"من سيقول لي ماما؟".. صرخة أم مكلومة في غزة فقدت رضيعيها التوأمين بغارة إسرائيلية
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
قطاع غزة (الاراضي الفلسطينية) (أ ف ب) – تنتحب رانيا أبو عنزة وهي تحمل طفليها الرضيعين المكفنين متسائلة "من سيقول لي ماما؟" بعدما قتلا في غارة جوية الأحد إلى جانب 14 من أقاربها.
بحرقة توضح الأم الثكلى أنها أنجبتهما بعد عشر سنوات خاضت خلالها محاولات تلقيح عدة وزراعة داخل الرحم، لتحقق حلمها في أن تصبح أما.
وتضيف "زرعوا لي 3 أجنة، بقي منهم اثنان وها هما ذهبا".
وتردد الأم المفجوعة وهي تحمل الرضيعين المكفنين فيما الدماء تغطي وجه أحدهما "من سيقول لي ماما، من سيقول لي ماما؟"
واستهدفت الغارة التي كان الرضيعان وسام ونعيم أبو عنزة البالغان ستة أشهر من بين ضحاياها ال14 ، حي السلام في مخيم رفح للاجئين في جنوب قطاع غزة وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
وتقول الأم "بعد عشرة أيام كانا سيتمان الستة أشهر.قصفوا الدار، زوجي استشهد وأولادي استشهدوا والعيلة استشهدت. مجزرة".
وتشير أبو عنزة إلى أن عددا من أفراد العائلة ما زالوا تحت الأنقاض.
الأحد، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس عن ارتفاع عدد القتلى في قطاع غزة منذ بدء الحرب إلى 30410 أشخاص معظمهم من النساء والأطفال.
اندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إثر هجوم شنّته حماس على جنوب إسرائيل، أودى بأكثر من 1160 شخصا غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا الى أرقام رسمية إسرائيلية.
كذلك، احتُجز 250 شخصًا رهائن واقتيدوا إلى قطاع غزة، لا يزال 130 منهم في الأسر وفق إسرائيل التي تُرجّح مقتل 31 منهم في القطاع.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي فورا على طلب وكالة فرانس برس التعليق على الغارة في رفح عند الحدود مع مصر.
"كلهم أطفال ورضع"
وفيما كانت أبو عنزة تودع طفليها، تواصلت في منزل العائلة الذي تحولت طبقاته الأربع إلى ركام، محاولات إنقاذ من هم تحت الأنقاض. ويعكف الرجال المشاركون في عمليات الانقاذ إلى مناداتهم باسمائهم "سجى، أحمد، يزن".
تقول إسرائيل إن حملتها تهدف إلى القضاء على نشطاء حماس، لكن شحدة أبو عنزة ابن شقيق صاحب المنزل، يؤكد على أن "كلهم مدنيون، لا يوجد أي عسكري".
ويوضح "عند الساعة 11,30 فجأة صاروخ فجّر الدار كلها، كلهم أطفال ورضع".
أما عرفات أبو عنزة فبدا محبطا من عدم توافر المعدات لإنقاذ السكان.
ويقول "صار الوقت نهار ولم نستطع إخراج أحد، نحاول البحث عن أحد بين ركام الطبقات الأربع".
ونزح نحو 1,5 مليون فلسطيني إلى رفح ما يثير مخاوف من سقوط أعداد كبيرة من الضحايا إذا ما مضت إسرائيل في مخططها تنفيذ هجوم بري فيها.
ويأمل الوسطاء أن يتم التوصل إلى هدنة ووقف القتال قبل حلول شهر رمضان في 10 آذار/مارس أو 11 منه.
في هذا الإطار، وصل ممثلون للولايات المتحدة وقطر وحماس إلى القاهرة لاستئناف المباحثات بشأن هدنة، وفق ما أفادت قناة تلفزيونية مصرية الأحد.
وأكد مسؤول كبير في حماس لوكالة فرانس برس إن الحركة أرسلت وفدا إلى القاهرة.
لكن بالنسبة لرانيا أبو عنزة فإن الهدنة إن حصلت، ستأتي متاخرة ولن تعني لها شيئا بعد سقوط طفليها وزوجها.
وتروي الأم المكلومة أنه بعد الغارة "بدأت بالمناداة أولادي أولادي، ووصل رجال فقلت لهم أبحثوا لي عن أولادي، فقالوا لي أولادك راحوا".
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: قطاع غزة أبو عنزة
إقرأ أيضاً:
فى ذكراها .. عقيلة راتب فقدت بصرها ومواطن عرض عليها التبرع بعينه
تحل اليوم ذكرى رحيل الفنانة عقيلة راتب، والتى ولدت في 22 مارس عام 1916، ورحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 1999، عن عمر يناهز الـ 82 عاما.
