تواصل ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، إحكام سيطرتها على قطاع الصرافة في المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرتها، من خلال إصدار قرارات جديدة تؤكد سعي هذه الجماعة إلى ابتزاز شركات ومنشآت الصرافة من بوابة الضمانات وتجديد التراخيص ورسوم مزاولة المهنة.

وأصدر البنك المركزي في صنعاء الخاضع لسيطرة الحوثيين، قراراً، الخميس، حول ما أسماه "رأس مال ورسوم تراخيص شركات ومنشآت الصرافة".

وهذا القرار بحسب مراقبين مصرفيين، محاولة للسيطرة على القطاع المصرفي من خلال ابتزاز ملاكها وإجبارهم على دفع أموال تحت مسمى رأس المال ورسوم الترخيص والتجديد.

وتضمنت المادة الثانية من القرار الحوثي إجبار الشركات والمنشآت المصرفية في مناطق سيطرة الميليشيات على دفع أموال تحت مسمى "مبلغ رأس المال" وتتراوح المبالغ التي سيتم دفعها ما بين مليون ونصف إلى 500 مليون ريال يمني. في حين حدد القرار مبلغ رسوم تراخيص مزاولة المهنة والتجديد للمراكز الرئيسية نحو مليون إلى 5 ملايين بحسب نوع الشركة أو منشأة الصرافة.

كما تضمنت المادة الثالثة من القرار إجبار شركات الصرافة على وضع مبالغ ضمان نقدي لدى البنك المركزي في صنعاء تحت مسمى للتراخيص ومزاولة أعمال الصرافة أو تجديده، وتصل المبالغ إلى نحو 150 مليون ريال.

وفي المادة الخامسة أقر القرار الحوثي بإجبار شركات الصرافة على فتح حساب نقدي بالبنك المركزي بصنعاء يخص الحوالات غير المدفوعة، وتقوم الشركات بإيداع مبالغ تلك الحوالات من تاريخ صدور القرار وبنفس العملة والعمولة. إلى جانب موافاة البنك ببيانات الحوالات غير المدفوعة مطلع كل شهر. حيث أكد القرار أن البنك سيفرض عقوبات على الشركات المتخلفة عن تسليم الحوالات غير المدفوعة وبياناتها تصل إلى 200 ألف ريال يمني عن كل يوم تأخير.

كما أعطى القرار الحوثي للبنك الخاضع لسيطرتهم الاستحواذ على نحو 25% من قيمة الأموال التي أودعتها شركات الصرافة في حسابات البنك تحت مسمى ضمان نقدي، وهذا الاستحواذ يأتي تحت مبرر ارتكاب مخالفات أو عدم الالتزام بالنصوص والقوانين المجحفة بحق عمل الصرافة.

ويشير أحد ملاك شركات الصرافة المحلية في صنعاء لـ"نيوزيمن": القرار الحوثي الجديد عبر البنك المركزي ألغى القرار السابق بشأن رأس مال وشركات ومنشآت الصرافة والضمانات النقدية، وكذا نصوص أخرى كانت منظمة للعمل المصرفي بشكل كبير.

وأضاف: إن القرار هو عملية نهب منظمة سيقوم بها البنك المركزي في صنعاء بحق أموال ملاك وأصحاب شركات الصرافة والمنشآت المصرفية، أو الحوالات غير المدفوعة. إلى جانب تضييق الخناق على عمل الصرافة المحلية بهدف السيطرة على هذا القطاع وجعله "حوثياً" بامتياز.

وبحسب المصادر المصرفية فإن القرار يأتي بعد إدراج أميركا وبريطانيا شركات صرافة محلية تخدم الميليشيات الحوثية وترتبط بشركات مالية إيرانية أو وسيطة في لبنان وسلطنة عمان والعراق وطهران. حيث تحاول الميليشيات الحوثية إحكام السيطرة على هذا القطاع لمواجهة العقوبات الأميركية والبريطانية التي طالت شبكات التحويل المالي الذي يعتمد عليه الحرس الثوري الإيراني لتمويل الإرهاب في المنطقة.

وركز القرار الجديد بشكل كبير على الحوالات غير المدفوعة ومحاولة سحبها من جميع حسابات شركات الصرافة المحلية إلى حساب تجميعي في البنك المركزي بصنعاء لتكون الأموال الضخمة من تلك الحوالات تحت تصرف القيادات الحوثية بحسب المصادر المصرفية.

ويقول مالك شركة صرافة في صنعاء –رفض الإفصاح عن هويته لـ"نيوزيمن": خلال العام الماضي؛ تم الكشف عن مليارات الريالات ضمن ما بات يعرف بفضيحة "الحوالات المنسية". هذه الحوالات أسالت لعاب القيادات الحوثية بالرغم من إعلان الشركات على أسماء ملاك الحوالات وأن أموالها في حسابات مصرفية باسم شركات الصرافة في بنوك تجارية وأهلية.

وقال المالك: "الميليشيات كانت متورطة مع شركات صرافة محلية أسستها عقب الحرب واستولت على أموال طائلة من الحوالات المنسية، وبعد فضح القضية تحاول القيادات الحوثية تنظيم عملية النهب بصورة نظامية من خلال إجبار الشركات على تسليم تلك الحوالات لحسابات بنكية ستكون مكشوفة لقيادة البنك".

