أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بـ مجلس الوزراء، عددا جديدا من مجلته الدورية «آفاق اقتصادية معاصرة»، وهي مجلة يصدرها شهريا لتقدم إطلالة على الآراء الاقتصادية المختلفة -لأبرز الخبراء والمحللين سواء من داخل مصر أو من خارجها-، والتي تشغل الدوائر الاقتصادية، وذلك لتقديم رؤى اقتصادية متكاملة لأهم الموضوعات المطروحة على الساحة، وجاء العدد الجديد بعنوان "الذكاء الاصطناعي ومستقبل التنمية الاقتصادية".

تضمنت المجلة مقدمة بواسطة الذكاء الاصطناعي (Chat GPT)، تناولت الهدف من العدد، حيث أوضحت أنه يناقش كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون محركا لتحقيق التنمية المستدامة ويفتح أفقا جديدا للفرص ويواجه التحديات المستقبلية.

ويستكشف العدد الفرص التنموية التي يتيحها هذا المجال، وكيف يمكن له أن يساهم في تطوير قطاعات مختلفة وتوفير فرص عمل مبتكرة، بالإضافة إلى تأثيره على سلاسل القيمة الاقتصادية، مضيفا بأنه في المقابل توجد تحديات مستقبلية قد تطرأ جراء استخدام الذكاء الاصطناعي.

تضمن العدد مجموعة من مقالات الرأي لنخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي، كما ضم أيضا تحليلات عميقة وآراء موضوعية توضح كيف يشكل هذا المجال تغييرا في مجالات متعددة من حياة البشرية، بالإضافة إلى استعراض مؤشرات الاقتصاد المحلي المصري وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورا في تحسين الأوضاع الاقتصادية، كما ألقي العدد نظرة على مؤشرات دولية تعكس تأثير هذه التكنولوجيا على الساحة العالمية، واستعرض توقعات الصحف الأجنبية المرموقة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي مع إلقاء نظرة على توقع العالم لتتطور هذه التقنية وكيفية تشكيلها للمستقبل.

تضمن العدد مقالا بعنوان "مواجهة مخاطر الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة" للدكتور عصام الجوهري عضو الهيئة العلمية بمعهد التخطيط القومي، والذي أوضح أن هناك الكثير من المقالات والتقارير الي تتناول أهمية تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وستكون محقة لأهمية تطبيقاته في العديد من المجالات مثل تحليل البيانات الصحية والمصرفية والتحليل لسلوك المستهلكين وتحسين توقعات المبيعات.. .وغيرها من التطبيقات التي قد تكون مفيدة خاصة على المستوى الكلي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومع ذلك ينتظر أن تكون المكاسب الاقتصادية التي يحققها الذكاء الاصطناعي في العقد المقبل منخفضة نسبيا في البلدان النامية حيث سيرتفع إجمالي الناتج المحلي العالمي بنسبة 14% في عام 2023 نتيجة للإقبال والتطوير السريعين للذكاء الاصطناعي، مما يعزز الاقتصاد العالمي بمقدار 15.7 تريليون دولار أمريكي وذلك نقلا عن تقرير أعدته شركة "برايس ووتر هاوس كوبرز"، حيث يبين أنه من المرجح أن تشهد الصين وأمريكا الشمالية أكبر مكاسب اقتصادية إذ تحظيان بنسبة 70% من الإجمالي العالمي للمكاسب، ولكن على الرغم من التنبؤ باستفادة جميع الاقتصادات يذكر التقرير أن البدان النامية ستشهد "زيادات أكثر تواضعا" نظرا لانخفاض معدلات تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وأشار المقال إلى المخاطر المحتملة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي وكيف يمكنها أن تعوق تحقيق أهداف التنمية المستدامة ومنها، "استبدال الوظائف البشرية"، "التمييز والتحيز ضد بعض المجموعات حيث يمكن استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي لإنشاء أنظمة تفضل بعض المجموعات على غيرها حسب اللون أو الجنس أو العرقيات مما يؤدي إلى زيادة عدم المساواة"، "وانتهاك الخصوصية حيث يمكن جمع وتحليل كميات كبيرة من البيانات الشخصية"، "والمعلومات المضللة، حيث يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء معلومات مضللة وتطوير برامج تجسس مما ينتج عنه تهديد السلام والأمن العالمي"، "والآثار البيئية حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤدي إلى زيادة استهلاك الطاقة والمواد الخام ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تفاقم تغير المناخ والقضايا البيئية الأخرى".

