عربي21:
2025-02-11@13:23:13 GMT

هل تحل سفن الشحن الجديدة العملاقة أزمة البحر الأحمر؟

تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT

هل تحل سفن الشحن الجديدة العملاقة أزمة البحر الأحمر؟

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرًا حول تأثير هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر على حركة الشحن والاقتصاد العالمي وعلى تكاليف الشحن والتجارة العالمية وسلامة الملاحة البحرية.

وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن تكلفة شحن البضائع من آسيا ارتفعت بأكثر من 300 بالمائة بعد أن بدأ الحوثيون مهاجمة السفن في البحر الأحمر، مما أثار مخاوف من أن اضطرابات سلسلة التوريد قد تؤدي إلى تعكير صفو الاقتصاد العالمي مرة أخرى.

 

ويواصل الحوثيون الذين يسيطرون على شمال اليمن، تهديد السفن، مما يجبر الكثيرين على اتخاذ طريق أطول بكثير حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، ولكن هناك دلائل تشير إلى أن العالم قد يتجنب أزمة شحن طويلة الأمد.

وأوضحت الصحيفة أن أحد أسباب التفاؤل هو دخول عدد كبير من سفن الحاويات التي تم طلبها منذ عامين أو ثلاثة إلى الخدمة، ويُتوقع أن تساعد هذه السفن الإضافية شركات الشحن في الحفاظ على الخدمة المنتظمة. وقد طلبت شركات الشحن هذه السفن عندما أدت الزيادة غير العادية في التجارة العالمية التي حدثت أثناء الوباء إلى خلق طلب هائل على خدماتها.

ورغم استمرار ارتفاع تكاليف الشحن، فإن بعض المحللين يتوقّعون أن يؤدي العرض القويّ للسفن الجديدة إلى خفض الأسعار في وقت لاحق من هذا العام.

وأشارت الصحيفة إلى أن السفن القادمة من آسيا كانت قبل الهجمات تعبر البحر الأحمر وقناة السويس، التي تتعامل عادة مع ما يقدر بنحو 30 بالمائة من حركة الحاويات العالمية، للوصول إلى الموانئ الأوروبية، أما الآن فيدور معظمها حول رأس الرجاء الصالح مما يجعل تلك الرحلات أطول بنسبة 20 إلى 30 بالمائة، مما يزيد من استخدام الوقود وتكاليف الطاقم.


ووفقًا لبعض المحللين فإن هناك قلقًا من أن تؤدي الرحلات الطويلة إلى ارتفاع التكاليف بالنسبة للمستهلكين، لكن المديرين التنفيذيين للشحن يتوقّعون أن تتكيف عملياتهم مع اضطراب البحر الأحمر قبل الربع الثالث، وهو موسمهم الأكثر ازدحامًا، عندما يقوم العديد من تجار التجزئة في أوروبا والولايات المتحدة بالتخزين لعطلة الشتاء.

وحسب بريان ويتلوك، كبير المديرين والمحلل في شركة غارتنر للأبحاث، فإن السفن الجديدة تمثل أكثر من ثلث قدرة الصناعة قبل بدء طفرة الطلب، وسيتم تسليم معظمها بحلول نهاية هذا العام.

وأكدت الصحيفة أن السفن الجديدة من شأنها أن تزيد قدرة الشحن لشركة الشحن الدنماركية العملاقة ميرسك بنسبة 9 بالمائة، وذلك وفقا لشركة غارتنر.

ويخطط بعض منافسيها لإضافات أكبر بكثير، وتضيف شركة "إم إس سي"، أكبر شركة نقل عبر المحيطات، 132 سفينة مما يعزز قدرة أسطولها بنسبة 39 بالمائة ـ وستقوم شركة "سي إم إيه سي جي إم" الفرنسية، ثالث أكبر شركة شحن في العالم، برفع طاقتها بنسبة 24 بالمائة. 

ووفقًا لفنسنت كليرك، الرئيس التنفيذي لشركة ميرسك، فإنها مسألة وقت فقط حتى يتم حل مشكلة القدرة الإنتاجية بالكامل. 

