قال المستشار محمد عبد الوهاب خفاجى، نائب رئيس مجلس الدولة، إن القاضية الأوغندي  بالمحكمة الدولية فيما يخص الأحداث في قطاع غزة، تنكر  اختصاص المحكمة  الدولية وتهدر تطبيق أهم مصادرالقانون الدولى لاتفاقية منع الإبادة الجماعية، وأنه يجب عليها التنحى وإذا أصرت يجب على رئيس المحكمة إجبارها ،وإذا ثار بينهما نزاع وجب عرضه على المحكمة.

يقول الدكتور محمد خفاجى الرأى المخالف الذى أدلت به القاضية الأوغندية جوليا سيبوتيندي والتى تشغل الاَن منصب نائب رئيس محكمة العدل الدولة ينحصر فى نقطتين إنحيازًا إسرائيل: الأولى أنها انكرت الولاية والاختصاص للمحكمة بحجة أن القضية سياسية وليست قانونية ! بزعم أن النزاع بين دولة إسرائيل وشعب فلسطين ليس نزاعًا قانونيا مما تختص به المحكمة، بل نزاع سياسى ليس مكانه المحكمة ! والنقطة الثانية إنحيازًا لإسرائيل بقولها أن التدابير المؤقتة لم يتم استيفاؤها وأن جنوب إفريقيا لم تثبت من حيث الظاهر، أن الأفعال التي يُزعم أن إسرائيل ارتكبتها قد ارتكبت مع نية الإبادة الجماعية اللازمة، وارتات  سيادتها أن التدابير المؤقتة التي أشارت إليها المحكمة في الأمر ليس لها ما يبررها ! وذلك على الرغم من أن نية الإبادة لدى إسرائيل ثابتة على مرأى ومسمع من العالم.

ويضيف عن النقطة الثانية التى دونتها القاضية الأوغندية فى رأيها المخالف عن عدم ثبوت نية الإبادة الجماعية فى جانب إسرائيل وأن فتات التدابير المؤقتة ليس لها ما يبررها، فقد أجاز لها القانون الدولى أن تقول رأيها المخالف كيفما شاءت حسب قناعتها رغم أن ظاهر نية الإبادة واضح للعالم كله، أما النقطة الأولى الخطيرة التى أركز عليها هى قول القاضية الأوغندية بإنكار اختصاص المحكمة بنظر قضية إبادة إسرائيل لشعب فلسطين بقطاع غزة ، فهل يمثل ذلك منها إنكارًا للعدالة بحيث أن رأيها إن تم الأخذ به فيجعل النزاع بلا  قاضٍ يفصل فيه ؟ هذا هو السؤال الأخطر عالميًا ونطرحه ليكون محلًا لقول الحق بفكر مستجد يتفق وروح قواعد القانون الدولى.

ويذكر الدكتور محمد خفاجى أن القاضية الأوغندية تهدر تطبيق مصادرالقانون الدولى فى القضايا المعروضة على محكمة العدل الدولية على قمتها اتفاقية منع الإبادة الجماعية  ، وتفصيل ذلك أنه يوجد مصادر رئيسية لتطبيق القانون الدولى فى القضايا المعروضة على محكمة العدل الدولية على قمتها الاتفاقيات الدولية وأخرى احتياطية، وﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻋدد ﻣن اﻟﻣﺻﺎدر اﻟرﺳﻣﯾﺔ وأخرى احتياطية أوﺿﺣتها اﻟﻣﺎدة ٣٨ ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدل اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﺟزءًا ﻻ ﯾﺗﺟزأ ﻣن ﻣﯾﺛﺎق اﻻﻣم اﻟﻣﺗﺣدة وﻗد ﺟﺎء ﻓﯾﮭﺎ: "١-وظﯾﻔﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗرﻓﻊ إﻟﯾﮭﺎ وﻓﻘﺎً لأﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ، وھﻲ ﺗطﺑق ﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺄن: (أ) اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻊ ﻗواﻋد ﻣﻌﺗرﻓﺎً ﺑﮭﺎ ﺻراﺣﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟدول اﻟﻣﺗﻧﺎزﻋﺔ.(ب) العرف الدولي، كدليل على ممارسة عامة مقبولة كقانون، أى العادات الدولية المرعية المعتبرة ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻗﺎﻧون دل عليه تواتر الاستعمال (ج) ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ أﻗرﺗﮭﺎ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﻣدينة (د) أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم وﻣذاھب ﻛﺑﺎر اﻟﻣؤﻟﻔﯾن ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻷﻣم. وﯾﻌﺗﺑر ھذا أو ذاك ﻣﺻدرا ً اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎً ﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧون وذﻟك ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة (٥٩) التى تتعلق بمبدأ نسبية أثر الأحكام فلا يكون للحكم قوة الإلزام إلا بالنسبة لمن صدر بينهم وفى خصوص النزاع الذى فصل فيه. وﻻ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﻧص اﻟﻣﺗﻘدم ذﻛره أي إﺧﻼل ﺑﻣﺎ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣن ﺳﻠطﺔ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ وﻓﻘﺎً ﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌدل واﻹﻧﺻﺎف ﻣﺗﻰ واﻓق أطراف اﻟدﻋوى ﻋﻠﻰ ذﻟك"

