برعاية الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، انطلقت يوم الجمعة مجالس وزارة الداخلية الرمضانية، وتناولت موضوع «الأسرة عِماد المجتمع»، تحت شعار المجالس الرئيس «المجتمع الإماراتي جذور أصيلة.. وآفاق عالمية».

وتناولت الحلقة الأولى التي ينظمها «مكتب ثقافة احترام القانون» بالتعاون مع إدارة الإعلام الأمني بوزارة الداخلية محاور: الأسرة حقوق وواجبات، والقيادة الأسرية الإيجابية، والتحديات العالمية التي تواجه الأسرة.

الصورة

أبوظبي: المتابعة المستمرة للأبناء

وفي المجلس الذي استضافه مبارك سعيد الراشدي، وأداره الإعلامي حامد المعشني، أكد اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي، المفتش العام لوزارة الداخلية، أهمية المجالس الرمضانية حيث تحرص الوزارة عبرها على التواصل المجتمعي الفعال، وهو ما يؤدي إلى نتائج مثمرة وإيجابية على المجتمع بشكل عام والأسرة بشكل خاص.

وشارك في المجلس العميد سلطان بوعتابه الزعابي، المدير العام لحماية المجتمع والوقاية من الجريمة بالإنابة، وصالح طاهر البريكي، مدير مركز سعادة المتعاملين بوزارة تنمية المجتمع، والمقدم الدكتور أحمد غريب المنصوري، مشرف تربوي في إدارة رعاية الأحداث بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي، والرائد الدكتور حميد خلفان الكندي، رئيس قسم التميز المؤسسي بالقيادة العامة لشرطة الشارقة، والنقيب عبد الرحمن عبدالله النعيمي، رئيس قسم الوقاية والتوعية بمركز وزارة الداخلية لحماية الطفل، والواعظ الديني سيف عيسى المسكري، من القيادة العامة لشرطة أبوظبي.

الصورة

حوار حضاري

وأكد العميد الزعابي، أن المجالس الرمضانية مستمرة منصةً مجتمعيةً تلتقي فيها الآراء في حوار حضاري، وتخرج منها توصيات ومقترحات وأفكار تقدم للجهات المعنية، وتسهم في الارتقاء بعملية التطوير والأداء المؤسسي، وجودة الحياة للمجتمع الإماراتي.

وتحدث صالح طاهر البريكي، عن السياسة الوطنية للأسرة، الهادفة إلى تكوين أسرة مهيّأة لمواجهة تحديات الحياة الزوجية، وإعلاء قيم المحافظة على استقرار الأسرة وتماسكها، فضلاً عن توفير مناخ صحي وسليم يعمل على مساندة الأسرة في مواجهة ضغوط الحياة، والارتقاء بقدرات الأسرة الإماراتية لبناء أجيال واعدة تتحمّل مسؤولياتها تجاه المجتمع والوطن، معتزين بهويتهم الوطنية، ومتمسكين بالقيم والمبادئ والأخلاق النبيلة.

الصورة

اللبنة الأساسية

وقال المقدم الدكتور المنصوري «لقد عدّ الإسلام والمشرّع الإماراتي الأسرة اللبنة الأساسية في المجتمع، وأحاطها بالتشريعات والأحكام التي تجعلها في راحة واستقرار وأمان للأفراد، وتحقق قيامها على أسس العدالة والمساواة والمودة والرحمة والمغفرة والصفح والبرّ، وبدورها، تتحمل الأسرة مسؤولية كبيرة في توفير بيئة صحية ومشجعة لنمو الأفراد الصغار، حيث تعدّ أول مدرسة لهم وأول بيئة تفاعلية يتعلمون فيها القيم والمبادئ الأساسية للحياة».