كما قدم المقال مقترحات لتقليل مخاطر تطبيقات الذكاء الاصطناعي، حيث عملت المنظمات الدولية وبعض الدول على إطلاق مواثيق الأخلاقيات لترويض تطبيقات الذكاء الاصطناعي ليكون في جانب أهداف البشرية وليس ضدها، وفيما يلي بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لتقليل مخاطر الذكاء الاصطناعي، "الاستثمار في التعليم والتدريب التكنولوجي"، "وضع معايير وأخلاقيات لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وأخلاقية"، "وتعزيز الشفافية والمسؤولية في تطوير واستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي"، "والمشاركة من خلال إشراك العاملين والمجتمع في تطوير وتنفيذ أنظمة الذكاء الاصطناعي".

وتضمن العدد أيضا مقالا بعنوان "الاستراتيجية الوطنية المصرية للذكاء الاصطناعي ودورها في رؤية مصر 2030" للدكتور أدهم محمد البرماوي مدرس الاقتصاد والمالية العامة بالمعهد العالي للإدارة وتكنولوجيا المعلومات بكفر الشيخ، حيث تناول المقال ماهية الذكاء الاصطناعي والذي عرفه وفقا للاستراتيجية المصرية للذكاء الاصطناعي بأنه "نظام يعتمد على الآلة قادر على تقديم تنبؤات وتوصيات وقرارات مؤثرة في البيئات الحقيقية والافتراضية من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف التي يحددها الإنسان، ويستخدم مدخلات الآلة أو البشر في تصور البيئات الحقيقية أو الافتراضية ويحول هذه التصورات إلى نماذج مجردة، ويستخدم الاستدلال النموذجي لصياغة الخيارات من أجل المعلومات أو الإجراءات".

وأوضح المقال أن الفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي للإسراع في عملية التنمية سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي هائلة، وكان هذا السبب الأساسي وراء تبني الحكومة المصرية "استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي" لهذا يجب التركيز بشكل أساسي على الاستفادة من قدرات مصر التنافسية في هذا المجال، لاقتناص هذه الفرص ويمكن إجراء ذلك من خلال برامج متعددة لبناء القدرات البشرية، بالإضافة إلى رفع كفاءة التعليم والتدريب في مراحل التعليم المختلفة، سواء على المستوى الفني أو المهني، وعلى جانب آخر الاهتمام المطلق بالتعليم المستمر لمسايرة الطبيعة الجديدة التي خلقها الذكاء الاصطناعي، كما استعرض المقال دور الذكاء الاصطناعي في بعض قطاعات الاقتصاد القومي المصري وذلك على النحو التالي:

1- القطاع الصحي: حيث أصبحت تطبيقات الذكاء الاصطناعي جزءا لا يتجزأ من النظام الصحي بمختلف مستوياته، فعلى سبيل المثال تشخيص الحالات السرطانية، وأيضا في جانب التحاليل، وعلى الجانب الآخر يجب فتح المجال للذكاء الاصطناعي بصورة أكبر في بعض القطاعات مثل إدارة الأمراض المزمنة ودعم الصحة العقلية.