وأفادت الصحيفة بأن هذا التعديل السريع يعكس نسبيًا حقيقة أن سلاسل التوريد العالمية في وضع أفضل بكثير مما كانت عليه ما بين 2021 و2022. في ذلك الوقت، كان المعروض من السلع مقيّدًا بينما كان الطلب من المستهلكين العالقين في المنزل قويا، وكانت الموانئ وشركات الشحن وغيرها تعاني أيضًا من نقص العمال والحاويات والسفن.

ويشير محللو الشحن والمسؤولون التنفيذيون أيضًا إلى أن قناة السويس ما زالت تستقبل حتى الآن ما معدله 30 سفينة شحن يوميًا، مقارنة بـ 48 سفينة في سنة 2023، وذلك وفقًا للبيانات التي جمعها صندوق النقد الدولي وجامعة أكسفورد. لكن الارتفاع في أسعار الشحن يسبب ألمًا حقيقيًا للشركات الصغيرة التي تفتقر إلى عقود طويلة الأجل مع شركات الشحن، مما يجعلها أكثر عرضة للارتفاع المفاجئ في أسعار نقل الحاويات.

وأضافت الصحيفة أن سوق الشحن يعتمد على ما يسمى بالسوق الفورية حيث تكون أسعار الفائدة أعلى بكثير مما كانت عليه خلال معظم السنة الماضية. وفي سنة 2023، انخفضت أسعار الشحن إلى مستويات ما قبل الوباء.

وتستورد شركة "إل إس إم" للمنتجات الاستهلاكية والمكتبية اللوازم المكتبية من الصين والهند. وحسب مارسيل لانداو، المدير الإداري للشركة، فإن تكلفة شحن حاوية واحدة قفزت إلى 3000 دولار من حوالي 1000 دولار قبل هجمات البحر الأحمر. وأضاف أنه لا يستطيع ببساطة تحميل عملائه هذه التكاليف، لأن أسعاره محددة في العقود، لذلك يتوقع أن تلتهم تكاليف الشحن المرتفعة حوالي نصف أرباحه.


ووفقًا لليندساي هوج، مديرة شركة هوج العالمية للخدمات اللوجستية، وهي شركة تقع في إنجلترا وتقوم بترتيب الشحن للشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم، فإن العديد من عملائها يشعرون بالقلق من الارتفاع الكبير في تكاليف الشحن وأن البعض منهم يؤخر الشحنات.

وأوضحت الصحيفة أن تكلفة شحن حاوية يبلغ طولها 40 قدمًا من آسيا إلى شمال أوروبا، وهو أحد الطرق الأكثر تضررا من هجمات البحر الأحمر، بلغت 4587 دولارا في الأسبوع الماضي، أي بزيادة 350 بالمائة عما كانت عليه في نهاية أيلول/سبتمبر، وذلك وفقا لبيانات السوق الفورية من شركة فريتوس. وقد ساعد الضغط في الشرق الأوسط على رفع تكلفة الشحن حتى على الطرق البعيدة حيث ارتفعت تكلفة السفر من آسيا إلى موانئ الساحل الغربي في الولايات المتحدة بنسبة 190 بالمائة منذ أيلول/سبتمبر، وفقًا لشركة فريتوس.

وأضافت الصحيفة أن أزمة البحر الأحمر تأتي في وقت لم يتمكن فيه سوى عدد قليل من السفن من المرور عبر قناة بنما، التي تعاني من انخفاض منسوب المياه حيث تسببت مشاكل هذه القناة أيضًا في حدوث تأخيرات وتحويلات. وحسب خبراء بحريين فإن الالتفاف حول أفريقيا هو السبب الرئيسي للارتفاع الكبير في تكاليف الشحن.

وتظل سفن الحاويات المسافرة من آسيا إلى أوروبا في البحر لمدة أطول بنحو 20 إلى 30 في المائة عما ستكون عليه لو مرت عبر قناة السويس. وقد أدى هذا في الواقع إلى انخفاض قدرة الشحن، مما تسبب بدوره في ارتفاع الأسعار.

