صور لي هذا القمر.. أم تبكي توأمها الذي أنجبته بعد عقد من الانتظار
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
10 سنوات من الأمل وأدها الاحتلال الإسرائيلي في طرفة عين. لم يتطلب الأمر غير صاروخ واحد يهد البيت بأركانه ويهد معه أركان أم عاشت في انتظار أن ترزق بمولود عقدا كاملا، وما إن تحقق أملها، اختفى.
لم يصمد أمل رانيا أبو عنزة سوى شهرين.. رزقت بتوأم بعد 10 سنوات من الزواج، وألجأها المخاض إلى وضع ابنيها تحت حمم القنابل التي تلقيها إسرائيل من أحشاء طائراتها، في أجواء من الرعب والألم.
بيد أن المأساة لا تتوقف عند هذا الحد، لأنها اكتشفت أنها فقدت مع توأمها زوجها، وهم الذين كانوا يمثلون كل شيء في دنياها الضيقة ضيق ضمير المسرح الأممي الذي يتفرج على المذابح التي يتعرض لها الفلسطينيون، بدعم من القوى العالمية التي منحت ضوءا أخضر لإسرائيل كي تعيث في غزة فسادا.
وتقول أبو عنزة والدموع تغمر وجهها "كنا نائمين، وشعرنا بوجود قصف عنيف، وفجأة لم أجد في أحضاني سوى الركام، في حين غاب أبنائي عني نتيجة القصف".
وتضيف أبو عنزة وهي تغالب دموعها "أنجبتهما بعد 10 سنوات من الزواج، ولم أشبع منهما بعد، فالعمارة السكنية انهارت بالكامل، بينما كانت عائلة أختي قد نزحت إلى منزلنا جراء القصف الإسرائيلي".
وأفادت مصادر طبية أمس الأحد بأن "12 شهيدا بينهم 6 أطفال، سقطوا بقصف إسرائيلي طال منزلا لعائلة أبو عنزة في حي السلام شرق محافظة رفح جنوب قطاع غزة".
"10 سنين لشفت القمر هذا".. أم فلسطينية تبكي طفليها التوأم اللذين استشـ.ـهدا مع والدهما جراء القصف الإسرائيلي على منزلهم شرق #رفح جنوبي قطاع #غزة pic.twitter.com/kOLE6o4uhT
— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) March 3, 2024
"راحوا أولادي وزوجي"وعن زوجها الذي استشهد بالقصف نفسه، تقول أبو عنزة "هذا زوجي وقلبي وروحي وكل ما أملك، إذ كان يسعى لإدخال السعادة إلى قلبي، ولم ننجب هؤلاء الأطفال إلا بعد 10 سنوات من الزواج، واليوم يقتلهما الاحتلال الإسرائيلي".
وتتساءل أبو عنزة "من سوف يعوضني عن زوجي وأطفالي؟ ماذا أقول؟ من سوف أحضن بعد اليوم؟ راحوا ولادي وزوجي".
وكررت عبارة "من سيعوضني يا عرب"، في إشارة إلى حجم المعاناة الكبيرة التي لحقت بالعائلة نتيجة القصف الإسرائيلي.
ويظهر في مقطع فيديو عدد من الجثامين المتكدسة في أكياس، معظمهم أطفال، يحيط بهم حشد من الناس، وسط أصوات البكاء والصراخ.
وفي الفيديو ذاته، تظهر أبو عنزة وهي تشير إلى جثمان أحد أطفالها وهي تقول "أمانة صور لي القمر هذا، القمر هذا، ثم تقبل ابنتها الشهيدة وهي تردد "يسعد عينها وسام حبيبة أمها".
بكاء وحزن خلال وداع شهداء في رفح بينهم توأم ولدوا بعد 18 عامًا من انتظار والديهم#حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/0lQB60w3VE
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) March 3, 2024
ثم يظهر رجل ثان، وهو يحمل جثمان طفل رضيع آخر ويصرخ "4 أشهر.. عمره 4 أشهر"، وإلى جواره أشخاص آخرون يبكون ذويهم وأقاربهم الذين قضوا في القصف الإسرائيلي.
