هل يوفر الزبادي الحماية فعلا من مرض السكري؟
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
سلط قرار هيئة الغذاء والدواء الأميركية بقبول “ادعاءات صحية مؤهلة” تربط بين تناول لبن الزبادي وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، الضوء على الآراء المتضاربة بين خبراء التغذية بهذا الخصوص، إذ يؤكد بعضهم أهمية الزبادي في محاربة الداء المزمن، بينما تحدث آخرون عن وجود محاذير بشأن هذه التوصية، ومخاوف من التعامل معها “كوصفة سحرية”.
والادعاءات الصحية على ملصقات المنتجات الغذائية، هي ادعاءات تضعها الشركات المصنعة لتلك المنتجات، تشير إلى أنها تقلل من مخاطر التعرض لمرض أو حالة ما.
وبحسب إدارة الغذاء والدواء الأميركية، فإن “الادعاءات الصحية المؤهلة” هي التي تكون مدعومة بأدلة علمية، لكن تلك الأدلة ليست كافية بشكل صارم للادعاء الصحي المعتمد، ولا تحقق معيار “الاتفاقية العلمية المهمة” (SSA).
وكانت إدارة الغذاء والدواء الأميركية قد أعلنت مؤخرا أنها “لن تعترض” على وضع “ادعاءات صحية مؤهلة” على ملصقات منتجات غذائية، بشأن إمكانية أن يقلل تناول لبن الزبادي من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، “طالما تمت صياغتها بطرق لا تضلل المستهلكين”.
ومع ذلك تسود مخاوف لدى بعض الخبراء من أن التوصية الجديدة قد تجعل المستهلكين “يعتقدون خطأً بأن الزبادي هو الحل السحري لمرض السكري من النوع الثاني”، بحسب موقع “هيلث” الطبي.
وفي هذا الصدد، أوضحت أخصائية التعذية، كارولين توماسون أنه “قد يكون من المضلل بالنسبة للمستهلكين أن يعتقدوا أن الزبادي يمكن أن يكون حلاً سريعًا، لضبط سكر الدم لديهم”.
وأكدت أن هذا ليس هو الحال، حيث ليست كل أنواع الزبادي مثالية للحفاظ على نسبة الغلوكوز في الدم بشكل ثابت.
ورغم ذلك، فإن بعض الأبحاث بشأن الزبادي ومرض السكري من النوع الثاني واعدة، ففي عام 2018، قدمت شركة “دانون نورث أميركا” التماسًا إلى إدارة الغذاء والدواء الأميركية للحصول على موافقة لتسويق منتجاتها على أنها تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وسلط الالتماس الضوء على الروابط القائمة على الأدلة، بين الزبادي وانخفاض معدل الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وشددت أيضًا على أن بعض الأبحاث ربطت الزبادي كـ”غذاء كامل وليس بعض عناصره” بانخفاض خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
وعلى مدى السنوات العديدة التالية، نظرت إدارة الغذاء والدواء في هذه الأدلة، وخلصت في النهاية إلى أن “بعض الأدلة الموثوقة” تدعم وجود علاقة عكسية بين تناول الزبادي وخطر الإصابة بالسكري (على الرغم من أنها لاحظت أن “الأدلة محدودة”).
ويُعرف الزبادي منذ فترة طويلة بأنه طعام صحي لمحتواه العالي من البروبيوتيك والبروتين، وبالتالي فمن الممكن أن تساهم تلك العناصر الغذائية في تقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
وهنا ترى توماسون أن الزبادي، “كمصدر للبروتين، يساعد على تنظيم نسبة السكر في الدم، وقد يساعد أيضا في تنظيم إشارات الجوع في وقت لاحق من اليوم، خاصة إذا تم تناوله في وجبة الإفطار”.
ومن ناحية أخرى، يمكن أن تكون البروبيوتيك ( أطعمة أو مكملات تحتوي على بكتيريا) علاجًا جيدا لمرض السكري من النوع الثاني، لقدرتها على تقليل الالتهاب، وفقًا لبحث تم إجراؤه العام المنصرم.
ووجدت مراجعة أجريت عام 2022 في مجلة “علوم الألبان”، أن معظم الدراسات الأترابية (cohort studies)، كشفت أن منتجات الألبان المتخمرة “لها آثار وقائية ضد تطور مرض السكري”.
ومن بين الأطعمة التي تحمي من المرض، كان الزبادي هو الأكثر ثباتًا.
وخلصت دراسة أجريت عام 2017 نشرت في مجلة التغذية، إلى أنه في سياق نظام غذائي صحي أوسع، “يمكن أن يقلل الزبادي من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني لدى البالغين الأصحاء، وكبار السن الذين يعانون من مخاطر عالية على القلب والأوعية الدموية”.
ومن ناحية أخرى، ليست كل الأبحاث مثيرة للإعجاب إلى هذا الحد، فقد وجد تحليل تلوي عام 2019، أن الزبادي الذي يحتوي على البروبيوتيك “ليس له أي تأثير على نسبة الغلوكوز عند إجراء تحاليل (الدم الصائم)، أو (الأنسولين الصائم)، أو (مقاومة الأنسولين)”.
وقد تكون بعض أنواع الزبادي ضارة للأشخاص المصابين (أو المعرضين لخطر) مرض السكري من النوع الثاني، كما توضح خبيرة التغذية، إيرين بالينسكي ويد، وذلك لاحتوائها على كميات كبيرة من السكر المضاف.
