دراسة: هذا ما يحدثه الصيام لفترة طويلة في أعضاء الجسم.. تغيرات كبيرة
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
نشر موقع "نيوز ميديكال"، تقريرا من جامعة كوين ماري في لندن، كشف أن نتائج أبحاث جديدة أوضحت أن الجسم يخضع لتغيرات منهجية كبيرة عبر أعضاء متعددة خلال فترات الصيام الطويلة.
وتظهر النتائج، وفقا للتقرير الذي ترجمته "عربي21"، دليلا على الفوائد الصحية التي تتجاوز فقدان الوزن، ولكنها تظهر أيضا أن أي تغييرات محتملة في الصحة يبدو أنها تحدث فقط بعد ثلاثة أيام دون طعام.
وتعمل الدراسة، التي نشرت في مجلة Nature Metabolism، على تعزيز فهمنا لما يحدث في جميع أنحاء الجسم بعد فترات طويلة دون طعام.
من خلال تحديد الفوائد الصحية المحتملة من الصيام والأساس الجزيئي الأساسي لها، يقدم باحثون من معهد أبحاث جامعة كوين ماري للرعاية الصحية الدقيقة (PHURI) والمدرسة النرويجية لعلوم الرياضة خريطة طريق للأبحاث المستقبلية التي يمكن أن تؤدي إلى تدخلات علاجية. بما في ذلك الأشخاص الذين قد يستفيدون من الصيام ولكن لا يمكنهم الخضوع للصيام لفترات طويلة أو محاكاة الصيام، مثل الأنظمة الغذائية الكيتونية.
على مدى آلاف السنين، طور البشر القدرة على البقاء بدون طعام لفترات طويلة من الزمن. يمارس الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم الصيام لأغراض طبية وثقافية مختلفة، بما في ذلك الفوائد الصحية وفقدان الوزن. منذ العصور القديمة تم استخدامه لعلاج أمراض مثل الصرع والتهاب المفاصل الروماتويدي، وفقا للتقرير.
أوضح التقرير أنه أثناء الصيام، يغير الجسم مصدر ونوع الطاقة، فيتحول من السعرات الحرارية المستهلكة إلى استخدام مخزون الدهون الخاص به. ومع ذلك، بخلاف هذا التغيير في مصادر الوقود، لا يُعرف سوى القليل عن كيفية استجابة الجسم لفترات طويلة دون طعام وأي آثار صحية - مفيدة أو ضارة - قد يكون لها ذلك. توفر التقنيات الجديدة التي تسمح للباحثين بقياس آلاف البروتينات المنتشرة في الدم الفرصة لدراسة التكيفات الجزيئية للصيام لدى البشر بشكل منهجي بتفصيل كبير.
وتابع الباحثون 12 متطوعا أصحاء شاركوا في صيام الماء فقط لمدة سبعة أيام. وتمت مراقبة المتطوعين عن كثب يوميا لتسجيل التغيرات في مستويات حوالي 3000 بروتين في دمائهم قبل وأثناء وبعد الصيام. ومن خلال تحديد البروتينات المشاركة في استجابة الجسم، يمكن للباحثين بعد ذلك التنبؤ بالنتائج الصحية المحتملة للصيام لفترات طويلة من خلال دمج المعلومات الجينية من الدراسات واسعة النطاق.
وكما هو متوقع، لاحظ الباحثون أن الجسم يقوم بتحويل مصادر الطاقة – من الجلوكوز إلى الدهون المخزنة في الجسم – خلال أول يومين أو ثلاثة أيام من الصيام. فقد المتطوعون ما متوسطه 5.7 كغم من كتلة الدهون والكتلة غير الدهنية. وبعد ثلاثة أيام من تناول الطعام بعد الصيام، بقي الوزن ثابتا، وانعكس فقدان الكتلة غير الدهنية بالكامل تقريبا، لكن كتلة الدهون التي فقدت لم تعد، حسب التقرير.