وتتصاعد التحذيرات الإقليمية والدولية بشأن القصف الإسرائيلي على مدينة رفح مع الاستعداد لاجتياحها بريا، وخطورة ذلك على مئات آلاف النازحين الذين لجؤوا إليها كآخر ملاذ أقصى جنوب القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت آلاف القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات القصف الإسرائیلی سنوات من أبو عنزة
إقرأ أيضاً:
ما الذي كشفته التحقيقات في سيارة الحاخام الإسرائيلي المقتول بالإمارات؟
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية نقلا عن التحقيق في مقتل الحاخام الإسرائيلي تسفي كوغان بالإمارات "العثور على آثار عنف ودم في سيارته التي كان يستقلها يوم مقتله على أيدي مشبوهين".
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه تم العثور على جثة كوغان في مدينة العين الإماراتية، التي تبعد حوالي ساعة ونصف بالسيارة عن دبي.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر التحقيقات تؤكد وجود آثار عنف على الجثة، ودلائل على حدوث عراك خلف بعض الدماء في السيارة، ويشتبه في أنه قُتل على يد 3 أوزبكيين بعد توجيهات إيرانية.
هذا وقد فتح جهاز الاستخبارات "الموساد" تحقيقا "مكثفا" في الحادثة وفي هوية المشتبه فيهم الذين يرجح أنهم هربوا إلى تركيا.
وقبل قليل، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الجهات الاستخباراتية والأمنية في الإمارات عثرت على جثة الحاخام المفقود تسفي كوغان، واعتبر الحادث "إرهابا إجراميا معاديا للسامية".
يشار إلى أن كوغان خدم في الجيش الإسرائيلي كمقاتل في لواء "جفعاتي"، وهو أحد مساعدي الحاخام ليفي دوخمان، الحاخام الرئيسي للجالية اليهودية في البلاد.
وشوهد آخر مرة في دبي، ظهر يوم الخميس الماضي، ولم يحضر الاجتماعات المقررة التي كان يعقدها خلال النهار، وبعد تغيبه عن السمع اتصلت زوجته بـ"الحباد" الذي اتصل بدوره بالسلطات وجرى التحقق من الحادث.
كتائب القسام: استهداف مقر قيادة وسيطرة لقوات الاحتلال شمال غزة بقذائف هاون ثقيلة
أعلنت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، اليوم، عن تنفيذ عملية استهدفت مقر قيادة وسيطرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة التوام شمال مدينة غزة.
وأوضحت الكتائب في بيان مقتضب أن العملية جرت باستخدام قذائف هاون من العيار الثقيل، حيث تم قصف المقر بشكل مكثف، وأكد البيان أن هذه الضربة تأتي في إطار الرد المستمر على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واستهداف المدنيين والبنى التحتية.
وأشار البيان إلى أن المقاتلين تمكنوا من تنفيذ العملية والانسحاب بسلام، دون أن يتمكن الاحتلال من الرد على مصادر إطلاق القذائف.
من جانبه، لم يصدر الجيش الإسرائيلي تعليقًا فوريًا على الحادث، لكن وسائل إعلام عبرية أفادت بوقوع انفجارات في المنطقة المذكورة، وذكرت تقارير أولية أن القوات الإسرائيلية نفذت عمليات تمشيط في شمال القطاع عقب الهجوم، بينما لم ترد أنباء عن وقوع إصابات في صفوف القوات الإسرائيلية.
يأتي هذا الهجوم في سياق التصعيد المستمر بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، والذي اشتد منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر 2023، وقد شهد القطاع قصفًا مكثفًا من الطيران الحربي الإسرائيلي، استهدف مناطق متعددة، وأسفر عن سقوط آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم من المدنيين.
وأكدت كتائب القسام في ختام بيانها أن العمليات ضد أهداف الاحتلال ستتواصل حتى تحقيق أهداف المقاومة، مشيرة إلى أن لديها القدرة على استهداف المزيد من المواقع العسكرية الحيوية.
في ظل هذا التصعيد، يعاني قطاع غزة من أوضاع إنسانية كارثية، مع نقص حاد في المواد الغذائية والطبية وغياب خدمات الكهرباء والماء، ودعت المنظمات الدولية إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية.
العمليات العسكرية المتبادلة تشير إلى استمرار التوتر، وسط مخاوف من اتساع رقعة الصراع وارتفاع عدد الضحايا في الأيام المقبلة.