الاستماع والتفهم

وقال الرائد الدكتور حميد الكندي، إن مفهوم القيادة الأسرية الإيجابية يشير إلى القدرة على توجيه أفراد الأسرة بطريقة تحفيزية تشجع على التطور الإيجابي، ويتضمن هذا المفهوم القدرة على بناء علاقات صحية ومتوازنة داخل الأسرة، وتحفيز أفراد الأسرة لتحقيق أهدافهم الشخصية والمشتركة، مشيراً إلى أن القائد الأسري الإيجابي هو الذي يتمتع بصفات الاستماع والتفهم، والقدرة على التواصل بفاعلية، وتقديم الدعم والتوجيه بشكل إيجابي.

وأوضح النقيب عبد الرحمن النعيمي، أن الرقابة الوالدية للأطفال على الإنترنت ضرورية لحمايتهم من المخاطر المحتملة، مثل التعرض للمحتوى غير المناسب أو التواصل مع أشخاص غير معروفين. كما يجب على الآباء توعية الأطفال بمخاطر الإنترنت وتعزيز السلوكات الآمنة عبر التواصل المفتوح والتحفيز على الإبلاغ عن أي موقف يثير القلق، وكذلك ينبغي على الآباء مراجعة المواقع والتطبيقات التي يستخدمها الأطفال بانتظام والتأكد من ملاءمتها لعمرهم ومستوى نضجهم.

الصورة

التنشئة المتوازنة

وقال الواعظ الديني سيف المسكري، إن الأسرة الصالحة تغذي المجتمع بالأفراد الصالحين، فهؤلاء الأفراد إما أن يكونوا سبباً في تقدم هذا المجتمع ورفعته، وإما أن يكونوا سبباً في تخلفه وتأخره، ويجب على الناس الاهتمام في الأسرة والحرص على التنشئة المتوازنة.

فيما أفاد الإعلامي فهد هيكل، بأن المصدر الحقيقي والأساسي والأول لصناعة الثقافة والفكر والقيم للطفل والإنسان كانت هي الأسرة ولكن بعد تطور مواقع التواصل المختلفة الوضع تغير، لأن هناك ومصادر كثيرة ومتنوعة، لذلك على الأسر تشديد متابعة أبنائهم لحمايتهم.

دبي: أهمية التواصل الفعال

وأكد المتحدثون في المجلس الذي استضافه الدكتور عارف الشيخ عبدالله الحسن، في دبي، وأداره الإعلامي أحمد اليماحي، ضرورة مراقبة الأطفال المستمرة لحمايتهم من الاستخدام السلبي لمواقع التواصل والأجهزة الإلكترونية، وضرورة إيجاد الطريقة المثلى للتواصل الناجح والفعال بين أفراد الأسرة.

حضر وشارك في المجلس، الدكتور أحمد عبد العزيز الحداد، كبير المفتين، مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية بدبي، والدكتورة موزة غباش، والدكتور أحمد السيد الهاشمي، وكيل وزارة الصحة المساعد سابقاً، وحسين ميرزا، عضو مجلس إدارة جمعية توعية ورعاية الأحداث.

الصورة

الأسرة مظلة

وقال الدكتور الحداد: الأسرة أولى لبنات الحياة، والمؤثر الأول في تشكيل الشخصية الإنسانية، والمحيط الذي تُبنى عبره المجتمعات السليمة، وكانت وما زالت مظلة يستظل تحتها أفراد العائلة الواحدة، يجمعهم الانتماء والولاء.

نهج متوازن

وأكدت الدكتورة موزة غباش، أنه لا بدّ أن تتخذ الأسر إجراءات لحماية للأطفال من أخطار العالم الرقمي، فبالنسبة للأهل يجب أن يتبعوا نهجاً متوازناً في تعاملهم مع استخدام الطفل للأجهزة الإلكترونية، وأن يكونوا أنفسهم قدوة في ذلك لأطفالهم، فمن الضروري معرفة مقدار الوقت الذي يقضيه الطفل على الأجهزة الإلكترونية ومراقبتهم باستمرار.

