أسوأ 10 أمراض نفسية قد تقلب حياة المصابين بها!
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
قد تقلب حياة ملايين الناس رأسًا على عقب! فالأمراض النفسية منتشرة على نطاق واسع في مختلف أنحاء العالم. ولكن ما هو المرض الذي يعتبر "الأسوأ" منها؟ ورغم أن الجواب ليس سهلًا، لأن المعاناة المصاحبة له تتعلق بعدة عوامل منها شدة الأعراض وظروف المصاب وطبيعة حياته اليومية، إلا أن مجلة "فيتال" الألمانية أوردت قائمة بأسوأ 10 أمراض نفسية وعلاجها.
1. الفصام
يؤدي اضطراب الفصام إلى الأوهام والهلوسة والارتباك. ويمكن أن يؤثر بشدة على حياة المصابين وأحبائهم، وغالباً ما يتطلب علاجًا طويل الأمد. ويمكن أن يتطور الفصام ويصبح على شكل نوبات، مع فترات من الهدوء والانتكاس. يشمل العلاج عادةً مضادات الذهان والعلاج النفسي والدعم الاجتماعي.
2. اضطراب ثنائي القطب
التقلبات المزاجية الشديدة بين الهوس والاكتئاب هي ما يميز هذا المرض. ويمكن أن تكون مراحل الهوس في الاضطراب ثنائي القطب مصحوبة بالنشوة والمخاطرة والأرق، في حين أن الاكتئاب يسبب الحزن العميق والفتور واليأس. يمكن علاج الاضطراب ثنائي القطب بشكل فعال بالأدوية والعلاج النفسي. يعد التشخيص والعلاج المبكر أمرًا مهمًا لتقليل شدة النوبات والضعف المرتبط بها.
3. اضطراب الشخصية الحدية
اضطراب الشخصية الحدية (BPD) هو مرض نفسي معقد يتجلى في الاندفاع والعلاقات غير المستقرة وإيذاء النفس. غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية من مشاعر شديدة ويعانون من شعور مستمر بالفراغ الداخلي. غالبًا ما يتطلب التغلب على هذه التحديات دعمًا علاجيًا متخصصًا.
4. اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
يمكن أن يحدث اضطراب ما بعد الصدمة بعد تجربة مؤلمة مثل وقوع حادث أو عمل عنيف أو كارثة طبيعية. ويعاني المتضررون من ذكريات الماضي والكوابيس والقلق ونوبات الذعر. يمكن علاج اضطراب ما بعد الصدمة بشكل فعال عن طريق العلاج النفسي و الأدوية. يهدف العلاج إلى معالجة الذكريات المؤلمة وتقليل أعراض القلق.
5. الاكتئاب
يتميز الاكتئاب بالحزن المستمر والخمول وفقدان الاهتمام. يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات النوم وفقدان الشهية وصعوبة التركيز. ويعد الاكتئاب المرض النفسي الأكثر شيوعًا ويمكن علاجه بشكل فعال بأشكال مختلفة من العلاج، مثل مضادات الاكتئاب والعلاج النفسي.
6. اضطراب الوسواس القهري
الأفكار والأفعال المتكررة (الهواجس والأفعال القهرية) تميز اضطراب الوسواس القهري. ويعاني المصابون من أفكار مزعجة ويشعرون بأنهم مجبرون على القيام بطقوس معينة، على سبيل المثال عندما يضطرون إلى الاغتسال المتكرر. يمكن علاج اضطراب الوسواس القهري بفعالية باستخدام العلاج السلوكي المعرفي أو الأدوية. يهدف العلاج إلى تقليل الأفكار والأفعال القهرية وتحسين نوعية حياة المصابين.
7. اضطرابات القلق
يمكن لأشكال مختلفة من اضطرابات القلق مثل اضطراب القلق العام واضطراب الهلع واضطراب القلق الاجتماعي أن تحد بشدة من حياة المصابين. إنهم يعانون من القلق المستمر ونوبات الهلع.
8. اضطرابات الأكل
يعد فقدان الشهية (فقد الشهية) و"اضطراب النهم للأكل"، والذي يعرف باضطراب الشراهة عند تناول الطعام، أمثلة على اضطرابات الأكل المرتبطة بصورة الجسم المضطربة وسلوك الأكل غير الصحي. غالبًا ما يعاني المتضررون من مشاعر العار والعزلة الاجتماعية. تعتبر اضطرابات الأكل صعبة بشكل خاص لأن المصابين بها لا يستطيعون البقاء على قيد الحياة بدون طعام (المادة المسببة للإدمان غالبًا). وعلى عكس الأشخاص المدمنين على الكحول، لا يمكنك أن تعيش ممتنعًا تمامًا. العلاج النفسي يساعد عادة.
