10 سنوات من الأمل وأدها الاحتلال الإسرائيلي في طرفة عين. لم يتطلب الأمر غير صاروخ واحد يهد البيت بأركانه ويهد معه أركان أم عاشت في انتظار أن ترزق بمولود عقدا كاملا، وما إن تحقق أملها، اختفى.

لم يصمد أمل رانيا أبو عنزة سوى شهرين.. رزقت بتوأم بعد 10 سنوات من الزواج، وألجأها المخاض إلى وضع ابنيها تحت حمم القنابل التي تلقيها إسرائيل من أحشاء طائراتها، في أجواء من الرعب والألم.

بيد أن المأساة لا تتوقف عند هذا الحد، لأنها اكتشفت أنها فقدت مع توأمها زوجها، وهم الذين كانوا يمثلون كل شيء في دنياها الضيقة ضيق ضمير المسرح الأممي الذي يتفرج على المذابح التي يتعرض لها الفلسطينيون، بدعم من القوى العالمية التي منحت ضوءا أخضر لإسرائيل كي تعيث في غزة فسادا.

وتقول أبو عنزة والدموع تغمر وجهها "كنا نائمين، وشعرنا بوجود قصف عنيف، وفجأة لم أجد في أحضاني سوى الركام، في حين غاب أبنائي عني نتيجة القصف".

وتضيف أبو عنزة وهي تغالب دموعها "أنجبتهما بعد 10 سنوات من الزواج، ولم أشبع منهما بعد، فالعمارة السكنية انهارت بالكامل، بينما كانت عائلة أختي قد نزحت إلى منزلنا جراء القصف الإسرائيلي".

وأفادت مصادر طبية أمس الأحد بأن "12 شهيدا بينهم 6 أطفال، سقطوا بقصف إسرائيلي طال منزلا لعائلة أبو عنزة في حي السلام شرق محافظة رفح جنوب قطاع غزة".

"10 سنين لشفت القمر هذا".. أم فلسطينية تبكي طفليها التوأم اللذين استشـ.ـهدا مع والدهما جراء القصف الإسرائيلي على منزلهم شرق #رفح جنوبي قطاع #غزة pic.twitter.com/kOLE6o4uhT

— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) March 3, 2024

"راحوا أولادي وزوجي"

وعن زوجها الذي استشهد بالقصف نفسه، تقول أبو عنزة "هذا زوجي وقلبي وروحي وكل ما أملك، إذ كان يسعى لإدخال السعادة إلى قلبي، ولم ننجب هؤلاء الأطفال إلا بعد 10 سنوات من الزواج، واليوم يقتلهما الاحتلال الإسرائيلي".

وتتساءل أبو عنزة "من سوف يعوضني عن زوجي وأطفالي؟ ماذا أقول؟ من سوف أحضن بعد اليوم؟ راحوا ولادي وزوجي".

وكررت عبارة "من سيعوضني يا عرب"، في إشارة إلى حجم المعاناة الكبيرة التي لحقت بالعائلة نتيجة القصف الإسرائيلي.

ويظهر في مقطع فيديو عدد من الجثامين المتكدسة في أكياس، معظمهم أطفال، يحيط بهم حشد من الناس، وسط أصوات البكاء والصراخ.

وفي الفيديو ذاته، تظهر أبو عنزة وهي تشير إلى جثمان أحد أطفالها وهي تقول "أمانة صور لي القمر هذا، القمر هذا، ثم تقبل ابنتها الشهيدة وهي تردد "يسعد عينها وسام حبيبة أمها".

بكاء وحزن خلال وداع شهداء في رفح بينهم توأم ولدوا بعد 18 عامًا من انتظار والديهم#حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/0lQB60w3VE

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) March 3, 2024

ثم يظهر رجل ثان، وهو يحمل جثمان طفل رضيع آخر ويصرخ "4 أشهر.. عمره 4 أشهر"، وإلى جواره أشخاص آخرون يبكون ذويهم وأقاربهم الذين قضوا في القصف الإسرائيلي.

