نشر مركز "أتلانتيك كاونسل" مقالا تحليليا أكد من خلاله أن الحضور الروسي في أمريكا اللاتينية أصبح أكثر وضوحا بعد العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

وفي المقال بعنوان "المنافسة على النفوذ في الأمريكتين أصبح الآن على الإنترنت"، أفاد المركز بأن روسيا تمكنت من توسيع حضورها الإعلامي بشكل كبير في أمريكا اللاتينية والمنطقة بمساعدة قناة RT.

وأشار إلى أنه ولمواجهة النفوذ الروسي، يُقترح تشجيع شبكات التواصل الاجتماعي على حظر حسابات وسائل الإعلام الروسية مثل RT.

ويوضح المقال أن روسيا أنشأت بصمة إعلامية ومعلوماتية كبيرة في جميع أنحاء المنطقة من خلال "روسيا اليوم" و"سبوتنيك نيوز" وقناة Actualidad RT التابعة لروسيا اليوم والناطقة بالإسبانية والتي يتابعها أكثر من 3.5 مليون شخص على منصة "X" (تويتر سابقا) وقناتها على YouTube (المحظورة الآن) والتي تضم أكثر من ستة ملايين مشترك. 

ويذكر المقال أيضا أن صفحة RT باللغة الإسبانية على موقع "فيسبوك" أصبحت الآن أكثر شعبية من نظيرتها باللغة الإنجليزية.

ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست" "تأتي غالبية حركة المرور على موقع RT en Español من فنزويلا (21.29 بالمائة)، والأرجنتين (16.93 بالمائة)، والمكسيك (13.33 بالمائة)، وكولومبيا (5.52 بالمائة)".

ويشير مركز "أتلانتيك كاونسل" إلى أن الوجود الإعلامي الروسي في أمريكا اللاتينية يوضح استخدامها لأداة المعلومات التي تمتلكها القوة الوطنية لتحدي نفوذ الولايات المتحدة.

وذكر أنه على مدى عقود من الزمن قامت الصين وروسيا بتوسيع نفوذهما عبر الأمريكتين عبر المجالات الدبلوماسية والمعلوماتية والعسكرية والاقتصادية.

ويضيف "أتلانتيك كاونسل" "أنهم ينخرطون الآن في مجالات جديدة تشمل التقنيات الناشئة والفضاء الإلكتروني والفضاء الخارجي.. لدى الصينيين مشاريع استثمارية وتجارية جريئة جارية لتأمين أسواق جديدة وموارد استراتيجية لتوسيع مبادرة الحزام والطريق العالمية"

وأشار إلى أنه ومنذ الحرب الباردة تحدت روسيا نفوذ الولايات المتحدة في الأمريكتين من خلال رعاية الأنظمة ذات التفكير المماثل بما في ذلك كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا.

ويقول المركز إن إدارة بايدن حددت روسيا والصين كمنافسين استراتيجيين في استراتيجية الأمن القومي لعام 2022، مؤكدا أن المنافسة الاستراتيجية من جانب موسطو وبكين في الأمريكتين حقيقي ويتجلى في مجالات جديدة مثل التكنولوجيات الناشئة .

وفي ضوء النفوذ المتنامي للصين وروسيا في التكنولوجيات الناشئة والفضاء الإلكتروني، يشير المركز إلى أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تعمل على تحسين قدرتها على اكتشاف وفهم ومواجهة أنشطة منافسيها الاستراتيجيين في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. 

ويبين في السياق أنه ينبغي على الولايات المتحدة زيادة مشاركتها مع الدول الشريكة في المنطقة على الجبهات السياسية والاقتصادية والمعلوماتية والتكنولوجية لحماية المؤسسات والاقتصادات التنافسية والتدفق الحر للمعلومات.

كما اقترح المركز على واشنطن الانخراط في اتصالات استراتيجية أكثر استباقية في المنطقة للإعلام والتثقيف بشأن المساهمات المهمة للحكومة الأمريكية والقطاع الخاص التي تهدف إلى حماية وتعزيز الرخاء والأمن والديمقراطية في الأمريكتين، وتعزيز محو الأمية الإعلامية والتعليم لرفع مستوى الوعي في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية.

