دراويش الفكر وبُناة الأمة وما سطّروه لتاريخنا
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
1-3-
زهير عثمان حمد
تاريخ الفكر في السودان يمتد عبر فترات طويلة ويشمل تطور الأفكار والتيارات الفكرية في هذا البلد , ولقد أدّى الدين دورا بارزا ومازال فى الحياة السياسية السودانية , يمتد هذا إلى تاريخ عهد الدولة المهدية حيث وظف فيها الإسلام وفكرة المهدي المنتظر الذي يخرج الناس من الظلام الى النور لحشد المؤيدين الثائرين , وتبقى الثورة المهدية علامة فارقة في تاريخ السودان إن الحكم على الثورة المهدية يجب أن يتم بمنطق المقارنة بين السلبيات والإيجابيات لا بمنطق الإطلاق سلبا أو إيجابا وهذا ما أضر بالثورة المهدية وعجل بزوالها غياب الرؤية الواقعية والموضوعية للعالم ومعرفة موازين القوى الدولية ,, هكذا اندفعت المهدية برايات الجهاد والدين والزحف المقدس والحماس الثوري فوقعت فى الهزائم المدمرة التى قادت إلى فنائها فى النهاية وهي أخر أرث لنا حاول الجمع مابين العقيدة والتعايش علي بر السودان ولا يغيب علينا أن هنالك سجالات عديدة أبان الحكم الثنائي لجمهرة المتعلمين وشيوخ الطرق الصوفية ومنها ظهرت الانتماء للافكار الايدجيوية المعاصرة في الفضاء الافريقي والعربية ولقد جناح نفر منهم فكر القارة الام -الأفريقية وأخرون للماركسية وغيرها من تيارات الشعوبية وهنالك كتابات وأطروحات كثيرة ولك منها هذه النماذج ,“إسلاميون وشيوعيون في السودان: بيننا بحور من الاختلافات الفكرية”: يستعرض الاختلافات الفكرية بين الإسلاميين والشيوعيين في السودان وكيف تأثرت السياسة والمجتمع بهذه الاختلافات.
وسوف أعرض تجربة الدكتور محمد أبو القاسم حاج حمد (1942م-2004م) هو مفكر سوداني من أعلام الفكر العربي الإسلامي المعاصر. و هو سياسي ومفكر وكاتب سوداني، وأحد مؤسسي الثورة الإرترية والمستشار السياسي للرئيس إسياس أفورقي. وُلد في نوفمبر 1942 في قرية مقرات بالشمالية. درس في الكتّاب والتحق بمدرسة إعدادية في بورتسودان وحصل على دراسته الثانوية من مدرسة في عطبرة. و بدأ في التثقيف الذاتي والذي بدأ معه منذ فترة مدرسة عطبرة الثانوية. في ثورة أكتوبر، كان يرفض الثنائية العسكرية ويدعو إلى دولة مدنية. و يعد من أبرز المفكرين الذين تناولوا قضايا المجتمعات الإسلامية الصعبة والمعقدة. دعا إلى تسليط الضوء على منابع ومصادر الحضارة الإسلامية وتجديدها بموازاة المفاهيم الفلسفية الحديثة. تركزت مسيرته الفكرية على قراءة جديدة للقرآن الكريم، محاولًا توجيه الفهم نحو القيم الإنسانية والتحديات المعاصرة.ولست هنا لسبر أغوارها والتحليل
من أهم مشروعاته الفكرية مشروع العالمية الإسلامية الثانية: حاول فيه تجديد الفكر الإسلامي من خلال قراءة جديدة للقرآن، مع التوازن بين الانفتاح على العصر والعودة إلى الأصول الإسلامية
القراءة الحداثية للسنة النبوية: أسهم في تطوير منهجية قراءة السنة النبوية بمنهج معرفي محكم، يجمع بين القرآن والسنة. بالإضافة إلى ذلك، أبو القاسم حاج حمد كان يسعى لتجديد الفكر الإسلامي وتحقيق التوازن بين الأصول والتحديات الحديثة، مما جعله مفكرًا مؤثرًا في الساحة العربية والإسلامية. من بين أهم مؤلفات الدكتور محمد أبو القاسم حاج حمد: العالمية الإسلامية الثانية: يتناول فيه جدلية الغيب والإنسان والطبيعة (1979م). منهجية القرآن المعرفية: يسعى فيه إلى أسلمة فلسفة العلوم الطبيعية والإنسانية (1991م) .
