معانٍ عظيمة.. رسائل البابا فرنسيس لزمن الصوم الأربعيني
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
معاني عظيمة..
رسائل البابا فرنسيس لزمن الصوم الأربعيني
نشر أعمال الرحمة تجاه المنبوذين والمرفوضين وسيادة المحبة في الاسرة والاقارب والاخوة والاصدقاء
فرصة لإصلاح الذات وعدم التضارب بين الاقوال والافعال والتخلي عن المظاهر الهشة والخادعة في حياتنا
صوم اعمال المحبة والتضامن مع الفقراء
مع تداول الكثيرين عبر وسائط التواصل الاجتماعي لكلمات ورسائل البابا فرنسيس عن الصوم الأربعيني، تظهر الحاجة إلى البحث المتعمق في روحانية وتعليم البابا فرنسيس عن الصوم وبصفة خاصة فيما يتصل بمحاور باباويته الممتدة عبر اكثر من 10 سنوات بتركيزه على فرح الإنجيل وأعمال الرحمة تجاه المنبوذين والمرفوضين وافعال المحبة في الاسرة ومع الاقارب وبين الاخوة والاصدقاء وسينودسية الكنيسة وانفتاحها وتحولها الارسالي ودعوته لحماية الخليقة ورعاية البيئة ومن ثم العودة إلى أصول الحياة الروحية المتمثلة في مركزية العلاقة بيسوع المسيح رب الكنيسة ومخلص العالم.
عن زمن الصوم الأربعيني
يطرح البابا فرنسيس تأملاته عن زمن الصوم الاربعيني في ضوء واقع وتحدي الحياة الحاضرة الذي يعلي من مظاهر الاستهلاكية التي تغذيها صورة الإنسان المكتفي بذاته و المنحسر حولها وحول إشباع طموحاته ورغباته في الحياة بأنعزالية تعززها وسائط التواصل الاجتماعي –الغير اجتماعية- بحسب وصف البابا فرنسيس. عن هذا الواقع المنعزل وذاتي المرجعية يؤكد البابا فرنسيس مستشهداً برسالته البابوية العامة "كلنا أخوة" ان الزّمن الأربعيني هو الوقت المناسب لمواجهة هذه الأخطار، وتنمية تواصل إنساني أكثر تكاملاً يتكوّن من "لقاءات حقيقيّة" وجهًا لوجه (رسالة زمن الصوم الأربعيني 2022).
بحسب قراءة البابا فرنسيس لزمن الصوم الاربعيني فأنه يؤكد على أنه وقت استعادة مركزية الله وخلاص المسيح في حياتنا بازالة الاقنعة التي لا نلبث الاختباء خلفها لنظهر اقوياء واصحاء وعظماء وحكماء ومن ثم ننكر قوة الله وعطاياه وتدبيره في حياتنا. عن ذلك يكتب البابا فرنسيس: "إن الصوم الأربعيني هو زمن الإيمان بالله، أو زمن قبوله في حياتنا والسماح له "بالإقامة" (يو 14:23)معنا. الصوم يعني أن نحرّر حياتنا من كلّ ما يثقلها، حتى من المعلومات الساحقة -الصحيحة أو الخاطئة- والمنتجات الاستهلاكية، لكي نفتح أبواب قلوبنا للذي يأتي إلينا فقيرًا في كلّ شيء، ولكن "مِلؤُه النِّعمَةُ والحَقّ" (يو 1، 14): ابن الله المخلّص." (رسالة الصوم الأربعيني 2021)
يؤكد البابا أن زمن الصوم الأربعيني هو فرصة لإصلاح انقسام الذات والتضارب بين الاقوال والافعال والتخلي عن المظاهر التي تخفي هشاشة حياتنا، هذا التخلي الذي يمكن أن يقودنا الى الوصول للتناغم بين ما نؤمن به وما نحياه، يؤكد البابا قائلاً: " أن زمن الصوم هو الزمن المناسب لتصحيح نقص التناغم في حياتنا المسيحيّة ولقبول خبر فصح الله المتجدد دائمًا، والفرح الرجاء." (عظة قداس أربعاء الرماد 2018)
