمضان، ما دام يَمُجُّهُ ولا يَبتلعُ شيئًا مِنه، فإن وَصَلَ شيءٌ من ذلك إلى حَلْقِهِ وجَوْفِهِ دون قصدٍ منه لم يَفسُد صومُه، إلا أنَّ المستحبَّ له في هذه الحالة أن يقضي يومًا مكانه احتياطًا للعبادة، وخروجًا مِن الخلاف، ما دام في وُسعِهِ ذلك.

وقد قرر المتخصصون في رياضة الغطس أن على الممارِس لهذه الرياضة أو المُمْتَهِن لها (الغطَّاس) أنْ يقوم بتطبيق بعض الإجراءات والمعايير الخاصَّة بالسَّلامَة، وذلك باستعمال مجموعة مِن الأدوات والمعدات الخاصَّة، ومِن ذلك: ارتداء القناع، وهو ما يغطي العينين والأنف، ومِن خصائص هذا القناع: أنَّه لا يَسمَحُ بتسرُّبِ الماء إلى داخِلِه، كما في "السباحة تعليمٌ، تدريبٌ، تنظيمٌ" للدكتورة/ سميرة عرابي (ص: 18، ط. دار أمجد).

وتابعت: ويُعلَم مِن ذلك أنَّ وصولَ الماءِ إلى فَمِ الغطَّاس بحكم وجودِه داخل الماء لا يكون إلا نَزْرًا يسيرًا، بحيث يُمكِنُ إمساكه عن الوصول إلى جوف الغطَّاس غالبًا، كما أن الاحتراز عن وصول الماء عن طريق الفم أو الأنف إلى جوفه أصلٌ مِن أصول السَّلامَةِ في رياضات الماء، وعلى الغطَّاس ألَّا يُتم عملية الشهيق -والتي يُسحَب فيها الهواءُ إلى داخل الجسم- إلا خارج الماء؛ حفاظًا على تعادل الوزن النوعي لجسم الممارِس لتلك الرياضة أو المهنة، وحمايةً له مِن الغرق، كما في "أصول السباحة والغطس" لهنري مارلو (ص: 12-14، ط. مكتبة لبنان).

وذكرت دار الإفتاء، أنه إذا تقرر ذلك، فإنَّ الفقهاء قد نصُّوا على مشروعية نزول الصائم إلى الماء والغطس فيه ما دام متحفِّظًا مِن وصول الماء إلى جوفه.

وتابعت: وإن لَم يتمكن الصائمُ مِن إمساك بعضِ الماء الموجود في فمه، فسبقه إلى حلقه دون قصدٍ منه، لم يَفسُد صومه بذلك على ما ذهب إليه الحنابلة في أحد الوجهين، لعدم توفُّر القصد.

كما تابعت: لكن يُستَحَبُّ له في تلك الحالة أن يقضي يومًا مكان الذي سَبَقَهُ فيه الماءُ إلى حَلْقِهِ في نهار الصوم في رمضان، حيث إن "الْخُرُوجَ مِنَ الْخِلَافِ مُسْتَحَبٌّ"، كما في "الأشباه والنظائر" للحافظ السيوطي (ص: 136، ط. دار الكتب العلمية)، وأن العبادة إذا صَحَّت عند الجميع لكان خيرًا مِن أن تَصِحَّ عند مذهبٍ وتَبطُلَ عند آخَر.

ونبهت على أن الواجب على الغطَّاس أن يحترز قدر وُسعِهِ عَن وصول شيءٍ مِن الماء إلى داخلِ فمه حال صومه، وأساليب ذلك معروفةٌ لأصحاب تلك المهنة، وذلك حفاظًا على عبادَتِه من الفساد، إذ "الْأَخْذُ بِالِاحْتِيَاطِ فِي الْعِبَادَاتِ أَصْلٌ".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الغطس رمضان دار الإفتاء الماء إلى

إقرأ أيضاً:

حسني بيّ: «السوق السوداء» أصبحت مهنة مشروعة بعد منح التراخيص لمكاتب الصرافة

رأى رجل الأعمال حسني بي، أن «السوق السوداء» أصبحت مهنة مشروعة بعد منح التراخيص لمكاتب الصرافة.

وقال بي في تصريحات لـ«لام»: “الشروع في منح أذونات مزاولة عمل مكاتب الصرافة رسميا بعد أقل من 60 يوما منذ تبني القانون وإقرار مجلس إدارة المصرف المركز، الآن أصبحت المهنة المسماة «السوق السوداء» وهي فعليا تُمثل السوق الحرة، مهنة مشروعة، بعد 5 عقود من العمل غير المشروع وخارج إطار القانون”.

وأضاف “هذه الخطوة في الاتجاه الصحيح، إلا أننا نتمنى من مصرف ليبيا المركزي التعامل مع القطاع عبر سعر صرف مرن، ومن خلال آلية معلنة تضمن المنافسة واستقرار سوق العملة؛ حتى لا يكون الربح للمكاتب على حساب المصلحة العامة؛ مصلحة الشعب والمصرف المركزي”.

الوسومالسوق السوداء بي ليبيا

مقالات مشابهة

  • «الإفتاء» توضح حكم إعطاء الابن من زكاة المال (فيديو)
  • حكم قراءة القرآن بدون وضوء «الإفتاء توضح»
  • حكم شراء السلعة بالتقسيط.. دار الإفتاء توضح
  • هل توجد علاقة بين زيادة المشاكل وكثرة العبادة؟.. الإفتاء توضح
  • صحفي بريطاني: الهلال يعمل كالماكينة .. فيديو
  • حكم الرقية بالقرآن الكريم.. الإفتاء توضح
  • بعد واقعة الشيخ محمود الشحات.. الإفتاء توضح حكم من يتقاضى أجرا لقراءة القرآن
  • حسني بيّ: «السوق السوداء» أصبحت مهنة مشروعة بعد منح التراخيص لمكاتب الصرافة
  • هل كفارة الجماع في رمضان تسري على صيام التطوع؟.. علي جمعة يوضح
  • حكم من أكل أو شرب ناسيًا في صيام شهر شعبان .. عويضة عثمان يوضح