هذه المؤلفات تعكس تفكيره العميق وتسعى لتجديد الفكر الإسلامي وتوجيهه نحو التحديات المعاصرة. الدكتور محمد أبو القاسم حاج حمد يعتبر مفكرًا سودانيًا مؤثرًا في الفكر الإسلامي. لنلقِ نظرة على بعض الفروق بين رؤيته وبين بعض المفكرين السودانيين الآخرين
التجديد الفكري والتحدي للتقاليد حاج حمد يسعى إلى تجديد الفكر الإسلامي من خلال قراءة جديدة للقرآن الكريم والتوجه نحو الأصول القرآنية والسنة النبوية. يتحدى التقاليد الثابتة ويسعى لتطوير الفهم الإسلامي ليتناسب مع التحديات المعاصرة. التكامل المعرفي والمنهجي: يجمع حاج حمد بين العلوم الطبيعية والاجتماعية والإنسانية في قراءته للقرآن الكريم. يسعى لتوجيه الفهم نحو القيم الإنسانية والتحديات المعاصرة. التركيز على القرآن والسنة يعتبر القرآن والسنة النبوية مصادرًا أساسية للفهم الإسلامي. يسعى لتطبيق مبادئه في قضايا الفكر والتشريع. باختصار، حاج حمد يمثل رؤية متجددة ومتكاملة للفكر الإسلامي، مع التركيز على الأصول والتحديات المعاصرة. محمد أبو القاسم حاج حمد (1942م- 2004م) المفكر السوداني يعتبر من أعلام الفكر العربي الإسلامي المعاصر. عمل على إعادة النظر في آليات فهم وتأويل القرآن الكريم والسنة النبوية، وسعى لبلورة رؤية جديدة في قضايا الفكر الإسلامي والتعامل مع التراث الإسلامي1. بعض مؤلفاته تشمل: “العالمية الإسلامية الثانية؛ جدلية الغيب والإنسان والطبيعة” في هذا الكتاب، استعرض حاج حمد قضايا العالمية الإسلامية وتحديات العصر الحديث من منظور إسلامي. “منهجية القرآن المعرفية”: قدّم فيه نقدًا وتحليلًا للقرآن الكريم من منظور معرفي. “إبستيمولوجيا المعرفة الكونية إسلامية المعرفة والمنهج”: استكشف فيه مفهوم المعرفة والمنهج من منظور إسلامي
مشروع حاج حمد يتأسس على التكامل المعرفي بين العلوم الطبيعية والاجتماعية والإنسانية في قراءة القرآن الكريم، وهو يسعى لتجديد الفكر الإسلامي وتصحيح مسار الفكر العالمي المعاصر1.5مشروع حاج حمد يتأسس على التكامل المعرفي بين العلوم الطبيعية والاجتماعية والإنسانية في قراءة القرآن الكريم، وهو يسعى لتجديد الفكر الإسلامي وتصحيح مسار الفكر العالمي المعاصر.
هناك دراسات نقدية لفكر حاج حمد، ومنها “نقد الأصولية المعاصرة في فكر أبي القاسم حاج حمد” تعالج هذه الدراسة فكر الحركة الأصولية المعاصرة وإشكالية الفهم الإيديولوجي للدين، وتوظيفها لغايات إستيراتيجية وسياسية. “فهم القرآن عند حاج حمد؛ رؤية في مرتكزاته المنهجية والمعرفية”: تسلط الضوء على مرتكزاته المنهجية والمعرفية، وتتعرض للمداخل المنهجية لقراءة فكره. هذه الدراسات تساهم في تقديم نقد بناء لفكر حاج حمد وتفسير مساراته المنهجية والفلسفية. وقد يتسال البعض عن الاختلاف بين محمد أبو القاسم حاج حمد والإمام الصادق المهدي يكمن في مسارهما وتأثيرهما في الفكر والسياسة في السودان. محمد أبو القاسم حاج حمد كان مفكرًا وأكاديميًا معروفًا بإسهاماته في الفكر والتاريخ، وقد قدم العديد من الأعمال التي تناولت هذه المواضيع , و من ناحية أخرى، الإمام الصادق المهدي كان سياسيًا بارزًا ومفكرًا إسلاميًا جمع بين الأصالة والمعاصرة، وكان له دور كبير في الحياة السياسية في السودان، حيث شغل منصب رئيس الوزراء مرتين. كما كان له إسهامات في الفكر الإسلامي، وخاصة في موضوع الوسطية والتجديد في الفكر الإسلامي. وبينما يشتركان في الاهتمام بالفكر والتاريخ، فإن مسارهما وتأثيرهما يختلفان، حيث يميل أبو القاسم حاج حمد إلى الجانب الأكاديمي والبحثي، بينما يميل الصادق المهدي إلى الجانب السياسي والفكر الإسلامي التجديدي.
لي لعودة مع أخرين من الآباء المؤسسين لرؤية فكرية بفضاء جله كان هوس التصوف والانكسار لهيمنة الطائفية
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: العالمیة الإسلامیة الفکر فی السودان العلوم الطبیعیة للقرآن الکریم فی الفکر مفکر ا
إقرأ أيضاً:
لن نترك الرايات
إن التخاذل العربي اليوم دليل واضح على ترك راية الجهاد، والمسؤولية الجهادية في سبيل الله، ضد المشروع الاستعماري لدول قوى الاستكبار العالمي، وما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم بحق الإنسانية، واستهداف للأطفال والنساء.
