عربي21:
2025-03-16@18:13:18 GMT

هل تحل سفن الشحن الجديدة العملاقة أزمة البحر الأحمر؟

تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT

هل تحل سفن الشحن الجديدة العملاقة أزمة البحر الأحمر؟

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرًا حول تأثير هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر على حركة الشحن والاقتصاد العالمي وعلى تكاليف الشحن والتجارة العالمية وسلامة الملاحة البحرية.

وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن تكلفة شحن البضائع من آسيا ارتفعت بأكثر من 300 بالمائة بعد أن بدأ الحوثيون مهاجمة السفن في البحر الأحمر، مما أثار مخاوف من أن اضطرابات سلسلة التوريد قد تؤدي إلى تعكير صفو الاقتصاد العالمي مرة أخرى.

 

ويواصل الحوثيون الذين يسيطرون على شمال اليمن، تهديد السفن، مما يجبر الكثيرين على اتخاذ طريق أطول بكثير حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، ولكن هناك دلائل تشير إلى أن العالم قد يتجنب أزمة شحن طويلة الأمد.

وأوضحت الصحيفة أن أحد أسباب التفاؤل هو دخول عدد كبير من سفن الحاويات التي تم طلبها منذ عامين أو ثلاثة إلى الخدمة، ويُتوقع أن تساعد هذه السفن الإضافية شركات الشحن في الحفاظ على الخدمة المنتظمة. وقد طلبت شركات الشحن هذه السفن عندما أدت الزيادة غير العادية في التجارة العالمية التي حدثت أثناء الوباء إلى خلق طلب هائل على خدماتها.

ورغم استمرار ارتفاع تكاليف الشحن، فإن بعض المحللين يتوقّعون أن يؤدي العرض القويّ للسفن الجديدة إلى خفض الأسعار في وقت لاحق من هذا العام.

وأشارت الصحيفة إلى أن السفن القادمة من آسيا كانت قبل الهجمات تعبر البحر الأحمر وقناة السويس، التي تتعامل عادة مع ما يقدر بنحو 30 بالمائة من حركة الحاويات العالمية، للوصول إلى الموانئ الأوروبية، أما الآن فيدور معظمها حول رأس الرجاء الصالح مما يجعل تلك الرحلات أطول بنسبة 20 إلى 30 بالمائة، مما يزيد من استخدام الوقود وتكاليف الطاقم.


ووفقًا لبعض المحللين فإن هناك قلقًا من أن تؤدي الرحلات الطويلة إلى ارتفاع التكاليف بالنسبة للمستهلكين، لكن المديرين التنفيذيين للشحن يتوقّعون أن تتكيف عملياتهم مع اضطراب البحر الأحمر قبل الربع الثالث، وهو موسمهم الأكثر ازدحامًا، عندما يقوم العديد من تجار التجزئة في أوروبا والولايات المتحدة بالتخزين لعطلة الشتاء.

وحسب بريان ويتلوك، كبير المديرين والمحلل في شركة غارتنر للأبحاث، فإن السفن الجديدة تمثل أكثر من ثلث قدرة الصناعة قبل بدء طفرة الطلب، وسيتم تسليم معظمها بحلول نهاية هذا العام.

وأكدت الصحيفة أن السفن الجديدة من شأنها أن تزيد قدرة الشحن لشركة الشحن الدنماركية العملاقة ميرسك بنسبة 9 بالمائة، وذلك وفقا لشركة غارتنر.

ويخطط بعض منافسيها لإضافات أكبر بكثير، وتضيف شركة "إم إس سي"، أكبر شركة نقل عبر المحيطات، 132 سفينة مما يعزز قدرة أسطولها بنسبة 39 بالمائة ـ وستقوم شركة "سي إم إيه سي جي إم" الفرنسية، ثالث أكبر شركة شحن في العالم، برفع طاقتها بنسبة 24 بالمائة. 

ووفقًا لفنسنت كليرك، الرئيس التنفيذي لشركة ميرسك، فإنها مسألة وقت فقط حتى يتم حل مشكلة القدرة الإنتاجية بالكامل. 

وأفادت الصحيفة بأن هذا التعديل السريع يعكس نسبيًا حقيقة أن سلاسل التوريد العالمية في وضع أفضل بكثير مما كانت عليه ما بين 2021 و2022. في ذلك الوقت، كان المعروض من السلع مقيّدًا بينما كان الطلب من المستهلكين العالقين في المنزل قويا، وكانت الموانئ وشركات الشحن وغيرها تعاني أيضًا من نقص العمال والحاويات والسفن.

