تسريبات من مؤتمر العَرَّافِين الطارئ حول الأزمة السودانية
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
فيصل بسمة
بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
تداعت أفراد من كبار/أميز العَرَّافِين العالميين المشهود لهم بجودة الصنعة و التنبؤات من: الكهنة و ضاربي الرمل و الحصى و الوَدِع و راصدي النجوم و الأبراج و قارئي الفناجين و الأكف و الكرات البللورية و أوراق التاروت من مختلف أقطار/أنحآء العالم إلى مؤتمر طاريء بغرض تداول و بحث الأزمة السودانية و النظر في إحتمالات الحلول و النتآئج و تأويلات مستقبل بلاد السودان و شعوبها.
و يعتقد المراقبون أن العَرَّافِين المجتمعين يمثلون خلاصة النخب العالمية المتخصصة في التكهنات و التنبؤات المستقبلية و الحظ مما يضيف/يضفي الكثير من الإعتبار و المصداقية و الثقل لما يصدر عنهم من أقوال و أرآء ، و حرصاً من العَرَّافِين على السرية فقد إنقطعوا في إجتماعات متواصلة في منتجع قصي بعيداً عن أجهزة الإعلام ، و جعلوا كل جلسات مؤتمرهم مغلقة و منعوا عنها أجهزة الإعلام المقروءة و المسموعة و المرئية ، و إمعاناً في التمويه فقد صرحوا بأن إجتماعهم تنظيمي بحت بغرض التباحث و النظر في مستقبل المهنة لا غير...
و على الرغم من التكتم الشديد و الحرص العظيم على السرية فقد سربت مصادر من داخل المؤتمر بعضاً مما سوف يتضمنه بيان المؤتمر الختامي و التوصيات إلى بعض من وسآئل الإعلام ، و قد حوت التسريبات أرآء/توجهات العَرَّافِين حول الأزمة السودانية و قرآءاتهم و تكهناتهم المستقبلية لما سوف تؤول/تصير إليه الأمور و الأحوال في بلاد السودان إعتماداً على المعطيات و الموجودات...
و قد ذكرت المصادر و التسريبات أن العَرَّافِين قد تَوَصَّلُوا في نهاية مداولاتهم و نقاشاتهم إلى أن الحرب في بلاد السودان سوف يتواصل إشتعالها ، و أن الداعمين/الممولين سوف يسعون/يتنافسون/يجتهدون كثيراً في إزكآء نيران الحرب و تأجيجها و إمدادها بالمزيد من الوقود و جميع مستلزمات المَدِيدَة حَرَقَتنِي لكنهم في نهاية الأمر سوف يوهنون و يسأمون ، و تكهنوا تكهن المتيقنين أن أمدَ الحربِ طويلٌ ، و سوف يستغرق ردحاً من الزمان ، و قد خَمَّنَ/قَدَّرَ العَرَّافُون الردحَ من الزمان ما بين الخمس سنوات إلى عدة عقود من السنين إعتماداً على الإحتمالات...
و قد بينت التسريبات أن العَرَّافِين قد نَجَّمُوا بالتأويلات/الإحتمالات التالية:
١- طريق السلام:
إتفق جميع العَرَّافِين على أن الأطراف المتحاربة سوف تبحث لاهثة عن السلام و سوف يستغرق ذلك بضع سنين ، و سوف تلجأ الجماعات إلى التفاوض مكرهين و مجبرين لا أبطال ، و ذلك لإستحالة النصر/الغلبة لأيٍ من الطرفين ، و بسبب الإنهاك و الضجر بين أفراد المقاتلين و نقص الأنفس و الثمرات و نضوب الأنفال و الغنآئم أو الشَّفشَفَة كما في لسان الحداثة ، و أشاروا إلى أن صبر الداعمين/الممولين و جمهور المتفرجين الإقليميين و المحليين و العالميين سوف ينفد لا محالة مما يقود/يسوق المتقاتلون مرغمين/مذعنين/صاغرين إلى طاولات المفاوضات و التنازلات...
