الطريق للحرب الأهلية الشاملة بجهالة
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
صلاح جلال
قد أرسل لى الأستاذ مبارك الكودا مقال ينتقد فيه د.الوليد مادبو يقول فيه مخاطبا الوليد “كنا نبحث عن شخص متعلم له سند مجتمعى من الغرب ليكون رئيساً للوزراء فى هذه المرحلة الصعبة “، وأقول: من أنتم الذين تبحثون ومن خولكم بالبحث ؟ لماذا هذا الإستعلاء فى العطاء والمنع والنظرة الدونية للآخرين .
لقد سبق ان حذرناكم منذ بداية هذه الحرب اللعينة والتعبئة الهوجاء القائمة على أسس عرقية وجهوية سوف تحدث فرز كبير ومنعطف خطير وستكون القوات المسلحة أول ضحايا هذا الفرز العرقى الذى على أساسة تم إستهداف أبناء بعض القبائل فى الخرطوم والشمالية والجزيرة وفى كل مكان فيه سيطرة للقوات المسلحة إستهداف على الإثنية والجهة ولون البشرة ، مايحدث هو مرحلة متقدمة فى الإنقسام المجتمعى ستقود لتحول الحرب من الثروة والسلطة إلى الجهة والقبيلة وتبدأ حرب الكل ضد الكل ، أنكم ومعكم قيادة القوات المسلحة تركبون طريقاً وعراً وثنايا ضيقة ذات حواف حادة تقود البلاد نحو حرب أهلية شاملة لاتبقى ولاتذر.
قلناها لكم منذ بداية الإستنفار والآن تعيشونها فى الواقع هذه الحرب الأفضل أن تقف اليوم قبل الغد وتنتهى على طاولة التفاوض ، قبل أن تفلت
أستغرب لحملتكم ذات المغاريف المتعددة Double Standers يتألم كتابكم مع حزن الصديق د.صديق بولاد وفقد أهلة جراء إنتهاكات نكراء من جنود الدعم السريع وتنهضون ضد د.الوليد مادبو وهو يحزن على ظلم وقع على أهلة من قيادة القوات المسلحة والقصف العشوائي لطيرانها بالبراميل المتفجرة التى جعلت لحم نسائهم وأطفالهم وشيوخهم أشلاء وممتلكاتهم على قلتها رماد فى مشهد يفطر القلوب ومنكم من يتغزل فى ساره صانعة كباب لحم البشر وآخرين ينادون فى نشوة بضرورة تسميم مصادر المياه فى الغرب للقضاء على ثروتهم الحيوانية ، من أين جاء هؤلاء ؟ وتستكثرون على د.الوليد مادبو أن يبكى ويحزن مع أسرته فهو مهما نال من درجات العلم ليس مقطوع من شجرة له حاضنة وأسرة ممتدة فهو من غُزية أم وأب إذا تألمت غزية يتألم لها ، أتركوا الوليد مادبو لحزنه النبيل الذى نشاطره فيه ونعزية ، وننهض بكل ما لدينا من مروءة لمواساتهم أحزانهم ونعمل لرفع الظلم الواقع عليهم من طيران القوات المسلحة ، ونناشد المجتمع الدولى بأغلظ عبارات المطالبة الضغط لوقف القصف العشوائي للطيران على المدنيين فى نيالا والفاشر والجنينة والزرق والضعين وبابنوسة وفى ود الحداد ومدنى والقطينة ومدن العاصمة الثلاثة ، لقد كتبت مطالباً فى عدة تغريدات بإنتداب قائد سلاح الطيران للمحكمة الجنائية الدولية ، فى إتساق مع حماية كافة المدنيين فى مناطق الحرب وفق القانون الإنسانى الدولى وإتفاقيات جنيف الأربعة المنظمة للحروب ، لقد تصدينا ومازلنا نتصدى لإنتهاكات قوات الدعم السريع كذلك فى الجنينة والعاصمة والجزيرة مؤكدين لهم هذه جرائم لن نسمح لأحد من مرتكبيها أن يفلت من العقاب ونطالب بوقفها فورا .
الأخ الكودا هذه الحرب خاسرة فهى كالثعابين أفضلها الميت ، أوقفوا هذه الحملات والأقلام الراعفة كعصافير النار منك ومن آخرين رصدت منهم د.عشارى ود.محمد جلال ومزمل والآن شخصك ضد د.الوليد لأنه يبكى أهله وعشيرته ولكننا المستهدف الإساءة لقبائل العطاوة النى تعتبرونها حاضنة للدعم السريع ، إذا كان هدفكم تخويف د.تدالوليد وهدمه أنكم لاتعرفون عريكة هذه الجماعة السكانية التى لا تنام على ضيم (برجعوا عليكم يجغموكم جغم ويتفوكم تف ويشربوكم جووت ويترعوك عاع ) فى رواية منسوبة للمحارب الأمير يونس الدكيم أحد أبطال المهدية ومحاربيها الأفزاز مرفعين المشركين القصير بلاع الطوال كما كان يناديه خليفة المهدى عليه السلام فى حرب التحرير الأولى ، التى إستبسلت فيها هذه القبائل ولم تبقى شئ من أجل الدين والوطن ، فإذا قامت القيامة على الوليد فى وسطكم للحط منه سيقيم له أهله تمثال فى مدنهم ومخارفهم من الضعين وسبدو وأم مطارق حتى سفاهة احتفالا بتاريخهم المشهود الذى لايلين فى العطاء والوطنية .
