التأثير الاجتماعي للفن المصري في الميزان.. منى زكي تدافع: الدراما تنشر التوعية وتعزز الانتماء وتقدم المتعة والترفيه.. سلوى عثمان: تعكس القيم والتقاليد الثقافية للمصريين
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
تأثير الدراما التلفزيونية والسينمائية والمسرح ومنصات السوشيال ميديا على المجتمع المصري كبير، سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا، ومن الضروري أن يكون الفرد واعيًا لهذه التأثيرات وأن يختار بحذر الأعمال التي يشاهدها هو وعائلته، ولذلك يجب على صانعي الدراما أن يدركوا مسؤوليتهم تجاه المجتمع وأن يقدموا أعمالًا تسهم في بنائه وتطوره.
تعتقد الفنانة منى زكي أن الدراما التلفزيونية لها تأثير كبير إيجابي في المجتمع، حيث تسلط الضوء على قضايا اجتماعية هامة مثل الفقر والفساد والظلم. تقدم التثقيف من خلال تقديم معلومات تاريخية وثقافية، وتعزز الشعور بالانتماء الوطني. كما تروج للترفيه والمتعة، وتحاول تغيير بعض السلوكيات السلبية في المجتمع من خلال عرض نماذج إيجابية ودعم المواهب الشابة.
وأضافت لـ"البوابة نيوز": الدراما المصرية لها دور هام في التوعية بالقضايا الاجتماعية مشيرة إلى أن بعض الأعمال الدرامية المصرية تُعاني من بعض السلبيات، مثل التركيز على الإثارة والتشويق على حساب المضمون وتطالب: بضرورة وجود تنوع في الأعمال الدرامية المصرية لضمان تلبية احتياجات جميع أفراد المجتمع، وتقول: من المهم أن يكون هناك وعي مجتمعي بمخاطر بعض الأعمال الدرامية، وأن يتم التركيز على تقديم أعمال تُساهم في بناء المجتمع.
وتقول الفنانة سلوى عثمان لـ"البوابة نيوز": إن الدراما المصرية تعكس قيم وتقاليد الثقافة المصرية في جوانب مختلفة من الحياة، مما يساهم في تشكيل الهوية الوطنية للمجتمع، كما أنها تسلط الضوء على التحديات والقضايا الاجتماعية التي يواجهها المجتمع المصري، وتسهم في زيادة الوعي بشأنها بشكل مستمر وبسيط.
الطب النفسيوقال الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي فى مستشفى القوات المسلحة والدفاع الجوي لـ"البوابة نيوز": للدراما للأسف تأثيرات السلبية مثل نشر العنف عن طريق الترويج للعنف كوسيلة لحل المشكلات، وتشويه الواقع: قد تُقدم صورة غير واقعية عن المجتمع،ونشر الأفكار السلبية: قد تُروج لأفكار سلبية مثل الفردية واللامبالاة،وتأثيرها على سلوكيات الشباب: قد تُؤثر سلبًا على سلوكيات الشباب وتُشجع على السلوكيات الخاطئة، وإهمال القيم والأخلاق: قد تُهمل بعض الأعمال القيم والأخلاقيات حول دور الفرد في مواجهة التأثيرات السلبية قائلا:إن الوعي بالتأثيرات السلبية للدراما التلفزيونية والسينما، والانتقاء: يجب أن ينتقي الفرد الأعمال التي يشاهدها بعناية،والتحليل النقدي لمحتوى الأعمال التي يشاهدها فكريًا، والمناقشة لمحتوى الأعمال التي يشاهدها مع الآخرين.
