شركات الشحن الجديدة تخفف من اضطرابات النقل في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
استجابة للتوترات المتصاعدة في منطقة البحر الأحمر، يتوقع المحللون والمسؤولون التنفيذيون في مجال الشحن تخفيفًا محتملاً لاضطرابات سلسلة التوريد في وقت لاحق من هذا العام، حيث من المقرر أن يدخل عدد كبير من سفن الحاويات التي تم طلبها منذ عدة سنوات الخدمة.
ووفقا لما نشرته نيويورك تايمز، أثار الارتفاع الكبير في تكاليف الشحن، الذي تجاوز 300% عقب الهجمات التي شنتها ميليشيا الحوثي على سفن الحاويات في البحر الأحمر العام الماضي، مخاوف بشأن استقرار الاقتصاد العالمي.
ومع ذلك، وسط هذه التحديات، يتوقع خبراء الصناعة فترة راحة في أزمة الشحن. ومن المتوقع أن يؤدي النشر الوشيك لسفن الحاويات التي تم طلبها مسبقًا إلى تعزيز قدرة شركات الشحن، وتسهيل الخدمات المنتظمة على الرغم من مسافات السفر الطويلة.
أكد بريان ويتلوك، أحد كبار المديرين والمحللين في مؤسسة جارتنر، وفرة القدرات المتاحة في الموانئ والسفن والحاويات، عازياً التفاؤل إلى تدفق السفن الجديدة.
وعلى الرغم من الاضطرابات المستمرة، أعرب المسؤولون التنفيذيون في مجال الشحن عن ثقتهم في قدرتهم على تكييف العمليات للتعامل مع أزمة البحر الأحمر، خاصة قبل الربع الثالث، وهي فترة حاسمة لتجار التجزئة الذين يقومون بالتخزين لعطلات الشتاء.
ومن المتوقع أن تؤدي إضافة سفن جديدة إلى تعزيز قدرة الشحن بشكل كبير للاعبين الرئيسيين في الصناعة. وتتوقع شركة الشحن الدنماركية العملاقة ميرسك زيادة في السعة بنسبة 9%، في حين يخطط المنافسون مثل MSC وCMA CGM لتوسعات كبيرة، مما يساهم بشكل أكبر في مرونة الصناعة.
وشدد فنسنت كليرك، الرئيس التنفيذي لشركة ميرسك، على الحل الوشيك لقضايا القدرات، مما يعكس قدرة الصناعة على التكيف وتحسين ظروف سلسلة التوريد العالمية مقارنة بالسنوات السابقة.
على الرغم من التحديات التي يفرضها طول طرق السفر وزيادة التكاليف، لا تتجاوز جميع السفن قناة السويس. وتشير البيانات إلى أن عدداً كبيراً من سفن الشحن تواصل استخدام القناة، وإن كان ذلك بوتيرة منخفضة مقارنة بالسنوات السابقة.
ومع ذلك، تواجه الشركات الصغيرة التي تعتمد على السوق الفورية ضغوطًا مالية كبيرة بسبب ارتفاع أسعار الشحن. أبرز مارسيل لانداو، المدير الإداري لشركة LSM للمنتجات الاستهلاكية والمكتبية، التأثير السلبي على الأرباح، حيث يؤدي ارتفاع تكاليف الشحن إلى تآكل الهوامش.
لاحظت ليندسي هوج، مديرة شركة Hogg Global Logistics، تراجعًا في الحجوزات بين العملاء القلقين المتخوفين من تصاعد تكاليف الشحن.
توضح بيانات السوق الفورية من Freightos الزيادة الكبيرة في تكاليف الشحن، خاصة على الطرق المتأثرة بأزمة البحر الأحمر. ويراقب المنظمون الوضع عن كثب، بهدف تحقيق التوازن بين حاجة شركات الشحن لتغطية التكاليف وحماية المستهلكين من التلاعب بالأسعار.
ورغم استمرار التحديات، فإن التدفق الوشيك لسفن الحاويات الجديدة يوفر بصيص أمل لتحقيق استقرار سلاسل التوريد العالمية وتخفيف التأثير الاقتصادي للاضطرابات البحرية في منطقة البحر الأحمر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البحر الأحمر سفن الحاویات تکالیف الشحن
إقرأ أيضاً:
غارات أمريكية تستهدف قرية الصنيف اليمنية
أفادت وسائل إعلام تابعة لميليشيا الحوثي بأن القوات الأمريكية نفذت غارات استهدفت قرية الصنيف بمديرية المنصورية بمحافظة الحديدة اليمنية.
وتتصاعد التوترات في اليمن بشكل متسارع مع إعلان جماعة الحوثي، عن إسقاط طائرة مسيرة أمريكية في أجواء محافظة مأرب، شرقي البلاد.
وبحسب ما أعلنه يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة، فإن الدفاعات الجوية الحوثية تمكنت من استهداف الطائرة من طراز "MQ-9" بصاروخ باليستي محلي الصنع، مؤكدًا أن هذه الطائرة هي السادسة عشرة التي تنجح قواتهم في إسقاطها منذ بدء ما يسمونه بـ"معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس"، التي يربطونها بدعمهم العسكري لغزة.
هذا التطور يأتي في ظل تصعيد حاد بين الحوثيين والولايات المتحدة الأمريكية، لا سيما بعد إعلان الجماعة المتحالفة مع إيران عن استئناف حظر الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، في خطوة تهدف إلى الضغط على إسرائيل وإسناد الفلسطينيين في غزة.
الحوثيون، الذين صعّدوا من استهداف السفن التجارية والعسكرية المرتبطة بإسرائيل منذ أشهر، باتوا أكثر وضوحًا في نواياهم، إذ شدد سريع على أن العمليات ضد القطع الحربية "المعادية" ستستمر خلال الأيام المقبلة، وأنهم لن يترددوا في اتخاذ مزيد من الخطوات التصعيدية.
وفي ظل هذا الصراع المحتدم، لا تقتصر التداعيات على الجبهة العسكرية فقط، بل تمتد إلى المشهد الإنساني المأساوي في اليمن. فوفقًا لتصريحات أنيس الأصبحي، المتحدث باسم وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فقد أسفرت الغارات الأمريكية المستمرة منذ منتصف مارس الجاري عن سقوط 57 قتيلًا و132 جريحًا، بينهم نساء وأطفال، مما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية في البلاد.
ويعكس التصعيد مرحلة جديدة من الصراع في المنطقة، حيث يواجه اليمن ضغوطًا متزايدة في ظل استمرار الغارات الأمريكية والهجمات الحوثية على السفن، ما يجعل البحر الأحمر نقطة توتر قابلة للانفجار في أي لحظة.