علماء يكتشفون طريقة حديثة لعلاج ألزهايمر
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
كشفت دراسة أميركية حديثة طريقة لإصلاح نقاط الاشتباك العصبية المتضررة في الدماغ في حالة مرض ألزهايمر، وهي الروابط بين الخلايا العصبية التي تسمح بتكوين الذكريات واسترجاعها.
وأجرى الدراسة باحثون من معهد باك لأبحاث الشيخوخة في الولايات المتحدة الأميركية، ونُشرت في بداية فبراير/شباط الجاري في مجلة التحقيقات السريرية (Journal of Clinical Investigation)، وكتب عنها موقع “يوريك ألرت” (EurekAlert).
وترتكز معظم الأبحاث الحالية التي تهدف لإيجاد علاجات محتملة لمرض ألزهايمر على التقليل من بعض البروتينات السامة، التي تتراكم في الدماغ مع تقدم المرض، مما يسهم في جعل أعراض مرض ألزهايمر تظهر بشكل أبطأ.
إلا أن هذه الدراسة الجديدة تقترح إستراتيجية مختلفة لعلاج ألزهايمر، فبدلا من ذلك تقترح دراسة بروتين يسمى كيبرا (KIBRA)، وهو بروتين يتركز بشكل أساسي في نقاط الاشتباك العصبية، على أمل إيجاد علاج لإصلاح الخلايا التالفة مما قد يجعل من علاج ألزهايمر ممكنا، ولا يقتصر على تأخير ظهور أعراضه فقط.
مرض ألزهايمر
يعدّ ألزهايمر أكثر أنواع الخَرَف شيوعا حيث إنه يصيب 50-60% من الأشخاص المصابين بالخرف، الذي ينتج عن اضطرابات عدة في الدماغ تؤثر في الذاكرة والتفكير والسلوك والعاطفة لدى كبار السن.
تبدأ التغيرات في دماغ مريض ألزهايمر قبل عقد من الزمن أو أكثر من ظهور الأعراض، خلال هذه المرحلة المبكرة جدا من المرض، تحدث تغيرات سامة في الدماغ؛ منها: تراكم بعض البروتينات التي تشكّل لويحات الأميلويد وبروتين تاو بشكل غير طبيعي، وهذا يؤثر في عمل الخلايا العصبية، حيث إنها تتوقف عن العمل، وتفقد الاتصال مع الخلايا العصبية الأخرى، ثم تموت مما يؤثر في كيفية عمل الجسم مع مرور الزمن.
وأظهرت الدراسة المذكورة ضرورة بروتين KIBRA لنقاط الاشتباك العصبية في تكوين الذكريات، وقد وجد فريق الدراسة أن الأدمغة المصابة بمرض ألزهايمر تعاني من نقص في بروتين KIBRA بشكل ملحوظ. لذلك بدأ الفريق باستهداف تركيز هذا البروتين في نقاط الاشتباك العصبي، بحثا عن تطوير علاج يعتمد على ذلك.
وقاس فريق الدراسة مستويات KIBRA في السائل النخاعي لدى المرضى، ووجدوا أن الارتفاع في مستويات هذا البروتين في السائل النخاعي، يتزامن مع انخفاض مستوياته في الدماغ.
كما لوحظ الارتباط الوثيق بين زيادة مستويات بروتين تاو وزيادة مستويات بروتين KIBRA في السائل النخاعي، مما يشير إلى مدى تأثر تركيز هذا البروتنين بتركيز بروتين تاو في الدماغ، وهذا يؤكد إمكانية استخدام KIBRA مؤشرا حيويا للخلل العصبي والتدهور المعرفي لدى المرضى، حيث ستكون دراسته مفيدة حتما في التشخيص وتخطيط العلاج، وتتبع تطور مرض ألزهايمر واستجابته للعلاج.
وللتأكد من ذلك أجرى فريق الدراسة تجربة باستخدام نسخة من بروتين KIBRA صُممت بهدف دراسة أثر هذا البروتين في الفئران المخبرية، التي تعاني من حالة شبيهة بمرض ألزهايمر عند الإنسان، حيث إنهم وجدوا بأن هذا البروتين يمكن أن يعكس ضعف الذاكرة لدى الفئران.
كما أنه يعزز الآليات التي تزيد من مرونة نقاط الاشتباك العصبية، وذلك على الرغم من عدم حل مشكلة تراكم بروتين تاو السام بالمقابل.