وتتصاعد التحذيرات الإقليمية والدولية بشأن القصف الإسرائيلي على مدينة رفح مع الاستعداد لاجتياحها بريا، وخطورة ذلك على مئات آلاف النازحين الذين لجؤوا إليها كآخر ملاذ أقصى جنوب القطاع.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت آلاف القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات القصف الإسرائیلی سنوات من أبو عنزة

إقرأ أيضاً:

حركة نزوح جديدة واعتقال للنساء.. الاحتلال يكثف عدوانه على حي الشجاعية في مدينة غزة

الجديد برس:

أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع ضحايا حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 37834 شهيداً و 86858 جريحاً منذ السابع من أكتوبر الماضي.

ورصدت في تقريرها الإحصائي اليومي ارتكاب الاحتلال 3 مجازر ضد العائلات، وصل منها إلى المستشفيات 40 شهيداً و224 إصابة خلال الساعات الـ 24 الماضية.

ويُشار إلى أن هذه الإحصائية تشمل الضحايا الذين تم تسجيلهم رسمياً، بينما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، وسط تعذر وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم، نظراً إلى القصف المتواصل وعرقلة قوات الاحتلال جهود الإنقاذ واستهداف العاملين في ذلك.

ودخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ267، وفيه يواصل الاحتلال قصفه المكثف على حي الشجاعية، جنوبي شرقي مدينة غزة، بالتزامن مع محاولات قواته التوغل في القطاع، بينما تسطر المقاومة الفلسطينية الملاحم البطولية خلال تصديها لقوات الاحتلال.

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن هناك حركة نزوح جديدة للمدنيين من حي الشجاعية في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل، وتحدثت عن اعتقال قوات الاحتلال عدداً كبيراً من النساء، من بينهن مسنات.

القصف الإسرائيلي طال أحياء أخرى في مدينة غزة، حيث استهدف منزلاً وسط المدينة، واستهدف الاحتلال بالمدفعية حي الزيتون وحي الدرج، وأطلقت طائراته من نوع “كواد كابتر” النار على عدة منازل في شارع النفق، وشن الاحتلال غارات على المناطق الغربية من المدينة.

كذلك، قصف الاحتلال منزلاً في المغازي، واستهدف بالمدفعية شارع الرشيد بالقرب من جسر وادي غزة، غربي مخيم النصيرات، حيث أطلقت المسيّرات الإسرائيلية نيرانها، وذلك وسط قطاع غزة.

أما جنوبي القطاع، فقد أكدت مصادر محلية أن دبابات الاحتلال أطلقت النار بشكل مكثف في اتجاه خيام النازحين في منطقة المواصي شمالي غربي رفح، حيث أحرق الاحتلال خياماً للنازحين.

وأمس، وصفت وسائل إعلام ما يرتكبه الاحتلال في حي الشجاعية بحرب إبادة حقيقية بالدبابات والطائرات، لافتةً إلى أن العشرات من الشهداء والجرحى عالقون في ظل عجز فرق الإنقاذ عن الوصول إليهم.

وأضافت أن القصف الإسرائيلي طال أيضاً المنطقة الوسطى في القطاع مستهدفاً مخيمي البريج والنصيرات.

كذلك أكدت مصادر محلية ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى، بينهم أطفال رضع، من جراء القصف الإسرائيلي على حي الشاكوش في رفح، حيث أفادت أيضاً بتلقي اتصالات من أشخاص محاصرين تمنعهم قوات الاحتلال من الخروج.

وتحدثت المصادر عن وقوع إصابات في إثر تعرض خيام تؤوي نازحين لنيران جيش الاحتلال في منطقة المواصي.

مقالات مشابهة

  • سيناريو متطرف.. تقرير يحدد موعد هجوم الاحتلال على لبنان إذا تواصل القصف
  • سيناريو متطرف.. تقرير يحدد موعد هجوم الاحتلال على لبنان حال تواصل القصف
  • الاحتلال يكثف قصف خان يونس وتقارير إسرائيلية عن حدث صعب بغزة
  • عشرات الشهداء والجرحى في خان يونس
  • لليوم الـ 270.. إسرائيل تواصل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة
  • ارتفاع حصيلة شهداء القصف الإسرائيلي على غزة إلى هذا الرقم
  • حزب الله يعلن مقتل عنصر ثالث في القصف الإسرائيلي على الجنوب اللبناني
  • صحة غزة: ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي على القطاع إلى 37877 شخصا
  • حركة نزوح جديدة واعتقال للنساء.. الاحتلال يكثف عدوانه على حي الشجاعية في مدينة غزة
  • استشهاد 31 فلسطينيا منذ الفجر في غزة