بعد أزمته النهارده.. هيحصل إيه لو وقفت الفيسبوك فجأة
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
توقف العالم بسبب تعطل الفيسبوك اليوم حيث يعتمد ملايين الأشخاص على هذا الموقع في أمور عديدة كالعمل والتسويق والتواصل مع الاهل والاصدقاء والترفيه.
تعطل الفيسبوك المفاجئ والتوقف عن استخدامه له العديد من الآثار النفسية على الانسان منها إيجابي وسلبي.
. طريقة عمل البفتيك الكداب من غير قَلْي
ووفقا لما جاء في موقع Psychology Today تحدثت دراسة حديثة عن الأثار النفسية الإيجابية والسلبية للتوقف عن استخدام الفيسبوك.
أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة للتوقف عن الفيسبوك:
شعور بالراحة والاسترخاء: أفاد العديد من المشاركين في الدراسة أنهم شعروا بمزيد من الراحة والاسترخاء بعد التوقف عن استخدام الفيسبوك.
تقليل التوتر والقلق: لاحظ بعض المشاركين انخفاضًا في مستويات التوتر والقلق بعد التوقف عن استخدام الفيسبوك.
تحسين التركيز: أشار بعض المشاركين إلى تحسن في تركيزهم وإنتاجيتهم بعد التوقف عن استخدام الفيسبوك.
الشعور بالوحدة: عانى بعض المشاركين من الشعور بالوحدة والعزلة بعد التوقف عن استخدام الفيسبوك، خاصةً في الأيام الأولى.
الاعتماد على الفيسبوك: لاحظت الدراسة أن بعض الأشخاص قد يصبحون معتمدين على فيسبوك للحصول على المعلومات والتواصل مع الآخرين.
تنبيه
يمكن أن يكون للتوقف المفاجئ عن استخدام الفيسبوك تأثيرات إيجابية وسلبية على الصحة النفسية لذا من المهم أن تقيّم احتياجاتك وأهدافك قبل اتخاذ قرار التوقف عن استخدام فيسبوك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الفيسبوك الصحة النفسية التوتر والقلق الأثار النفسية الأسترخاء دراسة حديثة دراسة عطل الفيسبوك مستويات التوتر
إقرأ أيضاً:
الحركات الطلابية بالأربعينيات.. انتفاضة فبراير 1946 من ذاكرة المشاركين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رصد العديد من الكتاب والمؤرخين تاريخ الحركات الطلابية في مصر منذ نشأتها، ومن بين هؤلاء المؤرخ الكبير الدكتور عاصم الدسوقي، الذي وثق شهادات ممن شاركوا في انتفاضة فبراير 1946.
يرصد الدكتور عاصم الدسوقي في كتابه "عمال وطلاب في الحركة الوطنية المصرية"، وقائع ندوة تمت عام 1996 شارك فيها العديد من قيادات الحركات الطلابية من أربعينيات القرن الماضي، منهم الدكتورة لطيفة الزيات، وأحمد عبد الله رزة، وأحمد بهاء شعبان، والدكتور عبد الواحد بصيلة، والصحفي محمد الجندي، والعديد من أعضاء لجنة الطلبة التنفيذية العليا التي كانت الوقود المحرك لطلاب الجامعات آنذاك، ونشرت هذه الندوة في كتاب عام 1998.
عبد الواحد بصيلة.. صاحب مهمة طبع بيان "يوم الحداد"يقول الدكتور عبد الواحد بصيلة، أحد طلبة جامعة الملك فؤاد الأول "القاهرة" آنذاك، وعضو لجنة الطلبة التنفيذية العليا في شهادته عن أحداث 1946: "كانت الحرب العالمية الثانية قد وضعت أوزارها وانتهت بانتصار الحلفاء وتسليم ألمانيا بالهزيمة في مايو ١٩٤٥، وتسليم اليابان في سبتمبر ١٩٤٥، وكانت مصر تعمل جاهدة على أن تنال قسطًا أكبر من الاستقلال عن بريطانيا، ورأى ساستها البدء في ذلك بإعلان انضمام مصر إلى جبهة الحلفاء قبل نهاية الحرب في فبراير ١٩٤٥ ، ثم المشاركة في تأسيس منظمة الأمم المتحدة في يونيو ١٩٤٥".