عن قيمة زمن الصوم الاربعيني في مواجهة زمن التواصل الاجتماعي يقول البابا فرنسيس في عظة قداس اربعاء الرماد يوم الأربعاء الماضي: "الحياة ليست مسرحيّة، والزّمن الأربعينيّ يدعونا إلى أن ننزل من مسرح الأوهام، لنعود إلى القلب، إلى حقيقة ما نحن . . . أدخل في الخُفْيَة، وارجع إلى القلب. إنّه نداء خلاصيّ لنا، نحن الذين نعيش مرارًا في الأمور السّطحيّة، نهتمّ ونضطرب حتّى يرانا النّاس، ونحتاج دائمًا إلى الإعجاب والتّقدير من الآخرين. ودون أن ننتبه، نجد أنّنا لم نعد نملك مكانًا خفيًّا نتوقّف فيه ونحمي فيه أنفسنا، وقد أصبحنا غارقين في عالم كلّ شيء فيه، حتّى أعمقُ مشاعرنا وأحاسيسنا، يجب أن توضع على وسائل التّواصل ”الاجتماعيّة“ - وكيف يمكن أن يصير اجتماعيًّا الذي لا ينبع من القلب؟ -. حتّى الخبرات المأساويّة وأشَدُّها إيلامًا توشك ألّا يكون فيها مكان خفيّ يحميها: لأنّ كلّ شيء يجب أن يكون مكشوفًا، معروضًا، مُلقًى فريسة للثرثرة في كلّ لحظة."
اعمال المحبة والتضامن
لا يكف البابا فرنسيس عن التذكير بأعمال المحبة تجاه الأقارب والأصدقاء وبصفة خاصة تجاه الفقراء والمنبوذين، مع رغبته في أن يصبح فعل الصوم والصلاة والصدقة فعل محبة مستمر ودائم لا فعل محبة موسمي يتصل بتنفيذ وصايا وعادات من أجل التباهي والاستعراض. ومن ثم يحذر البابا فرنسيس من استعراضات المحبة هذه في زمن الصوم طارحاً اسئلة لفحص الذات أمام مثل هذه المحبة المصطنعة مؤكداً: "في الحقيقة، لا يطلب يسوع المسيح فقط القيام بأعمال المحبة، والصلاة والصوم، بل القيام بكل هذا دون تظاهر، ودون ازدواجية، ودون نفاق (را. متى 6، 2. 5. 16). كم مرة نفعل شيئًا ما لمجرد أن نلاقي الاستحسان، حتى نستعيد لنفوسنا الخير الذي نصنعه، من أجل الأنا! كم مرة نفاخر ونقول إننا مسيحيون وفي قلوبنا نستسلم دون تردد للأهواء التي تستعبدنا! كم مرة نعظ بشيء ونفعل شيئًا آخر! كم مرة نتظاهر في الخارج أننا صالحون وفي الداخل تملأنا الأحقاد! كم من الازدواجية في قلوبنا ... إنه غبار يلوث، ورماد يخنق نار الحب." (عظة قداس أربعاء الرماد 2020)
في رسالته بمناسبة زمن الصوم الأربعيني 2024 يدعونا البابا فرنسيس لاستغلال زمن الصوم لرعاية المقربين منا وإعطاء الوقت والجهد لمن ليس أحد يهتم بهم، يكتب البابا مؤكداً : "لنستغلّ بشكل خاص هذا الزّمن الأربعيني من أجل رعاية المقرّبين منّا، ولنتقرّب من الإخوة والأخوات الذين جُرحوا على طريق الحياة (راجع مرقس 10، 25-37). الزّمن الأربعيني هو الوقت المناسب للبحث عن المحتاجين وليس لتجنّبهم، ولندعو، ولا نتجاهل، الذين يرغبون في أن يُسمع لهم وأن يُقال لهم كلمة جيّدة. هذا زمن للزّيارة، ليس للتخلّي عن الذين يعانون من الوَحدة. لنستمع إلى النداء لعمل الخير نحو الجميع، ولنعطِ من وقتنا لمحبّة الصغار وأقل الناس حماية، والمنبوذين والمُحتقرين، والذين يتعرضون للتّمييز والتّهميش."