ويشير محللو الشحن والمسؤولون التنفيذيون أيضًا إلى أن قناة السويس ما زالت تستقبل حتى الآن ما معدله 30 سفينة شحن يوميًا، مقارنة بـ 48 سفينة في سنة 2023، وذلك وفقًا للبيانات التي جمعها صندوق النقد الدولي وجامعة أكسفورد. لكن الارتفاع في أسعار الشحن يسبب ألمًا حقيقيًا للشركات الصغيرة التي تفتقر إلى عقود طويلة الأجل مع شركات الشحن، مما يجعلها أكثر عرضة للارتفاع المفاجئ في أسعار نقل الحاويات.

وأضافت الصحيفة أن سوق الشحن يعتمد على ما يسمى بالسوق الفورية حيث تكون أسعار الفائدة أعلى بكثير مما كانت عليه خلال معظم السنة الماضية. وفي سنة 2023، انخفضت أسعار الشحن إلى مستويات ما قبل الوباء.

وتستورد شركة "إل إس إم" للمنتجات الاستهلاكية والمكتبية اللوازم المكتبية من الصين والهند. وحسب مارسيل لانداو، المدير الإداري للشركة، فإن تكلفة شحن حاوية واحدة قفزت إلى 3000 دولار من حوالي 1000 دولار قبل هجمات البحر الأحمر. وأضاف أنه لا يستطيع ببساطة تحميل عملائه هذه التكاليف، لأن أسعاره محددة في العقود، لذلك يتوقع أن تلتهم تكاليف الشحن المرتفعة حوالي نصف أرباحه.


ووفقًا لليندساي هوج، مديرة شركة هوج العالمية للخدمات اللوجستية، وهي شركة تقع في إنجلترا وتقوم بترتيب الشحن للشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم، فإن العديد من عملائها يشعرون بالقلق من الارتفاع الكبير في تكاليف الشحن وأن البعض منهم يؤخر الشحنات.

وأوضحت الصحيفة أن تكلفة شحن حاوية يبلغ طولها 40 قدمًا من آسيا إلى شمال أوروبا، وهو أحد الطرق الأكثر تضررا من هجمات البحر الأحمر، بلغت 4587 دولارا في الأسبوع الماضي، أي بزيادة 350 بالمائة عما كانت عليه في نهاية أيلول/سبتمبر، وذلك وفقا لبيانات السوق الفورية من شركة فريتوس. وقد ساعد الضغط في الشرق الأوسط على رفع تكلفة الشحن حتى على الطرق البعيدة حيث ارتفعت تكلفة السفر من آسيا إلى موانئ الساحل الغربي في الولايات المتحدة بنسبة 190 بالمائة منذ أيلول/سبتمبر، وفقًا لشركة فريتوس.

وأضافت الصحيفة أن أزمة البحر الأحمر تأتي في وقت لم يتمكن فيه سوى عدد قليل من السفن من المرور عبر قناة بنما، التي تعاني من انخفاض منسوب المياه حيث تسببت مشاكل هذه القناة أيضًا في حدوث تأخيرات وتحويلات. وحسب خبراء بحريين فإن الالتفاف حول أفريقيا هو السبب الرئيسي للارتفاع الكبير في تكاليف الشحن.

وتظل سفن الحاويات المسافرة من آسيا إلى أوروبا في البحر لمدة أطول بنحو 20 إلى 30 في المائة عما ستكون عليه لو مرت عبر قناة السويس. وقد أدى هذا في الواقع إلى انخفاض قدرة الشحن، مما تسبب بدوره في ارتفاع الأسعار.