ولأول مرة، لاحظ الباحثون أن الجسم يمر بتغيرات واضحة في مستويات البروتين بعد حوالي ثلاثة أيام من الصيام، مما يشير إلى استجابة الجسم بالكامل لتقييد السعرات الحرارية بالكامل. بشكل عام، تغير واحد من كل ثلاثة من البروتينات المقاسة بشكل ملحوظ أثناء الصيام في جميع الأعضاء الرئيسية. وكانت هذه التغييرات متسقة بين المتطوعين، ولكن كانت هناك علامات مميزة للصيام تتجاوز مجرد فقدان الوزن، مثل التغيرات في البروتينات التي تشكل البنية الداعمة للخلايا العصبية في الدماغ.
ونقل التقرير عن مايك بيتزنر، رئيس البيانات الصحية في PHURI والقائد المشارك لمجموعة الطب الحسابي في معهد برلين للصحة في شاريتيه، قوله: "لقد وفرت النتائج التي توصلنا إليها أساسا لبعض المعرفة القديمة حول سبب استخدام الصيام في حالات معينة. وفي حين أن الصيام قد يكون مفيدا لعلاج بعض الحالات، إلا أنه في كثير من الأحيان، لن يكون الصيام خيارا للمرضى الذين يعانون من اعتلال الصحة. نأمل أن توفر هذه النتائج معلومات حول سبب فائدة الصيام في حالات معينة، والتي يمكن استخدامها بعد ذلك لتطوير علاجات يستطيع المرضى القيام بها".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة الصيام الصحة الصحة رمضان الصيام خسارة الوزن المزيد في صحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لفترات طویلة ثلاثة أیام من الصیام
إقرأ أيضاً:
المرأة .. توازن مثالي بين الصيام والأعمال المنزلية
يشهد شهر رمضان المبارك تفاعلًا خاصًا من المرأة في مختلف جوانب الحياة، حيث تسعى لتحقيق التوازن بين التزاماتها الأسرية وعباداتها، مما يعكس قدرتها الكبيرة على إدارة الوقت وتنظيم المهام.
وبين إتقانها للأعمال المنزلية، والمشاركة في الأعمال التطوعية، تسعى المرأة في هذا الشهر إلى أن تكون مصدرًا للعطاء الروحي والمادي وتحقيق توازن دقيق بين تلبية احتياجات أسرتها وبين اغتنام الفرصة للتقرب إلى الله تعالى.
وفي هذا السياق، تتحدث العديد من النساء عن دورهن الفعّال في الشهر الكريم، الذي يشمل التزامهن بالأعمال المنزلية إلى جانب المشاركة في الأنشطة التطوعية.
وتقول فاطمة القيوضية "يعتبر شهر رمضان فرصة للتقرب إلى الله بالعبادات والأعمال الصالحة، فضلاً عن تجديد الروح والجسد. وفي هذا الشهر الكريم، تؤدي المرأة دورًا محوريًا في حياتها اليومية، بدءًا من العبادة وصولًا إلى العطاء الاجتماعي، مما يعكس قدرتها على التكيف مع التحديات والمساهمة الفعّالة في المجتمع. وتضيف فاطمة أنها تقوم بتنظيم وقتها بعناية بين إعداد موائد الطعام لأفراد أسرتها وبين تخصيص وقت للعبادة وزيارة الأرحام.
من جانبها ،ترى ناهد المجرفية، وهي أم تعمل وربة منزل، أن من الضروري أن تضع المرأة خطة مسبقة لأداء الأعمال في رمضان، خاصةً مع كثرة الارتباطات والانشغالات. التوازن بين مسؤوليات الأسرة وتنظيم الأعمال يعد أمرًا أساسيًا، حيث ينبغي تقسيم المهام لتجنب الضغط الكبير. وتؤكد ناهد على أهمية تخصيص وقت أكبر للعبادة خلال رمضان، مشيرة إلى أن العديد من النساء يشهدن تطورًا روحيًا عميقًا، مما يعزز علاقتهن بالله تعالى ويشعرهن بالسلام الداخلي.