الإصغاء الرحيم
في رسالته لزمن الصوم الأربعيني للعام 2018 يطرح البابا فرنسيس رؤيته لحضور المسيحيين والكنيسة المصغي والمتجاوب مع صرخات واحتياجات البشرية والخليقة، يكتب البابا مؤكداً :" إن الكنيسة، أمّنا ومعلّمتنا، مع الدواء، المرّ أحيانا، دواء الحقيقة، تقدّم لنا في زمن الصوم هذا علاجًا لطيفًا، علاج الصلاة والصدقة والصوم. . . كم أودّ أن تتحوّل الصدقة عند الجميع إلى نمط حياة حقيقيّ وخاصّ! وكم أودّ، كمسيحيّين، أن نتبع مثال الرّسل وأن نرى في إمكانيّة مشاركة الآخرين بخيراتنا شهادةً ملموسة للشركة التي نعيشها في الكنيسة."
يعاود البابا في رسالته لزمن الصوم الأربعيني للعام 2024 إلى التأكيد على رؤيته لسينودسية الكنيسة التي تخدم الحياة البشرية داعياً المسيحيين والجماعات الكنسية ليس فقط لتمييز دعوات الله في ذلك بل إلى القيام بمبادرات للانخراط في التجاوب مع صرخات العالم واحتياجاته، يكتب البابا قائلاً: " صورة الكنيسة السّينوديّة، التي نعيد اكتشافها وتنميتها في هذه السّنوات الأخيرة، توحي إلينا أنّ زمن الصّوم هو أيضًا وقت لاتّخاذ قرارات جماعيّة، ولخيارات صغيرة وكبيرة عكس التّيّار، قادرة على تغيير حياة الأشخاص اليوميّة والحياة في الجوار: العادات في الشِّراء، والعناية بالخليقة، والتّرحيب بالذين لا يراهم النّاس أو يحتقرونهم. أدعو كلّ جماعة مسيحية إلى أن تقوم بما يلي: أن تقدّم لمؤمنيها وقتًا يعيدون فيه التّفكير في أساليب حياتهم، وأن تتخذ الوقت لتتأكّد من القيام بدورها في المنطقة ومساهمتها في تحسينه."
حياة أكثر عمقاً
لعل الصوم دوماً يفرض علينا اتباع عادات تجعلنا نتوقف عن بعض الممارسات، للاسف في غالبها غذائي، واستبدالها بأخرى. غير أن البابا فرنسيس كما جميع آباء الكنيسة يدعو إلى فحص العادات اليومية التي يجب علينا رفضها من أجل التوقف والانتباه لما يجب علينا أن تكون عليه حياتنا. في قداس أربعاء الرماد في العام 2017 تحدث البابا فرنسيس داعياً إلى استغلال زمن الصوم من اجل التوقف عن الكثير من أنماط الحياة السطحية قائلاً:
زمن الصوم هو زمن نقول فيه "كلّا". كلّا لاختناق الروح بالتلوّث الناتج عن اللامبالاة، وكلا للإهمال الذي يدفعنا للاعتقاد بأن حياة الآخرين لا تهمني؛ كلا لكلّ محاولة استهانة بالحياة، لا سيما حياة الذين يحملون في جسدهم ثقل الكثير من السطحيّة.
زمن الصوم يعني أن نقول كلّا للتلوث السامّ الناتج عن الكلمات الفارغة والتي بدون معنى، وعن النقد المخزي والمتسرع، وعن التحليلات الساذجة والتي لا تتوصّل إلى فهم تعقيد المشاكل البشرية، بالأخصّ مشاكل أولئك الذين يعانون أشدّ المعاناة.