ودعا إلى تشجيع شركات وسائل التواصل الاجتماعي مثل "ميتا" على تحديد وإزالة بعض الحسابات الروسية التابعة للدولة، مثل "سبوتنيك" وRT الإسبانية، من منصاتها لوقف تدفق الأخبار.

وطلب أيضا من الولايات المتحدة أن تستثمر رأس المال السياسي والاقتصادي والتكنولوجي بنشاط في جيرانها في الجنوب لتظل الشريك المفضل لأمريكا اللاتينية.

وفي ختام المقال التحليلي يقول المركز إن الولايات المتحدة تتمتع بفرص كبيرة لكبح ومواجهة التأثير الصيني والروسي في الأمريكتين، وأنه يجب عليها اغتنام مثل هذه الفرص دون تأخير.

المصدر: "أتلانتيك كاونسل"

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: RT الروسية RT العربية أخبار أمريكا أمريكا اللاتينية بكين موسكو وسائل الاعلام فی أمریکا اللاتینیة الولایات المتحدة إلى أن

إقرأ أيضاً:

حرب التيك توك في أمريكا| ترامب أشعل الشرارة الأولى لحظر التطبيق في 2020 والناخبون يغيرون رأيه.. و90 يومًا فاصلة لتحديد ملكيته داخل الولايات المتحدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أوقفت شركة تيك توك TikTok الوصول إلى مستخدميها في الولايات المتحدة في وقت متأخر من يوم السبت الماضي بعد صدور قانون يحظر استخدام تيك توك داخل الولايات المتحدة الأمريكية بعد أشهر من النزاعات، حيث حسمت المحكمة العليا الأميركية يوم الجمعة الماضية قانونا من شأنه حظر التطبيق باسم الأمن القومي، حيث اشترطت أن يمتلك الأمريكيون نسبا من التطبيق حتى يتم السماح له مرة أخرى بالعمل داخل أمريكا.

وأرسل تطبيق TikTok رسالة إلى المستخدمين قبيل اغلاقه وحظره في أمريكا: "لقد صدر قانون يحظر تيك توك بالولايات المتحدة، ولسوء الحظ، هذا يعني أنه لا يمكنك استخدام تيك توك في الوقت الحالي.. نحن محظوظون لأن الرئيس دونالد ترامب أشار إلى أنه سيعمل معنا على إيجاد حل لإعادة تفعيل تيك توك بمجرد توليه منصبه"، داعين المشاركين بالبقاء على التطبيق والاطلاع على التحديثات الجارية حول الأمر.

إحصائيات وأرقام

يحظى تطبيق تيك توك TikTok على إقبال كبير من الأعمار الأصغ سنًا وصولًا إلى كبار السن، حيث أصبح المستخدمون العاديون ينشرون مقاطع صغيرة تستطيع أن تحولهم إلى مشاهير في غضون ساعات قليلة.

ووفقًا للاحصائيات الصادرة عن مدى استخدام تطبيق تيك توك حول العالم، فوصل عدد المستخدمين النشطين لـ TikTok إلى 1.677 مليار مستخدم عالمي في عام 2023، كان منهم 1.1 مليار مستخدم نشط شهريًا، ويصل عدد المستخدمين الأمريكيين إلى أكثر من 170 مليون شخص.

ووصل عدد مرات تنزيل التطبيق وفقا لعام 2023 ، ما يصل إلى  مليار مرة، وكان هو التطبيق الأكثر تنزيلا خلال عام 2022 بين تطبيقات ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي العالمية. 

شرارة الحرب الأولى ضد تيك توك

موقف "دونالد ترامب" الجديد نحو منصة تيك توك يعتبر مفاجأة، حيث يُعتبر "ترامب" هو من أشعل الشرارة الأولى في عام 2020 ضد تيك توك، متهما الشركة المؤسسة للتطبيق "بايت دانس" بسرقة بيانات المستخدمين في أمريكا لصالح الحكومة الصينية.

