الصيام: تعبير عن التقوى وتحقيق للفضيلة
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
الصيام له أهمية كبيرة في الإسلام، ويعتبر من العبادات الخاصة التي تعزز الروحانية وتنمي الإيمان. يشمل الصيام عدة جوانب منها الروحية والصحية والاجتماعية. وفيما يلي موضوع يسلط الضوء على أهمية الصيام ودليله من القرآن والسنة:
الصيام: تعبير عن التقوى وتحقيق للفضيلةفي الإسلام، يعتبر الصيام من أبرز العبادات التي تعزز التقوى وتعمق الروحانية.
1. *تعزيز الإيمان والتقوى*: يُعَد الصيام واحدًا من أعظم الأوقات لتعزيز الإيمان والتقوى. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة: 183). يظهر هذا الآية أن الصيام يمثل وسيلة لزيادة التقوى والانضباط النفسي والروحي.
2. *تطهير النفس وتجديد العزائم*: يُعتبر الصيام أيضًا وسيلة لتطهير النفس وتجديد العزائم. وفي قوله تعالى: "وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِنْ لَا تَشْعُرُونَ * وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ" (البقرة: 154-157)، يُظهر الله تعالى أن الصيام يمكن أن يكون تجربة تطهيرية تعزز الصبر والاحتساب والتفكير في الأمور الروحية.
دليل الصيام من السنة النبوية:1. *تأكيد الرسول صلى الله عليه وسلم على أهمية الصيام*: قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه" (متفق عليه). يظهر هذا الحديث أن الصيام ليس فقط عبادة بل هو وسيلة للتكفير عن الذنوب وتحقيق الغفران.
2. *تعزيز الإحسان والتواصل الاجتماعي*: يُعَد الصيام أيضًا فرصة لتعزيز الإحسان والتواصل الاجتماعي، كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" (صحيح البخاري
). يدل هذا الحديث على أن الصيام لا يقتصر فقط على الامتناع عن الطعام والشراب، بل يجب أن يمتد ليشمل الامتناع عن الأفعال السيئة وزيادة العمل الصالح.
باختصار، يعتبر الصيام في الإسلام عملية شاملة لتطوير الذات والروحانية والتواصل مع الله. يتضح من القرآن والسنة أن الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو فرصة لتعزيز الإيمان والصبر والتواصل الاجتماعي، مما يجعله عبادة لها أثر كبير على حياة المسلمين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أهمية الصيام القرآن السنة النبوية القرآن والسنة النبوية الصيام فوائد الصيام الصوم صوم صوم رمضان أن الصیام
إقرأ أيضاً:
حكم قراءة القرآن بصورة جماعية.. الإفتاء تجيب
أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد لها من أحد المتابعين عبر صفحتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي جاء مضمونه كالتالي: زعم بعض الناس أن قراءة القرآن بصورة جماعية بدعة، وقالوا: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل على أصحابه فوجدهم يقرؤون القرآن جماعة، فقال: «هَلَّا كل منكم يناجي رَبَّه في نفسه». فهل هذا حديث صحيح؟ وهل يصحّ الاستدلال به؟.
قالت الإفتاء إن قراءة القرآن بصورةٍ جماعية وبطريقة مُنَظَّمَة لا اعتداءَ فيها ولا تشويشَ عند التلاوةِ أو التعليمِ أمرٌ جائز شرعًا، واستدلال بعض الناس ببعض ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم استدلالٌ فاسدٌ مقطوع عن الفهم الصحيح، وتحريفٌ لنصوص السنة النبوية الشريفة، وإنما الوارد عنه صلى الله عليه وآله وسلم هو الإرشاد إلى تنظيم قراءة القرآن؛ بحيث لا يقع تشويش من القُرَّاء بَعضُهُم على بعضٍ أثناء القراءة.
وأضافت الإفتاء أن الاستدلال بما ذُكر في السؤال على مَنْعِ ما استَقَرَّ عليه عملُ المسلمين مِن قراءة القرآن بصورةٍ جماعيةٍ مُنَظَّمَةٍ لا اعتداءَ فيها ولا تشويشَ عند التلاوةِ أو التعليمِ استدلالٌ فاسدٌ، وتحريفٌ لنصوص السنة النبوية الشريفة.
وتابعت قائلة: وإنما الوارد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الإرشاد إلى تنظيم قراءة القرآن فُرَادى؛ كما في حديث أبي حازمٍ التَّمَّارِّ عن الْبَيَاضِيِّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج على الناس وهم يُصَلُّون وقد عَلَتْ أصواتُهُم بالقراءة، فقال: «إن المُصَلِّي يناجي رَبَّه عَزَّ وَجَلَّ، فليَنظر ما يناجيه، ولا يَجهر بَعضُكُم على بعضٍ بالقرآن» رواه مالك في "الموطأ" والإمام أحمد في "مسنده".
وأكملت: ولا يَدُلُّ هذا الحديث على النهي عن القراءة الجماعية المُنَظَّمَة أو الذِّكر الجماعي كما هو حاصلٌ في مساجد المسلمين وبيوتهم عبر القرون، وإنما فيه النهي عن تشويش القُرَّاء بَعضُهُم على بعضٍ بالقراءة؛ فالاعتداء منهي عنه على كل حال.
قال الإمام ابن عبد البر في "الاستذكار" (1/ 435، ط. دار الكتب العلمية): [لا يُحَبُّ لكلِّ مُصلٍّ يقضي فرضه وإلى جنبه من يعمل مثل عمله أن يُفرطَ في الجهر؛ لئلا يخلط عليه، كما لا يُحَبُّ ذلك لمتنفل إلى جنب متنفل مثله، وإذا كان هذا هكذا فحرام على الناس أن يتحدثوا في المسجد بما يشغل المصلِّي عن صلاته ويخلط عليه قراءته] اهـ.