الوالدان قدوة

وقال الدكتور أحمد الهاشمي «إيجاد القدوة في الأسرة أساسي لتنمية الشخصية والتوجيه الصحيح لأفرادها، فالوالدان هما أولى القدوات التي يتطلع إليها الأطفال والشباب لتقديم النصائح والإرشادات وتوجيههم نحو السلوك الصحيح. والقدوة الإيجابية تسهم في بناء الثقة بالنفس وتعزز التواصل الأسري والروابط العاطفية، ما يؤدي في النهاية إلى تكوين أسرة متماسكة ومتوازنة تسهم في بناء مجتمع صحي ومزدهر».

وأوضح حسين ميرزا بأن الأسر تواجه اليوم مجموعة من التحديات المادية التي تؤثر على استقرارها ورفاهيتها، بالإضافة إلى ذلك، تؤثر تأثيرات العمل الوالدي في الأسرة، حيث يمكن أن يؤدي الجدول الزمني المشغول وضغوط العمل إلى قلة الوقت المخصص للتفاعل الأسري والتواصل الفعّال، ما يتطلب جهوداً إضافية لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الأسرية والحفاظ على رفاهية الأسرة بشكل عام.

الصورة

عجمان: التفاهم والحوار

وأكدت المتحدثات في المجلس النسائي الذي استضافته الشيخة عائشة خالد سلطان القاسمي، في عجمان، وأدارته الإعلامية منى الرئيسي، ضرورة التعامل مع النزاعات الأسرية بشكل بناء، ومحاولة إيجاد حلول مشتركة تلبي احتياجات ورغبات جميع الأفراد.

شارك في المجلس ناعمة الشرهان، عضو المجلس الوطني الاتحادي، والرائد وفاء الحوسني، من شرطة عجمان، والدكتورة رضية البلوشي، مستشارة أسرية رئيسة قسم التوجيه الأسري بمحكمة الشارقة، ولمياء الزعابي، من وزارة الداخلية، والدكتورة بنة يوسف.

الحفاظ على التراث

وأكدت ناعمة الشرهان، أن الإمارات تولي موضوع تمكين المرأة اهتماماً كبيراً، وتجعلها عنصراً أساسياً في الأسرة، مع الحفاظ على التراث والثقافة الإماراتية، وهو ما أوجد فكراً راسخاً في مجتمع الإمارات بأن سلامة الأسرة هي الطريق الذي يقود إلى سلامة المجتمع، والأسرة لها الدور المحوري في تمكين المجتمع كله من التعامل الذكي والواعي مع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية المتلاحقة التي تشهدها الدولة والعالم.

وتحدثت الرائد وفاء الحوسني، عن مجموعة من التحديات التي تواجه العائلة في الوقت الحالي، منها التحديات التكنولوجية مثل الاعتماد المفرط على الأجهزة اللوحية والأجهزة الذكية وتأثيرها في العلاقات الاجتماعية، وضعف التواصل بين الأمهات والآباء بسبب تحديات الحياة المعاصرة، لذلك لا بدّ من ضرورة التواصل الفعّال بين الآباء والأبناء للتغلب على الصعوبات التي قد تعترض هذه العلاقة.

الصورة

الدعم والتشجيع

وقالت الدكتورة رضية البلوشي، إن الترتيب الصحيح للقيادة في الأسرة يتطلب الحكمة والاحترام، حيث يجب على الأم أن تتولى دوراً رئيساً، وأن تكون القدوة الحسنة لأبنائها قبل توجيههم. وأوضحت أنه يمكن بفهم أسباب الطلاق أن يسهم في تحسين العلاقات الأسرية وتعزيز التواصل الأسري، وضروري أن يكون أفراد الأسرة قادرين على فهم احتياجات بعضهم لبعض وتقديم الدعم والتشجيع في الأوقات الصعبة، وضرورة التواصل المفتوح والصريح بينهم لتجنب تراكم المشكلات وحلها بشكل فعّال.

وقالت لمياء الزعابي، إن توعية الأسر وتطويرها يتطلب مراعاة الأساليب التربوية، ووضع التشريعات الداعمة التي تؤكد دور الأسرة محوراً أساسياً في بناء الشخصيات الإيجابية للأفراد، وتعزيز الثقافة الأسرية والقيم الإيجابية، للإسهام في بناء مجتمع أكثر توازناً وتطوراً.