فكيف يتنسى للقاضية الأوغندية كنائبة رئيس محكمة العدل الدولية أن تهدر أهم مصادر القانون الدولى وهو اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ المتمثلة فى اتفاقية منع الإبادة الجماعية ! وتتملص من خضوع قضية إبادة إسرائيل للشعب الفلسطينى بقطاع غزة من اختصاص المحكمة الدولية ! وتمتنع عن تطبيق الاتفاقية التى تمنع الإبادة الجماعية وهى على قمة مصادر القانون الدولى كمعاهدة دولية بحجة أنها قضية سياسية لا تخضع لاختصاص المحكمة! مما باتت معه غير صالحة لنظر القضية ووجدانها منحاز لإسرائيل بحجة السياسة.

يذكر الدكتور محمد خفاجى ألم تعلم القاضية الأوغندية ما تنص عليه المادة 24 من النظام الأساسى لمحكمة العدل الدولية فى فقرتها الأولى  " إذا رأى أحد أعضاء المحكمة، لسبب خاص، أنه لا ينبغي أن يشارك في الفصل في قضية معينة فعليه إبلاغ الرئيس بذلك." فإذا هى أفصحت بالفعل عن رأيها المخالف – والرأى المخالف مكنة يمنحها القانون الدولى شريطة ألا تتسلب المحكمة من ولايتها - بأن قضية إبادة إسرائيل لشعب فلسطين بقطاع غزة هى قضية سياسية وليست قانونية ! وبالتالى ينبغي عليها ألا تشارك في الفصل فيها، فى ضوء قناعتها بعدم ولاية المحكمة لها ويجب عليها  إبلاغ رئيس المحكمة بذلك،  فلماذا تصر على نظر قضية غير قانونية من وجهة نظرها وتعتبرها عملا من أعمال السياسة.

ويضيف إذا تمادت القاضية الأوغندية  نائب رئيس محكمة العدل الدولية فى الإصرار على نظر قضية إبادة شعب فلسطين وهى غير صالحة لنظرها لإفصاحها الجهير أمام العالم أن القضية سياسية، لا يجب على المحكمة نظرها فإنه ينبغى على رئيس محكمة العدل الدولية  القاضي اللبناني نواف سلام إجبارها على التنحى، ولا ينبغي أن يسمح لها بأن  تحضر فى جلسات قضية جنوب إفريقيا وإسرائيل، وعليه أن يخبرها بذلك، نزولًا على ما تقضى به الفقرة الثانية من المادة المادة 24 من النظام الأساسى لمحكمة العدل الدولية  والتى بموجبها " إذا رأى الرئيس، لسبب خاص، أن أحد أعضاء المحكمة لا ينبغي أن يحضر قضية معينة فعليه أن يخبره بذلك." بل واجب على رئيس المحكمة فى حالة إذا ما ثار خلاف بينه وبينها أن يعرض الأمر برمته على المحكمة لتصدر قرارًا بشأن إجبارها على التنحى إعمالًا للفقرة الثالثة من المادة 24 المشار إليها التى نصت على أن " إذا اختلف عضو المحكمة والرئيس في أي حالة من هذا القبيل، يتم الفصل في الأمر بقرار من المحكمة".