لماذا هذا التخاذل؟ والعرب أكثر استهدافًا من غيرهم من قبل هذا العدو، وله تأثير سلبي في تخاذل كثير من البلدان الإسلامية غير العربية، حيث يُعتبر هذا التخاذل من الركائز الأساسية التي استند إليها العدو الإسرائيلي في استهداف القادة المجاهدين -رضوان الله عليهم، في فصائل المقاومة في دول المحور، بهدف كسر الروح المعنوية للمجاهدين وحاضنتهم الشعبية.
لكن رحمة الله واسعة، ومن نعم الله ورحمته على الأمة أنه بعث فيهم علم هدى إلهياً تجسدت فيه مؤهلات القيادة الربانية، ومنهجية الشهداء الربانيين من القادة المجاهدين، حاملًا المسؤولية الجهادية في سبيل الله، رافعًا راية الجهاد، ليكمل ويواصل ويحقق أهداف المسيرة الجهادية لهؤلاء القادة الذين بذلوا دماءهم الطاهرة والزكية في نصرة القضية وتحرير القدس، مجسدين طرق أنبياء الله العظماء صلوات الله عليهم، في جهاد الكفار والمنافقين ونصرة المستضعفين، ومناهضة الاستكبار العالمي، وعاهدهم في السير على دربهم وحمل رايتهم وقضيتهم وتحقيق أهدافهم في إفشال مشروع ومخططات العدو وأهدافه، قائلاً: “سيفاجأون في البر كما فوجئوا في البحر”، مؤكدًا الوعد الإلهي بالنصر لقوله تعالى: “كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ” (المجادلة: 21).
كما بين تضحية الشهداء القادة -رضوان الله عليهم-، حيث تمثل تضحية الشهداء القادة قربانًا إلى الله سبحانه وتعالى، وهو جل شأنه من ينتصر لهم، ويشدد على أهمية مجاهدين فصائل المقاومة في دول المحور، حيث قال: “الله سبحانه وتعالى يرعى الأمة المجاهدة، حتى لو قدمت من عظمائها وقادتها وأخيارها الشهداء، لتواصل مشوارها برعايته العظيمة، العائق الأكبر أمام المشروع الصهيوني هو الإسلام بنقائه وحقيقته ومبادئه الصحيحة، لذا هم يحاولون أن يبعدوا الأمة عنه لتحقيق أهدافهم، وأن المشروع الصهيوني في نهاية المطاف هو مشروع فاشل، لأنه عدواني إجرامي، ويشكل خطرًا على البشرية”.
ويعيهم بأهمية المسيرة الإيمانية الجهادية، حيث للتضحية آثارها ونتائجها لتحقيق نفس الأهداف المقدسة، مما يجعل بنيان الأمة المجاهدة متماسكًا، بنيانًا مرصوصًا لا ينهدم مهما كانت الصعوبات والتحديات والأحداث، ويشيد بثباتهم، حيث أن الوعي والإيمان هما اللذان أثمرا الصمود والتماسك في مسيرة الإيمان والجهاد في فلسطين ولبنان، وهما اللذان أذهلا الأعداء وخيّبا آمالهم وأغاظا عملاءهم.
ويعزز الموقف في أدائهم، حيث أن العملية الجهادية النوعية لحزب الله باختراق مسيَّرة منظومات دفاعات العدو، ووصولها إلى غرفة نوم المجرم نتنياهو، أثارت الرعب في قلوب كل قادة الإجرام الصهاينة، ويؤكد على موقفهم في مواجهة العدو الإسرائيلي قائلاً: “مهما كانت مكائد الأعداء، فلن نتخلى أبداً عن نصرة فلسطين ولبنان، وجبهتنا في يمن الإيمان والحكمة مستمرة بكل صمود وثبات في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، وعمليات البحار وقصف العدو الصهيوني بالصواريخ والمسيَّرات إلى فلسطين المحتلة، والأنشطة الشعبية المكثفة التي لا مثيل لها في كل العالم، ونحن في مسار عملي نستعد فيه لأي مستوى من التصعيد يلجأ إليه الأمريكي والصهيوني، وراية الجهاد في سبيل الله التي حملها شعبنا اليمني ورفعها بإيمان وثبات ووفاء وصدق وشجاعة هي عالية وراسخة، وفي ذروة المعركة، ومع ما نشاهده من الإجرام الصهيوني الرهيب، فجبهتنا مستمرة وفاعلة، لا وهن ولا ملل ولا انكسار، بل ثبات وصمود، عبَّر عنه الشعب اليمني وعبَّرت عنه مواقفه وجهاده،
وفي خروجه المليوني الأسبوعي”.
مؤكدًا على فشل العدو الإسرائيلي عسكريًا، حيث أنه على مستوى الإنجاز العسكري، فإن العدو الإسرائيلي فاشل، وفشله واضح في غزة وفي جبهة شمال فلسطين في مواجهة لبنان، وفاشل في كل الجبهات، وأن الأمريكي شريكٌ مع الإسرائيلي في الإجرام وشريك معه أيضًا في الفشل.
سنملأ الساحات، لن نترك الرايات مع غزة ولبنان حتى النصر، لستم وحدكم، فوضناك يا قائدنا، فوضناك.