حطكم من قدر جماعات سكانية بالجملة جاء بينكم من يطلق عليهم لفظ عرب الشتات وملاقيط غرب أفريقيا، وهو لايعلم أن ثلث موروث السودان الحضارى من تلك الأنحاء كما ذكر ذلك المؤرخ ابن عمر التونسى فى تاريخ دارفور والسنغالي الشيخ انتا تيوب فى مجلداته العشرة التى أعتمدتها اليونسكوا للثقافة والعلوم بعنوان The african civilization عندما كان أجداد من تطلقون عليهم بجهالة متناهية بالتاريخ عرب الشتات كانو هم على ظهور الخيل لتأسيس الكولة الوطنية الأولى مجاهدين لتحرير السودان ، وكان أجداد الآخرين يشربون عصير البلح ويؤذنون فى الشوك والسلم مع الطيب الدوش فى قصيدته سعاد.
ختامة
يا أخ الكودا وبقية الجوقة الراعفة ضد د.الوليد مادبو والمستهدف فى الأصل قبائل غرب السودان التى ندافع عنها ، د.الوليد فهو صاحب جراب مليان تراكيش قادر أن يدافع عن نفسه لكن أقول لكم أتركوا القبلية والجهوية إنها منتنة وطريق الندامة ولعبة خطرة ستشعل حريق يصعب إحتوائه لاتنجو منه جهة أو عرق ، أتركوا قبائل العطاوة ما تركوكم حتى لا يلبسوا الدرع كاملة (وكلنا نشوف نجوم القايلة) هؤلاء جماعات متحزمين بقلوبهم ونصبح على رماد كان لنا وطن ، كما قال الشاعر إبن نباته السعدى
لَبِسوا القلوبَ على الدروعِ حَزَامَةً
منهم فليسَ تقلم الأظفارُ
٢٤ فبراير ٢٠٢٤م
الوسومصلاح جلالالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: صلاح جلال القوات المسلحة د الولید مادبو
إقرأ أيضاً:
محللون: الصراع بين نتنياهو وبار يقرب إسرائيل من الحرب الأهلية
القدس المحتلةـ أجمعت قراءات المحللين الإسرائيليين أن إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عزمه إقالة رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار، يأتي في سياق سعي نتنياهو للسيطرة على مختلف مقاليد الحكم والمؤسسات وبضمنها جهاز الاستخبارات، وهذا يؤسس لتحويل إسرائيل إلى ديكتاتورية يكون فيها الحاكم فوق القانون.
وتوافقت القراءات أن نتنياهو، الذي يسعى للتفرد بالحكم والتهرب من مسؤولية الفشل والإخفاق في منع "طوفان الأقصى" بالسابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يسعى إلى إحكام سيطرته على "الشاباك" الذي يعتبر صمام الأمان بالحفاظ على "أسس وقيم الديمقراطية"، وكذلك يشرف على التحقيقات والمخالفات القانونية، حيث يخشى رئيس الوزراء كشف الشاباك عن مخالفات قانونية أو فضائح متورط فيها.
ورجحت التحليلات الإسرائيلية أن التوجه نحو إقالة بار بمثابة خطوة مهمة من قبل نتنياهو إلى تعيين شخص موال له بالجهاز وذلك لضمان عدم كشف أي فضائح أو مخالفات قد يكون نتنياهو ضالعا فيها.
وبحسب قراءات المحللين، فإن السعي إلى إقصاء بار من منصبه، تعتبر خطوة أخرى لنتنياهو لتفرده بمقاليد الحكم والمؤسسات الأمنية والعسكرية والقضائية، وذلك بعد إقالة رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ووزير الدفاع السابق، يوآف غالانت، حيث يسعى أيضا إلى إقالة المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا.
إعلان
حرب أهلية
تحت عنوان "المواجهة بين نتنياهو وبار تقربنا من نوع من الحرب الأهلية"، كتب المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، مقالا، استعرض من خلاله عمق الشرخ والاستقطاب السياسي بالمشهد الإسرائيلي الذي تكرس عقب أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وكذلك الانقسام بالمجتمع الإسرائيلي الذي ينقسم مجموعتين، مجموعة نتنياهو ومجموعة ثانية مناهضة له.
ويعتقد برنياع أن هذا الانقسام يقرب إسرائيل إلى نوع من الحرب الأهلية، قائلا إن "الصراع الداخلي الإسرائيلي في الوقت الحالي، لا يزال بلا أسلحة، لكنه يقربنا إلى مرحلة فقدان الثقة والعصيان وعدم انصياع في الأجهزة الأمنية، وسوف ينتهي هذا الأمر بجهاز شاباك مختلف، ومكتب مدع عام مختلف، ثم محكمة عدل عليا مختلفة وقوانين أساسية أخرى".
