عمر البشاري

دعونا نحاكم مقولات الوليد التي أثارت حنق محمد جلال هاشم بناءاً على طروحات ماكس فيبر وهو مرجعية محمد جلال هاشم في انحيازه لأحد طرفي النزاع الحالي وهو الجيش ومعاداته المطلقة للدعم السريع…
اطروحة فيبر الرئيسة تتكلم عن الغرب كمهد لعملية عقلنة شاملة للحياة الإنسانية …
فالبروتستانتية كبنية ثقافية تمثل لب طرحه الفلسفي وأساسه كنقيض لمادية ماركس التاريخية…وهي عملية عقلنة للدين قادت لعقلنة شاملة في النسق الحياتي الاجتماعي الاقتصادي الغربي…
قادت لعقلنة السياسة فيما يسمى بالديمقراطية
وعقلنة الاقتصاد فيما يعرف بالرأسمالية
وعقلنة الإدارة ونظم الحكم عبر البيروقراطية…
يساريو السودان من محمد جلال هاشم إلى عبدالله علي ابراهيم الى معتصم اقرع والواثق كمير تركوا انسانيات ماركس القائمة على جدل المادية التاريخية والناقدة للدولة والعشيرة والتنظيمات الاجتماعية التي تحد من الحرية الفردية لصالح الجماعة وتهبط بأحلام الفرد وآماله وقدراته وطموحاته الرحيبة اللامحدودة إلى واقع الضروريات المادية الاجتماعية…
وهرعوا إلى ماكس فيبر الراعي الأول للدولة الدينية ( البروتستانتية) المعلمنة كتبرير شكلي يساند واقع تقليدي جهوي عرقي لهيمنة الدولة (الإسلامية السودانية) الدينية التافهة وممارسات جيشها القهرية في إبادة وتطهير الجماعات والمجموعات السكانية السودانية والتي لن يكون آخرها العطاوة جماعة الوليد عبر القصف العشوائي بالطيران الحربي لمدنيين عزل لا ذنب لهم سوى تهمة كونهم حواضن إجتماعية للدعم السريع الذي أنشأه ورعاه ذات الجيش وزد على ذلك قمع حريات الافراد مثل (شيخ الأمين) راعي العمل الانساني والقائم بدورها(الدولة) في غيابها تجاه الناس وأيضاً التنظيمات السياسية مثل (جماعة تقدم) الساعية لوقف الحرب وصيانة حياة الناس واستعادة ترتيب أمر الدولة المنهارة بشكل جديد …
وهذه النقطة الأخيرة هي الأساس الذي أقام عليها الوليد نقده للدولة السودانية وهي على خلاف ما أراد فيبر في طرحه الشامل للبروتستانتية كانعكاس لعقلنة الحياة الغربية بدءاً من الثقافة والدين خلاف مادية ماركس التاريخية…
مثلاً الجيش الذي يعبده اليساريين السودانيين ويبررون انتهاكاته أو يسكتون عنها ويساندونه كمحتكر للعنف وحامي حمى المؤسسات العقلانية المنفذ للقانون في الدولة الفيبرية مقابل الدعم السريع الخطر الذي يهددها بكسر ذلك الاحتكار هو مؤسسة تمثل قمة بيروقراطية الإدارة والتنظيم القائمة على التخصصية وتقسيم العمل المفضي إلى تجويد الأداء وتحسين مردوده وعائده على مجتمع فيبر الرأسمالي العقلاني…
ولكن السؤال هو هل ينطبق هذا على جيش محمد جلال هاشم!!؟
أو على واقعنا الاجتماعي الإقتصادي بعمومه!!؟
والإجابة تستدعي بعض التوسع في شرح وتوضيح مفهوم البيروقراطية
وقد وجدنا لها التعريف التالي في ويكيبيديا
(الدواوينية أو الديوانية (بالإنجليزية: Bureaucracy)‏ وعُرّبت بالبيرُقراطية أو البيروقراطية هي مفهوم يستخدم في علم الاجتماع والعلوم السياسية يشير إلى تطبيق القوانين بالقوة في المجتمعات المنظمة.