قدمت عقيلة راتب، العديد من الأفلام الكوميدية التى تظل محفورة فى أذهان المشاهد العربى.
اسمها الحقيقي كاملة محمد كامل. ولدت في 22 مارس عام 1916، في حي الضاهر، عمل والدها محمد كامل شاكر رئيسا لقسم الترجمة في وزارة الخارجية، فعاشت أسرتها حياة ميسورة الحال، جعلتها تنتمي إلى الطبقة الأرستقراطية.
مشوار عقيلة راتبحلم والدها بإلحاق ابنته بالسلك الدبلوماسي عندما تكبر، لكنها أفسدت عليه الحلم، وصارحته برغبتها في احتراف الفن فتلقت "علقة ساخنة"، زادتها إصرارا على تحقيق حلمها، وساعدتها عمتها دون علم شقيقها لتخطو أولى خطواتها في عالم التمثيل، بعدما أكد لها الفنان المسرحي زكي عكاشة أن ابنة شقيقها فتاة موهوبة، وأعد لها أوبريت حمل اسم "هدى".
حقق الأوبريت نجاح غير عادي، حيث أبهرت الفتاة التي كان عمرها آنذاك 14 عام فقط، كل من حضروا الأوبريت بصوتها وتمثيلها وقدرتها على أداء الحركات الاستعراضية برشاقة، رغم كل محاولاتها ألا يعرف والدها باحترافها التمثيل، وهو ما دفعها لتغيير اسمها لـ"عقيلة راتب"، إلا أن النجاح الذي حققته فضح أمرها، وعلم والدها بالسر، فكان بمثابة الصدمة التي أصابته بالشلل.
انضمت إلى فرقة علي الكسار وكانت البطلة الرئيسية للفرقة لفترة طويلة قبل أن تنتقل بعد ذلك لفرقة فوزي منيب، أسست فرقة خاصة بها بالاشتراك مع زوجها الفنان حامد مرسي، وهو مطرب وممثل شاركها بطولة عدد من المسرحيات والأفلام، وأطلق عليه كثيرون لقب "بلبل مصر"، قدمت أولى بطولاتها السينمائية وعمرها 20 عاما فقط، من خلال فيلم "اليد السوداء" الذي عُرض عام 1936، وشاركها البطولة فيه الفنان حامد مرسي.
وقدمت عقيلة راتب عدد من المسرحيات أبرزها: "مطرب العواطف، وحلمك يا شيخ علام، والزوجة آخر من تعلم ، وجمعية كل واشكر".
شاركت في عدد من الأعمال التليفزيونية، أشهرها مسلسل "عادات وتقاليد" مع الممثل والملحن عبدالعظيم عبدالحق قدمت ما يقرب من الـ 60 فيلم، أبرزها: " زقاق المدق، القاهرة 30، سر الدكتور إبراهيم، البعض يذهب للمأذون مرتين، وكيف تسرق مليونير".
قضت في بيتها 12 عاما عانت خلالها الوحدة دون أن يسأل عنها أحد من الوسط الفني، فعاشت مع ابنتها الوحيدة أميمة، حتى رحلت في يوم 22 فبراير.
عقيلة راتب تفقد بصرهافقدت نظرها أثناء تصوير آخر أفلامها "المنحوس" عام 1987، حكى حفيدتها عن الواقعة حسب ما جاء في كتاب «في بيوت الحبايب» وقال عن حياة جدتها بعد واقعة فقد بصرها التي شاهدت أحداثها حين كانت ترافقها أثناء تصوير فيلم المنحوس، مشيرة إلى أن الطبيب أكد أنه لا أمل في عودة بصرها مرة أخرى، لتظل النجمة الكبيرة آخر 10 سنوات من حياتها فاقدة البصر وبعيدة عن الأضواء.
مواطن يتبرع للفنانة عقيلة راتب بعينهوأضافت: «و بمجرد أن نشرت الصحف خبر فقد عقيلة راتب لبصرها انهالت الرسائل والمكالمات من الجمهور والأطباء لتقديم المساعدة للفنانة التي أمتعت أجيالا بفنها، حتى أن أحد المواطنين أرسل خطابا نشر في جريدة الأهرام بتاريخ 17 يوليو ١٩٩٢ يعرض فيه التبرع بإحدى عينيه للفنانة التي كتبت عنها الأهرام أنها أصبحت تعيش في الظل».
وأشارت ابنة الفنانة عقيلة راتب وحفيدتها إلى أنها ظلت رغم فقدها للبصر تدير كل أمور المنزل الذي عاشت فيه الابنة والحفيدة، وكان مفتوحا دائما ويوميا لاستقبال أقاربها كما كانت حريصة على مظهرها وجمالها، وتتابع الأحداث من خلال الراديو والتليفزيون، ورغم عدم تواصل أبناء الوسط الفني معها خلال تلك الفترة إلا أنها لم تغضب أو تكتئب».