2- القطاع الزراعي: أسهم هذا القطاع في مصر بنسبة 11.5% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2021/2022، وعمل به أكثر من 5 ملايين شخص أو 18.8% من إجمالي المشتغلين خلال الربع الثاني من عام 2023، لذلك يعد استخدام الذكاء الاصطناعي عاملا حاسما في هذا القطاع ويمكن إيجاز أبرز مجالات دعم الذكاء الاصطناعي للقطاع الزراعي في: "تحديد جودة المحاصيل الزراعية"، "خفض استخدام المبيدات الحشرية"، "توفير البيانات الخاصة بالطقس".

3- دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز النمو الاقتصادي: حيث يمكن استخدام تطبيقاته في التنبؤ بالمتغيرات الاقتصادية مما يوفر المعلومات لمتخذي القرار الاقتصادي بما يساعد في تعزيز النمو الاقتصادي.

وتناول العدد مقالا آخر بعنوان "تطبيقات الذكاء الاصطناعي: الفرص التنموية والتحديات المستقبلية" للدكتور ماجد مسعد عز الدين عضو هيئة التدريس بقسم الاقتصاد جامعة بنها، والذي أشار إلى واقع ومستقبل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مصر والتي تولي اهتماما واضحا بتعزيز الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي من خلال ما يلي:

- دعم الابتكار التكنولوجي وتنمية ريادة الأعمال، حيث تم إنشاء مراكز إبداع لمبادرة مصر الرقمية وإنشاء مدينة الثقافة والفنون في العاصمة الإدارية الجديدة طبقا لأحد التكنولوجيا العالمية.

- الاهتمام بإنشاء العديد من المدن الجديدة الذكية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في كافة أنشطتها الحياتية والاقتصادية بالإضافة إلى قيام العديد من الشركات العقارية بإنشاء وإدارة مدن ذكية تطبق آخر مستحدثات الذكاء الاصطناعي.

- سعي الدولة المصرية إلى تطبيق نظم التحول الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والابتكار على العديد من أعمال وأنشطة القطاع الخاص وأهمها، قطاعات البنوك والعقارات والتجارة بالتعاون مع شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وذلك بهدف تطوير العنصر البشري وزيادة الإنتاج وخفض التكلفة ورفع العوائد.

- يعتبر الحي الحكومي بالعاصمة الإدارية الجديدة بمثابة دولاب عمل للدولة ومحركها الرئيس، من خلال شبكات اتصالات ومراكز وقواعد بيانات للوزارات، بحيث يشهد أداء الحكومة نقلة نوعية أيضا من حيث التواصل والأخذ بالتكنولوجيا، وفي القلب مركز البيانات الموحد والذي يدار بواسطة خاصية الذكاء الاصطناعي.

كما قدم المقال مجموعة من السياسات لدعم وتطوير الذكاء الاصطناعي والتي تمثلت في، "الاستثمار في البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي"، "وتعزيز نظام بيئي رقمي"، "وتوفير بيئة تمكينية للسياسات الخاصة بالذكاء الاصطناعي"، "وضرورة بناء القدرات البشرية والاستعداد لتحولات سوق العمل"، "وزيادة التعاون والتنسيق الدولي في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي"

واشتمل العدد على مقال بعنوان "الذكاء الاصطناعي ومستقبل التنمية الاقتصادية.. الفرص والتحديات" للعقيد مهندس إيهاب طلعت استشاري التسويق الإليكتروني والذكاء الاصطناعي، والذي أوضح أن الذكاء الاصطناعي يتمتع بفوائد كبيرة في تعزيز التنمية الاقتصادية منها، "زيادة الإنتاجية وتحسين الكفاءة"، "وتحسين أداء مقدمي الخدمات وخدمة العملاء"، "وتحسين قدرات صنع القرار"، "وتعزيز قطاع النقل واللوجستيات"، "وخلق فرص عمل جديدة"، كما استعرض المقال تجارب عدد من الدول التي تستخدم الذكاء الاصطناعي بنجاح في تعزيز التنمية الاقتصادية مثل "الولايات المتحدة، والصين، وسنغافورة، وألمانيا، واليابان"، وقدم المقال في ختامه مجموعة من التوصيات أبرزها، "تنظيم الاستخدام السليم للتكنولوجيا وفقا للقوانين والأخلاقيات وضمان الخصوصية والأمان السليم"، "توجيه الاهتمام لتدريب العمالة وتأهيلها للتكنولوجيا الجديدة"، "وضرورة أن تكون الحكومات شريك فاعل في توجيه الاستخدام السليم للذكاء الاصطناعي وتوفير التشريعات واللوائح المناسبة لحماية المستهلكين والحافظ على الشفافية".