وتعتمد هذه الأنظمة على الإجراءات الموحدة وتوزيع المسؤوليات بطريقة هرمية والعلاقات غير الشخصية. وهنالك العديد من الأمثلة على البيرقراطية المستخدمة يومياً: الحكومات، القوات المسلحة، الشركات، المستشفيات، المحاكم، والمدارس. يعود أصل كلمة البيرقراطية إلى بيرو (bureau)، وهي كلمة فرنسية ومعناها مكتب، المستخدمة في بداية القرن الثامن عشر ليس للتعبير عن كلمة مكتب للكتابة فقط بل للتعبير عن الشركة، وأماكن العمل. وكلمة قراطية وهي كلمة مشتقة من الأصل الإغريقي كراتُس (κράτος) ومعناها السلطة والكلمة في مجموعها تعني قوة المكتب أو سلطة المكتب.)
إذن البيروقراطية في نظر فيبر كإدارة عقلانية للدولة تقع على النقيض من النظم الإدارية التقليدية مثل الإدارة الأهلية..عند القبائل
فالادارة االتقليدية عند فيبر تقوم على عوامل غير عقلانية مثل العواطف الدينية الأولية والقبلية والعشائرية والوراثة و الولاء للجماعة وغياب الفردية والمحاباة والمحسوبية…
وعليه إذا حاكمنا دولة محمد جلال هاشم وجيشها بمعايير فيبر البيروقراطية فيما يلي التخصصية وتقسيم العمل والكفاءة من حيث الانضباط في معايير الإختيار والترقي يتجلى لنا ما أراده الوليد مادبو وعلو كعبه ودقة فهمه لعلوم الإدارة والحكم مقارنةً بهاشم…وذلك في نقده الجذري لهذه الدولة في تجنيها على الجماعات الإثنية السودانية مثل البجا النوبة الفور الانقسنا والنيليين سابقاً وإلى جماعة العطاوة ومحاباتها لغيرها من الجماعات الإثنية (الشوايقة) لانحدار الكثير من النخب المهيمنة على الدولة منها، الأمر الذي ترتكز عليه الحملات الشعواء العشوائية الشعوبية ضد الوليد رجل الإدارة الرشيدة والحوكمة العقلانية الدارس لها نظرياً والممارس لها أكاديمياً والمنحدر من بيت له إرثا تليد في نمط عريق من أنماط الإدارة في السودان هو الإدارة الأهلية…وهو ابن لسياسي ضليع ووزير سابق مخضرم ومهندس واداري مميز.
فهذا الجيش مختل في معايير الإختيار والترقي المهني فتعلو قمته عناصر تنتمي إلى أعراق وجهات محددة وتجلس على قاعدته العريضة مجاميع تنتمي إلى جهات واعراق أخرى…
والأنتساب إليه والترقي فيه خصوصاً في حقبة الإنقاذ قام على الولاء السياسي وليس الكفاءة..
وخرج على تخصصه في احتكار العنف بمشاركته مع المليشيات من البراء وكتائب الظل وكافي طيارة إلى شيبة ضرار وتمبور ومني وخليل الى الدعم السريع الذي تمرد عليه وصار أقوى منه ونازعه الحكم في الصراع الحالي وتدخل في السياسة لدرجة التنكر لدوره وخيانة واجباته الدستورية في حماية النظم السياسية الديمقراطية كركيزة لدولة فيبر بممارسته الانقلابات على حكومات ذات شرعيات انتخابية أو توافقية واحتكاره الحكم بغير حق لمدد تجاوزت إثنان وخمسون عاما من عمر الدولة السودانية المعاصرة قمع فيها ورعى عمليات قمع ممنهج للشعوب السودانية من عنبر جودة إلى الجزيرة أبا ومن حلفا التي هجر أهلها الى المناصير الذين أغرق أراضيهم إلى محرقة العطاوة التي يرتب لها حالياً إلى نمولي والجنوب الذي قهر سكانه وقتل منهم ما يربو على المليونين وفصله في آخر المطاف ومن بورتسودان إلى دارفور التي مارس فيها الإبادة الجماعية التي راح ضحيتها أكثر من ثلاثمائة ألف نسمة مروراً بقمع أهل النيل الأزرق والجبال…
وتدخل في الإقتصاد من الفحم إلى الذهب إلى اللحم…
وتنازل عن سيادة الشعب على أرضه متوافقا في حلفا ومقهورا ذليلا في الفشقة وحلايب وشلاتين…
وعليه يصح ما ذهب إليه الوليد في أن الحرب الحالية هي دالة ومؤشر في إنهيار الدولة السودانية المعاصرة لتناقصها مع مفهوم الدولة الفيبرية الذي يرتكز عليه هاشم وتجاوز نظرته (هاشم) القاصرة المبتسرة في توصيفه لها كتمرد للدعم على الجيش لغياب المشروعية والأحترافية الواجبة عن هذا الجيش وانحداره بممارسته إلى التساوي مع المليشيات التي يقاتلها وقد كان سبباً في إيجادها ورعايتها أو إثارة العوامل المؤدية إلى تكوينها متنازلا بذلك عن سابق رصد وإصرار لازال يتكرر عن احتكاره الشرعي للعنف ومتسببا في إنهيار الدولة الحالي الذي تعيشه.