وهذه النتائج تدعم إمكانية استخدام KIBRA كعلاج لتحسين الذاكرة بعد بداية فقدانها، على الرغم من بقاء البروتين السام الذي تسبب في الضرر، وبهذا قد يكون لاستخدام هذا البروتين كعلاج لإصلاح نقاط التشابك العصبية قيمة إضافية مهمة، إلى جانب العلاجات الأخرى الموجودة بالفعل، أو التي ستأتي في المستقبل.
أعراض مرض ألزهايمر
تختلف الأعراض الأولية لمرض ألزهايمر من شخص إلى آخر، وقد تشمل ما يلي:
فِقدان الذاكرة وصعوبة العثور على الكلمات الصحيحة.
صعوبة في التفكير.
صعوبة أداء المهام الروتينية السابقة؛ مثل: الذهاب إلى السوق، وارتداء الملابس.
تغيرات عديدة في الشخصية والمزاج.
وتشير هذه الأعراض إلى المراحل المبكرة جدا من المرض.
مراحل مرض الزهايمر
1- مرض ألزهايمر الخفيف.
يبدأ ظهور مرض ألزهايمر جليا عادة بعد الـ60 من العمر، حيث يعاني مريض ألزهايمر من فقدان للذاكرة، وظهور مشكلات في التفكير، وهذا وفقا للمؤسسة الوطنية الأميركية للشيخوخة.
وقد يفقد المريض القدرة على التعرف إلى الأماكن مما يجعله معرضا للضياع، كما يجد صعوبة في التعامل مع الأموال ودفع الفواتير، وتلحظ عائلته بأنه يكرر الأسئلة بشكل مثير للانتباه، ويصبح بحاجة لوقت أطول لإنجاز المهام اليومية العادية. وغالبا ما يُشخص المرض في هذه المرحلة.
2- مرض ألزهايمر المتوسط.
في هذه المرحلة، يحدث تلف في مناطق الدماغ التي تتحكم في اللغة والتفكير والوعي والعمليات الحسية، فيفقد القدرة على اكتشاف الأصوات والروائح بشكل صحيح.
ويزداد فقدان الذاكرة سوءا، ويبدأ المريض في مواجهة مشكلات في التعرف إلى العائلة والأصدقاء. وقد لا يتمكن من تعلم الأشياء، أو تنفيذ المهام متعددة الخطوات؛ مثل: ارتداء الملابس.
وبالإضافة إلى ذلك، قد يعاني الأشخاص في هذه المرحلة من الهلوسة والأوهام وجنون العظمة، وقد يتصرفون بشكل متهور.
3- مرض ألزهايمر الشديد
في النهاية، تنتشر لويحات الأميلويد وبروتين تاو في جميع أنحاء الدماغ، وتتقلص أنسجة المخ بشكل ملحوظ، مما يتسبب في فقدان مريض ألزهايمر في هذه المرحلة القدرة على التواصل تماما، ويصبح بحاجة للاعتماد على الآخرين بشكل كامل لرعايته.
المصدر : الجزيرة
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: ألزهايمر دراسة صحة منوعات فی هذه المرحلة مرض ألزهایمر هذا البروتین فی الدماغ
إقرأ أيضاً:
دفنت حية وحفرت بيديها التراب.. حدث أغرب من الخيال لطفله حديثة الولادة
(CNN)-- كان ذراعها أول ما رآه، شيام بابو، صغيرًا وهزيلًا، يبرز في الطين كدمية مهملة. لكن هذه لم تكن دمية، كانت طفلة رضيعة مُغطاة بالنمل وتنزف دمًا مما اشتبه الأطباء لاحقًا في أنها عضات حيوانات.
اكتشف بابو وهو مُربي الخنازير شيئًا مُرعبًا قرب نهر في هذه القرية الواقعة شمال الهند، كانت ملفوفة بمنشفة، بالكاد تتحرك، لكنها تتنفس بصعوبة، كانت طفلة حديثة الولادة مدفونة تحت عمق قدم من التراب.
