حزام الصين وممر أمريكا.. مسار شرق أوسطي لجمع فوائدهما
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
تميل دول الشرق الأوسط إلى تنويع شراكاتها الدولية، ومن المحتمل أن تفعل ذلك عبر التعاون مع القوتين المتنافستين الصين والولايات المتحدة، من خلال مشاريع مبادرة الحزام والطريق والممر الاقتصادي، في ظل تنافس على الأسواق والموارد والنفوذ في المنطقة الحيوية.
تلك القراءة طرحها عبد الله باعبود، هو زميل أول غير مقيم في مركز مالكولم كير- كارنيجي للشرق الأوسط، عبر تحليل في مؤسسة "كارنيجي" للسلام الدولي (Carnegie) ترجمه "الخليج الجديد".
وأضاف أن الممر الاقتصادي، الذي يهدف إلى ربط الهند بأوروبا عبر ددول في الشرق الأوسط، "هو إعادة لتشكيل المظاهر الجيوسياسية والجيواقتصادية والاجتماعية المكانية للرأسمالية العالمية في هذا القرن، ويحتل الشرق الأوسط موقعا جيوستراتيجيا حاسما في هذه العملية المستمرة".
وتابع أن "الولايات المتحدة والصين تسعيان إلى توسيع نطاق المنافسة العالمية بينهما إلى الشرق الأوسط، لكن هذه المنطقة الحيوية مليئة بالصراعات، كما تتنافسان على إعادة تصور الروابط بين العصور الماضية التي لعبت فيها المنطقة دورا مركزيا".
اقرأ أيضاً
رغم اتفاق الهند والإمارات.. ستراتفور: الممر الاقتصادي بين الهند وأوروبا لا يزال بعيد المنال
أسواق وموارد ونفوذ
و"منذ إطلاق مبادرة الحزام والطريق، تعمق تعاون الصين مع دول الشرق الأوسط بشكل مطرد، بينما الممر الاقتصادي هو استجابة غربية ناشئة لمبادرة الحزام والطريق وجزء من المنافسة الأمريكية الصينية على الأسواق والموارد والنفوذ في المنطقة"، كما زاد باعبود.
وأردف أن "مبادرة الحزام والطريق تتقدم بوتيرة أسرع بكثير من مشروع الممر الاقتصادي، بل إنها تعمل على تعزيز المصالحة الإقليمية، كما هو الحال مع التقارب الإيراني السعودي الذي توسطت فيه الصين (في مارس/ آذار 2023)".
وتابع أنه "بصرف النظر عن التجارة المزدهرة بسبب انضمامهم إلى مبادرة الحزام والطريق، فإن مصر وإيران والسعودية والإمارات هم أيضا شركاء حوار في منظمة شنجهاي للتعاون التي تديرها الصين، وانضموا للتو إلى منظمة البريكس الحكومية الدولية للقوى الصاعدة، والتي تتمتع فيها بكين بنفوذ كبير".
اقرأ أيضاً
بجانب مشكلات التمويل وغياب التنسيق.. حرب غزة تجدد آلام "الممر الاقتصادي"
توسيع الاستقلال الاستراتيجي
باعبود قال إنه "بينما تحاول دول الشرق الأوسط توسيع استقلالها الاستراتيجي، وفي ظل تنافسها للتحول إلى لاعبين إقليميين ودوليين مؤثرين، تقدم مبادرة الحزام والطريق وغيرها من المشاريع الصينية نماذج جذابة للتعاون".
واستدرك: "ومع ذلك، بقدر ما قد ترغب دول المنطقة في الاستفادة من صعود الصين، فمن غير المرجح أن تنحاز إلى بكين بشكل مباشر"، في إشارة إلى رغبة في التحوط بين القوتين العظميين.
و"يبدو أن دول الشرق الأوسط تميل إلى توسيع وتنويع شراكاتها الدولية، ومن المحتمل أن تفعل ذلك بهدف موازنة علاقاتها مع الصين والولايات المتحدة، وربما أحيانا اللعب مع كل قوة عالمية منهما ضد الأخرى"، بحسب باعبود.