د. فؤاد محيى الدين اختير كطالب سكرتيراً للجنة الوطنية للطلبة والعمالوتابع: "عندما تولى إسماعيل صدقي باشا رئاسة الحكومة المصرية، في أوائل عام ١٩٤٦. تفاوض مع بريطانيا وتوصل معها إلى مشروع معاهدة صدقي - بيفن التي لم ترض عنها الدوائر الوطنية المصرية فنهض طلاب مصر يطالبون بالجلاء الكامل للإنجليز عن مصر، ونظم الطلاب أنفسهم في لجنة الطلبة التنفيذية العليا، التي انتخب أعضاؤها من بين طلاب جامعة فؤاد الأول، وطلاب جامعة فاروق الأول (الإسكندرية) الناشئة، ثم مثلت في عضويتها المعاهد العليا وبعض المدارس الثانوية، ودعت اللجنة الطلاب إلى الخروج يوم ٢١ فبراير ١٩٤٦ في مظاهرات تطالب بالجلاء، وأطلقت على هذا اليوم «يوم الجلاء»".
واستجاب الطلاب للدعوة، وخرجت مظاهراتهم وتجمعت في ميدان الإسماعيلية میدان (التحرير حاليًا) ، ومرت أمام ثكنات الجيش البريطاني بقصر النيل في الموقع الذي أقيمت فيه مباني جامعة الدول العربية - وفندق هيلتون النيل. وأطلق بعض جنود الاحتلال الإنجليزي النار على المتظاهرين فسقط بعض الشهداء من الطلاب.
وفي هذه الفترة كانت الحركة الطلابية تتصل بممثلي نقابات العمال، واتفقوا على تشكيل اللجنة الوطنية للعمال والطلبة لتضم ممثلين من اللجنة التنفيذية للطلبة ومن نقابات العمال الكبرى مثل نقابة عمال الغزل والنسيج ونقابة عمال الترام.
وقررت اللجنة المذكورة بعد أحداث ۲۱ فبراير، أن تدعو لإضراب عام في ٤ مارس ١٩٤٦ في يوم أطلق عليه اسم «يوم الحداد»، ونجح هذا الإضراب نجاحا كبيرا. ويستطيع المؤرخون لهذه الحقبة ذكر وتحليل آثار أنشطة هاتين اللجنتين في مسار الحركة الوطنية المصرية، ولكنني أستطيع بحكم معاصرتي لهذه الفترة، وكمشارك في بعض فعالياتها كعضو في لجنة الطلبة التنفيذية العليا، وفي اللجنة الوطنية للطلبة والعمال، أن استرجع بعض المواقف والذكريات.
أماكن اجتماعات اللجنتين وبعض أعضائهما: كانت لجنة الطلاب تجتمع في المساء في مدرج الفرقة الثالثة بكلية طب قصر العيني بميدانها القديم بشارع القصر العيني. وكانت تضم في عضويتها فؤاد محيي الدين وإبراهيم الشربيني وغيرهما من كلية الطب، وعبد الرؤوف أبو علم، ومحمد الجندي وآخرين من كلية الحقوق، ولطيفة الزيات وثريا أدهم وغيرهما من كلية الآداب. ومصطفى موسى وعبد المحسن حمودة ومصطفى مؤمن وإسماعيل السيوفي من كلية الهندسة، وأحمد عبد اللطيف ومصطفى فوزي من كلية طب الأسنان، وفاطمة زكي وآخرين من كلية العلوم وقد انتخبت اللجنة فؤاد محيي الدين وعبد الرموف أبو علم سكرتيرين لها.
أما لجنة الطلبة والعمال، فقد ضمت في عضويتها فؤاد محيي الدين، وإسماعيل السيوفي، ومحمد شطا، ومراد القليوبي وآخرين من الطلبة والعمال. وكانت اجتماعات اللجنة تعقد في مسكن فؤاد محيي الدين بشارع القصر العيني، أو بمسكن إسماعيل السيوفي بجاردن سيتي.