وأشار "فرويز" لمدى تأثيرات الدراما في تعزيز الهوية والشعور بالانتماء إلى الثقافة المصرية التاريخية المتميزة عن كل ثقافات العالم من خلال عرض قصص وأفكار تعبر عن قيمنا الاصيلة او تغيير الهوية للأفضل من خلال عرض نماذج جديدة للسلوك والتفكير آو تشكيل الهوية في مراحل عمرية مبكرة، من خلال عرض نماذج يُحتذى بها وتعزيز التنوع الثقافي من خلال عرض قصص من ثقافات مختلفة تتوافق مع هويتنا المصرية الى حد كبير، والتأثير على القيم من خلال عرض سلوكيات تُشجع على قيم إيجابية معينة وتثبط قيم أخرى
وأشاد بدور الدراما التلفزيونية والسينما ومنصات السوشيال ميديا الدرامية في بناء المجتمع: نشر الوعي لدى المشاهد حول القضايا المهمة مثل حقوق الإنسان والبيئة،وتعزيز القيم الإيجابية التى تعزز التسامح والاحترام والعدالة، ودعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والحفاظ على الهوية الثقافية المميزة للمجتمع
تأثيراتها الإيجابيةترى الأديبة الصحفية سكينة فؤاد مستشار رئيس الجمهورية لأن الدراما المصرية لها تأثيرات ايجابية كبيرة على المجتمع المصري، خاصة في تشكيل القيم والسلوكيات، مشيرة إلى: أن الدراما المصرية تُعاني من بعض السلبيات، مثل التركيز على العنف والجريمة والرومانسية المبالغ فيها.
وتسرد لـ"البوابة نيوز": كتبت في روايتي "ليلة القبض على فاطمة" ما أوصل الأمانة من أجل تحريك الواقع وتنبيه الناس وتبصيرهم من خلال الدراما مدى معاناة الامهات الارامل وهمومهم ولم يكفني وضع الكلمات على الورق، فاستكملتها بالحركة على الأرض لتنفيذ ما آمنت به وسعيت إليه. أؤمن بأن الكلمة فعل نضال ومقاومة،. لقد حملت الكلمة أمانة من أجل صناعة المجتمع، وتطالب بضرورة وجود رقابة على الدراما المصرية لضمان تقديم أعمال تُساهم في بناء المجتمع.
وتؤكد: أن الدراما المصرية تُشكل عنصرًا هامًا في تكوين الشخصية المصرية مشيرة إلى: أن بعض الأعمال الدرامية المصرية تُعاني من بعض السلبيات، مثل نشر العنف والأفكار السلبية وتطالب بضرورة وجود وعي مجتمعي بمخاطر بعض الأعمال الدرامية.
تشكل الرأى العامويؤكد السيناريست محمد دياب في حديثه لـ"البوابة نيوز" على أهمية الدراما المصرية في تأثيرها الكبير على المجتمع المصري، وخاصة في تشكيل الرأي العام. يشير إلى أن الدراما المصرية تعاني من بعض السلبيات، مثل التركيز على القضايا السطحية، ويطالب بضرورة وجود حرية إبداعية في هذا المجال لضمان تقديم أعمال تعكس واقع المجتمع.
كما يؤكد "دياب" على تأثيرات الدراما على هوية الفرد، حيث تنمى لديه الشعور بالانتماء إلى الثقافة المصرية والثقة بالنفس من خلال عرض نماذج إيجابية يحتذى بها. كما يسلط الضوء على أهمية فهم هذه الثقافة بشكل أفضل والتسامح بين مختلف فئات المجتمع. يشير أيضًا إلى دور الدراما في تعزيز الحفاظ على هوية المجتمع والوحدة الوطنية من خلال عرض قصص تُعبر عن قيم مشتركة والتنوع الثقافي. كما يؤكد على أهمية التغيرات الاجتماعية التي يثيرها نقاش قضايا مهمة من خلال الدراما.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدراما التلفزيونية منصات السوشيال ميديا المجتمع المصري الانتماء الوطني الفن المصري نشر التوعية الدراما المصریة ت المجتمع المصری البوابة نیوز بضرورة وجود الترکیز على أعمال ا
إقرأ أيضاً:
أساس التماسك الاجتماعي وبناء الوطن
د. أحمد بن موسى البلوشي
الوحدة الوطنية هي أحد الأسس الراسخة التي قامت عليها سلطنة عُمان منذ القدم، وقد أشاد حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- في خطابه الأخير بتماسك الشعب العُماني ووحدته عبر العصور؛ حيث أكد جلالته أهمية نبذ التعصب والتمسك بالقيم الدينية السمحة التي تجمع الأمة، مُشددًا على أنَّ هذه الوحدة هي العمود الفقري لبناء الوطن وتعزيز مكانته بين الأمم.