وقياسا على هذه المعايير الفيبرية نعطى الوليد الدرجة الكاملة في نقده الحوكمي للدولة والجيش وفقاً لفيبر وصفر كبير لمحمد جلال هاشم.
وختاماً في اعتقادي أن ما تقدم هو الإطار العام والنظرة الشاملة التي يجدر بالنخب المثقفة السودانية أن ترى من خلالها قضية النزاع الفكري السياسي بين محمد جلال هاشم والوليد مادبو وليس الصيغ المنتزعة من سياقها والتي حاول محمد جلال هاشم الترويج الشعبوي لها استنادا على هوى وميول جهوية واثنية سادت بفعل الحرب القائمة إسهاما في إذكاء نيران البغض والكراهية بين المكونات الاجتماعية السودانية على خلاف ما يمليه عليه دوره وواجبه كمثقف نخبوي يطمح لقيادة الوعي والتنوير وذلك فقط لتحقيق هدف غير نزيه هو الاغتيال المعنوي والسياسي لمن يدعوه بصديقه الوليد مادبو .

نقلا عن التغيير  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: محمد جلال هاشم الولید مادبو

إقرأ أيضاً:

هيثم صديق يكتب.. هاشم صديق وتلك النيمة

هاشم صديق وتلك النيمة …… عندما كان( هاشم صديق)  صغيرا وغريرا كان مفتونا بجيفارا وجومو ونزار كما قال في اجترار وكنت مع صديق العمر (عاطف مكاوي)   مفتونان بهاشم صديق زيادة على مافتن به. وكان قريب له وقريب منه إسمه (بكري عبد الجليل) من اولاد الموردة صديق صدوق لنا ولا يزال حفظه الله وهو إبن اخ للفنان (إبراهيم عبد الجليل) كروان السودان واحد افذاذ الغناء في السودان قلنا لبكري لابد ان نزور هاشم صديق  فضرب لنا موعدا في رمضان والالفية تؤشر بالوداع ونحن طلاب جامعات  ان افطروا معي في الموردة وبعدها نزور  شاعرنا طرقنا الباب ففتح لنا بجلباب بيت وجاء بمساند لكراسي حوش جوار نيمة يجلها في قصائده وجاءنا بالشاي  و مازحنا كيف تصادقون شابا  لا يحب البنات و(بابكر محمد احمد عبد الجليل) حكايا  وغرائب يحتاج لمعاجم  لشاب لم ار قاري نهم مثله ابدا  ولا حافظ كهو كان بكري يقول إنه لن يتزوج  لان البنات العندنا يلدن (اطفالا لا ابطالا ) اجلسنا شاعرنا الكبير مستبقيا ريثما يستقبل ضيوفا  وكان المشاهير يتوافدون كان جرس إسمي مثل جرس إسمه فلفت ذلك نظره وقال لي إن له ولد إسمه (هيثم) ايضا وكنت انذاك احمل قصة قصيرة قد نشرت لي في( الوان) مدرسة الصحافةالسودانية الاكثر إنتاجا للمبدعين  احملها كبطاقة الهوية احببت بها على (بنات العرب)  قبطيات  امتنانا لاستاذنا (نبيل غالي جرس) الذي نشر إسمي مع قصتي باحتفاء كبير ولا يزال يفعل ذلك حتى بعد ان صرت صحافيا محترفا وعملت معه في (اليوم التالي) بعد (الوان) يهاتفني عن مقال اليوم ولماذا تاخر  ناعتا لي بالاستاذ في ادب  تفرد به حياه الغمام خرجنا من بيت هاشم  اقدامنا ثابتات في الارض والجبهة بتبوس السماء كما يقول ودارت دورة الايام  وتوقفت له يوما وقد رأيته في الطريق يحمل اوراقا واوصلته لمنزله وتواصلت بيننا صلة متقطعة وقد ارسل لي رسالة يوما ما مع احد الاصدقاء وكنت اكتب صفحات استعين بشعره او ابتدر بابيات مقالي اليومي في (الصدى) رياضيا  او في (اليوم التالي)  وغيرها سياسيا  او في صحيفة( فنون) مع الحبيب (هيثم كابو) رسالته كانت ان منعت الجميع عن نشر اشعاري دون موافقتي ولكني اسمح لك  مع طرفة متجددة ان