أبلغت الولايات المتحدة رواندا والكونغو، أنه "يجب عليهما الابتعاد عن شفا الحرب"، وهو أشد تحذير حتى الآن من صراع وشيك بين الجارتين الأفريقيتين.

وجه نائب السفير الأمريكي روبرت وود هذا التحذير خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي دعت إليه فرنسا مع تفاقم العنف في شرق الكونغو الغني بالمعادن والمتاخم لرواندا.

وقال وود إن رواندا والكونغو، إلى جانب "الجهات الفاعلة الإقليمية"، يجب أن تستأنف المحادثات الدبلوماسية على الفور.

 وشدد على أن "هذه الجهود الدبلوماسية الإقليمية، وليس الصراع العسكري، هي الطريق الوحيد نحو حل تفاوضي وسلام مستدام".

 

ويأتي التحذير الأمريكي بعد رفض وزارة الخارجية الرواندية يوم الاثنين الدعوات الأمريكية لسحب قواتها وأنظمة صواريخ أرض جو من شرق الكونغو.

وانتقدت وزارة الخارجية الأمريكية أيضا تفاقم أعمال العنف التي سببتها جماعة إم23 المسلحة "المدعومة من رواندا".

وقال بيان وزارة رواندا إن قواتها تدافع عن الأراضي الرواندية في الوقت الذي تقوم فيه الكونغو "بتحشد عسكري كبير" بالقرب من الحدود.

وتحدثت الوزارة عن تهديدات للأمن القومي الرواندي ناجمة عن وجود جماعة مسلحة في الكونغو من بين أعضائها مرتكبي الإبادة الجماعية عام 1994 التي قُتل فيها أكثر من 800 ألف من التوتسي والهوتو المعتدلين الذين حاولوا حمايتهم.

وقال البيان إن المجموعة المتمردة، المعروفة بالأحرف الأولى من اسمها FDLR، "مندمجة بالكامل" في الجيش الكونغولي. ورغم أن رواندا أشارت منذ فترة طويلة إلى التهديد الذي تمثله جبهة تحرير الكونغو، إلا أن السلطات هناك لم تعترف قط بوجود عسكري في شرق الكونغو.

وتتهم السلطات الكونغولية الدولة الواقعة في وسط أفريقيا بدعم حركة 23 مارس بشكل نشط.

وحث سفير الكونغو لدى الأمم المتحدة زينون نجاي موكونجو مجلس الأمن على مطالبة رواندا بسحب قواتها من البلاد دون شروط مسبقة ووقف كل الدعم لحركة 23 مارس.

واتهم الجيش الرواندي باحتلال جزء من إقليم شمال كيفو الشرقي بشكل غير قانوني وتقديم الدعم لحركة 23 مارس لزعزعة استقرار الكونغو و"نهب ثرواتنا وثرواتنا من الخام والمعادن" في الشرق.

وقال موكونجو للمجلس إنه لم يتم تسجيل أي هجوم من قبل القوات الديمقراطية لتحرير رواندا من الأراضي الكونغولية ضد رواندا منذ أكثر من عقدين. أما بالنسبة لمخاوف رواندا من حدوث إبادة جماعية، فقال إن أقلية التوتسي لديها السلطة على الأغلبية الهوتو، ولن يحدث ذلك أبدًا في الكونغو التي قال إنها تضم ​​مئات القبائل، "ونحن نعيش معًا".

وشدد على أن التوتسي في الكونغو كونغوليون، وأن "مشاكل التوتسي الكونغوليين سيتم حلها في الكونغو على أيدي الكونغوليين".

وقال موكونجو بينما كان سفير رواندا لدى الأمم المتحدة إرنست رواموسيو يجلس مقابله على طاولة مجلس الأمن على شكل حدوة حصان "لذا ابقوا في المنزل!".

وقال رواموسيو إن دمج "القوات الديمقراطية لتحرير رواندا" التي ارتكبت الإبادة الجماعية في الجيش الكونغولي يمثل سياسة حكومية ويمثل مصدر قلق كبير لبلاده.

وأضاف أن هذا التحالف يواصل استهداف الأبرياء الناطقين باللغة الكينيارواندية من قبيلة التوتسي بالعنف وخطاب الكراهية والقتل.

وأضاف "نحن على شفا كارثة خطيرة للغاية في المنطقة نتيجة لذلك" محذرا من احتمال حدوث إبادة جماعية أخرى.