وأفادت الصحيفة بأن المنظمّين يراقبون الوضع ويريدون أن تجني شركات الشحن ما يكفي من المال للحفاظ على سير عمل سلاسل التوريد بسلاسة، لكنهم يريدون أيضًا حماية عملاء شركات الشحن من التلاعب بالأسعار. وحسب دانييل مافي، رئيس اللجنة البحرية الفيدرالية الأمريكية، فإن هناك مخاوف بشأن الرسوم الإضافية التي أضافتها شركات الشحن بسبب هجمات البحر الأحمر وانخفاض قدرة الشحن الإجمالية في الوقت الحالي، لكن هذه المخاوف قد تكون أقل على المدى المتوسط بسبب كل هذه السفن التي ستبدأ في العمل.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الحوثيين اليمن اليمن البحر الاحمر الحوثي سفن الشحن صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البحر الأحمر تکالیف الشحن شرکات الشحن الصحیفة أن من آسیا

إقرأ أيضاً:

تقرير أمريكي: إدارة ترامب تواجه نفس الخيار الذي أربك بايدن بشأن إنهاء تهديد الحوثيين بالبحر الأحمر (ترجمة خاصة)

أفاد تقرير أمريكي بأن الوقت حان للتوقف عن التلاعب بالحوثيين بشأن تهديدات الجماعة وهجماتها على سفن الشحن في البحر الحمر.

 

وقالت مجلة " commentary" في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن إيقاف هجمات الحوثيين، في البحر الأحمر يتطلب من القادة الغربيين مواجهة عواقب سوء تقديرهم الفادح للتهديد الحوثي.

 

في غضون ذلك، يؤكد التقرير أنه ينبغي النظر إلى قاعدة الحوثيين الجماهيرية في الأوساط التقدمية الغربية على حقيقتها: مُشجّعون للإرهاب الاقتصادي الذي، إن تُرك دون رادع، سيُسبب سلسلة من الموت والدمار في جميع أنحاء المنطقة وخارجها.

 

وقال "أعلن الحوثيون عزمهم على استئناف هجماتهم على السفن التجارية المارة عبر ممرات الملاحة في البحر الأحمر والسويس. وتدّعي الطغمة العسكرية اليمنية المدعومة من إيران أمرين: الأول أنها ستهاجم السفن الإسرائيلية فقط، والثاني أنها تفعل ذلك تضامنًا مع حماس في غزة".

 

وأضاف "كلاهما كذب. ففي الواقع، ستكون كل سفينة عُرضة للهجوم، والحوثيون يختبرون نموذجًا من قرصنة القرن الحادي والعشرين، والذي إن نجح، فسيستمر، ومن المرجح أن يقتدي به آخرون، مما سيُلقي بالاقتصاد العالمي (والأمن العالمي) في حالة من الاضطراب لم يكن مستعدًا لها".

 

واستطرد "يمكن، بل يجب، إيقاف الحوثيين، لكن ذلك يتطلب من القادة الغربيين مواجهة عواقب سوء تقديرهم الفادح للتهديد الحوثي. في غضون ذلك، ينبغي النظر إلى قاعدة الحوثيين الجماهيرية في الأوساط التقدمية الغربية على حقيقتها: مُشجّعون للإرهاب الاقتصادي الذي، إن تُرك دون رادع، سيُسبب سلسلة من الموت والدمار في جميع أنحاء المنطقة وخارجها".

 

بمعنى آخر، حان الوقت للتوقف عن التلاعب بالحوثيين. وفق التقرير.

 

وقال "لنبدأ بالكذبة الأولى: أن السفن الإسرائيلية فقط هي المعرضة للخطر. مثال واحد فقط من بين أمثلة عديدة، نقلاً عن نعوم ريدان وفرزين نديمي: "عندما تعرضت ناقلة النفط/الكيماويات "أردمور إنكونتر" (رقم المنظمة البحرية الدولية 9654579) التي ترفع علم جزر مارشال للهجوم في ديسمبر 2023، كانت مملوكة لشركة "أردمور شيبينغ" الأيرلندية، ولم تكن لها أي صلات واضحة بإسرائيل. بعد أسبوعين، كشف تقرير صادر عن شركة "تريد ويندز" عن قضية خطأ في تحديد الهوية - يبدو أن الهجوم كان مدفوعًا باعتقاد أن قطب الشحن الإسرائيلي عيدان عوفر يمتلك حصة في الشركة، لكن أسهم عوفر بيعت قبل أشهر من الهجوم".

 

وأشار إلى أن روسيا والصين هما المستفيدان الرئيسيان من هجمات الحوثيين، مع أن أحداً لا ينعم بالأمان حقاً.