عندما قررت لجنة الطلبة تحديد يوم ٢١ فبراير ١٩٤٦ للخروج في مظاهرات باسم يوم الجلاء»، أسعفتني قريحتي بصياغة لكلمات تلقائية بسيطة فيما أسميته «نشيد الجلاء وقام زميلي الطالب بكلية الطب على عبد القادر بصياغة لحن سهل لإنشاده، وكتب النشيد على سبورة مدرج الدكتور علي باشا إبراهيم بمبنى مشرحة الكلية حيث كنا نعقد مؤتمرات الكلية وصفق الطلاب يرددون كلمات هذا النشيد خلفه.
عهد إلىَّ بطبع بيان «اللجنة الوطنية للطلبة والعمال للدعوة إلى يوم الحداد المزمع تنظيمه يوم ٤ مارس ١٩٤٦، ومررت على بعض المطابع التجارية الصغيرة أحاول طباعة البيان بها، ولكنها اعتذرت نظرا لتشديد رقابة السلطات الأمن عليها، ولكني شاهدت قرب میدان عابدین فيلا على بابها لافتة صغيرة باسم مجلة ومطبعة الرسالة، فدخلت وتحدثت مع شخص يعمل في المطبعة بشأن طباعة البيان، فقادني إلى مكتب المرحوم الأستاذ أحمد حسن الزيات صاحب الرسالة ورئيس تحريرها، فعرفته بنفسي وسلمته أصل البيان وطلبت منه الإذن بطبعه، فقرأه مليًا ثم استوضح مني بعض الأمور عن اللجنة، وأمر بطبع الكمية المطلوبة من البيان.
ومن النوادر التي أذكرها عن هذه الفترة ما كان يدور من مساجلات في حرم الجامعة على صورة خطب يلقيها مصطفى مؤمن طالب الهندسة أو تلقيها لطيفة الزيات طالبة الآداب، فقد ألقى مصطفى مؤمن خطبة ألمح فيها بالثناء على إسماعيل باشا رئيس الوزراء آنذاك مستشهدا بآية من سورة مريم جاء فيها واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادقًا.
حشود الطلبة على كوبرى عباسفاطمة زكي.. شاركت في تأسيس اللجنة العليا للطلبة ومثلت كلية العلوم داخلهاأما فاطمة زكي، عضو لجنة الطلبة العليا، قالت عن شهادتها على أحداث فبراير 1946، إنه للتحدث عن ۲۱ فبراير لا بد من التعرض المحورين أساسيين: وهما الظروف الموضوعية والظروف الذاتية.
وتابعت: الظروف الموضوعية تشمل العداء المستأصل في الشعب المصري للاحتلال البريطاني، وفشل أسلوب المفاوضات المصرية البريطانية وما أثاره مشروع اتفاقية صدقي/بيفن من استمرار بقاء قوات بريطانية في مصر والدفاع المشترك، مع انتهاء الحرب العالمية الثانية وظهور المعسكر الاشتراكي وتطلع الدول المحتلة للاستقلال ورغبة شعوبها في حياة آمنة تكفل لها احتياجاتها الأساسية.
تضيف فاطمة: بالنسبة للظروف الذاتية فقد تمثلت في فشل جميع الأحزاب المصرية في إيجاد حلول لمشاكل الجماهير الحيوية وارتباط مصالحها أكثر فأكثر مع المصالح البريطانية وكبار الرأسماليين والإقطاعيين والسراي، وتفاقم الأزمة الاقتصادية والتي أدت إلى عدم وجود وظائف للخريجين وتفاقم إضرابات العمال في مواجهة أصحاب العمل وحظر تكوين اتحاد عام لعمال مصر يدافع عن مصالحهم.