وقال رواموسيو إن التصعيد الأخير للصراع في شرق الكونغو يأتي في سياق دعوات رئيسي الكونغو وبوروندي لتغيير النظام في رواندا.

وقال إنه لحل التحديات الأمنية المعقدة في المنطقة، فإن "الشرط غير القابل للتفاوض" هو إنهاء دعم الكونغو للقوات الديمقراطية لتحرير رواندا وضمان تسريح الجماعة المسلحة وإعادتها إلى رواندا.

وتصاعدت حدة القتال بالقرب من جوما، أكبر مدينة في المنطقة، في الأيام الأخيرة حيث هدد متمردو حركة 23 مارس بالسيطرة على العاصمة. ويفر سكان بلدة ساكي القريبة من القتال العنيف بين قوات الحكومة الكونغولية والجماعة.

أدان سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة نيكولا دي ريفيير الهجوم الأخير الذي شنته حركة 23 مارس ضد ساكي ودعم رواندا لحركة 23 مارس ووجودها على أراضي سيونغوليا. وقال "هذا يجب أن ينتهي"، مشددا على أنه "تم تجاوز العتبة" بنشر أنظمة مضادة للطائرات في الكونغو.

وحث وود، نائب السفير الأمريكي، المجتمع الدولي على اتخاذ خطوات فورية لإنهاء القتال وتهدئة التوترات بين الكونغو ورواندا.

وأضاف أن ملايين الأشخاص يواجهون أزمة إنسانية خطيرة، كما أن حجم النزوح وانتهاكات حقوق الإنسان والعنف القائم على النوع الاجتماعي "مروع".

ويشهد شرق الكونغو بالفعل واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث نزح ما يقرب من 6 ملايين شخص في السابق بسبب الصراع، وفقًا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين. وهناك مخاوف من أن كارثة جديدة قد تمر دون أن يلاحظها أحد بسبب الاهتمام بالحرب في غزة والغزو الروسي لأوكرانيا.

وكرر وود دعوات الولايات المتحدة لحركة 23 مارس بوقف الهجمات فورًا والانسحاب من المنطقة، ولرواندا بإنهاء دعمها للجماعة المسلحة وسحب قواتها وأنظمتها الصاروخية على الفور من الكونغو.


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأمم المتحدة شرق الکونغو فی الکونغو

إقرأ أيضاً:

شركة إيرلندية تمدد تعليق الرحلات إلى إسرائيل حتى مارس 2025

أعلنت شركة الطيران الإيرلندية "رايان إير"، صباح اليوم الجمعة، عن تمديد تعليق رحلاتها إلى إسرائيل حتى مارس من العام المقبل.

وفي وقت سابق، علقت الشركة رحلاتها  إلى إسرائيل في سبتمبر 2024 وسط تدهور الوضع في المنطقة.

وأعلنت شركة الخطوط الجوية الأمريكية "دلتا إيرلاينز"، أمس الخميس، أنها ستعلق رحلاتها بين مطار جون كينيدي في نيويورك وتل أبيب في إسرائيل حتى 31 ديسمبر بسبب الصراع المستمر في المنطقة.

ودفعت المخاوف من توسع الصراع في الشرق الأوسط شركات طيران دولية إلى تعليق رحلاتها إلى المنطقة وتجنب المجالات الجوية المتأثرة.
 

مقالات مشابهة

  • زيباري:تهديدات إسرائيل للعراق بسبب أفعال الحشد الشعبي الخارجة عن القانون
  • أوكرانيا تطلب من حلفائها أنظمة حديثة للدفاع الجوي
  • شركة إيرلندية تمدد تعليق الرحلات إلى إسرائيل حتى مارس 2025
  • «الجارديان»: مخاوف لدى الولايات المتحدة وأوروبا من تصعيد الحرب الهجينة الروسية بعد استخدام أوكرانيا الصواريخ بعيدة المدى
  • الخارجية الروسية: "فيتو" الولايات المتحدة يعقّد مساعي السلام في غزة
  • إيلون ماسك المغربي يعلن تسويق سيارات الهيدروجين التي عرضها أمام الملك في الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة: نهاية الحرب في لبنان قد تكون قريبة
  • المبعوث الأمريكي للسودان: الولايات المتحدة تؤيد إنهاء الحرب والجرائم التي ترتكب في حق الشعب السوداني
  • الولايات المتحدة تعلن منح أوكرانيا مساعدات عسكرية إضافية.. كم بلغت قيمتها؟
  • الولايات المتحدة تغلق سفارتها في كييف بسبب “هجوم جوي محتمل كبير”