ويختتم أن إجبار القاضية الأوغندية لن يؤثر على صحة تشكيل المحكمة وفقًا للمادة 25 من النظام الأساسى لمحكمة العدل الدولية فى فقراتها الثلاث  بأن " تنعقد المحكمة بكامل هيئتها ما لم يُنص صراحة على خلاف ذلك في هذا النظام الأساسى رهنا بشرط ألا ينخفض بذلك عدد القضاة المتاحين لتشكيل المحكمة إلى ما دون أحد عشر، ويجوز أن تنص لوائح المحكمة على السماح لقاض أو أكثر، حسب الظروف وبالتناوب، بالاستغناء عن الجلسة. ويكفي وجود تسعة قضاة نصاب المحكمة لتشكيل المحكمة".

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مجلس الدولة قطاع غزة المستشار محمد عبد الوهاب القاضية الأوغندية جوليا سيبوتيندي إبادة الجماعية القضية سياسية محکمة العدل الدولیة القاضیة الأوغندیة الإبادة الجماعیة رئیس محکمة العدل القانون الدولى اختصاص المحکمة قضیة سیاسیة نیة الإبادة قضیة إبادة

إقرأ أيضاً:

رئيس النيابة الإدارية يشهد ختام برنامج تدريب المدربين المستوى المتقدم TOT 2

شَهدَ المستشار عبد الراضي صديق رئيس هيئة النيابة الإدارية، اليوم فعاليات ختام المرحلة الأولى من برنامج تدريب المدربين المستوى المتقدم "TOT 2"، بمشاركة 25 من مستشاري النيابة الإدارية، بالإدارات والمكاتب الفنية والنيابات المختلفة، بمختلف الدرجات القضائية، والتي عقدها مركز التدريب القضائي برئاسة المستشار الدكتور أيمن نبيل، وبالتعاون مع المركز القومي للدراسات القضائية بوزارة العدل برئاسة المستشار الدكتور مجدى سلامة، خلال الفترة من 6 حتى20 إبريل الجاري بمقر المركز القومي للدراسات القضائية.

جاء ذلك في حضور المستشار الدكتور محمد أبو ضيف الأمين العام للمجلس الأعلى للنيابة الإدارية.

استهلت فعاليات اليوم  بعروض تفاعلية قدمها المستشارين المشاركين بالبرنامج، عكست مدى التزامهم بالقواعد التي تم التدريب عليها طوال فترة الورشة، أعقبها كلمة ترحيبية من المستشار الدكتور أيمن نبيل مدير مركز التدريب القضائي، رحب فيها بتشريف المستشار عبد الراضي صديق رئيس هيئة النيابة الإدارية والمستشار الدكتور مجدي سلامة  مساعد الوزير لشئون المركز القومي للدراسات القضائية، والمستشار الدكتور محمد أبو ضيف الأمين العام، والحاضرين، مؤكداً على أهمية مثل هذه الدورات، من خلال استعراض مراحل إعداد المدرب على مستويات عدة بما يكسبهم القدرة على نقل المعرفة واستمرار التواصل بين الأجيال المختلفة.

كما تفضل المستشار الدكتور مجدي سلامة مساعد وزير العدل لشئون المركز القومي للدراسات القضائية، بإلقاء كلمة رحب فيها بالحضور، ونقل إليهم تحيات وزير العدل، ووجه الشكر لرئيس هيئة النيابة الإدارية لحرصه على الدعم المتواصل لكافة البرامج التدريبية، بما يسهم في تنمية قدرات أعضاء النيابة الإدارية، كما وجه الشكر إلى المستشار الدكتور محمد أبو ضيف الأمين العام للمجلس الأعلى للنيابة الإدارية والمستشار الدكتور أيمن نبيل  مدير مركز التدريب القضائي، وأعرب في ختام كلمته عن سعادته بالتعاون المثمر بين وزارة العدل والنيابة الإدارية في سبيل دعم المنظومة القضائية وتطوير آليات التدريب القضائي.