واتخذ ترامب موقفا ضد تيك توك، وقام بإصدار قرار تنفيذي بحظر تيك توك في الولايات المتحدة الأمريكية قبل معركته الانتخابية مع جو بايدن والتي فاز فيها الأخير.

ومع فوز "جو بايدن" لم تدخل قرارات ترامب حيذ التنفيذ ضد تيك توك، إلا أنه تم حظر استخدام التطبيق بين أعضاء الجيش الأمريكي وتبعها عدة مؤسسات حكومية أخرى.

وفي منتصف عام 2023 تم استجواب المدير التنفيذي لتطبيق تيك توك داخل الكونجرس الأمريكي، وكانت من تبعاتها إقرار جو بايدن عام 2024 قانوناً يتطلب حظر تيك توك إذا لم تبع الشركة المؤسسة لتيك توك الأسهم لشركة أخرى غير ذات نزاع أو خصم للأمن القومي الأمريكي.

مواقف متغيرة

وفي موقف متغير من دونالد ترامب نحو  TikTok  بعد مرور أكثر من 4 أعوام على حملته المناهضة ضد التطبيق، وعد "ترامب" في أحد تجمعاته الانتخابية في واشنطن إنه سيسمح لتطبيق تيك توك TikTok باستخدامه بالولايات المتحدة شرط أن تنتقل ملكية 50% من تيك توك عبر مستثمرين من الأمريكيين.

السبب الرئيسي الظاهر والمعلن في تغيير "ترامب"  عن رأيه السابق حول منصة تيك توك، هي حملته الانتخابية التي شهدت زخمًا كبيرًا عبر صفحته على تطبيق تيك توك أثناء الانتخابات الأمريكية الماضية، حيث شهد تنامي عدد متابعيه ليصل إلى 15 مليون متابع، إضافة إلى 108 ملايين إعجاب، واستطاعته الوصول إلى الناخبين الأصغر سنًا عبر لتطبيق.

فيما تبدو أن هناك ملامح اقتصادية أخرى تهيمن على الوضع، وجوانب آمنية أيضًا تحذر من استحواذ شركة صينية على بيانات المواطنين في أمريكا.

ويتوقع الخبراء أن الدورة الرئاسية الـحالية 2025- 2029، سوف تشهد أحداث مختلفة ترتبط بتطبيقات التكنولوجيا، خاصة بعد انضمام "إيلون ماسك" مالك التطبيق الأكثر شهرة X (تويتر سابقًا) إلى حملة ترامب التي فاز بها في الانتخابات الامريكية، وكونه الحليف الأكثر قربًا من الرئيس الأمريكي، مما يلقي الضوء على تطلعات "ماسك" في تنفيذ خططه التكنولوجية في الولايات المتحدة الأمريكية.

مقالات مشابهة

  • حرب التيك توك في أمريكا| ترامب أشعل الشرارة الأولى لحظر التطبيق في 2020 والناخبون يغيرون رأيه.. و90 يومًا فاصلة لتحديد ملكيته داخل الولايات المتحدة
  • شكوى ضد أمريكا.. ترامب يهدد بضم قناة بنما إلى الولايات المتحدة في خطابه الأخير
  • ترودو: الولايات المتحدة قد تضطر لشراء الموارد من روسيا والصين إذا فرضت رسوما على كندا
  • المرشحة لمنصب المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة: امتلاك روسيا والصين حق النقض "تحد كبير"
  • الهلال الأحمر: الدبلوماسية المصرية نجحت بشكل كبير في إدخال المساعدات إلى غزة
  • روبيو وزيرا لخارجية أمريكا: هدفنا جعل الولايات المتحدة أقوى
  • اجتماع تاريخي بين ترامب وتيم كوك.. هل تستثمر آبل بشكل ضخم في الولايات المتحدة؟
  • بوتين: روسيا تهنئ ترامب على توليه رئاسة الولايات المتحدة
  • عاجل..ترامب: أمريكا ستكون عظيمة أكثر من أي وقت مضى
  • باحث سياسي: روسيا ترى تنصيب ترامب أمرا يساهم في عودة العلاقات مع أمريكا