وأفادت الصحيفة بأن المنظمّين يراقبون الوضع ويريدون أن تجني شركات الشحن ما يكفي من المال للحفاظ على سير عمل سلاسل التوريد بسلاسة، لكنهم يريدون أيضًا حماية عملاء شركات الشحن من التلاعب بالأسعار. وحسب دانييل مافي، رئيس اللجنة البحرية الفيدرالية الأمريكية، فإن هناك مخاوف بشأن الرسوم الإضافية التي أضافتها شركات الشحن بسبب هجمات البحر الأحمر وانخفاض قدرة الشحن الإجمالية في الوقت الحالي، لكن هذه المخاوف قد تكون أقل على المدى المتوسط بسبب كل هذه السفن التي ستبدأ في العمل.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الحوثيين اليمن اليمن البحر الاحمر الحوثي سفن الشحن صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البحر الأحمر تکالیف الشحن شرکات الشحن الصحیفة أن من آسیا

إقرأ أيضاً:

فدية البحر الأحمر: كيف تمول رسائل البريد الإلكتروني عمليات القرصنة التي يشنها الحوثيون بقيمة 2 مليار دولار (ترجمة خاصة)

لقد أصبح البحر الأحمر، الشريان الحيوي للتجارة العالمية، ساحة معركة للقرصنة الحديثة التي تمزج بين التكنولوجيا والجغرافيا السياسية والتجارة. وقد تبنت جماعة الحوثي في ​​اليمن نهجا جديدا للاستفادة من موقعها الاستراتيجي، حيث طالبت بدفعات من شركات الشحن مقابل المرور الآمن.

 

ويعيد هذا المخطط، الذي تم تنسيقه من خلال رسائل البريد الإلكتروني وقنوات الدفع في السوق السوداء، تشكيل التجارة البحرية ويفرض تحديات عالمية كبيرة، كما ذكرت مجلة الإيكونوميست.

 

في مزيج من التشدد والبيروقراطية، قام الحوثيون بإضفاء الطابع المؤسسي على ممارسات الابتزاز من خلال تزويد أصحاب السفن بعنوان بريد إلكتروني "علاقات العملاء" للتفاوض على المدفوعات. وبالنسبة لأولئك الذين يبحرون في المياه الخطرة في البحر الأحمر، فإن الخيارات قاتمة: الدفع، أو المخاطرة بالهجمات، أو اتخاذ طريق أطول وأكثر تكلفة.

 

وبفضل الصواريخ والطائرات بدون طيار المتقدمة، يمكن للحوثيين استهداف السفن بدقة، مما يخلق جوًا من الحتمية حول هذه المدفوعات. وتقدر مجلة الإيكونوميست أن المجموعة تجمع ما يصل إلى 2 مليار دولار سنويًا من خلال نموذج الابتزاز هذا.

 

في حين تقاوم العديد من الشركات الغربية دفع هذه الرسوم، وتختار إعادة توجيه السفن حول أفريقيا، فإن التحويلات تأتي بتكاليف باهظة. تزيد الرحلات الأطول من أوقات العبور واستهلاك الوقود، مما يدفع النفقات للشركات والمستهلكين على حد سواء. في المقابل، اتخذت دول مثل الصين موقفًا عمليًا، حيث ورد أنها زادت حصتها من الشحن في البحر الأحمر من خلال الموافقة على دفع الحوثيين مقابل المرور الآمن.

 

التأثير على التجارة العالمية

 

إن تداعيات هذا الابتزاز البحري هائلة. فقد انخفضت أحجام الشحن في البحر الأحمر، حيث تشير بعض التقديرات إلى انخفاض بنسبة 70 في المائة. أدى إحجام شركات الشحن الغربية عن الامتثال إلى زيادة في الملاحة عبر رأس الرجاء الصالح، مما أضاف الوقت والتكاليف للشحنات. وأشار التقرير إلى أن هذا التحول أدى إلى تعطيل سلاسل التوريد وخلق فرص للمشغلين تحت أعلام أقل تقييدًا للهيمنة على حركة المرور في البحر الأحمر.