زمن الصوم هو زمن نقول فيه كلّا؛ كلّا الاختناق الناتج عن صلاة تخدر الضمير، وعن صَدَقَة ترضينا، وعن صوم يجعلنا نشعر بأن كلّ شيء على ما يرام.
زمن الصوم هو زمن نقول فيه كلّا للاختناق الناجم عن حميميّة تستبعد الآخرين، وتحاول الوصول إلى الله متجنّبة جراحات المسيح الموجودة في جراحات الإخوة: تلك الروحانيّات التي تجعل من الإيمان مجرّد ثقافة "تجمّع الأقلّيات" والإقصاء.
عاود البابا فرنسيس في عظة قداس الرماد في العام 2018 إلى دعوة المسيحيين الى ان يصير زمن الصوم هو زمن توقف من أجل الانتباه لما يجب أن يكون أكثر قيمة لحياتنا، قائلا:
توقّف قليلًا، واترك هذا التململ وهذا الجري دون معنى الذي يملأ النفس بمرارة الشعور بأننا لا نصل أبدًا إلى أيّ هدف.
توقّف، واترك تقيدك بطريقة عيش متسارعة، والتي تشتّت وتقسّم وتدمير وقت الأسرة، ووقت الصداقة، ووقت الأبناء، ووقت الأجداد، ووقت المجّانية... وقت الله.
توقّف قليلًا أمام الرغبة في الظهور وفي أن يراك الجميع، وفي البقاء باستمرار "في الواجهة"، والتي تجعلك تنسى قيمة الحميميّة والتأمّل.
توقّف قليلًا أمام نظرة تكبّر، وتعليقٍ عابر ومزدرٍ ينبع من اهمال الحنان، والشفقة والاحترام في لقاء الآخرين، لا سيما الضعفاء، والمجروحين والمنغمسين أيضًا في الخطيئة وفي الخطأ.
توقّف قليلًا أمام فرض إرادتك بالسيطرة على كلّ شيء، ومعرفة كلّ شيء، واجتياح كلّ شيء، التي تنبع من نسيان الامتنان من أجل هبة الحياة ومن أجل الكثير من الخير الذي نلته.
توقّف قليلًا أمام الضجيج الصاخب الذي يؤذي ويصعق ويجعلنا ننسى قدرة الصمت الخصبة والمبدعة.
توقّف قليلًا أمام إثارة مشاعر عقيمة، لا تثمر، تنبع من الانغلاق ومن "رثاء الذات" وتقود إلى نسيان الذهاب للقاء الآخرين ولمشاركتهم بالأحمال والمعاناة.
توقّف أمام فراغ ما هو فوري، ومؤقّت وزائل، والذي يحرمنا من الجذور، ومن الصلات، ومن قيمة المسارات، وقيمة معرفة أننا دوما في مسيرة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البابا فرنسيس المنبوذين المرفوضين الفقراء الكنيسة يسوع المسيح البابا فرنسیس یکتب البابا فی حیاتنا من أجل کم مرة ة التی
إقرأ أيضاً:
البابا فرنسيس يشارك في ختام مؤتمر التقوى الشعبية في جزيرة كورسيكا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
زار البابا فرنسيس اليوم جزيرة كورسيكا للمشاركة في ختام مؤتمر التقوى الشعبية في المتوسط، مداخلة تطرقت إلى مواضيع عديدة محورها أهمية هذه التقوى وكيفية تحليلها والاستفادة منها.
