الحرب تعرقل وصول السلع الرمضانية من دارفور إلى المدن السودانية
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
الفاشر– يواجه إقليم دارفور غربي السودان هذا العام تحديات كبيرة لضمان وصول بعض المأكولات والمنتجات الزراعية المرتبطة بشهر رمضان المبارك إلى مختلف مناطق البلاد، حيث يعاني الإقليم من تداعيات حرب مدمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، التي أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين السكان إلى معسكرات النزوح وبعض الدول المجاورة.
وتعتمد الزراعة في دارفور بشكل أساسي على الأمطار كمصدر للري، إلا أن العمليات الزراعية شهدت هذا العام تدهورا كبيرا بسبب الحرب المستمرة، حيث أدى الصراع إلى نزوح وتشتت السكان وتعطل النشاطات الزراعية، مما أثر سلبا في الإنتاج، وضمان وصولها إلى مختلف أنحاء البلاد.
ويضم إقليم دارفور 5 ولايات، تتميز ولاية شمال دارفور منها بإنتاج محصولين رئيسين؛ هما: الدخن والماريق، بجانب البطيخ والخضروات الأخرى، حيث يعدّ الدخن من المحاصيل المهمة في المنطقة، ويستخدم وجبة أساسية في المائدة السودانية، وهو مكوّن مهم في صناعة وجبة العصيدة.
بينما تشتهر ولاية جنوب دارفور بزراعة العديد من المحاصيل التقليدية والمهمة، بما في ذلك الفول السوداني والكركدي والأرديب والدوم والتبلدي، وتعدّ هذه المحاصيل مصدرا مهما لصنع العصائر الرمضانية، وتستخدم في العديد من الوصفات المحلية.
أما في ولايتي وسط وغرب دارفور، فتزرع الخضروات والفاكهة بشكل رئيس، بالإضافة إلى العدسية والبطاطس ومنتجات أخرى.
وهذه المحاصيل الزراعية مصدر مهم للتغذية وتلبية احتياجات المجتمع المحلي في السودان، كما تعكس التنوع في الولايات المختلفة في إقليم دارفور، كونها ثقافة غذائية متنوعة، وإرثا زراعيا غنيا في المنطقة.
ومع حلول شهر رمضان الكريم، تصبح هذه المحاصيل ذات أهمية خاصة مع دخولها في عملية تحضير الوجبات الرمضانية والعصائر التقليدية، التي تعزز أجواء الشهر الفضيل في المنطقة، فهناك العديد من الأسر استغنت هذا العام عن أنواع متعددة من المأكولات والمشروبات الرمضانية؛ بسبب الحرب وتراجع الدخل بجانب ارتفاع نسبة الفقر في الإقليم.
وقد تضررت قدرة الإقليم على التصدير هذا العام بشكل كبير بسبب الحرب، الأمر الذي زاد من صعوبة تزويد بعض مناطق السودان بالمحاصيل الزراعية الأساسية، التي تدخل في إعداد الأطباق والأطعمة المحببة لدى الناس.
وفي حديث للجزيرة نت، قال المزارع جمال ضحاوي من مدينة نيالا بجنوب دارفور إن الحرب تسببت في غياب بعض الأطباق عن موائد شهر رمضان هذا العام. وأشار إلى أن 95% من المزارعين بولاية جنوب دارفور والمنطقة بشكل خاص، لم يعودوا يعملون في مجال الإنتاج الزراعي؛ بسبب الحرب والظروف الصعبة التي يعيشونها.
وأوضح ضحاوي أن ذلك أثر سلبا في مستوى معيشتهم، ما أدى إلى أزمة إنسانية نتيجة عدم قدرتهم على زراعة الأراضي. وشدد على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية اللازمة لهم، وقال إن الأزمة تتطلب التدخل العاجل لتقديم المساعدات الإنسانية والدعم اللازم، لتخفيف المعاناة وتحسين الظروف المعيشية للسكان في الإقليم.