و أكد العَرَّافُون أن المجتمع الدولي ممثلاً في: منظمات الأمم المتحدة و الإتحاد الأوروبي و الوحدة الأفريقية و دول خليجية و أفريقية جارة سوف تكون هي المنابر الوسيطة/المسهلة و الضامنة لتفاصيل و مخرجات/بنود الإتفاقيات ، و أن الإتفاقيات سوف توفر ضمانات عدم المسآءلة/المحاسبة و الخروج و الملاذات الآمنة للقتلة و المسيئيين من قادة و أفراد القوات المسلحة و أجهزة الأمن و مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) و أذنابهم من الأرزقية ، و أن السلطة في نهاية المطاف سوف تؤول إلى المدنيين ، و سوف يتم الإتفاق بين المجموعات السياسية على إدارة الدولة السودانية الجديدة على أسس القانون و العدالة ، و بما يضمن حقوق جميع الشعوب السودانية ، و سوف يعاد تأسيس/هيكلة مؤسسات الحكم و الدولة السودانية بما فيها الجيش و المخابرات و الشرطة و الخدمة المدنية ، و سوف يعم السلام و يكون الإستقرار و التنمية ، و قد إتفق أغلب العَرَّافِين إلى أن هذا الإحتمال هو الأرجح و الأوفر حظاً و الأكثر قبولاً لدى جماهير الشعوب السودانية و جمهرة الوسطآء...
٢- إنتصار الجيش و كتآئب الظل و بقية المليشيات الكيزانية المتعددة الأسمآء:
و يرى العَرَّافُون أن فرص هذا الإحتمال ضعيفة للغاية بحسبان أن الجيش قد أصابه الضعف و الوهن بسبب خَرمَجة و دَغمَسَة الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) له و فيه إبان عقود حكمها و تمكنها ، و أن مليشيات و كوادر الجماعة المتأسلمة (الكيزان) قلوبها شتى و ما عندها وجيع ، هذا بالإضافة إلى أن الجماعة ممقوتة/مكروهة و مَكَجَّنَة من غالبية الشعوب السودانية ، و ليس لديها صَلِيح في أغلب دول الإقليم و القارة و العالم ، و يرون أنه و إن حدث و تغلبت الجماعة فإن ذلك سيدوم لفترة وجيزة و عابرة كما فَسوَة الديك...
و قد تكهن العَرَّافُون يقيناً أن تلك الفَرفَرَة/الفَسوَة سوف تكون هي نهاية الجماعة الما بعدها قُومَة ، و جزموا بأن الكيزان سوف يُلحَقُونَ بِأُمَّات طه ، و ذلك لأن جموع الشعوب السودانية الغاضبة/المسحوقة المسلحة و الثآئرة و التي إكتوت بطغيان و بطش و فساد و دجل الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) لما يقارب الأربعة عقود و المرابطة الآن في الجبال و الأصقاع سوف يهبطون/ينحدرون نحو المركز من كل النواحي و الإتجاهات ، و سوف يقتلعون دابر ما تبقى من مليشيات الجماعة في قَلعَةٍ (كَتلَة) زنجبارية تحكي بها الركبان في ماضي و حاضر و مقبل الزمان و ذلك من هولها و بشاعتها ، و سوف تتغير تركيبة المركز و السلطة و سوف يكون ذلك أذان بخلاص الشعوب السودانية من الظلم و الطغيان و الفساد و مولد الدولة السودانية الجديدة ، و خلصت التخمينات و التقديرات إلى أن تحقيق ذلك الأمر سوف يستغرق عدة عقود من الزمان...