وبحسب خبراء اقتصاديين فإن مشكلة التصرف في أموال التحويلات غير المدفوعة أحد مظاهر الفساد والفوضى التي أسست لها الميليشيا الحوثية في قطاع الصرافة ابتداء من سرقة أرصدة البنوك واستهدافها، حتى إيصالها إلى حالة إفلاس غير معلنة مقابل دعم إنشاء شركات الصرافة حتى وإن كانت لم تستكمل إجراءات التأسيس، أو بدء مزاولة النشاط ولها في هذه الخطوة أهداف تتعلق بأن هذه الشركات لا تلتزم بإجراءات ومعايير الامتثال وبالتالي فإنها بيئة خصبة لعمليات تمويل الإرهاب وتلقي الدعم من الخارج وغسيل الأموال المنهوبة وشرعنتها.

وتتواجد في مناطق سيطرة الحوثيين أكثر من 1300 شركة صرافة، حيث تستغل هذه الشركات التابعة لقيادات حوثية بارزة في صنعاء الانقسام الحاصل في السياسة النقدية والبنك المركزي، وتراجع دور البنوك، للعبث بأموال المواطنين، مع قبول هذه الشركات فتح حسابات للمواطنين، والاحتفاظ بمراكز مالية كبيرة، جعلها تلعب دورا سلبيا في المضاربة بقيمة العملة الوطنية.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: البنک المرکزی القرار الحوثی شرکات الصرافة تحت مسمى فی صنعاء صرافة فی

إقرأ أيضاً:

البنك المركزي يناقش إتاحة فرص التمويل للقطاع الخاص لدفع النمو

في إطار التنسيق المستمر بين الحكومة والبنك المركزي لدعم الاقتصاد الوطني، عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، يوم الاثنين، اجتماعًا مع حسن عبدالله، محافظ البنك المركزي المصري، لمتابعة مؤشرات الاقتصاد الكلي وجهود خفض معدلات التضخم، بالإضافة إلى بحث خطوات تعزيز الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية.

وناقش مدبولي وعبدالله آليات إتاحة فرص التمويل للقطاع الخاص بما يسهم في جذب المزيد من الاستثمارات وزيادة مساهمة القطاع في النشاط الاقتصادي، وهو ما يعد ركيزة أساسية لدفع عجلة النمو الاقتصادي الشامل وتعزيز التنافسية.

كما استعرض الاجتماع الجهود المبذولة لتعزيز احتياطي النقد الأجنبي للدولة، لضمان توفير احتياجات القطاعات الإنتاجية والصناعية ذات الأولوية، بما يدعم استمرار النمو الاقتصادي وتحقيق استقرار الأسواق المحلية.

وصرح المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، بأن اللقاء تضمن مناقشة عدد من المحاور الحيوية المتعلقة بالأداء الاقتصادي لمصر خلال المرحلة الحالية، إلى جانب استعراض تطورات الأوضاع الاقتصادية العالمية وتداعياتها على الاقتصاد المحلي، لاسيما في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة.

وأضاف الحمصاني أن الاجتماع تناول الجهود الحكومية الرامية إلى الحفاظ على زخم برنامج التنمية الاقتصادية، وضمان عدم تأثره بالتطورات الإقليمية والدولية، مع التركيز على تعزيز الاستفادة من الفرص الاقتصادية المتاحة، وتحفيز معدلات النمو عبر تعظيم دور القطاع الخاص.

وخلال اللقاء، استعرض محافظ البنك المركزي نتائج مشاركته في اجتماعات الربيع لمجلس محافظي صندوق النقد والبنك الدوليين، التي أقيمت بالعاصمة الأمريكية واشنطن خلال الفترة من 21 إلى 26 أبريل 2025. 

وأوضح عبدالله أنه التقى بنائب المدير العام لصندوق النقد الدولي لبحث أوجه التعاون المشترك، مشيرًا إلى إشادة مسؤولي الصندوق بجهود مصر في إدارة الملف الاقتصادي، وتقديرهم لالتزام الحكومة المصرية بتنفيذ برنامج الإصلاحات الاقتصادية رغم التحديات العالمية.

وأكد مدبولي خلال الاجتماع أهمية الاستمرار في توفير البيئة الداعمة للنمو الاقتصادي، مع تكثيف الجهود لضمان استقرار الاقتصاد الكلي، وزيادة دور القطاع الخاص باعتباره شريكًا أساسيًا في عملية التنمية الشاملة.

طباعة شارك البنك المركزي دعم الاقتصاد الوطني الدكتور مصطفى مدبولي

مقالات مشابهة

  • بالتزامن مع إنهيار قياسي للريال.. البنك المركزي اليمني يعلن بيع 8 مليون دولار
  • تنبيه هام من البنك المركزي اليمني.. تعرف على التفاصيل
  • البنك المركزي اليمني: فتح مزاد لبيع 30 مليون دولار
  • البنك المركزي يسحب فائض سيولة بقيمة 740.85 مليار جنيه
  • البنك المركزي يناقش إتاحة فرص التمويل للقطاع الخاص لدفع النمو
  • مسؤول في البنك المركزي الأوروبي يوضح مصير سعر الفائدة
  • رئيس الوزراء يلتقي محافظ البنك المركزي لمتابعة عدد من الملفات
  • البنك المركزي يكثف من عمليات قبول العائد المنخفض على أذون الخزانة
  • البنك المركزي المصري يجمع 984.9 مليون دولار في عطاء أذون الخزانة الدولارية
  • البنك المركزي: انخفاض العائد على أذون الخزانة وطرح عطاء دولاري غداً