ودعت الدكتورة بنة يوسف، إلى الحرص على لغة الحوار والتفاهم مع كافة أفراد الأسرة، وتوفير احتياجاتهم الأساسية والاهتمام بالزوجة «الأم» فهي المدرسة الحقيقية في تربية الأبناء وتقويمهم وحمايتهم من المخاطر. مؤكدة أهمية رفع وعي الآباء تجاه مسؤوليتهم في تحقيق الاستقرار الأسري.

وقالت الدكتورة رقية الريسي، إن للتواصل الفعّال دوراً حيوياً في توجيه سلوك أفراد الأسرة، حيث يمكن للحوار الصحي أن يسهم في تحفيز السلوك الإيجابي لديهم، كما يجب أن تكون التربية في الأسرة قائمة على التحفيز الإيجابي وتعزيز الإبداع والتفاعل البناء.

الصورة

أم القيوين: مواجهة التحديات.

وأكد المتحدثون في المجلس الذي انعقد في أم القيوين، واستضافه الدكتور أحمد علي آل علي، وأداره الإعلامي محمد المناعي، ضرورة مراعاة حصول الأبوين على الوقت الكافي للجلوس مع أبنائهم، وفتح باب الحوار والنقاش بما يعود على الأسرة بالمنفعة والاستقرار خصوصاً خلال العام الدراسي، كما أكدوا بأن وسائل التواصل الاجتماعي ذات تأثيرات إيجابية وسلبية في نفس الوقت، والحاجة الماسة لنشر ثقافة التعامل مع هذه الوسائل بإيجابية والاستفادة منها على الوجه المطلوب.

حضر وشارك في المجلس، محمد عيسى الكشف، عضو المجلس الوطني الاتحادي، والعميد سلطان راشد الشامسي، المدير العام للموارد والخدمات المساندة بشرطة أم القيوين، والعقيد الدكتور سيف إبراهيم، مدير إدارة المؤسسة الإصلاحية والعقابية، والمقدم ناصر بن يوسف، رئيس قسم الشرطة المجتمعية، والرائد سعيد المعمري، مدير فرع الشؤون الإعلامية، وسيف عدران، مدير مركز الدعم الاجتماعي.

وأكد محمد الكشف، أن قيم المجتمع الإماراتي متأصلة وراسخة تعزز التلاحم المجتمعي، وأن الأسرة شكلت خط الدفاع الأول عن الأبناء وبالتالي لها مسؤولية كبيرة في تنمية المجتمع بالحرص على التنشئة الصحيحة والمتوازنة.

الصورة

التقاليد الصالحة

وقال العقيد سيف زيد: تُلزم المسؤولية القانونية الآباء التعامل مع الأبناء وفق ما تقتضيه مصلحتهم بإبعادهم عن أي ضرر، وتحثهم على تربيتهم التربية الصحيحة حتى يصلوا للمرحلة العمرية التي تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم عندها تنتقل إليهم المسؤولية القانونية. لأن الإخلال بالواجبات له الأثر الكبير في اختلاف سلوك الأبناء واختلاله، والعلاج يكون بإعادة تأهيل الأسر لتحمل المسؤولية وزيادة الثقافة الأسرية في المجتمع.

وأفاد الرائد سيف عدران، بوجود اختلاف كبير في نمط التواصل المجتمعي والترابط الأسري بين الماضي والحاضر، وهذا الاختلاف ينعكس على التربية والتنشئة للأبناء، ففي الماضي وفي الحاضر للمجتمع دور فعّال في نقل القيم والتقاليد الصالحة والأخلاق الحميدة إلى الأجيال الجديدة بدعم الأسرة وتوجيهها. مؤكداً أهمية المبادرات التثقيفية الخاصة بالأسرة في تعزيز تماسكها ووحدتها وضمان تربية أجيال واعية ومسؤولة، ومواجهة التحديات الناجمة عن التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية الحديثة.