وتوضح ناهد أن المرأة في الكثير من الأسر هي التي تضع الأسس الروحية لشهر رمضان، حيث تحرص على أداء السنن مثل صلاة التراويح، وتحث أطفالها على المشاركة في هذه الأجواء الروحية، إضافة إلى تشجيعهم على الإسهام في الأعمال المنزلية وتقسيم المهام بين الجميع.
وتشير زكية البسامية إلى أن تحضير وجبات رمضان يتطلب جهدًا ووقتًا كبيرين، لا سيما في العزائم والإفطارات الجماعية. وتقول إن النساء في هذه الأوقات يشمرن عن سواعدهن بتحضير الطعام الرمضاني بكل حب واهتمام، ويتحملن مسؤولية تجهيز وجبات الإفطار والسحور. تنوع قائمة الإفطار يشمل تحضير الشوربات المختلفة، بالإضافة إلى الأطباق الأخرى مثل الرز مع اللحوم والحلويات. وتؤكد زكية أن النساء يبذلن جهدًا كبيرًا لضمان راحة الأسرة وتحقيق شعائر الشهر الفضيل في أجواء من الدفء والمحبة والمشاركة العائلية.
وبعيدًا عن الأجواء المنزلية، تشارك العديد من النساء في الأنشطة الخيرية والتطوعية خلال شهر رمضان. حيث يقمن بتوزيع الوجبات على الفقراء والمحتاجين، كما يدعمن مشروعات خيرية متنوعة. وتعمل النساء جاهدات لتلبية احتياجات الأسر المحتاجة من طعام وملابس ودعم نفسي. وتزداد وتيرة هذه الأنشطة خلال الشهر الكريم، حيث ترى النساء في ذلك فرصة لمساعدة المجتمع وتحقيق التكافل الاجتماعي.
وتؤدي المرأة دورًا محوريًا في الحفاظ على الروابط العائلية خلال الشهر المبارك، وهو ما أكدت عليه موزة الرواحية. فهي تسعى لتعزيز الروابط الأسرية، سواء من خلال الاجتماعات العائلية على مائدة الإفطار أو تنظيم أنشطة دينية مشتركة بين أفراد الأسرة. تهدف من خلال هذه الأنشطة إلى خلق أجواء إيمانية ووجدانية داخل الأسرة، وتشجيع أفراد العائلة على التعاون والمحبة، فضلًا عن تحفيزهم على زيارة الأرحام والأقارب.
من جانبها، أفادت لطيفة الكندية بأن النساء يواجهن تحديات كبيرة خلال شهر رمضان. فهن يتحملن أعباء إضافية بسبب المسؤوليات العائلية والعمل، ويواجهن تحديات جسدية ونفسية نتيجة ساعات الصيام الطويلة. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هناك صعوبات في التوازن بين العمل، الأسرة، والعبادة. لكنها أكدت أن المرأة بطبيعتها قادرة دائمًا على التكيف والتغلب على هذه التحديات بعزيمة قوية، مشيرة إلى ضرورة تكاتف جميع أفراد الأسرة للعمل معًا لإنجاز المهام في وقت أقل وبجهد أقل.
وقالت رحمة المقبالية إن الدعم النفسي والمعنوي يعد من الأمور الأساسية التي تساعدها على تجاوز جميع التحديات والصعوبات التي قد تواجهها، موضحة أن جهود المرأة في شهر رمضان لا تقتصر على الأدوار التقليدية فقط، بل تتجلى في تنوع مهامها وتفانيها في خدمة أسرتها ومجتمعها. وأكدت أن قوة المرأة تتجسد في قدرتها على الجمع بين العبادة والعناية بالعائلة والمشاركة المجتمعية من خلال الأعمال التطوعية والخيرية.