وعلى مر العصور، شكلت الوحدة الوطنية العُمانية عنصرًا أساسيًا في صمود سلطنة عُمان أمام التحديات المختلفة. وفي عام 1744، قاد الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي حركة توحيد البلاد؛ مما أرسى أسس دولة مستقرة وقوية. هذه الوحدة لم تكن مجرد تجمع جغرافي؛ بل كانت تعبيرًا عن التكاتف بين مختلف القبائل والمجتمعات تحت راية القيادة الواحدة.
نبذ التعصب بكافة أشكاله يمثل حجر الزاوية في بناء الوحدة الوطنية، وعُمان قدمت للعالم أنموذجًا فريدًا للتسامح والتعايش السلمي. والنهج العُماني، المستند إلى القيم الإسلامية السمحة، يعكس عمق الحكمة والبصيرة في بناء مجتمع متماسك ومتنوع؛ حيث يعيش الجميع في وئام واحترام متبادل، والقيم الوطنية كالتسامح، الإيثار، والعدالة لا تعزز فقط العلاقات بين مكونات المجتمع العُماني، بل تسهم أيضًا في بناء وطن قوي ومزدهر، وعندما يشعر كل فرد بالانتماء والمسؤولية تجاه وطنه، يصبح المجتمع قادرًا على مواجهة التحديات والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق التنمية والازدهار، وتأكيد جلالة السلطان هيثم بن طارق على أهمية الالتزام بهذه القيم يشكل رؤية استراتيجية تسعى لتعزيز مكانة عُمان كدولة تحترم التعددية وتدعو إلى التعايش السلمي. هذا النهج يجعل من عُمان مثالًا يُحتذى به، ليس فقط على المستوى الإقليمي، بل على الصعيد الدولي، في نشر قيم التفاهم والسلام.
وفي عالم يشهد تغيرات اقتصادية وسياسية متسارعة، تصبح الوحدة الوطنية صمام الأمان الذي يحمي المجتمع من التشتت ويمنحه القوة للتغلب على الأزمات، وبالرغم من التحديات التي تواجهها عُمان، مثل البطالة، والتغير المناخي، والتحولات الاقتصادية، فإنَّ روح الوحدة والتعاون بين القيادة والشعب العُماني تقدم أنموذجًا ملهمًا في تحويل المحن إلى فرص. هذه الروح تمكّن المجتمع من تبني استراتيجيات مبتكرة ومبادرات خلاقة تُسهم في تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق رؤية "عُمان 2040". لذلك، يصبح دور كل فرد في المجتمع؛ سواء كان في قطاع التعليم، الاقتصاد، أو حتى العمل التطوعي، محوريًا في تعزيز هذه الوحدة وتحقيق الأهداف الوطنية، مما يجعل التحديات فرصة لإبراز قوة التماسك وروح الانتماء.
الوحدة ليست مجرد مفهوم نظري؛ بل هي شعور يتجسد في التعاون، الاحترام المتبادل، والعمل الجماعي لتحقيق رؤية مُشتركة، وتمسك العُمانيين بقيمهم وتقاليدهم السمحة، التي عززتها القيادة الحكيمة، يعكس قوة النسيج الاجتماعي وروح الانتماء الوطني، والتأكيد على دور كل فرد في الحفاظ على الوحدة الوطنية هو أمر حاسم؛ فالتعليم، والإعلام، والمؤسسات الاجتماعية تلعب دورًا كبيرًا في ترسيخ هذا الوعي، ليصبح الجميع شركاء في تحقيق مستقبل زاهر لعُمان. ولذلك فإن رؤى جلالة السلطان- حفظه الله- تقدم خارطة طريق واضحة لما يمكن أن نحققه عندما نعمل معًا بروح الفريق الواحد.