وأوضح المقدم ناصر بن يوسف، أن الأسرة في الوقت الراهن تواجه جملة من التحديات أهمها بطء التواصل بين المدرسة والأسرة الذي يؤثر سلباً في تكوين أسرة هادئة وآمنة، وعدم قضاء الأبوين وقتاً كافياً مع أبنائهم، ما يؤثر في تربيتهم وتنشئتهم بشكل صحيح. كما أن الأجهزة الإلكترونية تسهم في عزلة الأبناء عن محيطهم ما يقلل جلسات الحوار الأسري التي تعزز ترابط الأسرة، لذا، يتطلب التحدي الحالي التفكير في سبل تعزيز التواصل بين أفراد الأسرة وتقديم الدعم اللازم للآباء والأمهات للمساهمة في تربية أبنائهم بشكل صحيح وآمن.

الانفتاح المتزن

وأكد الرائد المعمري، ضرورة تأهيل أفراد المجتمع لمواجهة التحديات المستقبلية في ظل التغيرات السريعة والتحديات التي تواجهها المجتمعات اليوم، من خلال تعزيز الوعي والتركيز على القيم والثوابت الأصيلة، والانتباه إلى ضرورة أن يكون الانفتاح على الثقافات الأخرى متزناً للحفاظ على الهوية والقيم الأصيلة للمجتمع، مع الاستفادة من الفرص التي يوفرها التواصل مع العالم الخارجي.

رأس الخيمة: الأسرة أمانة

واستضاف سلطان سالم الزعابي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، المجلس الذي أقيم في رأس الخيمة، وأداره الإعلامي محمد غانم، حيث أكد المتحدثون أن الأسرة أمانة ومن الضروري الاهتمام بها والمحافظة على استقرارها ودعم البرامج التي تسهم في استمرارها ونجاحها.

شارك في المجلس العميد المتقاعد يوسف الزعابي، من الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، والعميد الدكتور يوسف بن يعقوب، نائب مدير عام العمليات المركزية بالقيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، والعقيد الدكتور ناصر محمد البكر، مدير إدارة الشرطة المجتمعية، والدكتور سيف الشفيري، مستشار الأداء المؤسسي بمكتب القائد العام، والدكتور جمال عبدالقادر الشحي، واعظ ديني بإدارة المؤسسة العقابية والإصلاحية.

وأشاد المستشار سلطان بن يعقوب بمجالس وزارة الداخلية، مشيراً إلى أنها حققت ثقة المجتمع الإماراتي بتعزيز التآزر والتلاحم الأسري والمجتمعي، الذي يعد هدفاً رئيساً تسعى إليه الحكومة الإماراتية، ووزارة الداخلية من خلال سلسلة حوارات مجتمعية رصينة.

وقال الدكتور جمال الشحي: الأسرة أساس المجتمع، فعندما تكون الأسرة متعاونة وتعمل وفق إدارة سليمة، فإن المخرجات الأسرية ستكون سليمة، ما يعزز صلاح الأبناء وتنشئتهم تنشئة سليمة.

وأكد أهمية الدعوات المستمرة لصلاح وتماسك الأسرة وتربية الأبناء بصورة سليمة، وذلك بما يتماشى مع توجيهات ديننا الحنيف وفق الشروط الصحيحة التي وردت في القرآن الكريم، والتي توصي ببناء أسرة سليمة من خلال مؤسسة الزواج.

وأكد سيف الشفيري، أن الركيزة الأساسية في الإستراتيجيات الحكومية التي تتبنّاها الحكومة الرشيدة بدولة الإمارات ترتبط ارتباطاً مباشراً بمؤشر الأسرة، فالمجتمع الإماراتي متوحد ويحمل رؤية واحدة للتلاحم والتآزر، ولا بدّ من الاهتمام بمحور الأسرة لتحقيق إستراتيجية جودة الحياة وبناء المجتمع السليم والمتوازن.

