إعداد: فريق تحرير مراقبون إعلان اقرأ المزيد

عملية التحقق في سطور

في 3 آذار/ مارس الجاري، تم تداول مقطع فيديو يظهر امرأة فلسطينية تحمل بين يديها رضيعين قتلا في ضربة إسرائيلية على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي. أكد عدد كبير من الحسابات الموالية لإسرائيل عبر منصة إكس (تويتر سابقا) وفيسبوك أن الرضيعين القتيلين هما مجرد دمى وأن التسجيل ليس إلا مجرد مسرحية.

كان صحافيون من وكالة رويترز البريطانية للأنباء وأسوشيتد برس الأمريكية حاضرين في عين المكان وقدموا معلومات بشأن هوية الرضيعين القتيلين وهما طفلان اسمهما نعيم ووسام أبو عنزة ولم يتجاوز عمرهما خمسة أشهر. أكد طبيبان شرعيان اتصل بهما فريق تحرير مراقبون فرانس24 بأن الأمر يتعلق بالفعل بجثة رضيعين

عملية التحقق بالتفصيل

في 3 آذار/ مارس الجاري، نددت عدة حسابات على منصة إكس (تويتر سابقا) وفيسبوك بما قيل إنه مسرحية مقتل رضيعين في قطاع غزة.

"باليوود بيكتشيرز تقدم لكم فيلما قصيرا جديدا": يقول صاحب هذا الحساب على فيسبوك الذي ينشر باستمرار وسائل مساندة لإسرائيل باالإنكليزية. ويظهر مقطع الفيديو امرأة فلسطينية تذرف دموعها وهي تحمل رضيعين متوفيين بين ذراعيها.

منشور على فيسبوك في 3 آذار/ مارس 2024 يؤكد بأن الرضيعين القتيلين في غزة هما مجرد "دميتين". مراقبون

كلمة "باليوود" هي مصطلح ابتكره في سنة 2005 المؤرخ الأمريكي ريتشارد لاندس الذي يدرس في إسرائيل والتي تعني حسب تأكيده مسرحيات يقدمها الفلسطينيون ويوجهونها لوسائل الإعلام بهدف تشويه السياسة الإسرائيلية.

وتم نشر النسخة الأصلية من مقطع الفيديو من قبل الصحافي الفلسطيني حازم سليمان عبر حسابه في إنستاغرام في 3 آذار/ مارس الجاري، و كتب حازم سليمان في النص المرفق: "اليوم، ارتقى الأب وسام وهذين الرضيعين شهداء".

توأمان لم يتجاوز عمرهما خمسة أشهر اسمهما نعيم ووسام أبو عنزة

في الحقيقة، تظهر هذه المقاطع المصورة رضيعين قتيلين وليس مجرد دمى.

وكان صحافيون يعملون كمراسلين لوكالتي الأنباء الأمريكية أسوشيتد برس والبريطانية رويترز حاضرين في عين المكان ووفرا صورا ومعلومات أكثر بشأن هوية وسياق مقتل هذين الرضيعين التوأمين.

WARNING: GRAPHIC CONTENT
Born a few weeks into the Gaza war, infant twins Wesam and Naeem Abu Anza were buried on Sunday, the youngest of 14 members of the same family who Gaza health authorities say were killed in an Israeli airstrike in Rafah https://t.co/0awDZD01uP pic.twitter.com/nQCr211KG0

— Reuters (@Reuters) March 3, 2024

ويوضح تقريرا الوكالتين الدوليتين بأن الرضيعين الفلسطينيين واسمهما نعيم ووسام أبو عنزة قتلا في ضربة جوية إسرائيلية على قطاع غزة في 2 آذار/ مارس. وقتل الرضيعان اللذان لم يتجاوز عمرهما الخمسة أشهر مع والدهما و11 آخرين من أفراد العائلة فيما نجت أمهما رانيا أبو عنزة.

كانت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية حاضرة على عين المكان ونشرت تقريرا حول رانيا أبو عنزة وعائلتها. وكالة أسوشيتد برس الأمريكية

بدوره، يظهر تقرير رويترز أيضا جنازة هذين الرضيعين. بحسب الوكالتين، فقد أنجبا رانيا ووسام عنزة، 29 سنة، توأميهما في أكتوبر 2023، بعد عشر سنوات من المحاولات وثلاث دورات تخصيب خارج الرحم.

وفي اتصال مع فريق تحرير مراقبون فرانس24، أكد سامي مجدي الذي يعمل لصالح وكالة أسوشيتد برس بأنه شاهد جثتي الرضيعين بأم عينيه.

كما عرض طبيبان شرعيان اتصل بهما فريق التحرير صورا مختلفة وتسجيلات مصورة تؤكد بأن جثتي الرضيعين حقيقية بالفعل.

من جهتها، تؤكد كارولين رامبود الطبيبة الشرعية والخبيرة لدى محكمة فرساي أن التجلطات الدموية والكدمات على جبهة الرضيعين تتطابق مع شكل إصابات حقيقة. كما أن شكل بشرة الرضيعين الناعمة والمليئة بالأهداب تتطابق بالفعل مع شكل طفل وليس مع ما هو موجود في الدمى البلاستيكية.