وفي كلمته وَجَّه المستشار عبد الراضي صديق الشكر للمستشار عدنان فنجري وزير العدل، والمستشارين الحضور لما لمسه من تطور بالغ في ملكات العرض والتقديم خلال عروضهم التفاعلية، وأعرب خلال كلمته، عن شكره للمستشار الدكتور مجدي سلامة دياب مساعد وزير العدل لشئون المركز القومي للدراسات القضائية على الجهد المبذول لتنظيم مثل هذا البرنامج التدريبي والذي يهدف إلى تنمية المهارات العملية والمعرفية للمستشارين بما يسهم في تعزيز قدراتهم في مجال التدريب.

كما تفضل المستشار الدكتور محمد أبو ضيف الأمين العام، بإلقاء كلمة وجه فيها الشكر للمنصة الكريمة وللحضور من المستشارين المشاركين، وأكد خلالها على الدور التاريخي للمركز القومي للدراسات القضائية على مدار السنين في دعم وتدريب أعضاء النيابة الإدارية وكافة الجهات والهيئات القضائية.

وتضمن البرنامج التدريبي عددًا من المحاور، التي تفضل باستعراضها الأستاذ الدكتور محمد فوزي والي أستاذ تكنولوجيا التعليم والخبير الدولي في التدريب وإعداد القادة، شملت توظيف مبادئ عمل المخ البشري في مجال التدريب، مهارات إدارة جلسات التدريب بفاعلية وكفاءة، مهارات توظيف لغة الجسد للمدرب، مهارات تصميم الحقيبة التدريبية " دليل المدرب والمتدرب، مهارات تصميم الأنشطة التدريبية، توظيف أساليب التدريب التفاعلية الحديثة، آليات استخدام التكنولوجيا في مجال التدريب، تنمية مهارات المدرب القائد.

وفي ختام البرنامج التدريبي تم تسليم المستشارين المشاركين شهادات اجتياز البرنامج التدريبي، وذلك تحت رعاية المستشار عدنان فنجري  وزير العدل.


برنامج تدريب المدربين المستوى المتقدم TOT 2 (1)

 


برنامج تدريب المدربين المستوى المتقدم TOT 2 (2)

 


برنامج تدريب المدربين المستوى المتقدم TOT 2 (3)

 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • رئيس جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي يوجه انتقاداً لاذعاً لنتنياهو في المحكمة العليا بعد محاولة إقالته
  • رئيس الشاباك يواجه نتنياهو في المحكمة العليا لدى الاحتلال: طُلب مني التجسس على المحتجين 
  • 1 يونيو.. الحكم بدعوى عدم دستورية المادة 110 من قانون المرافعات بشأن اختصاص المحكمة
  • العفو الدولية تطالب بإلغاء أحكام قضية التآمر بتونس.. تصفية سياسية
  • قضية المسعفين.. إسرائيل تعترف بـ"إخفاقات مهنية متعددة"
  • خداع العدالة.. أستاذ قانون دولي يكشف حيل إسرائيل للإفلات من محكمة الجنايات الدولية
  • رئيس النيابة الإدارية يشهد ختام برنامج تدريب المدربين المستوى المتقدم TOT 2
  • غوغل تخسر قضية مكافحة احتكار ضد وزارة العدل الأميركية ومخاوف من فصل متصفح كروم
  • محكمة العدل الدولية تملك من الشواهد والحقائق ما يكفي للتحرك
  • وزير العدل يترأس اجتماعاً لتطوير المؤسسات الإصلاحية وتسهيل إجراءات تطبيق قانون العفو العام ومتابعة الخدمات الصحية وتوفير المستلزمات السجنية لتعزيز كفاءة المؤسسات الإصلاحية