في إطار زيارته الرسولية إلى أجاسيو في جزيرة كورسيكا اليوم الأحد ١٥ كانون الأول ديسمبر شارك قداسة البابا فرنسيس في الجلسة الختامية لمؤتمر حول التقوى الشعبية في منطقة المتوسط. وفي مداخلته أعرب الأب الأقدس عن سعادته للقاء المشاركين في هذا المؤتمر من دارسين وأساقفة من فرنسا ومن دول مختلفة، ثم تحدث عن أن منطقة المتوسط قد دخلت التاريخ وكانت مهد حضارات كثيرة حققت تطورا كبيرا وشهدت للأهمية الثقافية والدينية والتاريخية لهذه البحيرة الكبيرة وسط ثلاث قارات، قال قداسة البابا، لهذا البحر الفريد في العالم، البحر المتوسط. وتابع البابا فرنسيس مشيرا إلى أن البحر المتوسط في الأدب الكلاسيكي اليوناني واللاتيني كان المكان المثالي لنشأة الأساطير والقصص والملاحم، ولا يمكن أن ننسى من جهة أخرى كيف مكن الفكر الفلسفي والفنون وتقنيات الإبحار حضارة المتوسط من تطوير ثقافة رفيعة وفتح دروب للاتصالات وتأسيس بنى تحتية وشبكات مياه وأنظمة قضائية ومؤسسات مُركبة لا تزال مبادئها الأساسية سارية وآنية اليوم.
انتقل الأب الأقدس بعد ذلك إلى الحديث عن الخبرة الدينية الخاصة التي نشأت ما بين المتوسط والشرق الأدني، خبرة ارتبطت بإله إسرائيل الذي كشف عن نفسه للبشرية وبدأ حوارا لا يتوقف مع شعبه وصولا إلى الذروة في الحضور الفريد ليسوع ابن الله الذي عرَّف بشكل نهائي بوجه الآب وحقق العهد بين الله والبشرية
وواصل البابا فرنسيس متحدثا عن مرور أكثر من ألفي سنة منذ تجسد ابن الله حيث تتابعت حقبات وثقافات كثيرة، وأضاف أن الإيمان المسيحي قد شكل في بعض المراحل التاريخية حياة الشعوب بل وحتى المؤسسات السياسية، بينما يضعف اليوم وخاصة في البلدان الأوروبية التطلع إلى الله وتزداد اللامبالاة إزاء حضوره وكلمته. إلا أنه من الضروري التحلي بالحذر خلال تحليل هذا المشهد وذلك لتفادي أفكار متسرعة وأحكام مسبقة ايديولوجية تعتبر في بعض الأحيان حتى اليوم الثقافة المسيحية وتلك العلمانية في تناقض. على العكس، قال الأب الأقدس، من الأهمية بمكان لمس انفتاح متبادل بين هاتين النظرتين، فالمؤمنون هم وبصفاء أكبر في انفتاح على إمكانية عيش إيمانهم بدون فرضه، باعتباره خميرة لعجينة العالم والأوساط التي يعيشون فيها.
أما غير المؤمنين أو مَن ابتعدوا عن ممارسة الطقوس الدينية فليسوا غرباء عن البحث عن الحقيقة والعدالة والتضامن، وغالبا ورغم عدم انتمائهم إلى أي دين ما يحملون في قلوبهم تعطشا أكبر وبحثا عن معنى، ما يدفعهم إلى التساؤل حول سر الحياة والبحث عن قيم أساسية من أجل الخير العام. وفي هذا الإطار يمكننا لمس جمال التقوى الشعبية وأهميتها، تابع البابا فرنسيس مذكرا بأن البابا القديس بولس السادس كان قد بدل كلمة التدين الشعبي بالتقوى الشعبية، فهي تعود بنا من جهة إلى التجسد كأساس الإيمان المسيحي، التجسد الذي يتم التعبير عنه دائما في ثقافة الشعوب وتاريخها ولغاتها ويتم نقله من خلال الرموز والعادات والطقوس والتقاليد.
ومن جهة أخرى تجذب ممارسة التقوى الشعبية وتشرك أشخاصا ممن هم على عتبة الإيمان، أي مَن لا يواظبون على ممارسة الإيمان إلا أنهم يعثرون في التقوى الشعبية على خبرة جذورهم ومشاعرهم وأيضا المثل والقيم التي يعتبرونها مفيدة لحياتهم وللمجتمع.