ومن مقالات العدد كذلك مقالا بعنوان "استخدام الذكاء الاصطناعي ومستقبل سلسلة القيمة الاقتصادية" للأستاذة مروة وفيق مشعل مدرس مساعد بالمعهد العالي للإدارة بالمحلة الكبرى، والتي أوضحت أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تتمثل في "إنترنت الأشياء"، "الطباعة ثلاثية الأبعاد"، الواقع المعزز والواقع الافتراضي"، "تحليل البيانات الضخمة"، "تعلم الآلة"، "سلاسل التكتل"، "البرمجة اللغوية العصبية"، وأشار المقال إلى أن النمو السريع في جاهزية مصر للاستفادة من الذكاء الاصطناعي يدعو إلى التفاؤل، فمن المتوقع نمو حجم هذا السوق في الدولة المصرية، وقد أشارت العديد من التقارير الدولية ومن أهمها تقرير معهد ماكينزي إلى أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إضافة 16% أو حوالي 13 تريليون دولار أمريكي إلى الناتج الاقتصادي العالمي بشكل تدريجي بحلول عام 2030، مما يبشر بوتيرة متسارعة لتبني أدوات الذكاء الاصطناعي في معظم أنشطة سلسلة القيمة الاقتصادية في السنوات القادمة مما ينعكس بشكل إيجابي على القطاعات الاقتصادية المصرية.

اقرأ أيضاًالمتحدث باسم مجلس الوزراء يكشف كواليس أكبر صفقة استثمار مباشر

مجلس الوزراء يستعرض الحساب الختامى للهيئة القومية للتأمين الاجتماعي 2023

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الحكومة الذكاء الاصطناعي الزراعة تشات جي بي تي معلومات الوزراء استخدام الذکاء الاصطناعی تطبیقات الذکاء الاصطناعی أهداف التنمیة المستدامة الذکاء الاصطناعی فی التنمیة الاقتصادیة القیمة الاقتصادیة للذکاء الاصطناعی بالإضافة إلى العدید من مجموعة من فی تعزیز حیث یمکن من العدد من خلال

إقرأ أيضاً:

الدماغ البشري يتفوّق على الذكاء الاصطناعي في حالات عدّة

 لا شك أن أنظمة الذكاء الاصطناعي قد حققت إنجازات مذهلة، بدءًا من إتقان الألعاب وكتابة النصوص وصولًا إلى توليد الصور ومقاطع الفيديو المقنعة. 

وقد دفع ذلك البعض إلى الحديث عن إمكانية أن نكون على أعتاب الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، وهو نظام ذكاء اصطناعي يمتلك قدرات معرفية شاملة تشبه قدرات الإنسان.

في حين أن بعض هذا الحديث ما هو إلا ضجة إعلامية، إلا أن عددًا كافيًا من الخبراء في هذا المجال يأخذون الفكرة على محمل الجد، مما يستدعي إلقاء نظرة فاحصة عليها.

تحديات تعريف الذكاء الاصطناعي العام

تدور العديد من النقاشات حول مسألة كيفية تعريف الذكاء الاصطناعي العام، وهو أمر يبدو أن الخبراء في هذا المجال لا يتفقون عليه.

 ويساهم هذا في ظهور تقديرات متباينة حول موعد ظهوره، تتراوح بين "إنه موجود عمليًا" إلى "لن نتمكن أبدًا من تحقيقه". وبالنظر إلى هذا التباين، يستحيل تقديم أي نوع من المنظور المستنير حول مدى قربنا من تحقيقه.