وأوضح أن الخلافات بين نتنياهو وبار تصاعدت تدريجيا، وذلك على خلفية المظاهرات والاحتجاجات ضد خطة الإصلاحات بالجهاز القضائي، حيث تحفظ الشاباك على الخطة، مشيرا إلى أن الجهود التي بذلها بار بمفاوضات صفقة التبادل أدت إلى تفاقم الأزمة والخلافات، وعلى هذا الأساس سارع نتنياهو إلى إقالة بار من فريق المفاوضات.
إن رئيس الوزراء الذي فقد قبضته ويتصرف بدون كوابح، يقول المحلل السياسي، "سوف يحكمنا كما يشاء، وسوف تتبعه حكومة فاشلة، نحن على الأرجح ندخل أياما من القتال المتزايد في غزة، من دون اتفاق، ومن دون صفقة تبادل، ومن دون أن يتلقى الجمهور الإسرائيلي تفسيرا لسبب التوجه للعمل العسكري، إنها أزمة ثقة أثناء القتال".
صراع إلى حد الفوضى
ويرى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل أن نتنياهو يتصرف كما لو أنه لم يعد لديه ما يخسره، حيث إن تصعيد الصراع إلى حد الفوضى يخدم مصالحه، إذ تستعد الحكومة الإسرائيلية لتجاوز آخر عقبة كبيرة في طريقها، بإقرار الموازنة العامة قبل نهاية الشهر الحالي.
إعلانويعتقد هرئيل أن التصعيد غير المسبوق، الذي يشنه نتنياهو ضد جهاز الشاباك وضد الجهاز القضائي، يخدم مصلحته من أجل التصدي ومواجهة شركائه في الائتلاف الحكومي، من تيار الصهيونية الدينية والأحزاب الحريدية، وربما يعجل ذلك عودة رئيس "عظمة يهودي"، إيتمار بن غفير إلى الحكومة.
وأوضح المحلل العسكري أن نتنياهو لم يتحمل حتى الآن أي مسؤولية عن الإخفاقات التي حدثت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ويروج أن مصيره سيحسمه الناخبون وصناديق الاقتراع، وعليه هو يقوم بمختلف الإجراءات والحيل القذرة من أجل إقصاء معارضيه، وكذلك تعزيز فرص فوزه بالانتخابات والبقاء على كرسي رئاسة الوزراء.
ويرى هرئيل أن إقصاء بار من منصبه في حال تحقق ذلك، سيسهل على نتنياهو العبث بانتخابات الكنيست بالمستقبل، قائلا إن "إقالة بار أكثر إثارة للقلق، حتى أكثر من إقالة هاليفي وغالانت، لان من مهام وصلاحيات جهاز الشاباك، تحصين أسس النظام الديمقراطي في إسرائيل والدفاع عنها، بتقويض الشاباك والسيطرة عليه يعني تقويض الديمقراطية".
حاكم فوق القانون
ويعتقد محلل الشؤون القضائية في صحيفة "ذا ماركر"، عيدو باوم، أنه إذا لم يتم وقف إقالة بار، فإن إسرائيل ستصبح دولة يكون فيها الحاكم فوق القانون.
الآن تبدأ المعركة القانونية، يقول باوم، وهو محاضر للقانون في كلية الإدارة في تل أبيب، لكن: "في النهاية، ربما يطرح سؤال واحد على المحكمة العليا، هل يمكن إجبار الحكومة على تعيين رئيس للشاباك لا تريده؟ فالطريق إلى اتخاذ قرار بشأن هذه المسألة طويل، وقد أعد نتنياهو عاصفة مثالية، بحيث يكون هذا الطريق صعبا ومليئا بالمطبات بالنسبة لإسرائيل بأكملها التي تدخل بحالة فوضى".
وعلى خلفية إقالة بار، يضيف محلل الشؤون القضائية، "يجري الشاباك تحقيقا في مكتب رئيس الوزراء، ولا يمكن استبعاد إمكانية أن يمتد التحقيق إلى نتنياهو الذي سارع بالتلويح إلى إقالة رئيس الشاباك، ومن الواضح بالفعل أن عملية إقصاء بار كانت غير سليمة دون الاعتماد على أي أدلة قانونية، وتقرر القيام بعد جلسة استماع استغرقت بضع دقائق".
إعلانوخلص بالقول: "نتنياهو متهم بارتكاب جرائم، وهو الوحيد الذي لم يتحمل المسؤولية عن إخفاق 7 أكتوبر/تشرين الأول، وانتهك اتفاقية تضارب المصالح عندما تدخل في الانقلاب على الجهاز القضائي، ويرفض تشكيل لجنة تحقيق رسمية، لكنه هندس تنحي هاليفي وإقالة رئيس الشاباك بطريقة تسمح له بالادعاء بأن الجميع لديهم تضارب في المصالح، باستثنائه هو".