تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر يهدد بمجاعة في أوساط اليمنيين
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
تتداعى تأثيرات التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، ابتداءً من ارتفاع تكاليف النقل البحري والتأمين، وأزمة في سلاسل التوريد، وما يسببه ذلك من ارتفاع أسعار السلع وبالتالي ارتفاع نسبة الفقر في اليمن الذي يعيش حرباً مدمرة منذ تسع سنوات.
من بين التأثيرات التي ستتركها حالة التصعيد في البحر الأحمر ومضيق باب المندب تحديداً، توقف العمليات الإنسانية لمنظمات ووكالات الإغاثة وعرقلة وصول المساعدات وارتفاع تكاليف شحنها.
أسهمت الهجمات الحوثية في عرقلة التفاهمات التي كانت جارية ضمن خارطة الطريق وإجراءات بناء الثقة في الشق الاقتصادي والذي يتضمن فتحا كاملا لموانئ الحديدة أمام حركة الملاحة وكذا مطار صنعاء، وإصلاح السياسة النقدية، الأمر الذي كان من المفترض أن يؤدي إلى تخفيف المعاناة عن اليمنيين خاصة في مناطق سيطرة المليشيات.
كما أدى التصعيد الحوثي إلى وقف المفاوضات التي كانت جارية بين برنامج الأغذية العالمي حول تقليص المستفيدين من برنامج السلل الغذائية من أجل استدامة عمليات التوزيع للفئات الأشد فقراً.
وتسبب التعنت الحوثي في وقف شبه كامل لعمليات التوزيع للعمليات الإغاثية وبالتالي حرمان تسعة ملايين يمني مستفيد من برامج السلل الغذائية، والذي كان من المفترض تقليصهم إلى أربعة ملايين.
حتى البرامج الأخرى التي تنفذها برامج ووكالات الإغاثة أصبحت مهددة بفعل عدم قدرتها على شحن السلع والبضائع إلى الموانئ اليمنية، مع ارتفاع درجات المخاطر، وزيادة كبيرة في تكاليف الشحن تؤثر على الموازنات المرصودة لهذه البرامج.
وضعٌ اعتبره مراقبون يفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ودفع منظمات إغاثية عاملة في اليمن لإطلاق جرس الإنذار من ارتفاع تكاليف الشحن وتأخر عمليات تسليم المساعدات ما يهدد بتفاقم واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
برنامج الأغذية العالمي أكد أنه مع استمرار تدهور الوضع الأمني في البحر الأحمر بات يواجه زيادة في تكاليف الشحن وتأخيرات محتملة في التسليم.
البرنامج أضاف، في تقريره، إنه من المتوقع أن يتدهور وضع الأمن الغذائي خلال الأشهر المقبلة، خصوصاً أن اليمن الذي يعاني من تبعات الحرب يعتمد على الواردات في 90 بالمئة من احتياجاتها الغذائية.
برنامج الأغذية أكد كذلك أنه يواجه ارتفاعاً في تكاليف الشحن بسبب زيادة أسعار الشحن والتأمين والوقود الإضافية نتيجة التفاف السفن حول جنوب إفريقيا.
لجنة الإنقاذ الدولية وهي منظمة إغاثة أخرى تعمل في اليمن قالت إنها "تشهد بالفعل تأخيرات في شحنات السلع المنقذة للحياة بما في ذلك الأدوية، مؤكدة أنها لا تزال تقدم خدماتها بكامل طاقتها باستخدام مخزونها من المساعدات.
وكانت 26 منظمة إغاثية تعمل في اليمن أصدرت بياناً مشتركاً حذّرت فيه من أن المنظمات الإنسانية بدأت تشعر بالفعل بتأثير التصعيد في البحر الأحمر التي تتسبب في تأخير شحنات المساعدات المنقذة للحياة.
وبحسب الأمم المتحدة فإن أكثر من نصف سكان اليمن يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية وخدمات الحماية تزامناً مع النقص الحاد في التمويل الذي يعيق عملية الاستجابة الإنسانية خلال العام الجاري.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر تکالیف الشحن فی الیمن
إقرأ أيضاً:
الضربات الأمريكية على الحوثيين في اليمن: رسائل متعددة وسيناريوهات مفتوحة
مارس 16, 2025آخر تحديث: مارس 16, 2025
المستقلة/- في تصعيد جديد يعكس التحولات المستمرة في المشهد الإقليمي، شنت الولايات المتحدة ضربات عسكرية “حاسمة وقوية” ضد مواقع تابعة لحركة “أنصار الله” الحوثية في اليمن.
العملية جاءت عقب اتهامات أمريكية للحوثيين بتنفيذ هجمات إرهابية وعمليات قرصنة في المنطقة، ما دفع الرئيس دونالد ترامب إلى إصدار أوامر مباشرة للجيش الأمريكي بشن عمليات عسكرية واسعة النطاق.
التنسيق الأمريكي مع الحلفاء
وفقًا لما نقله موقع “Walla” العبري، فإن إسرائيل كانت من بين الدول القليلة التي تم إبلاغها مسبقًا بالضربات، وهو ما يعكس حجم التنسيق الوثيق بين واشنطن وتل أبيب في التعامل مع التهديدات الإقليمية. في المقابل، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية ماركو روبيو أجرى اتصالًا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف لإبلاغه بالعملية، في خطوة تعكس رغبة واشنطن في ضبط التوازنات مع القوى الدولية.
الخسائر والرد الحوثي
بحسب مصادر حوثية، فإن القصف الأمريكي الذي استهدف مواقع في صنعاء وصعدة أسفر عن سقوط 45 قتيلًا وجريحًا، مما أثار ردود فعل غاضبة من جانب الجماعة التي وصفت الضربات بأنها “عدوان سافر” على دولة مستقلة. وأكدت الحركة أن “تأديب المعتدين سيتم بصورة احترافية وموجعة”، معتبرة أن الهجمات لن تثنيها عن دعم غزة، بل ستؤدي إلى مزيد من التصعيد.
دلالات التوقيت والتبعات المحتملة
يأتي هذا التصعيد الأمريكي في وقت أعلن فيه الحوثيون عن نيتهم استئناف استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر اعتبارًا من الثلاثاء المقبل، بعد تعليق عملياتهم في أعقاب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس” في 19 يناير الماضي. هذا التطور يفتح الباب أمام احتمالات التصعيد في البحر الأحمر، مع إمكانية انجرار المنطقة إلى مواجهة أوسع، خاصة مع تصاعد التوترات الإقليمية بين الولايات المتحدة وإيران، الداعمة الرئيسية للحوثيين.
الخاتمة
الضربات الأمريكية على الحوثيين تحمل رسائل متعددة، سواء لليمن أو لحلفاء واشنطن وخصومها في المنطقة. وبينما تتحدث الإدارة الأمريكية عن مواجهة “تهديد إرهابي”، يرى الحوثيون في الغارات الأمريكية محاولة لفرض الهيمنة وتأديب أي قوى تعارض السياسات الغربية في المنطقة. ومع تلويح الحوثيين برد “موجع”، يبقى السؤال المطروح: هل نحن أمام مواجهة جديدة في البحر الأحمر قد تعيد خلط الأوراق في الصراع الإقليمي؟