9. الإدمان
يمكن أن يؤدي الإدمان على الكحول أو المخدرات أو القمار أو غيرها من المواد إلى مشاكل صحية خطيرة وصعوبات اجتماعية وصعوبات مالية. يمكن علاج الإدمان بشكل فعال بأشكال مختلفة من العلاج، مثل برامج الانسحاب.
10. الاحتراق النفسي (Burn-out)
هو حالة من الإرهاق التام الناجم عن الإجهاد المزمن. يتم استنفاد احتياطيات الطاقة في الجسم وتنهار الصحة الجسدية والنفسية. أعباء العمل وضغط الوقت والسعي للكمال وعدم الاعتراف يمكن أن تؤدي إلى الإجهاد المزمن، والذي يعتبر سببًا للاحتراق النفسي.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: حیاة المصابین العلاج النفسی یمکن علاج بشکل فعال یمکن أن علاج ا غالب ا
إقرأ أيضاً:
هل العنصرية اضطراب نفسي؟
بدر بن خميس الظفري
@waladjameel
نتابع ما بدأناه من سلسة مقالات تبحث ظاهرة العنصريّة، ونسلط الضوء في هذا المقال على جانب أكثر عمقًا في هذه الظاهرة، وهو ما إذا كانت العنصريّة تندرج ضمن إطار الاضطرابات النفسية التي تستوجب علاجًا نفسيًا أم أنها ظاهرة اجتماعية وثقافية مكتسبة تحتاج إلى معالجة من نوع آخر.
يُثار هذا الموضوع في الأوساط العلمية والنفسية بشكل متكرر، خصوصًا مع ظهور حالات شديدة من التمييز والكراهية التي قد تصل أحيانًا إلى ارتكاب جرائم عنصرية مؤلمة. فقد شهد المجتمع، على سبيل المثال، تعرض الكثير من الفتيات لاعتداء جسدي ونفسي وهجرٍ أبدي من قبل أهلهنّ وذويهنّ عندما قررن الارتباط بالزواج بشخص يزعم المجتمع أنهم متفوقون عليه نسبا وعرقا، وقد وصلت المسألة في بعض الحالات إلى القتل أو على الأقل التهديد بالقتل للرجل والمرأة.
وتكمن حساسية الموضوع في كونه يتجاوز حدود البحث العلمي إلى نطاق المسؤولية القانونية والأخلاقية التي تقع على عاتق العنصريين. بعض علماء النفس اقترحوا أن الحالات الشديدة من العنصرية قد تكون مظهرًا من مظاهر اضطرابات نفسية عميقة، كاضطرابات الشخصية أو الاضطراب الوهامي، الذي يجعل المصاب به يرى العالم من خلال عدسة مشوهة ومضللة، تدفعه إلى الاعتقاد بأن عرقه هو المتفوق وأن بقية الأعراق تشكل تهديدًا وجوديًا له.
في هذا السياق، قدم الدكتور ألفين بوسانت الأستاذ في جامعة هارفارد، رؤية علمية قوية حول هذا الأمر؛ إذ يرى بوسانت أن التحيز العنصري المفرط والمتطرف هو نتاج لأفكار وهامية تستدعي تدخلًا نفسيًا علاجيًا يساعد المصاب بها على مواجهة هذه الأفكار وتصحيحها، وأن مثل هذه الأفكار العنصرية الوهمية ترتبط بشكل وثيق مع اضطرابات نفسية معروفة لدى المختصين النفسيين، مثل الاضطراب الوهامي واضطرابات الشخصية النرجسية والشخصية المعادية للمجتمع. يوضح بوسانت أن الشخص الذي يتبنى معتقدات متطرفة بشأن تفوق عرقه أو الخطر الذي تشكله الأعراق الأخرى عليه، يعاني غالبًا من خلل عميق في إدراكه للواقع، ويعيش في حالة دائمة من القلق والتوتر والخوف من الآخر، الأمر الذي يستوجب تدخلاً علاجيًا نفسيًا من خلال جلسات نفسية مكثفة تساعده على إدراك الأسباب الكامنة وراء معتقداته وتصحيحها تدريجيًا.