 

إن التكاليف غير المباشرة لأنشطة الحوثيين أكثر وضوحا. ويقدر التقرير أن النفقات الإضافية الناجمة عن إعادة التوجيه والتأخير واستهلاك الوقود تبلغ 175 مليار دولار سنويا، وهو عبء مالي ينتقل في نهاية المطاف إلى المستهلكين النهائيين.

 

ما هي أزمة البحر الأحمر؟

 

منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، نفذت ميليشيات الحوثي اليمنية هجمات متعددة على سفن الشحن في البحر الأحمر. أصبح هذا الممر البحري الحيوي، وهو أسرع رابط بين آسيا وأوروبا عبر قناة السويس، محفوفا بالمخاطر بشكل متزايد. تختار العديد من السفن الآن الطريق الأطول حول رأس الرجاء الصالح، مما يزيد من تكاليف الشحن وأوقات التسليم.

 

تأتي هذه الأزمة في ظل تحديات اقتصادية مستمرة، بما في ذلك عواقب الوباء، والصراع الروسي الأوكراني المستمر، والتباطؤ العالمي.

 

يواجه البحر الأحمر، الذي يتعامل مع ما يقرب من 30 في المائة من حركة الحاويات العالمية، اضطرابا غير مسبوق. وبحلول مارس/آذار 2024، انخفضت حركة المرور عبر قناة السويس ومضيق باب المندب بنسبة 50%، في حين تضاعفت حركة الملاحة عبر رأس الرجاء الصالح.

 

الابتزاز كنموذج أعمال مستدام

 

إن نموذج الابتزاز الذي يتبعه الحوثيون مثير للقلق بشكل خاص بسبب استدامته. إن قدرة المجموعة على توليد الإيرادات من خلال العمليات البحرية تمول قدراتها العسكرية ونفوذها الأوسع في اليمن والمنطقة.

 

وبينما أثارت أفعالهم انتقادات واسعة النطاق، لا يمكن تجاهل الأسباب الجذرية. لقد وفر الصراع المستمر في اليمن - المدفوع بالفقر والتنافسات الجيوسياسية وسنوات من التدخل الأجنبي - أرضًا خصبة لمثل هذه الأنشطة. وقد أدى الافتقار إلى استجابة عالمية منسقة إلى تفاقم الأزمة.

 

إن نجاح الحوثيين في استغلال انعدام الأمن البحري يشكل سابقة خطيرة. فمن خلال استغلال نقاط الضعف في التجارة العالمية، ابتكروا نموذجًا يمكن أن يلهم الجماعات المسلحة الأخرى. وحذر التقرير من أن هذا الاتجاه المزعج قد يمتد إلى ما هو أبعد من الشحن إلى صناعات أخرى مثل السفر الجوي، خاصة مع استمرار ارتفاع المخاطر الجيوسياسية.

 

*يمكن الرجوع للمادة الأصل : هنا


مقالات مشابهة

  • هيئة قناة السويس تبحث استقرار الأوضاع في البحر الأحمر مع غرفة الملاحة الدولية
  • مسؤول مصري: خطة ترامب في غزة أثرت على الملاحة في قناة السويس
  • FT: خطة ترامب في غزة تبدد آمال حركة الشحن في البحر الأحمر
  • فدية البحر الأحمر: كيف تمول رسائل البريد الإلكتروني عمليات القرصنة التي يشنها الحوثيون بقيمة 2 مليار دولار (ترجمة خاصة)
  • قطاع الشحن الدولي ينسفُ التضليل الأمريكي: البيت الأبيض يهدّدُ أمنَ الملاحة في البحر الأحمر
  • فاينشينال تايمز: اقتراح ترامب بشأن غزة يبدد آمال صناعة الشحن في البحر الأحمر
  • حديث ترامب عن غزة يبدد آمال عودة الشحن للبحر الأحمر
  • مسؤولو الشحن: اقتراح ترامب بشأن غزة يبدد آمال صناعة الشحن في البحر الأحمر
  • بلومبرغ: حاملة الطائرات الأمريكية ترومان تغادر البحر الأحمر
  • صحيفة “بلومبرغ”: حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” تغادر البحر الأحمر