وزاد بأنه "قبل اتخاذها قرارا بشأن أفضل مسار للعمل، من المرجح أن تزن دول الشرق الأوسط، وخاصة الخليجية، تكاليفها وفوائدها عندما يتعلق الأمر بالعلاقات مع الولايات المتحدة والصين، وخاصة إذا كانت لا تثق في نوايا البلدين".
اقرأ أيضاً
طريق التنمية والممر الاقتصادي.. فصل جديد من تنافس الصين وأمريكا بالشرق الأوسط
المصدر | عبد الله باعبود/ كارنيجي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أمريكا الصين الحزام والطريق الممر الاقتصادي الشرق الأوسط مبادرة الحزام والطریق دول الشرق الأوسط الممر الاقتصادی
إقرأ أيضاً:
الصين تنتقد أمريكا بسبب جوانتانامو
قالت وزارة الخارجية الصينية إن الولايات المتحدة يجب أن تتوقف فوراً عن احتلال الأراضي الكوبية بشكل غير قانوني، وأن تغلق منشأة الاحتجاز في خليج جوانتانامو، وأن تنسحب من قاعدة جوانتانامو في أقرب وقت ممكن، وفق ما ذكرت صحيفة تشاينا دايلي.
أدلى المتحدث باسم الوزارة لين جيان بهذه التصريحات عندما طُلب منه التعليق على استفسار ذي صلة في مؤتمر صحفي يومي يوم الجمعة.
وتشير التقارير إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت مؤخراً عن إعادة أحد المعتقلين من معتقل خليج جوانتانامو، ولا يزال 29 معتقلاً هناك، وفي السنوات الأخيرة، وعدت الإدارات المتعاقبة عدة مرات بإغلاق معتقل خليج جوانتانامو، ولكنها لم تتصرف على هذا النحو حتى الآن،
وعلى الرغم من الاحتجاجات المتكررة من جانب الحكومة الكوبية، احتلت الولايات المتحدة جزءاً من خليج جوانتانامو بشكل غير قانوني لأكثر من 120 عاماً.
وقال لين إن الولايات المتحدة احتلت منذ فترة طويلة جزءا من خليج جوانتانامو بشكل غير قانوني، ونفذت عمليات اعتقال تعسفي واستخدمت التعذيب لانتزاع الاعترافات في منشأة الاحتجاز هناك.
وأضاف: "إن ما فعلته الولايات المتحدة ينتهك القانون الدولي بشكل خطير ويقوض سيادة كوبا وحقوقها ومصالحها".
وأضاف المتحدث أن المجتمع الدولي بما في ذلك الأمم المتحدة أعرب أكثر من مرة عن قلقه بشأن هذه القضية وطلب من الولايات المتحدة إغلاق مركز الاحتجاز هناك ومعاملة المعتقلين بشكل عادل في أقرب وقت ممكن.
وقال المتحدث إن الفشل المتكرر للولايات المتحدة في الوفاء بوعدها بإغلاق "معسكر الاعتقال" الذي تديره الولايات المتحدة لن يؤدي إلا إلى إضافة وصمة عار أخرى إلى السجل الأمريكي السيئ في مجال حقوق الإنسان وكشف عن فراغ التزام الولايات المتحدة بحقوق الإنسان.
وأضاف لين إن معتقل جوانتانامو هو الجرح المزمن في كوبا، وهو شاهد حي على أكثر من قرن من التدخل غير القانوني الأميركي في كوبا، مضيفا أن الولايات المتحدة، في حين تدير عمليات اعتقال تعسفية واسعة النطاق في جوانتانامو، تبقي على كوبا على قائمة ما يسمى "الدول الراعية للإرهاب".
وذكر لين إن الصين تدعم كوبا بقوة في الدفاع عن سيادتها الوطنية وكرامتها، وتعارض التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية لكوبا، مضيفا أن الولايات المتحدة بحاجة إلى وقف الترهيب والحصار على كوبا، وإعادة أراضي الشعب الكوبي إليه، وإزالة كوبا من قائمة "الدول الراعية للإرهاب".