إضافة إلى طرح بوسانت، يُشير بعض الباحثين الآخرين إلى أن العنصرية لها جوانب نفسية واضحة، لكنها في الغالب تعكس البيئة الاجتماعية التي ينشأ فيها الفرد. إذ تؤكد الدراسات النفسية والسياسية أن العنصرية ترتبط بشكل كبير بسمات الشخصية المتسلطة والمتشددة فكريًا، والتي تنشأ بسبب البيئة الاجتماعية والتربوية والثقافية، وفقًا لما قدمه الباحث حسام الدين فياض في مقالته «العنصرية في ضوء نظريات علم النفس السياسي»، المنشورة على موقع مؤسسة مؤمنون بلا حدود. يرى فياض أن التعصب العنصري هو نتاج تفاعل بين الفرد والبيئة، وأن السمات الشخصية مثل التسلطية والدوغمائية تتشكل وتتطور من خلال السياق الاجتماعي الذي يعيش فيه الفرد.
ومن جانب آخر، أوضحت بعض الدراسات في مجال علم النفس التطوري وعلم الأعصاب أن لدى البشر نزعة طبيعية نحو الانحياز للجماعة التي ينتمون إليها، وأنّ هذه النزعة قد تتحول إلى سلوك عنصري نتيجة عوامل ثقافية واجتماعية محددة. وتوضح الباحثة سحر محمد في مقال «العنصرية من وجهة نظر العلم»، المنشور على موقع منظمة المجتمع العلمي العربي، أن الشعور بالانتماء للجماعة جزء من التكوين البيولوجي والتطوري للبشر، لكن التعبير عن هذا الشعور بصورة عنصرية أو عدائية هو في الواقع سلوك مكتسب من البيئة الاجتماعية والثقافية المحيطة بالفرد.
ورغم أهمية الطروحات السابقة، واجهت فكرة اعتبار العنصرية اضطرابًا نفسيًا انتقادات وتحفظات واسعة من قبل خبراء آخرين. إذ يرى هؤلاء الخبراء أن تصنيف العنصرية كاضطراب نفسي قد يقود بشكل أو بآخر إلى إيجاد حالة من التعاطف أو التساهل القانوني مع مرتكبي الجرائم العنصرية، وإلى التعامل معهم باعتبارهم مرضى يحتاجون للعلاج وليسوا مجرمين يستحقون العقاب. إلّا أنَّ التخوُّف الأساسي هنا هو أن يتحول التشخيص النفسي إلى ذريعة تُستعمل للهروب من العقاب القانوني، مما يؤدي إلى إضعاف المساءلة القانونية وتراخي الجهود المجتمعية في مواجهة العنصرية.
وإضافة إلى ذلك، يؤكد علماء الاجتماع والنفس أن العنصرية في معظم الحالات تُكتسب من خلال البيئة الاجتماعية والتربوية والثقافية التي يعيش فيها الفرد، وبالتالي هي ظاهرة اجتماعية يمكن علاجها من خلال تغيير البيئة التي أنتجتها وتعزيز قيم الحوار والتسامح والتعايش بين مختلف الأعراق والثقافات. ومن هنا، تبرز الحاجة إلى استراتيجيات تربوية وتوعوية وقانونية لمكافحة هذه الظاهرة، وتصبح المسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والإعلام والمجتمع المدني بأكمله.
من جانب آخر، لا ينبغي إغفال الأبعاد النفسية الحقيقية التي تتركها العنصرية على ضحاياها. فتجارب التعرض للعنصرية والتمييز بشكل مستمر تؤدي إلى آثار نفسية عميقة مثل القلق والاكتئاب والشعور بالدونية والإحباط، مما يجعل مكافحة العنصرية ضرورة نفسية ملحة بقدر ما هي مسؤولية اجتماعية وقانونية.
وبالنظر إلى كل هذه الجوانب، فإن العنصرية تُعد من الظواهر الاجتماعية المعقدة التي يصعب اختزالها في إطار واحد فقط، فهي تجمع بين الجوانب النفسية والاجتماعية والقانونية والثقافية بشكل متشابك ومتداخل. والتعامل مع العنصرية كاضطراب نفسي قد يكون مناسبًا في حالات محددة جدًا تتسم بالتطرف والشدة، لكن من الضروري أن يكون هذا التعامل حذرًا ومتوازنًا، كي لا يتحول إلى وسيلة لإعفاء العنصريين من مسؤولية أفعالهم.
إنَّ الحلول الجذرية للعنصرية تكمن في بناء ثقافة مجتمعية متسامحة، تُقدّر التنوع وتحترم الاختلاف، وتسعى لمعالجة أي شكل من أشكال التمييز فور ظهوره، لأن العنصرية ليست مشكلة تخص فئة أو جماعة واحدة فقط، إنما هي قضية مجتمعية عامة تؤثر في حياة الجميع، سواء كانوا ضحايا أم مرتكبين.