لكن لدينا مثال موجود على الذكاء العام بدون "الاصطناعي" - وهو الذكاء الذي يوفره دماغ الحيوان، وخاصة الدماغ البشري. 

ومن الواضح أن الأنظمة التي يتم الترويج لها كدليل على أن الذكاء الاصطناعي العام قاب قوسين أو أدنى لا تعمل على الإطلاق مثل الدماغ. قد لا يكون هذا عيبًا قاتلًا، أو حتى عيبًا على الإطلاق. من الممكن تمامًا أن يكون هناك أكثر من طريقة للوصول إلى الذكاء، اعتمادًا على كيفية تعريفه.

 لكن من المحتمل أن تكون بعض الاختلافات على الأقل مهمة من الناحية الوظيفية، وحقيقة أن الذكاء الاصطناعي يسلك مسارًا مختلفًا تمامًا عن المثال العملي الوحيد الذي لدينا من المرجح أن يكون ذا مغزى.

سامسونج تطلق Galaxy A56 مع دعم ميزات الذكاء الاصطناعيسوفت بنك يضاعف رهانه على الذكاء الاصطناعي باستثمارات ضخمة وسط سباق عالميثورة الذكاء الاصطناعي في الصين.. DeepSeek يثير جدلا في القطاع الطبيAlexa+.. قفزة نوعية في الذكاء الاصطناعي.. أبرز ميزات المساعد الذكي الجديد من أمازون«DeepSeek» تُشعل سباق الذكاء الاصطناعي.. هامش ربح 545% يهز الأسواق وسهم NVIDIA ينهارالقدرات التي يفتقر إليها الذكاء الاصطناعي الحالي

مع وضع كل ذلك في الاعتبار، دعونا نلقي نظرة على بعض الأشياء التي يقوم بها الدماغ والتي لا تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية القيام بها.

أشارت أرييل جولدشتاين، الباحثة في الجامعة العبرية في القدس، إلى أن أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية "مجزأة" في قدراتها. فقد تكون جيدة بشكل مدهش في شيء ما، ثم سيئة بشكل مدهش في شيء آخر يبدو مرتبطًا به. 

وأكدت عالمة الأعصاب كريستا بيكر من جامعة ولاية كارولينا الشمالية على هذه النقطة، مشيرة إلى أن البشر قادرون على تطبيق المنطق في مواقف جديدة دون الحاجة إلى إعادة تعلم كل شيء من الصفر.

ذكر ماريانو شاين، مهندس جوجل الذي تعاون مع جولدشتاين، أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تفتقر إلى الذاكرة طويلة المدى والمخصصة للمهام، وهي القدرة على نشر المهارات المكتسبة في مهمة ما في سياقات مختلفة.

أشارت بيكر إلى وجود تحيز نحو تفضيل السلوكيات الشبيهة بالسلوك البشري، مثل الردود التي تبدو بشرية والتي تولدها نماذج اللغات الكبيرة. 

في المقابل، يمكن لذبابة الفاكهة، بدماغها الذي يحتوي على أقل من 150 ألف خلية عصبية، دمج أنواع متعددة من المعلومات الحسية، والتحكم في أربعة أزواج من الأطراف، والتنقل في بيئات معقدة، وتلبية احتياجاتها من الطاقة، وإنتاج أجيال جديدة من الأدمغة، وأكثر من ذلك.

الاختلافات الرئيسية بين الدماغ البشري والذكاء الاصطناعي

 تستند معظم أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية، بما في ذلك جميع نماذج اللغات الكبيرة، على ما يسمى بالشبكات العصبية. 

تم تصميم هذه الشبكات لتقليد كيفية عمل بعض مناطق الدماغ، مع وجود أعداد كبيرة من الخلايا العصبية الاصطناعية التي تأخذ مدخلات وتعدلها ثم تمرير المعلومات المعدلة إلى طبقة أخرى من الخلايا العصبية الاصطناعية. لكن هذا التقليد محدود للغاية.