هيثم صديق تشبه هاشم صديق وقد يظن ظان ان الكاتب واحد  وقد ضحك يوما _يقول_ لان احدهم من هلالاب السوق الكبير قال له يوم هزيمة للمريخ ماذا ستكتب غدا وقد ظنه اياي وهو اختلاط اسعدني جدا وكان عامل البوفيه في صحيفة الصدى لاكثر من خمسة عشر عاما يناديني بهاشم صديق والجنوبي (توفيق) صاحب اليد الطاعمة والهلالي الطاعم يخلط الخل بالزيت مضت ايام ولم ارثي هاشم صديق وقد تفرق الاحباب وجفت الانخاب  وجفلت (القرينتية) عن النيل لكن هاشم لم يكن فقدا خاصا  لقوم لم يدخروا لعام ونصف دمعا ولا دما فاحتلبوا له الدمع من شاة المدخور  لفرح قادم مات (هاشم صديق) في مكان نظيف وقد ودع بما يليق فصورته على ظهر (كارو) كانت مفجعة كان يعرف كيف يصبح مطر وكيف يصبح حريق وكيف ينسف متاريس الطريق في (دراما ٩٠) كنت اقف _نقف_تلميذا نبيها ومنتبها امام تحليله الشيق للدراما  تتبعه للقطة، نقده للمخرج، واقتباسات الرواية افتتنت بهاشم صديق باكرا مع شعراء اليسار  وخلطت ذلك بحبي لهاشم الرفاعي  شهيد فلسطين وصاحب قصيدة (ليلة الاعدام) الشهيرة وكان الرفاق يعجبون من (مخلاتي) التي فيها إبريق الوضوء وقن الشراب فاحار في الجواب  ولا ازال  رائدي (إبن عربي ) (ادين بدين الحب انى توجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني) وقد دفعني حبي (للتلاقيط) هذه ان اتمنى في طفولتي ان امتلك عجلة مثل احدهم في( السوق العربي) تحوي (دبابيسا )و(ضفارات )و(امشاط) و(خلال) و(علاقات مفاتيح)  ثم تحول هذا إلى ان اسميت عمودي السياسي الثابت ب(هتش) والرياضي ب (من هنا وهناك ) ثم كتبت في (راي الشعب) (مناديل وقناديل)  وفي المساء (فكرة ريق) وفي (الوان) النجوم لامع بريقا  وصفحات منوعة جعلت الدكتور مزمل ابوالقاسم فيما بعد يطلب مني  في اليوم التالي ان اكون مثلما كنت في الوان وهو صائد لأليء لا يجارى وتتبعي للنجوم لم يجعلني ابدا اغفل (سهيلا ) وهو هاشم صديق  الذي علمني الاعتداد بالنفس يوم ارسلها بالكبرياء (: اسمى هاشم امى امنةابويا ميت وكان خدرجى ومرة صاحب قهوة في ركن الوزارة بيتنا طين واقع مشرم ولما حال الطين يحنن نشقى شان يلقى الزبالة ). فتبعه ابناء الفقراء والطبقة الوسطى فاصبح دليل الاغلبية خلع عنه عباءة الحزب جهرة ومزق صك الغفران في وجه الكهنة وصار (عكاف)  بطل نبتة حبيبتي قبل ان يكتبها وهاشم عاش حتى (ثمانينيته المجيدة) متمردا  ابدا  لم يجد الهدوء في غيابه والحضور  وكانت (بانت) ملاذه الاثير يحن إليها في صقيع الغرب وفي بيته يسمع إسمها في صوت نسيم المروحة (ياعبدو روق) صنعت (ربيع طه) ربما  لكنها كانت هتافه لنفسه  ان هدي حبة  ولكن هيهات هو نصير حتى (فرس النهر)  وهو عدو الاصدقاء إذا ما رأهم اغتنوا ، والشعراء يصفهم  عجيب اخر هو (عبد القادر الكتيابي) (وهل الفقراء إلا نحن والطير نصوغ لقمحة لحنا ويأكل لحمنا الغير) لكن لحم هاشم كان مرا كان ضد (باركوها) على الدوام ضد التنكر ب(باروكة) الزيف على (صلع )الواقع قال( لا )مثل اسبارتيكوس في وجه من قالوا (نعم) فاخرج قانون (حق الشاعر) منع بعض اغنيات ولكنه وهب( عوض جبريل )وصحبه بضع جنيهات تساهم في ظروف السيل والهدم والفيضان ورقة الحال اعطى (إبراهيم