تنامى انتشار الأفكار الاشتراكية بين الطلبة والعمال يساعد على هذا الانتشار وجود روابط وأندية تغلغل فيها المثقفون التقدميون مثل دار الأبحاث ورابطة خريجي الجامعة بشارع الألفي والجامعة العمالية بشارع إبراهيم باشا ومحاضرات سلامه موسى في نادي الشبان المسيحيين والجرائد التقدمية مثل الفجر الجديد ودور النشر التقدمية. وظهور هذا التيار التقدمي بين الجماهير مهد لظهور قيادة شعبية للحركة الوطنية ذات افاق اجتماعية وسياسية واقتصادية مستقلة تماما عن الأحزاب التقليدية.
وعن مقدمات ۲۱ فبراير تضيف: في صيف ٤٥ اجتمع عدد من طلبة وطالبات الجامعة والمعاهد العليا بملاعب كلية الطب. ولما كان قسم الطلبة في حدثو في قلب هذا التحرك، فقد وجه أعضائه ومرشحيه للتحرك وسط الطلبة كل في كليته وأعلنوا عن تكوين اللجنة التحضيرية للطلبة.
وفي ٢٠ ديسمبر تقدمت حكومة النقراشي للحكومة البريطانية بمذكرة للدخول في مفاوضات لإعادة النظر في معاهدة ٣٦، مما أثار الطلبة فعقدوا اجتماعا في 9 فبراير طالبوا بإلغاء معاهدة ٣٦ والجلاء الكامل وإلغاء اتفاقية ۹۹ الخاصة بالسودان وطالبوا بنشر أسرار المفاوضات وعمل مظاهرة تتوجه إلى عابدين مطالبة بتغيير الوزارة.
في 11 فبراير وكان عيد ميلاد الملك وافتتاح المدينة الجامعية خرج الطلبة بمظاهرات تهتف ولا احتفالات والوطن جريح» يسقط الإرهاب وداس إلهام سيف النصر على صورة الملك في ١٢ فبراير وكانت مظاهرة في الإسكندرية ضمت 5 آلاف طالب قامت من كرموز، وواجهها البوليس ووقع 3 قتلى منهم عامل وعشرات الجرحى وحمل الطالب على محمد عثمان ودفن في فناء الجامعة كذا قامت مظاهرات في المنصورة والزقازيق وأسوان وشبين الكوم والسنبلاوين وطوخ وأسيوط وينها والمحلة الكبرى وبور سعيد تطالب بالجلاء عن وادي النيل في ١٥ فبراير أقيمت صلاة الغائب على الشهداء في الأزهر وسارت المظاهرة حتى العتبة.
في ١٥ فبراير ونتيجة للحركة الواسعة للطلبة أقبلت حكومة النقراشي وحلت محلها حكومة صدقي التي ضمت ٤ من الوزراء الدستوريين ورفض الوفد الاشتراك فيها .
ولما كان عدد الطلبة في اللجنة التحضيرية كبيرا جدا ويصعب تنظيمها فقد اتفق على أن يحضر خمسة فقط من كل كلية ومعهد على أن يتم ذلك بالانتخاب من بين أعضاء اللجنة التنفيذية بكل كلية مع مراعاة تمثيل التيارات السياسية الموجودة بالساحة.
اجتمعت اللجنة التنفيذية بكلية العلوم بحضور عدد كبير من الطلبة وتم انتخاب خمسة أعضاء يمثلونهم في اللجنة التنفيذية العليا وهم سعد زهران وعبد الواحد بصيلة وفاطمة زكي ويمثلون الشيوعيين ورشدي عبد الباري عن الوفد وكمال عبد الرازق عن الاخوان وممثلا أيضا لاعدادي الطب الذين يدرسون وقتئذ بكلية العلوم اجتمعت اللجنة التنفيذية العليا المشكلة من مندوبي الكليات والمعاهد، وتم انتخاب المكتب الرئاسي لها على أساس جبهوي فانتخبت لطيفة الزيات عن الشيوعيين وعبد الرؤوف أبو علم عن الوفديين وجمال السنهوري عن الاخوان المسلمين وحتى لا تكون الرئاسة حكرا على أي من هذه القيادات تم انتخاب فؤاد محيي الدين بوصفه من أنشط الطلاب ولا ينتمي لأي من هذه التيارات.
