طوابير لا تنتهي من أجل لقمة.. معاناة فلسطينية لتوفير وجبة لأبنائها
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
في مدرسة "ذكور جباليا" بمخيم جباليا في شمال قطاع غزة تقف نجلاء أبو عمشة برفقة المئات من النساء والأطفال، وتحمل بيدها وعاء بلاستيكيا في انتظار حصولها على حساء مكون من الجزر والبطاطا.
ووسط طابور طويل يترنح فيه الفلسطينيون تنتظر أبو عمشة (41 عاما) نصيبها من الطعام لهذا اليوم، لإطعام أطفالها الجوعى في إحدى المدارس التي تقدم وجبات غذائية مجانية.
وتسعى هذه المرأة الفلسطينية بكل جهد إلى تأمين القليل من الطعام لزوجها المصاب وأطفالها الخمسة، في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة وتفشي المجاعة بمحافظات شمال القطاع.
ووسط الازدحام الهائل من النازحين في المدرسة لا تعرف أبو عمشة -التي يظهر على جسدها الضعف- ما إذا كانت ستحصل على قسم من الطعام أم لا، فندرة الغذاء وكثرة المحتاجين يجعلان من الصعب إن لم يكن مستحيلا توفير الغذاء للجميع.
وقد يعيد اليوم لها ذكريات يوم أمس عندما انتظرت لفترة طويلة دون جدوى، حيث لم يكف الطعام عندما وصل دورها.
ويعتصر الحزن العميق قلب أبو عمشة الفلسطينية لعدم تناول أطفالها الطعام منذ أمس الأربعاء، إذ اضطروا إلى النوم ببطون خاوية، وهي تقف أمامهم عاجزة لا يمكنها أن تقدم لهم شيئا يسد رمقهم.
الحصول على وجبة في غزة أضحى عزيز المنال بسبب الحصار الإسرائيلي (وكالة الأناضول) حياة ليست كالحياةويعمل فلسطينيون في مدرسة "ذكور جباليا" على توفير الطعام المجاني للنازحين، وذلك باستخدام ما يتوفر في أسواق الشمال من مواد غذائية، وذلك بفضل دعم المحسنين في المناطق الشمالية وغيرها.
ويشح الدقيق والقمح وحتى طعام الحيوانات في أسواق شمال قطاع غزة، حيث يعتمد السكان على القليل من الخضروات التي غالبا ما تكتسي بطبقات من العفن.
وبسبب نقص الطعام في محافظات شمال قطاع غزة فإنه ليس من المتوقع استمرار توفير الوجبات المجانية في مدرسة النازحين خلال الأيام القادمة، بحسب أبو عمشة.
وتحلم المرأة الفلسطينية بأن تعيش حياة مثل باقي نساء العالم بحيث يتناول أطفالها الطعام الجيد والسليم، ليساعد في بناء أجسادهم بشكل صحي.
ووصفت أبو عمشة أوضاع الفلسطينيين في مدارس النزوح بشمال قطاع غزة بـ"المأساوية"، مبدية استياءها من الدول العربية التي لم تقدم المساعدات إلى أهالي شمال القطاع.
وقالت أبو عمشة "وضعنا مأساوي جدا وغير متوقع، حيث لا يوجد الأرز ولا الطحين ولا السكر، وأسعار حفاضات الأطفال مرتفعة جدا".
وأضافت الفلسطينية النازحة من منطقة بيت حانون "نحن نموت جوعا في شمال قطاع غزة، لا يمكننا الاستمرار في هذه المعاناة والحرب".
وتابعت "ننتظر طويلا في طابور طويل لنحصل على القليل من الطعام لأطفالنا الجائعين".
انتشار الأمراض
وأشارت أبو عمشة إلى أن عائلتها تعاني من وضع مأساوي، حيث توجد حالات مرضية وشهداء، وأطفالها ينتظرونها بفارغ الصبر لتحضر الطعام.
وقالت "الأمر ليس بالسهولة في شمال قطاع غزة، حيث ينتشر المرض، والمياه التي نشربها ملوثة".
وبحزن أضافت "لقد وصلت الأمور إلى درجة أننا اضطررنا للجوء إلى تناول طعام الحيوانات".
وبسبب الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي اضطر سكان قطاع غزة للجوء إلى تناول أعلاف الحيوانات بعد نفاد مخزون القمح والدقيق.
ومنذ بدء حربها المدمرة على القطاع منذ نحو 5 أشهر قطعت إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن قطاع غزة، وتركت نحو 2.2 مليون فلسطيني يعانون أوضاعا إنسانية كارثية.
وتفرض إسرائيل حصارا خانقا على مدينة غزة وشمال القطاع، وتمنع وصول أي مساعدات غذائية إلى سكان هذه المناطق، مما أدى إلى نفاد كل ما يملكونه من طعام ومياه صالحة للشرب.
وفي 13 يناير/كانون الثاني الماضي قال المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة إن "الموت يهدد نحو 800 ألف نسمة في محافظتي غزة والشمال بسبب استمرار سياسة التجويع والتعطيش التي ينتهجها الجيش الإسرائيلي بحقهم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شمال قطاع غزة من الطعام أبو عمشة
إقرأ أيضاً:
النازحون يعودون إلى جباليا.. أكثر المدن التي ذاقت ويلات عدوان الاحتلال
عرضت قناة “إكسترا نيوز”، تقريرًا تلفزيوني بعنوان، :"النازحون يعودون إلى جباليا.. أكثر المدن التي ذاقت ويلات عدوان الاحتلال"، يسلط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بعد العودة إلى منازلهم المحطمة.
معاناة الشعب الفلسطيني في جباليا: الآليات الإسرائيلية تبدأ الانسحاب من جباليا شمال قطاع غزة (فيديو) إصابة 8 جنود من جيش الاحتلال جراء انفجار عبوة ناسفة في جبالياوقال التقرير التلفزيوني الذي عرضته قناة “إكسترا نيوز”، إنه في رحلة العودة إلى الديار تعددت القصص والمشاهد في قطاع غزة، إذ أنه بعد سريان وقف إطلاق النار هرع كل نازح ومشرد داخل القطاع إلى منزله، منهم من ظل قائما ونجى من ضراوة العدوان وآخر سوي بالأرض وتاهت ملامح البيت عن ساكنيه.
وأضاف: “أمل أبو عيطة واحدة من مئات الآلاف من الحالات المنكوبة التي شردت هي وأسرتها أكثر من مرة، مع توسع العدوان الإسرائيلي ومطاردته النازحين الفلسطينيين في كل مكان، عادت إلى منزلها في جباليا التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي وحول المدينة إلى أكوام من الركام والأطلال”.
وتابع: “حالة الذهول التي أصابت النازحين العائدين إلى جباليا بعد ما اكتشفوا حجم الدمار الذي لحق بالمنازل والأحياء كانت ممزوجة ببصيص من الأمل يدفعهم للبقاء والتمسك بأرضهم حتى وإن أقاموا في خيام على أنقاض منازلهم، لذا فهي جدران محطمة ومباني مدمرة لكنها تظل البيت والوطن الذي يتمسك به الفلسطينيين مهما اشتدت قساوة الظروف وطغي المحتل في عدوانه وبطشه”.