 فالخلايا العصبية الحقيقية متخصصة للغاية، وتستخدم مجموعة متنوعة من الناقلات العصبية وتتأثر بعوامل خارج الخلايا العصبية مثل الهرمونات. كما أنها تتواصل من خلال سلسلة من النبضات المتغيرة في التوقيت والشدة، مما يسمح بدرجة من الضوضاء غير الحتمية في الاتصالات.

تهدف  الشبكات العصبية التي تم إنشاؤها حتى الآن هي إلى حد كبير أنظمة متخصصة تهدف إلى التعامل مع مهمة واحدة. 

في المقابل، يحتوي الدماغ النموذجي على الكثير من الوحدات الوظيفية التي يمكنها العمل بالتوازي، وفي بعض الحالات دون أي نشاط تحكمي يحدث في مكان آخر في الدماغ.

تمتلك أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية عمومًا حالتين: التدريب والنشر. التدريب هو المكان الذي يتعلم فيه الذكاء الاصطناعي سلوكه؛ النشر هو المكان الذي يتم فيه استخدام هذا السلوك.

 في المقابل، لا يحتوي الدماغ على حالات تعلم ونشاط منفصلة؛ إنه في كلا الوضعين باستمرار، بينما في كثير من الحالات، يتعلم الدماغ أثناء العمل.

بالنسبة للعديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي، لا يمكن تمييز "الذاكرة" عن الموارد الحسابية التي تسمح لها بأداء مهمة والاتصالات التي تم تشكيلها أثناء التدريب. في المقابل، تمتلك الأنظمة البيولوجية عمرًا من الذكريات للاعتماد عليها.

القيود والتحديات

من الصعب التفكير في الذكاء الاصطناعي دون إدراك الطاقة الهائلة والموارد الحسابية المستخدمة في تدريبه. لقد تطورت الأدمغة في ظل قيود هائلة على الطاقة وتستمر في العمل باستخدام طاقة أقل بكثير مما يمكن أن يوفره النظام الغذائي اليومي. 

وقد أجبر هذا علم الأحياء على إيجاد طرق لتحسين موارده والاستفادة القصوى من تلك التي يخصصها لمهمة ما.

في المقابل، فإن قصة التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي هي إلى حد كبير قصة رمي المزيد من الموارد عليها.

 ويبدو أن خطط المستقبل (حتى الآن على الأقل) تشمل المزيد من هذا، بما في ذلك مجموعات بيانات تدريب أكبر وعدد أكبر من الخلايا العصبية الاصطناعية والوصلات بينها. 

كل هذا يأتي في وقت تستخدم فيه أفضل أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية بالفعل ثلاثة أضعاف الخلايا العصبية التي نجدها في دماغ ذبابة الفاكهة وليس لديها أي مكان قريب من القدرات العامة للذبابة.

مقالات مشابهة

  • الحمصاني: خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية «الرؤية الأشمل» لمصر 2030
  • الخوارزمية الأولى: أساطير الذكاء الاصطناعي
  • الدماغ البشري يتفوّق على الذكاء الاصطناعي في حالات عدّة
  • مصر تدخل عالم منع حوادث القطارات باستخدام الذكاء الاصطناعي.. قريبا
  • حَوكمة الذكاء الاصطناعي: بين الابتكار والمسؤولية
  • مدبولي يستعرض ملامح خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لعام 2025 /2026 مع مختلف الوزارات
  • رئيس الوزراء يستعرض خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لعام 2025/2026
  • رئيس الوزراء يستعرض مع وزيرة التخطيط ملامح خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية
  • مجلس المناطق الاقتصادية يناقش تخفيض القيمة الإيجارية في المدن الصناعية
  • عاجل| «الصحة» تُعلن بدء استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الكشف المبكر عن الأورام