ومن الملاحظ أن القيادات الفعلية لهذه التيارات السياسية والتي كانت تعمل من خلفهم هم جمال غالي عن الشيوعيين ومصطفى موسى عن الوفد ومصطفى مؤمن عن الإخوان المسلمين.
وصدر إعلان ۱۷ فبراير أو ميثاق ۱۷ فبراير والذي شارك في صياغته مندوبون عن اللجنة التنفيذية للطلبة واللجنة التنفيذية للعمال وكان يمثل الشيوعيين في هذه اللجنة هنايات (ثريا) أدهم المنيري وحسين كاظم عامل وسميت اللجنة باسم اللجنة الوطنية للطلبة والعمال وأهم ما جاء في هذا الميثاق : جلاء القوات البريطانية أرضا وجوا وبحرا عن وادي النيل وتدويل القضية والتحرر من التبعية الاقتصادية وذهب الطلبة المقابلة صدقي يوم ١٨ فبراير وفي ١٩ فبراير قابلوا الأحزاب السياسية وطالبوها بعدم الاشتراك في أي حكومة لا توافق على هذه المبادئ.
وقد قررت اللجنة الوطنية للطلبة والعمال ممثلة لطلبة الجامعة والمعاهد العليا والأزهر والمدارس الخاصة والثانوي اعتبار الخميس ۲۱ فبراير يوم الجلاء يوم إضراب عام تتوقف فيه كل الخدمات ووسائل المواصلات والتجارة والمحلات ومؤسسات التعليم والمصانع مع تفادي أي تخريب أو تحطيم المنشئات والمحافظة على الأمن العام، لن أتعرض لأحداث ۲۱ فبراير وما بعدها لأن الكثيرين سيتناولونها بالتفصيل ولكني سأتناول نقطتين:
الخلافات السياسية داخل اللجنة التنفيذية العليا للطلبة، بقدر ما أتذكر، نشبت خلافات جوهرية داخل اللجنة الخلاف الأول: حول قضية السودان فقد نادى الاخوان بالجلاء ووحدة وادي النيل ورأى الشيوعيون أن الجلاء يجب أن يكون عن وادي النيل بأجمعه مع ترك الأمر للسودانيين لتقرير مصيرهم لأننا لا نفرض الوحدة مع السودان.
والخلاف الثاني: كان حول دعوة الإخوان الحمل السلاح ورفض الشيوعيون بشدة هذا المطلب ورفضوا أن يكون تمهيدا للإخوان للاستيلاء على السلطة باستخدام هذا السلاح.
بداية انطلاق مظاهرة الطلبة عام 1946طه عثمان.. ممثل العمال في لجنة الطلبةطه سعد عثمان، عضو اللجنة الوطنية للعمال والطلبة والذي شارك في انتفاضة فبراير، والمؤرخ العمالي، قال في شهادته: لا يذكر يوم ٢١ فبراير ١٩٤٦ كيوم من الأيام الخالدة في تاريخ الكفاح الوطني للشعب المصري، إلا وتذكر معه اللجنة الوطنية للعمال والطلبة، باعتبارها قيادة وطنية من نوع جديد.
في بداية عام ١٩٤٦ تكون مؤتمر نقابات عمال القطر المصري من اندماج المنظمتين النقابيتين الرئيسيتين في مصر في تلك الفترة وهما مؤتمر نقابات عمال الشركات والمؤسسات الأهلية الذي كانت خلفه منظمتا الحركة المصرية للتحرر الوطني (حمتو) والشرارة (أسكرا)، واللجنة التحضيرية لمؤتمر نقابات عمال مصر كان خلفها مجموعة العمال التي تكون منها من حلقة المثقفين الماركسيين فيما بعد منظمة طليعة العمال، وقد أصدر مؤتمر نقابات عمال القطر المصري قرارًا بالإضراب العام يوم ٢٥ يونيو ١٩٤٦، ونشر القرار في الصحف المصرية ومنها جريدة المصري يوم ٢١ يونيو 1946، فقام إسماعيل صدقي بالقبض على كل أعضاء اللجنة التنفيذية للمؤتمر الذين وقعوا على القرار ونشر بأسمائهم وهم: حسين علي - حسين كاظم - محمد عبد الحليم - مصطفى شراب - جلال مهني - عبد الفتاح الدويك - مراد القليوبي - سيد علي - محمد يوسف المدرك - محمود محمد العسكري - طه سعد عثمان - محمود حمزة - محمد مدبولي سليمان - الشيخ عبد الحميد أبو زيد - محمود الدمراني - سيد خضير - محمود علام - حکمت الغزالي (عن القاهرة).