وأوضح العقيد البكر، أن الأسرة هي اللبنة الأولى لبناء المجتمع، وهي المكون الرئيس لمجتمع دولة الإمارات، حيث تُعد الأسرة الإماراتية مثالاً للتماسك والصلاح، ويسعى أبناؤها جاهدين لبناء مجتمع متماسك وصحي يخدم دولتهم ويحافظ على مكتسباتها.

وقال إن الأسرة تواجه تحديات كثيرة تقف عائقاً في طريق تماسكها مثل مواقع التواصل التي قد تؤدي إلى التفك وتمنع التواصل الفعال، ولا بدّ من مواجهتها عبر الالتزام بالقيم والثوابت وتجنّب التقليد الضار، فضلاً عن المتابعة المستمرة للأبناء وتعزيز القدوة التي يمثلها الآباء والأمهات والموروث الحضاري للمجتمع الإماراتي.

الفجيرة: القدوة الحسنة

وفي المجلس النسائي، الذي استضافته عائشة الظنحاني، عضو المجلس الوطني الاتحادي في الفجيرة، وأدارته الإعلامية حصة سيف، أوضحت المتحدثات أهمية تعزيز القدوة الحسنة في الأسرة، والتعريف بالتراث الثقافي والعادات الإماراتية، وتعزيز التماسك والحوار الأسري بالاستثمار في تطوير برامج التوعية الأسرية، وتعزيز الوعي المجتمعي في تأثير إدمان برامج التواصل، فضلاً عن تعزيز التواصل الأسري.

شارك في المجلس، شيخة الكعبي عضو المجلس الوطني الاتحادي، والشيخة عائشة سعيد الشرقي، والرائد الدكتورة مريم الكعبي، والرائد الدكتورة مريم الهاشمي، والنقيب الدكتورة حواء الرئيسي من وزارة الداخلية.

وأوضحت الشيخة عائشة الشرقي، ضرورة وجود المتابعة الأسرية على الأبناء وتوجيههم نحو السلوكات الصحيحة، كونها تسهم في حمايتهم من المخاطر والتحديات التي قد تواجههم في الحياة اليومية، مثل التعرض للمحتوى غير المناسب على الإنترنت أو التعرض للضغوط النفسية في المدرسة، وكذلك، تمثل المتابعة الأسرية فرصة للوالدين لبناء علاقة قوية مع أطفالهم وتعزيز التواصل العائلي.

كما تطرقت للحديث عن الحوار الأسري الذي يعد ركيزة أساسية لتعزيز التواصل الصحي بين أفرادها وتعزيز العلاقات الإيجابية، ويجعلهم قادرين على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بصراحة وانفتاح، ما يعزز الفهم المتبادل ويقلل التوترات والصراعات، كما يساعد على حل المشكلات والتحديات التي قد تواجه الأسرة، ويعزز الثقة والاحترام بين أفرادها.

بيئة داعمة

وتحدثت النقيب الدكتورة حواء الرئيسي عن دور الأبوين في تربية الأبناء وبناء شخصياتهم وتنمية قدراتهم العقلية والاجتماعية، حيث يتعين عليهما توفير بيئة داعمة ومحبة للأطفال، وتعزيز الثقة بينهم وبين أبنائهم بالتواصل الفعّال والإيجابي. وضرورة أن يكون الأبوان قدوة حسنة لأبنائهم بتطبيق القيم والمبادئ في حياتهم اليومية، وتوجيههم نحو السلوكات الصحيحة والمسؤولة. ويجب على الوالدين مراقبة أنشطة أبنائهم ومجالستهم للحفاظ على سلامتهم وتوجيههم نحو الطريق الصحيح.

وأكدت شيخة الكعبي أن التواصل الفعّال في الأسرة عمود أساسي في بناء بيئة أسرية صحية ومترابطة، عبر تبادل الآراء والمشاركة في الحوارات البنّاءة، يُمكِّن أفراد الأسرة من فهم بعضهم لبعض بشكل أفضل، وتحسين الروابط العاطفية بينهم، كما يسهم التواصل الفعّال في تعزيز الثقة والتعاون بينهم، وبناء قاعدة قوية للتفاهم المتبادل وحل النزاعات بشكل سلمي وفعّال.