ويتذكر بابو وهو يعود أدراجه إلى الاكتشاف المُروع الشهر الماضي في حقول قصب السكر والأرز في منطقة شاهجهانبور الريفية بولاية أوتار براديش، قائلا: "اقتربتُ أكثر ورأيتُ أصابع الطفلة تتحرك. اقتربتُ أكثر وشعرتُ بدقات قلبها.. أدركتُ أن الطفلة على قيد الحياة... لقد دفن أحدهم طفلة حية"، فزع، فركض ليُبلغ عن الحادثة. وسرعان ما وصل حشد من الناس إلى مكان الحادث.
وفي عملية إنقاذ محمومة ودقيقة، وثّقتها صور وفيديوهات استعرضتها شبكة CNN، قام شرطي بحفر الأرض المكدسة، كانت الطفلة، التي قُدّر عمرها لاحقًا بحوالي 15 يومًا، ملطخة بالكامل بالطين. كانت تلهث لالتقاط أنفاسها، وفمها وأنفها مسدودان بالتراب. وبينما كانت تُرفع عن الأرض، أطلقت صرخة ضعيفة مؤلمة.
نُقلت الطفلة إلى كلية شاهجهانبور الطبية، حيث وُجدت مصابة بعدوى حادة، وضيق تنفس، وإصابات، وتسمم دم، وبدأت الشرطة المحلية البحث عن والدي الفتاة، والدافع وراء الجريمة.
وصرح غوراف تياجي، الضابط المحلي الذي يحقق في القضية، لشبكة CNN أن لديهم ثلاث نظريات، ربما ظنّ والداها أن طفلتهما المريضة قد ماتت، فدفناها وفقًا للعادات المحلية. أما المولودة الجديدة، فكانت تعاني من التصاق الأصابع، وهي حالة يلتصق فيها إصبعان أو أكثر من أصابع اليدين أو القدمين، وربما تم التخلي عنها بسبب وصمة العار المرتبطة بالإعاقة في أجزاء من الهند.
وهناك جانب آخر: أنها طُردت بسبب جنسها، ضحية أخرى لقتل الإناث في أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، حيث يمكن أن يؤدي التفضيل الراسخ للذكور إلى التخلي عن الفتيات أو قتلهن.
وصرح الدكتور راجيش كومار، طبيب أطفال في شاهجهانبور منذ عقدين، لشبكة CNN أنه رأى أربع أو خمس حالات مماثلة من قبل، لكنه أشار: "لم أرَ قط طفلا في مثل هذا الوضع... تُرك وحيدًا ومُهملًا.. هناك ضغطٌ لإنجاب ولد. تواجه المرأة صعوباتٍ جمة. لا يُريدون البنات، لذا تذهب المرأة إلى المعابد وتُقيم طقوسًا لإنجاب ولد."
نانهي سينغ، 60 عامًا، قروية
في هدوء وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في كلية شاهجهانبور الطبية، كان الصوت الوحيد المُستمر هو صوت جهاز مراقبة القلب الرتيب، أزيزه الخافت وهو يُراقب الطفلة وهي نائمةً داخل حاضنة مُعقمة.
عندما وصلت إلى هناك، كانت مُتشبثةً بالحياة، كان وجهها أزرقًا بسبب نقص الأكسجين، ودرجة حرارة جسمها منخفضة بشكلٍ خطير، وكان ضغط دمها منخفضًا لدرجة أنه لم يكن من الممكن تسجيله. على عكس كل التوقعات، رأى الأطباء في البداية بصيص أمل.
وقال الدكتور كومار لشبكة CNN آنذاك: "المعجزات تحدث"، بينما كانت المعدات الطبية تعمل على إبقاء الطفلة الصغيرة على قيد الحياة، مضيفا: "يعتني بها طاقم المستشفى كفرد عائلة. يعتني بها طاقم التمريض، ومربيات الجناح، والأطباء، جميعهم كما لو كانت طفلتنا."
سرعان ما أطلقوا عليها اسمًا: باري، وهي كلمة هندية تعني "ملاك".
ووفقًا لآخر تعداد وطني للسكان في الهند، أُجري عام 2011، بلغ عدد الإناث في شاهجهانبور حوالي 872 أنثى لكل 1000 ذكر، وهي فجوة أوسع من المتوسط الوطني الذي يعاني أصلًا من اختلال التوازن، ويُرجع ناشطون وسكان محليون هذا الاختلال جزئيًا إلى نظام متجذر من التحيزات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية التي تُقلل بشكل منهجي من قيمة الفتيات، وتُقلل من رغبة تربيتهنّ.