الرشيد) قبل موته ان يكتب إسمه ويذاع بالقانون مع اغنياته الكبار من لدن( يا زمن وقف شوية) و(لو عاوز تسيبنا) و(سليم الذوق) و(عقد الجواهر )وغيرها وقد كنت قريبا منه في سنواته الاخيرة يتكي على الذكريات ويتلمس الطريق وقد خفت بصره  ويلقى على الابواب جارحة الردود، (هاشم صديق) كان (ماركوني) الشعراء الذي حين اظلمت الغابة اخرج قلبه المشتعل حتى تجاوزها والاصحاب لقد قال (مصطفى سند) في اخر ايامه انه لن ينشد الشعر مجانا  ليخرج من ليلة شعرية إلى البرد في منتصف الليل وقد ركب الناس فارهاتهم  ، لكن هاشم كان اصلب عودا واقوى شكيمة وهو يقول لا (لو زندها احتمل الندى لكسوت زندك ما تشاء ثوبا من العشب الطري بابرتين من العبير وخيط ماء) حتى لا ينال هذا المصطفى فتاتا و(الصفقة وين) و(بي ورا )تنال الذهب هذه قسمة ضيزى لم يترك هاشم (الملحمة) فقط  ولم يمجد القرشي وهو يمز زيتونا في( قعدة ) فقد حطم إله عجوة اليسار واكل حتى النوى ولم يهادن اليمين مد لسانه للرسميين من لجان إجازة النصوص وهم يرفضون (اضحكي ) فاطلقها قطارا في وجوههم (ضحكك شرح قلب السماء هز وتر الامكنة رطب الصحراء ولمس عصب الجبل) فجاءته الاجازة من الجمهور والمتلقي  وهو يقول بالاشارة (العاجبو عاجبو والما عاجبو يحلق حواجبو) وهاشم حاجب الشعر السوداني الاغبش  لا تعلو عليه عين كانت يا جنا إلياذة واوديسا خالدة  اكبر فيها امه وجده والاب والحبيبة  وخلد حتى (بوخة الخميس) حين يشرب الليل (عطر الطلح) بلا فجاجة ولا لجاجة ولا تجريح ومع ذلك كان هاشما جراحا متوتر الاعصاب يمرر مشرطه بدون تخدير في مكان الالم كان صوفيا فوق ذلك يكمن ذلك في قصائده وفي إبتسامته الحزينة دوما وكان واضحا  ولعل  مما اراد ان يوصيه لاولاده عند موته قد حققه له هذا الوضع العصيب فقد غادر (البكري) و(احمد شرفي) و(حمد النيل) ودفن بعيدا  وهو الذي خاف كما قال  ان يقف على قبره (على مهدي) بعمامته الخضراء ليخطب في الناس ؟؛ وهو لا يرضى ذلك فجعلها  وصية لاولاده مكتوبة في صحف الخرطوم  التي لم تسلم منه يوم هجاها بان بعضها في (إنتظار الفجر يطلع ليطالع الناس شيئا من تفاهة) فهو لايحب القشور ولا البخور ولا تدهشه اللافتات الضرار (تلقي مكتوب ترزي احلام العرايس وجوة فستان مرمي واحد) مات هاشم بعيدا بنبوة( نزار قباني) إلا العصافير التي تحترف الحرية فهي تموت خارج الاوطان هاشم صديق

مقالات مشابهة

  • الخارجية السعودية تحذر من  الحكومة الموازية وتقدم رؤيتها لحل الأزمة السودانية
  • هيثم صديق يكتب.. هاشم صديق وتلك النيمة
  • محمد بن زايد ومحمد بن راشد يبحثان شؤون الوطن والمواطن (فيديو)
  • محمد بن زايد ومحمد بن راشد يبحثان شؤون الوطن والمواطن
  • كتابات ما بعد الحرب: هل تصلح الخرطوم أن تكون عاصمة للدولة السودانية الجديدة؟
  • عراقجي يكشف الدولة التي ستستضيف جولة المفاوضات الثانية مع واشنطن
  • التنوع الثقافي جذوره عميقة في الدولة السودانية
  • تخلصت من بيروقراطية بايدن.. ترامب يتوعد الإرهابيين بعهد جديد
  • فخر الدين الثاني.. الأمير الذي حلم بدولة كبرى واعدم على يد العثمانيين
  • النخب السودانية والشيطان المعرفي: قراءة في رؤية أبو القاسم حاج حمد