٣- الغلبة لصاحب البَلِف (البَعَّاتِي) و مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع):
و يرى الكثيرُ من العَرَّافِين أن هذا الإحتمال جآئز و ممكن على خلفيات: ضعف الجيش البآئن و إنسحاباته المتكررة من الحاميات و تهاونه/تخاذله في الدفاع عن البلاد و الأعراض ، و أن ما يصدر من المليشيات الكيزانية ذات الأسمآء ما هو إلا حركات جيش و فَرفَرَات مَضبُوح ، و يشيرون في هذا المقام إلى الأثر العظيم للتدخلات الخارجية و الفتنة العرقية و الفوضى و الخَرمَجَة السياسية الضاربات بأطنابهن شعوب بلاد السودان...
و يرى العَرَّافُون أن إحتمال حدوث و تحقق هذا الإحتمال أقل فرصةً من الإحتمال الأول ، لكنه أوفر حظاً من الإحتمال الثاني لقوة و غزارة العون و الدعم/الإمداد الخارجي لمليشيات الجنجويد (الدعم السريع) ، و قد أشار العَرَّافُون إلى أن الإحتمال الثالث يتوافق جزئياً في نتآئجه مع الإحتمال الثاني من حيث القضآء على بعضٍ من أفراد و منظمات جماعة الكيزان...
و قد تَكَهَّنَ/خَمَّنَ العَرَّافُون أنه و إذا ما حدث ذلك الإحتمال فأن تحققه ربما يستغرق عقداً من الزمان أو نحوه ، و تعتقد غالبية العَرَّافِين أن تحقق هذا الإحتمال الأخير يعني عملياً نهاية دولة جمهورية السودان و ولادة جمهوريات جديدة من شاكلة دويلات/جمهوريات الموز التي تأتمر بأوامر سفارات و قنصليات دول الجوار و الإقليم و توجيهات قوى عالمية ذات بأس و نفوذ لها مصالح/مطامع في موارد بلاد السودان من مياه و زروع و مواشي و ما تحتويه الأرض على ظاهرها و تختزنه في باطنها من خيرات...
و الحمدلله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com
////////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الشعوب السودانیة بلاد السودان من الزمان ن الع ر إلى أن
إقرأ أيضاً:
بريطانيا وصمود .. محاولة الإلتفاف على الدولة والشعب السوداني
على هامش مؤتمر لندن
بريطانيا وصمود .. محاولة الإلتفاف على الدولة والشعب السوداني
تقرير: مجدي العجب
مازالت بريطانيا تمارس غيها السياسي والتآمري على الدولة السودانية ولازالت تظن ظناً آثما أن السودان تحت وصاياها حتى. فكانت حركات سفيرها السابق لدى السودان عرفان صديق الرجل الذي نصب نفسه حاكما عاما على السودان لما وجده من فراغ سياسي وهشاشة أمنية في البلد إبان حكومة حمدوك، فقد رتب الرجل كل شيئ وظل يقود مجموعة من الساسة “القطيع” الذين سلموه زمام أمرهم وأمر البلاد.
لذا فقد ظنت بريطانيا أنها تملك “قطيعا” من الساسة السودانيين يمكن أن تحقق عبرهم أهدافها الاستعمارية والعودة من جديد عبر بوابة هولاء الساسة. لذلك عبر مؤتمرها الأخير والذي أطلق عليه مؤتمر “لندن” تقول إنهاء لإنهاء الصراع في السودان الجملة التى تعيها المملكة المتحدة جيدا وبهدف حشد المجتمع الدولي، ولكن من سوء طالع هذه الخطوة أن الحكومة السودانية أدركت “الفخ” المنصوب لها جيدا، لذلك أبدت اعتراضها عليه منذ البداية والاعتراض الأقوى كان هو تنظيم بريطانيا للمؤتمر برغم عدم دعوتها للمؤتمر وهذا توضح بجلاء النية المبيتة من هذه الخطوة العرجاء التى تخطوها المملكة المتحدة.
وأيضا من حسن حظ السودان أن عدد من الدول التي كانت شاهد عيان للمؤتمر أبدت اعتراضها أثناء الانعقاد، الأمر الذي أفشل مساعي بريطانيا غير الحميدة.