كما وقع على قرار الأحزاب من عمال الأقاليم: إبراهيم عبد السلام - علي شلبي - محمد عبده زهران - محمد محمد الفران - صلاح البنا - عبد الهادي يوسف - حسن محمد حسن - محمد البرعي نجم.
اجتمعت اللجنة التنفيذية للمؤتمر بدار نقابة عمال المحلات التجارية في ٦ حارة الشواربي بالقاهرة، وفي أثناء الاجتماع وصل خبر بأن اللجنة التنفيذية لطلبة الجامعة المصرية واللجنة التنفيذية لطلبة المدارس الثانوية واللجنة التنفيذية لطلبة الأزهر مجتمعون بمدرج كلية الطب بشارع القصر العيني فقررت اللجنة التنفيذية للمؤتمر الانتقال فورا للاجتماع مع اللجان التنفيذية للطلبة.
إسماعيل صدقي فشل فى منع مظاهرة عمال شبرا الخيمة من الانضمام إلى المتظاهرينفي هذا الاجتماع تكونت اللجنة الوطنية للعمال والطلبة من ممثلين المنظمات جماهيرية كان منهم فؤاد محيي الدين وعبد الرؤوف أبو علم وعبد المحسن حمودة ولطيفة الزيات وفاطمة زكي، وعن اللجنة التحضيرية لمؤتمر نقابات عمال مصر ممثليها محمد مدبولي سليمان ومحمود حمزة، وعن مؤتمر نقابات عمال الشركات والمؤسسات الأهلية ممثلاها حسين كاظم وسيد علي وعن اللجنة العامة لعمال النسيج الميكانيكي بشبرا الخيمة محمود الدمراني وسيد خضير وعبد العليم على عمارة ومحمد شطا وعبد المقصود أبو زيد، وليعذرني الزملاء الذين لم أذكر أسماءهم رغم اشتراكهم في اللجنة الوطنية للعمال والطلبة، لأني ذكرت فقط من قابلتهم ومن ذكرت أسماؤهم في الوثائق وأهمها بيانات اللجنة التي نشرت.
استهلت اللجنة الوطنية للعمال والطلبة عملها بإصدار بيان عن يوم الجلاء أعلنت فيه أن نقابات العمال بالقطر المصري وطلبة الجامعات والأزهر بكلياته والمعاهد العليا والخصوصية والمدارس الثانوية قد قرر أن يكون يوم الخميس ٢١ فبراير ١٩٤٦ هو يوم الجلاء، ودعت إلى تعطيل العمل في المرافق العامة ووسائل النقل والمحلات التجارية والعامة ومعاهد التعليم والمصانع في جميع أنحاء القطر.
وفي يوم ۲۱ فبراير نشرت الصحف بيان اللجنة الوطنية للعمال والطلبة وقد جاء فيه: "في هذا اليوم المقدس حيث نهب يدًا واحدة لتعلن تصميمها على حقها في الحرية والاستقلال، يقع عبء مضاعف على أكتافنا نحن المواطنين هو المحافظة على طابع الحركة الخالص المنزه عن كل شبهة، أيها المواطنون، إن مستقبل الوطن وكرامته وحريته في الميزان وليس لنا قوة تحررنا إلا قوتنا الشعبية وإيماننا بحقوقنا وكرامتنا، فنحن نهيب بكل مواطن ألا يتأخر عن موكب الجهاد مسانداً معنا في ميدان الحرية والشرف، واللجنة تهيب بالمواطنين ألا يغيب عن أذهانهم أن العالم كله واقف لنا بالمرصاد ويترقب أخطاءنا ليحسبها علينا ، فالحركة لابد وأن تكون وستكون وطنية خالصة، وكل فرد يخرج عن هذا الاتجاه هو مجرم في حق وطنه وحق مواطنيه".
