ميزة غذائية تقلل من خطر دهون الكبد بنسبة 40٪
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
تشكل الدهون بجميع أشكالها خطراً على الصحة، لكن دهون الكبد الموجودة في الكبد ضارة بشكل استثنائي، وترتبط الدهون ارتباطًا وثيقًا بمرض الكبد الدهني، المعروف أيضًا باسم تنكس دهني الكبد، حيث تتراكم في خلايا الكبد وتسبب الالتهاب.
وتوفر التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي أفضل فرصة للوقاية من المرض ومع ذلك، فإن هذا النظام الغذائي يمكن أن يقلل مستويات الدهون الضارة في الكبد بنسبة 40٪ تقريبًا.
وارتبط النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط بانخفاض خطر الوفاة بسبب السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية. ومع ذلك، تشير إحدى الدراسات إلى أن النظام الغذائي يمكن أن يقلل بشكل كبير من تركيز الدهون الخطرة في الكبد.
قارنت دراسة تجريبية النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط مع نظام غذائي منخفض الدهون وعالي الكربوهيدرات في عينة مكونة من 12 مريضًا يعانون من مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) الذين أكملوا دراسة تدخلية مدتها ستة أسابيع.
لاحظ الباحثون في الدراسة انخفاضًا كبيرًا في تنكس الكبد الدهني بالإضافة إلى تحسن في حساسية الأنسولين لدى المرضى الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا للبحر الأبيض المتوسط مقارنة بأولئك الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا منخفض الدهون أو عالي الكربوهيدرات.
وكان هناك انخفاض بنسبة 39 في المائة في حالات تنكس الكبد الدهني مقارنة بسبعة في المائة وثلاثة في المائة مع اتباع نظام غذائي منخفض الدهون وعالي الكربوهيدرات، على التوالي.
وقالت البروفيسورة إيريس شاي، التي قادت الدراسة:"إن تقليل الدهون في الكبد هو مؤشر أفضل للصحة على المدى الطويل من تقليل الدهون الحشوية، والتي كانت تعتبر في السابق المؤشر الرئيسي.
وتناول نظام غذائي صحي، وكذلك الحفاظ على فقدان الوزن بشكل متسق ومعتدل، له تأثير أقوى بكثير على مستويات الدهون في الجسم المرتبطة بمرض السكري وأمراض القلب وأمراض القلب والأوعية الدموية مما كنا نعتقد سابقا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الكبد دهون الكبد الدهون الكبد الدهني مرض الكبد الدهني خلايا الكبد مستويات الدهون نظام غذائي صحي النظام الغذائی الکبد الدهنی نظام غذائی فی الکبد نظام ا
إقرأ أيضاً:
كيف يوقف الشرع إسقاط نظامه؟
يَنْدُرُ أن نسمعَ عن نظامٍ انتصر في زمننا، وتعامل مع أتباعِه والمحسوبين عليه بسموٍّ وتسامح، مثلما شهدنا من أحمد الشرع في سوريا. في العراق، سَحلَ البعثيون الشيوعيين في الشوارع، والشيوعيون قبلَهم شاركوا في إبادةِ الملكيين، كما طاردَ الأمريكيون فلولَ صدام، وسرَّحوا نصفَ مليونٍ محسوبين عليه. وفي سوريا نفسِها علَّقَ صلاح جديد المشانقَ للقوميين، وانقلب عليه حافظُ الأسد، ودفنَ الآلافَ من أهل حماة أحياءً عقاباً جماعياً على تمرد فئة منهم. خلفه ابنُه بشار، وحفرَ المقابر، وملأ السجون، وسَجلت الأممُ المتحدة في أرشيفها عشرات الآلاف من الصور التي هرَّبها طبيبٌ جنائي لتكون أكبرَ ملفٍّ في تاريخ القتل والتعذيب الموثق.
للأسف يطفو في الحروب الغلُّ والثارات، لكن للحق كانت رسالةُ الحاكم السوري الجديد فورَ دخوله دمشقَ طمأنةَ العلويين قبل غيرهم، وبقيةِ الأقليات والذين عملوا مع النظام مستثنياً الذين انخرطوا في عمليات القتل والتعذيب، ورأينا تقبلاً سريعاً للنظام الجديد.