ولم تدع الحكومة السودانية للمشاركة، وقد احتجت على ذلك لدى المملكة المتحدة منتقدة نهج الحكومة البريطانية الذي يساوي بين الدولة السودانية ذات السيادة والعضو بالأمم المتحدة منذ 1956، ومليشيا إرهابية ترتكب الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية والفظائع غير المسبوقة ضد الشعب السوداني.
+ موقف بريطانيا المعادي للسودان:
الوزير الأسبق والقيادي بالحركة السياسية والمجتمعية عثمان واش قال إن الغرب الاستعماري ترك شأن مستعمراتها السابقة للمستعمر السابق، والسودان شأنه عند بريطانيا كما يظنون. وأضاف واش في حديثه لألوان قد لعب السفير البريطاني في الانتقالية قيادة الدفة السياسية، حتى مذكرة استدعاء القوات الأممية التى كتبت بقلم السفير آنذاك. وأردف لم تتخلف بريطانيا يوما عن الموقف المعادي للحكومة الحالية في السودان أو الإنقاذ الراحلة لسبب واحد هو أن المستعمر لا يرضى الاستقلال الفعلي لتوابعه إلا شكلا، فالمعركة التي تديرها الإمارات اليوم بالوكالة نجد أن بريطانيا شريكا أصيلا فيها. واستدرك: ولكن ضعف التحضير تسبب في الفشل الذي صاحب مخرجات المؤتمر، علما بأن مواقف الدول العربية المشاركة متباينة، فالمملكة التي رعت لقاءات جدة تعتقد أن لها حظوة بعد مناداة أمريكا لها في قضايا أكبر من الهم السوداني كما حصل في الوساطة بين روسيا و أمريكا في الشأن الأوكراني ولا تريد أن تتخلى عن شأنها المحلي في البحر الأحمر.
وذهب واش في حديثه: أما مصر ذات تاريخ في المنطقة العربية ولا تريد لإمارة رغم ثرائها تملي عليها مواقفها السياسية، والعالم يتشكل اليوم بعد عصر ترامب ولا أحد من المكونات العربية يريد أن يسير خلف بريطانيا وأوربا التي تخلت عنها أمريكا.
+ الاستعمار الأحدث:
ولكن القطب الإتحادي الشريف الأمين الهندي يرى أن مؤتمر لندن محاولات للاستعمار الحديث. وقال الهندي في حديث خص به ألوان: مؤتمر لندن يمثل النظام العالمى الجديد (الاستعمار الأحدث قبله الاستعمار الحديث بعد استقلال دول العالم الثالث وقبل ذلك الاستعمار المباشر).
وأوضح: يختلف الاستعمار الأحدث بوجود ثلاثة مجموعات – العالمية والاقليمية والمحلية (كرازايات).
التخطيط تقوم به القوى العالمية وتتكون من دول الاستعمار الغربي القديمة بقيادة أمريكا والتمويل تقوم دول الإقليم، إمارات سعودية والمجموعة المحلية واجهة فقط (تمامة جرتق). وزاد: المجموعة المحلية تمثل مصالح الاقليمية والعالمية وفي الغالب يتم التخلص منها بعد أن فقدت احترام الشعب (الجلبي، كرزاى، البرادعى، أشرف). وختم حديثه لنا قائلا: المؤتمر دليل على عجز هذه المجموعات و قصورها الفكرى والسياسي.
+ إلتفاف على الدولة والشعب:
اذاً فقد كان المؤتمر محاولة من المملكة المتحدة للإلتفاف على الدولة والشعب السوداني، الأمر الذي وجد معارضة قوية من داخل أروقة المؤتمر، وقد أفشل ولم تستطع محاولة الإلتفاف إخراج مخرجات أو بيان مشترك.
الوان
إنضم لقناة النيلين على واتساب