كما تضمن البيان: "واللجنة تحذر أفراد الشعب أن يتدخل بينهم مفسد يشوهها وتبعدها عن غايتها ونناشدهم أن يحذروا كل دعوة مغرضة إلى الاضطراب أو الفوضى أو الشغب، وكل من يحيد عن هذا الصراط المستقيم نصمه بميسم الخيانة والتفريط، هذا نداء إلى كل مواطن في كل مدينة أو قرية وفي كل معهد ومصنع. اليوم يومكم أيها المواطنون .... فهو هبة البعث ... إن المجد القريب".
استجابت القوى الوطنية لنداء القيادة الشعبية الجديدة فسارت المظاهرات التي تضم العمال والطلبة جنباً إلى جنب يحتفلون بيوم الجلاء في مختلف مناطق القطر .. في الإسماعيلية وسمنود والمحلة الكبرى وطنطا ودكرنس والزقازيق وبور سعيد ومنيا القمح ورفتي وقويسنا والسنبلاوين وغيرها، أما في القاهرة فقد حدث الصدام المشهور بميدان الإسماعيلية ميدان التحرير الآن حيث يطل عليه معسكر للجيش الإنجليزي) حدث الصدام بين المتظاهرين وقوات الاحتلال الإنجليزي الذي سقط فيه ثلاثة وعشرون شهيدا و۱۲۱ جريحًا.
كانت طوائف الأمة قد اتجهت إلى الأزهر منذ الصباح الباكر وخرجت من هناك مظاهرة كبرى وخرج أبناء الأزهر مع إخوانهم من شباب الجامعة والمعاهد العليا وخمسة عشر ألفا من عمال النسيج بمصانع شبرا الخيمة وعمال الأدوات الصحية ونقابات عمال السكك الحديدية ببولاق وورش أبو زعبل وعمال فن النجارة وجميع طوائف العمال وهم يحملون أعلامهم الخفاقة، وكانت هتافاتهم تدوي (مرحبًا بالقنابل في سبيل الوطن - ولا استعمار ولا استعباد الجلاء والفداء) وسارت المظاهرة سلمية إلى أن وقع الصدام الذي كتب عنه كثيرون ولا داعي لتكراره.
أما في الإسكندرية فقد خرج في ذلك اليوم شبابها ورجالها من جميع الطوائف والطبقات طلبة وعمالا وغيرهم بعد أن توقف العمل في وسائل النقل المشترك، وتعطلت دور العلم والصناعة والمتاجر، ولم يتمكن عدد كبير من الموظفين من الذهاب إلى أعمالهم، وقد اشتركت الألوف المؤلفة من الشباب والعمال والأهالي في المظاهرات السلمية الرائعة فاحتشدت جموعهم في ميدان إسماعيل وميدان محمد ومحرم بك وكرموز والرمل وغيرها من الأحياء وهم يهتفون بنداء واحد (الجلاء - الجلاء).
قامت في القاهرة فتيات مصر بمظاهرة إلى ميدان عابدين قبل الظهر يهتفن بالجلاء ووحدة وادي النيل ويبايعن الشباب على الوقوف معهم والتضحية في سبيل كرامة الوطن وحريته.
كان إسماعيل صدقي باشا رئيس الوزراء قد حاول منع مظاهرة عمال شبرا الخيمة من السير للانضمام إلى بقية المتظاهرين فقابلهم عند مدرسة التوفيقية الثانوية بشارع شبرا وخطب فيهم بأنه صدقي جديد غير صدقي القديم، وطلب منهم أن يعطوه فرصة ليثبت لهم صدق قوله ووطنيته فرفضوا واستمرت المظاهرة في طريقها.
إسماعيل صدقى