الصادق جمعة مصطفى -وهو أحد الموظفين الحكوميين بوزارة الزراعة في دارفور- أشار إلى تراجع إنتاج الدخن والفول السوداني وبعض المحاصيل المرتبطة بشهر رمضان بولايات دارفور هذا العام نتيجة ظروف الحرب، موضحا أن هناك أسبابا أخرى أسهمت في هذا التراجع، منها عدم توزيع البذور الزراعية بشكل كاف على المزارعين، وحدوث عمليات نهب واستيلاء على المعدات والآليات الزراعية من مجموعات منفلتة.
ونبّه -أيضا- إلى مشكلات أخرى تتعلق بالنقل والترحيل أدت إلى عدم وصول المواد الزراعية المنتجة في دارفور إلى بعض مناطق السودان الأخرى. وأوضح أن هذه المشكلات تسببت في تأثر الإمدادات الغذائية الزراعية المرتبطة بشهر رمضان في العديد من المناطق.
وأكد أهمية تقديم الدعم اللازم للمزارعين وحماية المعدات الزراعية، بما يعزز الإنتاج الزراعي، ويلبي احتياجات المجتمع المحلي في البلاد.
الاكتفاء بالضروريات
ووفقا للصحفي محمد سليمان حامد، فإن سوء الأوضاع الاقتصادية أسهم بشكل كبير في نقص عدد كبير من المأكولات التي كان يحرص السودانيون على توفيرها على موائدهم خلال شهر رمضان، وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى عصير الحلو مر "الأبري" والدوم والتبلدي.
وقال إنه كالعديد من مواطنيه عمِد هذا العام إلى تقليص مشترياته التي تعوّد شراءها خلال رمضان؛ بسبب نفاد المال لديه وأضاف "اكتفيت بشراء بعض الضروريات الأساسية من أحد المحال القريبة".
في أحد مراكز الإيواء المؤقتة للنازحين في مدينة الفاشر، وهي واحدة من أقدم مدن إقليم دارفور، التي تعجّ بالحزن والألم، تُعِدّ أم كلثوم (النازحة من ولاية جنوب دارفور)، بعض المشروبات التقليدية لشهر رمضان المبارك هذا العام.
تشعر أم كلثوم، وهي تتحدث للجزيرة نت، بأن هذه هي أصعب أيام عاشتها في حياتها، وتقول إنه لا يمكنها تحضير مشروب الحلو مر "الأبري" أو حتى التبلدي والدوم الشهيرين في رمضان. وتضيف "لم نتمكن من تحضير أي من المأكولات الرمضانية لتناول السحور، بل نكتفي بشرب الماء، ونأمل في أن يتحقق السلام والاستقرار قريبا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان حريات إقلیم دارفور من المأکولات بسبب الحرب هذا العام العدید من
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تحدد 4 نقاط خلاف مع حماس تعرقل تجديد وقف النار بغزة
حددت إسرائيل 4 خلافات أساسية مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشأن العروض التي يقدمها الوسطاء لتجديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، الاثنين، عن مصادر وصفتها بالمطلعة على المفاوضات، دون أن تسمها، أنه أولا، يختلف الطرفان بشأن توقيت بدء المناقشات بخصوص المرحلة الثانية لاتفاق وقف إطلاق النار ووقف الحرب.
وقالت إنه والإضافة إلى ذلك، ترفض إسرائيل إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين كما تطالب حماس في إطار الصفقة.
وأضافت أنه علاوة على ذلك، تطالب حماس بالانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة كجزء من الصفقة، وهو ما ترفضه إسرائيل.
وتابعت هيئة البث: كما تطلب حماس أن تلتزم إسرائيل بعدم استئناف القتال في القطاع، وتطلب ضمانات دولية لذلك، وهو ما ترفضه تل أبيب أيضا.
وتحاول مصر وقطر تقريب المواقف بين حماس وإسرائيل في محاولة للتوصل إلى اتفاق لتجديد وقف إطلاق النار في غزة، فيما تواصل إسرائيل هجماتها على الفلسطينيين في قطاع غزة رغم المحاولات الجارية.
اتفاق وتنصلوتقدر تل أبيب وجود 59 محتجزا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
إعلانومطلع مارس/آذار 2025، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي.
وبينما التزمت حماس، ببنود المرحلة الأولى، تنصل نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام إسرائيلي.
وفي 18 مارس/آذار الجاري، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي استمر 58 يوما واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأسفرت عن أكثر من 164 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.