وتنصح الخبيرة بشراء الزبادي غير المحلى وعالي البروتين، وذلك بغية الحصول على فائدة أكبر، لجهة موازنة السكر في الدم وتنظيم الشهية.
أما في حال الرغبة بتناول زبادي بالنهكات، فتقترح توماسون “اختيار الأنواع التي لاتحتوي على سكر مضاف، أو شراء النوع الذي جرى تحليته بمحليات صناعية مثل سكر ستيفا”.
ورغم أن الزبادي قد يكون يكون له فوائد لتقليل نسبة السكر في الدم، بيد أنه ليس الغذاء الوحيد الذي يمكن أن يساعد في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني.
فوفقا لويد، فإن أطعمة مثل التوت والفاصولياء والعدس واللوز والأفوكادو، تحتوي على مستويات ثابتة من الغلوكوز.
وبشكل عام، قد يؤدي اتباع نظام غذائي مضاد للالتهابات، مثل نظام البحر الأبيض المتوسط، إلى التحكم في نسبة السكر في الدم أيضًا.
الحرة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: خطر الإصابة بمرض السکری من النوع الثانی مرض السکری من النوع الثانی الغذاء والدواء الأمیرکیة إدارة الغذاء والدواء السکر فی الدم یمکن أن
إقرأ أيضاً:
هل يزيد التدخين الإلكتروني من خطر الإصابة بالخرف؟.. دراسة تجيب
أظهرت نتائج دراسة جديدة أجريت في جامعة أركنساس أن التدخين الإلكتروني يؤثر سلبا على الأوعية الدموية بشكل "فوري"، حتى عندما لا تحتوي السجائر الإلكترونية على النيكوتين.
ووجد الباحثون أنه بعد بضع نفثات فقط، يحدث انخفاض كبير في تدفق الدم المؤكسج إلى الأعضاء الحيوية مثل القلب، ما يزيد من مخاطر الإصابة بحالات صحية خطيرة مثل السكتات الدماغية والجلطات وأمراض الأوعية الدموية، بما في ذلك الخرف.
وشملت الدراسة 31 شخصا تتراوح أعمارهم بين 21 و49 عاما. وتم مقارنة نتائج هؤلاء المشاركين مع 10 أشخاص لم يستخدموا السجائر الإلكترونية أو السجائر العادية. وقد خضع المشاركون لفحوصات تصوير بالرنين المغناطيسي لقياس تأثير التدخين الإلكتروني أو العادي على الأوعية الدموية. كما ارتدى المشاركون أجهزة لقياس تدفق الدم في الشريان الفخذي الذي يمد الجزء السفلي من الجسم بالدم المؤكسج.
ووجد فريق البحث أن التدخين، سواء الإلكتروني أو العادي، يؤدي إلى انخفاض كبير في تدفق الدم المؤكسج إلى الأعضاء الحيوية. وكان التأثير أكثر دراماتيكية لدى الأشخاص الذين استخدموا السجائر الإلكترونية التي تحتوي على النيكوتين، لكن التأثير كان أيضا واضحا بين المستخدمين الذين اختاروا السجائر الإلكترونية الخالية من النيكوتين.
وقالت الدكتورة ماريان نبوت، المعدة الرئيسية للدراسة والمقيمة في قسم الأشعة بجامعة أركنساس: "تم تسويق السجائر الإلكترونية على أنها بديل أكثر أمانا للسجائر العادية، ويعتقد البعض أنها خالية من المنتجات الضارة مثل الجذور الحرة التي توجد في دخان السجائر. ولكننا اكتشفنا أن هذا الاعتقاد غير صحيح، حيث قد تحتوي السجائر الإلكترونية، حتى الخالية من النيكوتين، على مكونات ضارة تؤثر سلبا على الأوعية الدموية".
ووفقا للدكتورة نبوت، فإن التأثيرات السلبية الفورية على الأوعية الدموية قد تشير إلى أن الاستخدام المزمن للسجائر الإلكترونية يمكن أن يؤدي إلى أمراض الأوعية الدموية المزمنة.
وأضافت: "إذا كان الاستهلاك الحاد للسجائر الإلكترونية يمكن أن يؤثر فورا على الأوعية الدموية، فمن المحتمل أن يؤدي الاستخدام المستمر لهذه المنتجات إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض مثل الخرف الوعائي، الذي يحدث عندما تتضرر الأوعية الدموية في الدماغ، ما يقلل من تدفق الأوكسجين والمواد المغذية إليه. كما يمكن أن يزيد ذلك من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية وجلطات الدم وأمراض الشريان التاجي".
ويعتقد أن السجائر الإلكترونية، وخاصة تلك التي تأتي بنكهات جذابة وألوان زاهية، قد تؤدي إلى إدمان الشباب الذين لم يستخدموا منتجات التبغ من قبل.
وقالت نبوت: "الرسالة التي نريد إيصالها هي أن السجائر الإلكترونية قد لا تكون خالية من الأضرار كما يُعتقد. من المهم أن نتوجه نحو العلم لفهم تأثيرات هذه المنتجات بشكل أفضل وتنظيمها بما يحسن من الصحة العامة. وأكدت أن الامتناع عن التدخين، سواء الإلكتروني أو العادي، هو الخيار الأكثر أمانا".
لم تنشر نتائج هذه الدراسة بعد في مجلة علمية محكمة، ولكنها عرضت في الاجتماع السنوي للجمعية الإشعاعية لأمريكا الشمالية في شيكاغو.