مصادر معرفية متنوعة

وقالت الدكتورة مريم الهاشمي: في الوقت الحاضر، أصبحت التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من حياة الأسرة وتربية الأبناء، فمن ناحية توفر التكنولوجيا وسائل تعليمية مبتكرة وتفاعلية تسهل على الأطفال فهم المفاهيم بشكل ممتع، كما تمكّنهم من الوصول إلى مصادر معرفية متنوعة وشاملة عبر الإنترنت، ما يعزز مهاراتهم اللغوية والعقلية، مع ذلك، تثير التكنولوجيا تحديات كثيرة في تربية الأبناء، فقد يؤدي الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية إلى انعزال الأطفال عن العالم الحقيقي والتفاعل الاجتماعي، كما يمكن أن يتعرضوا للمحتوى غير الملائم عبر الإنترنت، ما يتطلب مراقبة دقيقة من قبل الوالدين.

وتحدثت الدكتورة مريم الكعبي، عن التأثيرات السلبية لاستخدام التطبيقات الذكية في الأسرة، بحيث يمكن أن يقضي أفرادها ساعات طويلة في تصفح الإنترنت، وهذا قد يؤثر في الإنتاجية الفردية والأسرية، وقد يقلل وقت جلوس الأسرة معاً وانعدام الحوار الإيجابي بينها، كما لها تأثيرات في خصوصيتها. مشددة على أهمية وضع سياسة في المنزل لتحديد استخدام الأجهزة الإلكترونية، واستغلال التطبيقات التعليمية في تطوير مهارات الأبناء. (وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ سيف بن زايد آل نهيان الإمارات شهر رمضان الأجهزة الإلکترونیة المجتمع الإماراتی وزارة الداخلیة مجتمع الإمارات الدکتورة مریم التحدیات التی تعزیز التواصل تربیة الأبناء الدکتور أحمد أفراد الأسرة العامة لشرطة المجلس الذی فی المجلس فی الأسرة أن الأسرة بین أفراد فی تربیة التی قد فی بناء أن یکون تسهم فی یجب على

إقرأ أيضاً:

80 في المائة من الأطفال المغاربة يعيشون في العالم الافتراضي

كشف تقرير حديث أعده المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي معطيات مثيرة وصادمة حول مظاهر الاستعمال المفرط لشبكات التواصل الاجتماعى من طرف الأطفال.

ووفقا لدراسة أجراها المجلس على 1293 طفلا وشابا تتراوح أعمارهم بين 8 و28 عاما، فإن 80 في المائة من الأطفال والشباب في المغرب يستعملون الأنترنت، و70 في المائة منهم يلجون إلى شبكات التواصل الاجتماعي.

واعتبر التقرير أن استعمال التكنولوجيا الرقمية بشكل مفرط وغير ملائم يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على الصحة النفسية والجسدية للأطفال.

مقالات مشابهة

  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • قوافل الواعظات: التسامح يبعد الضغينة والكراهية ويزيد الحب بين أفراد الأسرة
  • انطلاق سبع قوافل دعوية للواعظات بالمديريات
  • لتحفيز المجتمع نحو التبني.. «أتوبيس الكفالة» يصل إلى محطته الأخيرة بأسيوط
  • تنظيم ندوة أسرة مستقرة تساوي مجتمع آمن بعلوم الأقصر
  • القومى للمراة بأسوان يتابع سلسلة جلسات الدوار للتوعية المجتمعية "ضمن مبادرة بداية "
  • تنفيذ 14 جلسة توعية ضمن مشروع تنمية الأسرة المصرية بقرى سوهاج
  • خالد الجندي يشيد بمجلة "وقاية" الصادرة عن وزارة الأوقاف
  • 80 في المائة من الأطفال المغاربة يعيشون في العالم الافتراضي
  • طفلة تسائل الحكومة عن تسول الأطفال الذي يمس بسمعة المغرب قبل تنظيم المونديال