التَّمرد المدفوع في الساحل ليس مفاجئاً، لقد كانَ متوقعاً بعد خلع نظامٍ هيمن نصفَ قرن. الانتقال يتطلَّب المعالجةَ بالحكمة والصبر والاستيعاب والتواصل، وليس كله يُدار بالقوة.
لكن هناك قوى لن تتوقَّف عن زعزعةِ الوضع، وشحن الشارع المتشكك ضد النظامِ الجديد، تلك التي فقدت سلطتها في الحكم، والأنظمة الإقليمية التي خسرت بسقوط الأسد، مثل نظام طهران وميليشيات في العراق و«حزب الله». هناك طوابيرُ متنوعة سُنيَّة ومسيحيَّة وعلويَّة وغيرها ساندت نظامَ الأسد، وفقدت امتيازاتها بسقوطه، وستعمل ضد دمشقَ اليوم. تسويق العداء للعلويين تحديداً يغذيه اتباعُ النظام المخلوع لتحريضِ نحو مليوني علوي للاصطفاف معهم، وحتى رموز في نظام الأسد الهاربِ مثل رامي مخلوف تبحث عن التصالح.
هذه الأزمة تختبر إدارةَ النظام الجديد. عندما كانَ ميليشيا مسلحةً في إدلب كانت مسؤوليته محدودةً حول ما كان يرتكبه مسلحوه. اليوم هو الدولة، وعليه ألا يجعلَ خصومَه يجرّونه إلى الخندق نفسه مع النظام البائد، ليصبح مثلَه طائفيّاً وعنيفاً يعالج بالسّلاح ما يعجز عنه بالسياسة.
سارعت معظمُ الدول العربية للتضامن مع حكومة دمشق، فكانت رسالة واضحة للشعب السوري مع من تقف. وهذا الموقف السياسي غاية في الأهمية ليسمعه المجتمع الدولي. لكنْ أمام دمشقَ طريق صعبة قد تمتدُّ فيها التحديات ضدها سنة وسنوات. لا يستطيع الشرعُ خوضَ حروب متعددة في الوقت نفسه، مثل مواجهة إسرائيل وإيران، ولم يسبق لدولةٍ أنْ فعلتها ونجحت. وبالتالي سيتعيَّن على حكومة الشرع فهمُ نيات، أو على الأقل توقعات إسرائيل، مثلاً في احتضانها الدروز في وجه ما وصفته بالاضطهاد ضدَّهم من قبل دمشق. على مدى نصف قرنٍ هادنت إسرائيل، بل حمت أيضاً نظامَ الأسدين إلى أن مَنحَ بشار الإيرانيين امتيازاتٍ بالوجود العسكري فانقلبت إسرائيل عليه. الشرع منذ بداية توليه السلطة مدركٌ هذه الثوابت الجيوسياسية، وقال إنه لا ينوي الدخول في معارك مع جيرانه، بما فيهم إسرائيل. ولا ننسى أنَّ كلَّ دول الطوق المجاورة لإسرائيل وقَّعت تفاهمات أو اتفاقيات سلام معها. الشرع مضطر إما إلى التفاهم مع إسرائيل وإما مع إيران، وسيستحيل عليه أن يواجه الذئبين معاً.
داخلياً، ندرك كيف تتنازع الرئيسَ الشرع دعواتٌ متضادة. سوريون ذاقوا المُرَّ من النظام البائد، يدعون للإقصاء والثأر الطائفي، وفئات لها مطالب مثل الفيدرالية الكاملة التي يصعب تحقيقها خلال فترة الحروب؛ لأنَّها تصبح مشاريع انفصال. هنا شخصية الرئيس حاسمة لردع رفاقه وخصومِه، ووقف الاشتباكات السياسية والفكرية والعسكرية.
في الأخير، سيكسب نظام الشرع المعركة ضد إسقاط نظامه، وسيتمكن من توحيد سوريا ومواجهة المتمردين عليه، لكن هل بمقدوره اختصار الوقت والخسائر؟