"باليوود": اتهامات كاذبة للفلسطينيين بنشر مزاعم كاذبة

منذ بداية الحرب في قطاع غزة، تم تداول عدة أخبار كاذبة من نفس الجنس على وسائل التواصل الاجتماعي.

في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي على سبيل المثال، تم تصوير امرأة تحمل رضيعا ميتا بين يديها إثر شن إسرائيل غارات جوية. وأكد عدة أشخاص إضافة إلى صحيفة إسرائيلية بأن الرضيع ليس إلا مجرد دمية. إلا أن جثة هذا الرضيع حقيقية، وتم تسجيل وفاته في المستشفى وأكد أطباء شرعيون لفريق تحرير مراقبون فرانس24 بأن الأمر يتعلق بالفعل بجثة بشرية.

في بداية شهر تشرين الأول/ نوفمبر الماضي، أعد فريق تحرير مراقبون فرانس24 بدوره تحقيقا حول طريقة يتم من خلالها نشر مزاعم كاذبة بشأن مسرحيات يتم تداولها في الجانب الفلسطيني، على حسابات هندية مساندة لحزب قومي هندوسي، وتهدف هذه المزاعم إلى تشويه الأقلية المسلمة في الهند.

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: بيئة خبر كاذب إسرائيل خبر كاذب قطاع غزة بيئة أسوشیتد برس فی 3 آذار أبو عنزة

إقرأ أيضاً:

أدب المغامرات في القرن الـ19: هل كان كارل ماي مجرد كاتب ترفيهي؟

عُرف القرن التاسع عشر بازدهار أدب المغامرات، حيث جذب الكُتّاب القرّاء إلى عوالم بعيدة، مليئة بالمخاطر والغموض. كان كارل ماي واحدًا من أبرز هؤلاء الكُتّاب، واشتهر بسلسلة رواياته عن الهنود الحمر وشخصية “وينيتو”. لكن هل كانت كتاباته مجرد أعمال ترفيهية، أم أنها تحمل أبعادًا أعمق؟

كارل ماي وروايات المغامرة

ما بدأ كارل ماي (1842-1912) الكتابة في وقت كانت فيه ألمانيا تعيش تحولات اجتماعية وسياسية كبرى. كتب قصصًا تدور في أماكن لم يزرها يومًا، مثل الغرب الأمريكي والشرق الأوسط، مما جعل البعض يصفه بـ”الرحّالة الذهني”. اعتمدت رواياته على شخصيات بطولية مثل “أولد شاتر هاند” و”وينيتو”، وركزت على قيم مثل الشجاعة والصداقة والعدالة.

الترفيه أم الرسالة الأدبية؟

يعتبر البعض أن كارل ماي كان مجرد كاتب ترفيهي، خاصة أنه استند إلى الخيال بدلاً من البحث الميداني، لكنه في المقابل كان يروج لأفكار إنسانية مثل رفض العنصرية والدعوة للتسامح. كما حملت رواياته بعدًا فلسفيًا حول الصراع بين الخير والشر، مما جعلها أكثر من مجرد حكايات مسلية.

مقارنة مع معاصريه

في نفس الفترة، كتب جول فيرن مغامرات ذات طابع علمي، بينما قدم روبرت لويس ستيفنسون روايات عن القراصنة والبحث عن الكنوز. وعلى عكسهما، ركز كارل ماي على الشخصيات والعلاقات بين الثقافات المختلفة، مما منح أعماله طابعًا أخلاقيًا وإنسانيًا أعمق.

إرث كارل ماي الأدبي


 

لا تزال أعماله تُقرأ حتى اليوم، ورغم الانتقادات التي وُجهت إليه بسبب بعض الصور النمطية، إلا أن تأثيره على الأدب الألماني والعالمي لا يمكن إنكاره. كما تحولت رواياته إلى أفلام ومسلسلات، مما يثبت استمرار جاذبيتها.


 

مقالات مشابهة

  • عصام شيحة: الأوضاع الحالية في غزة تمثل انتهاكًا جسيمًا لكل المواثيق الدولية
  • المثقف في زمن الاختزال: بين هيمنة السرديات وإمكانات الفعل
  • محاولة سرقة فاشلة في البرازيل تنتهي بمقتل اللصين.. فيديو
  • سلة الدفاع الجوي تمثل العراق في بطولة WASL لغرب آسيا
  • الأمير بن طلال: قيمة سهم المملكة الحالية لا تمثل السعر العادل
  • هيبة التشييع ورسائل المقاومة: من بيروت إلى ما بعد الحدود
  • مسؤولة أممية: التحولات الحالية تمثل الفرصة الأخيرة لـ"حل الدولتين"
  • مسؤول أمريكي رفيع: العقوبات فشلت في الحد من تعزيز القوات الروسية
  • سوسن بدر: شخصية «عايدة» في أبو العروسة تمثل كل سيدة مصرية
  • أدب المغامرات في القرن الـ19: هل كان كارل ماي مجرد كاتب ترفيهي؟