 

وبشأن الكذبة الثانية: وهي أن هذه مجرد "مقاومة" إضافية في غزة، وبالتالي لا تشكل تهديداً أوسع. لفهم المدى الكامل لهذه الكذبة، يجدر بنا مراجعة الضرر الواسع النطاق الذي ألحقه إرهاب الحوثيين في البحر الأحمر، والفوائد التي عادت على الحوثيين أنفسهم، وما يُخبرنا به كلاهما عن الاستخدامات المستقبلية لهذه الأساليب.

 

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في ديسمبر/كانون الأول: "يبدو الأمر كما لو أن صناعة الشحن قد عادت إلى أيام ما قبل افتتاح قناة السويس عام 1869". وقد أعادت شركات الشحن توجيه أساطيلها بشكل جماعي حول رأس الرجاء الصالح، مما أضاف 3500 ميل بحري و10 أيام إلى معظم الرحلات. قبل أن يبدأ الحوثيون هجماتهم، كانت قناة السويس تُعالج 10٪ من التجارة العالمية.

 

في يناير/كانون الثاني، قدّرت مجلة الإيكونوميست أن "شحنات البضائع عبر البحر الأحمر انخفضت بنسبة 70% من حيث الحجم"، وأن التكاليف المتزايدة لشركات الشحن - والتي ترفع تكلفة البضائع المنقولة على المستهلكين - تبلغ حوالي 175 مليار دولار سنويًا.

 

ولفت التقرير إلى أن هناك، طريقة أخرى للالتفاف على هذا التهديد: رشوة الحوثيين. لدى الجماعة نظام دفع مُعدّ ليعمل تقريبًا مثل نظام E-ZPass، ولكن لقرصنة قناة السويس.

 

وأكد أن هذه المدفوعات غير قانونية بالطبع، لذا لا تستطيع الشركات الغربية دفعها؛ وسيكون من السهل رصد أولئك الذين بدأوا فجأة بالمرور عبر ممرات الشحن سالمين. تُدرّ أموال الحماية على الحوثيين ما يصل إلى ملياري دولار سنويًا. كما أن الصواريخ والطائرات المُسيّرة التي يستخدمونها لتنفيذ هذا المخطط تنخفض أسعارها عامًا بعد عام.

 

"بعبارة أخرى، هذه خطة عمل. ربما يستطيع الحوثيون البقاء على قيد الحياة بمفردهم، حتى لو اختفت الرعاية الإيرانية. كما أشارت مجلة الإيكونوميست، "بممارستهم الضغط على مالكي السفن، يكسبون مئات الملايين من الدولارات سنويًا - بل مليارات الدولارات - بينما يفرضون على العالم تكاليف بمئات المليارات. وبدلًا من الصمت عند توقف إطلاق النار في غزة، قد يكون الحوثيون يُبشرون بعالم فوضوي بلا قواعد أو شرطي". وفق التقرير.

 

وخلصت مجلة " commentary" إلى أن إدارة ترامب تواجه الآن نفس الخيار الذي أربك جو بايدن بشأن إنهاء تهديد الحوثيين للاقتصاد العالمي. مؤكدة أن المخاطر أكبر مما يدركه الكثيرون، نظرًا للآثار المترتبة على إنشاء نموذج قرصنة حديث وفعال قد يُحتذى به للجماعات الإرهابية الأخرى. في الواقع، المخاطر كبيرة بما يكفي لدرجة أن وضع حد للحوثيين هو الخيار البديهي.


مقالات مشابهة

  • أمريكا تضع شرطاً على الحوثيين لوقف القصف
  • هيئة السويس تبحث مع شركة شحن كبرى عبور القناة في ظل الوضع باليمن
  • الحوثيون: الضربات الأمريكية لن تمنعنا من استهداف السفن الإسرائيلية
  • أستاذ قانون: أزمة البحر الأحمر كارثة كبيرة على التجارة العالمية
  • تقرير أمريكي: إدارة ترامب تواجه نفس الخيار الذي أربك بايدن بشأن إنهاء تهديد الحوثيين بالبحر الأحمر (ترجمة خاصة)
  • مبادرة لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر
  • الإعلان عن إطلاق مبادرة أمن البحر الأحمر لمواجهة تهديدات الحوثيين
  • معهد أمريكي يُحذّر من الأثر البيئي لحملة الحوثيين ضد الشحن بالبحر الأحمر (ترجمة خاصة)
  • الإعلان عن مبادرة لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر
  • كيف تحدد أزمة حظر السفن في البحر الأحمر مصير الاستقلال الأوروبي؟